أخبار مختارة

نافع وعلي عثمان يستولون على الحزب.. والبشير يغير قوانين اللعبة

البشير والإسلاميون يستولون على الدولة

نافع وعلي عثمان يستولون على الحزب

والبشير يغير قوانين اللعبة

ياسر عرمان

لماذا قال البشير أنه سيتحول إلى شخصية قومية “بقدرة قادر”؟  ولماذا قال أنه سيقف على مسافة متساوية من جميع الأحزاب؟ ولماذا يجري الحديث لتكوين حزب جديد للبشير؟ ولماذا يتحدث أمين حسن عمر عن الانقلاب الأبيض أو الأسود؟ ولماذا يرمي قادة المؤتمر الشعبي بيضهم كله في سلة البشير؟ ولماذا فشل فيصل حسن إبراهيم في المهمة التي أوكلت له باقتلاع أيدي نافع وعلي عثمان العميقة في داخل الحزب، وفيصل نفسه من مواليد الدولة العميقة؟ من الأهمية بمكان الإجابة علي كل هذه الاسئلة في معسكر خصومنا وخصوم الثورة حتى نتمكن من فهم طبيعة ما يجري داخل معسكر الخصم مما سيساعدنا في رسم الوجهة السليمة حتى نبحر ببوصلة دقيقة الاتجاهات.

الثورة هي التي تحرك الأحداث داخل المؤتمر الوطني وجماعات الإنقاذ، ولأول مرة، منذ ثلاثين عاماً، أصبح المؤتمر الوطني متلقياً وليس صانعاً للأحداث. فالأحداث يصنعها الشارع، والمؤتمر الوطني وقيادته أضحوا يتخبطون كمن به مسٌّ من صديقهم الشيطان الذي صادقهم لنحو ثلاثين عاماً.

فالبشير لا يريد أن يقف على مسافة متساوية من جميع الأحزاب ولا يريد أن يصبح شخصية قومية ولكنه يدرك أنه ليس اللاعب الوحيد داخل المؤتمر الوطني، وقد حاول تصفية اللاعبين الآخرين في المؤتمر الوطني وعلى رأسهم نافع وعلي عثمان. وفيصل حسن إبراهيم قد فشل في تصفية جماعة النفوذ المعادية للبشير والرافضة لترشيحه مرة أخرى، إن كل القضية تدور حول ترشيح البشير أو من سيرثه، وإسلاميو السلطة اليوم هم جماعات مصالح لا يوحدهم الله ولا كتابه أوسنة نبيه ولا حتى الإمام حسن البنا بل ما يجمعهم هو المصالح والسلطة. والبشير اعتقد أن فيصل له القدرة على وجه التحديد لتصفية نفوذ نافع وتمهيد الأرض لترشيحه مرة أخرى لدورة جديدة، ولكن فيصل فشل في آداء المهمة، فأراد البشير أن يغير المرمى والميدان بكامله، وأن يبيع لنا فكرة أنه أصبح فوق الأحزاب، وأنه أصبح شخصية قومية بين ليلة وضحاها، وأنه قد نسى أوراد أبو الأعلى المودودي “ولا لدنيا قد عملنا، نحن للدين فداء” و”فليعد للدين مجده أو ترق فيه الدماء”، ولذا يحدثنا أمين حسن عمر عن الانقلاب الأبيض أو الأسود. فهو يتحدث عن انقلاب يقوده رئيس الحزب وأمير المؤمنين الذي بايعوه كلهم وما عليهم إلا السمع والطاعة. إن البشير يدرك إنها لم تكن لله فقد كانت بكاملها للسلطة والجاه. ولذلك فإن البشير سيجد في داخل الاسلاميين من يقف معه رئيساً مدى الحياة، طالما أن هنالك سلطة وجاه، والبشير يعتمر طاقيتين الحركة الاسلامية والجيش، على النقيض من نافع وعلي عثمان، فهو يضربهم بعصا الحركة الاسلامية تارةً وبعصا الجيش والسلطة تارةً أخرى، وهم الذين استخدموا كل تلك العصي ضد شيخهم حسن الترابي. كل ذلك يجري في صراع المحاور الإقليمية التي لا تقف على حياد فهنالك محور مصر والسعودية والإمارات والمحور القطري التركي ومعه التنظيم الدولي للأخوان المسلمين ومن على البعد أضواء شواطئ الأطلنطي. بعضُ قادة المؤتمر الشعبي يعرضون حزبهم على البشير كبديلٍ لإخوة الأمس والبشير يبيع ويشتري في دوائر الاسلامينن وعدد كبير من الاسلاميين توصل إلى أنه لن تقوم قائمة للحركة الاسلامية دون ديمقراطية وإن الحركة الإسلامية حينما تصادر الديمقراطية من المجتمع فإن نفس السلاح الذي تذبح به المجتمع سيذبح الحركة الإسلامية نفسها، وعلى التيار الاسلامي والراغبين منهم في التغيير أن يبحثوا عن طريق جديدعنوانه الديمقراطية والمواطنة بلا تمييز والسلام العادل والمحاسبة والمصالحة وتضميد جراحات الماضي والبحث المشترك عن المستقبل.

أخيراً، هيمن المؤتمر الوطني والإسلاميون على الدولة بصلف ودكتاتورية وهيمن البشير على المؤتمر الوطني والإسلاميين بصلف ودكتاتورية أيضاً، وفي ظل هذا الوضع تكمن مأساة المؤتمر الوطني وإسلاميي السلطة. إن الشارع وثورة الجماهير هي التي ستحدد مستقبل المؤتمر الوطني والبشير ومستقبل الصراعات الدائرة بينهم. إن الرهان الحقيقي يجب أن يكون على ثورة الجماهير وانتصارها وعلينا أن نوظف كل طاقاتنا وقدراتنا في دعم ثورة الشعب، فالشعب كان في كل آن هو القضية والرهان.

٢٧ فبراير ٢٠١٩

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..