مقالات سياسية

مقترحات عملية للجان المقاومة !

حسين عبدالجليل

في النسخة الاولي من هذا المقال , التي نشرتها قبل بدء الفترة الانتقالية , كانت نفس مقترحات هذا المقال موجهة لتجمع المهنيين السودانيين . الآن بعد حوالي العام من بداية الفترة الانتقالية لم يستطع تجمع المهنيين اعادة تعريف مهامه لتتوافق مع المرحلة الانتقالية , بينما نجحت لجان المقاومة في ذلك نجاحا ملحوظا , مما جعلني أعيد صياغة نفس المقترحات لتكون موجهة للجان المقاومة بدلا من تجمع المهنيين .

ماأقترحه هو أن تتبني , تخطط , وتنفذ لجان المقاومة مشروعا قوميا لمحو الامية بالسودان علي غرار الحملة الوطنية الكوبية لمحو الآمية التي دشنتها قيادة الثورة الكوبية مابين 1 يناير الي 22 ديسمبر 1961 والتي بموجبها أرتفعت نسبة من يجيد القرأءة و الكتابة في كوبا من نسبة 60% الي نسبة 96% وهي من أعلي النسب بالعالم حاليا .و نتيجة لتلك الحملة قبل أكثر من خمسين عاما فأن نسبة الامية في كوبا اليوم هي أقل من نسبة الامية بالولايات المتحدة و من كل الدول الاوربية (عدا بعض الدول الاسكندنافية).

تخطيط و تنفيذ حملة للقضاء علي الامية بالسودان , في فترة ماتبقي من سنوات الانتقالية , هو أمر ممكن دون الحوجة لاغلاق المدارس و الجامعات وارسال الطلاب للريف لقيادة حملة محو الامية كما فعل الكوبيون . و ستساعد في نجاح الحملة , الاستعانة بوسائل الاتصالات الحديثة من انترنت و تطبيقاته (واتساب …الخ) , والقنوات تلفزيونية المتخصصة . من يظن أن القضاء علي الامية بالسودان في سنتين هو أمرا مستحيلا فعليه أن يتذكر أن الكوبيين فعلوا ذلك , قبل خمسين عاما و في أقل من عام واحد , و حينها لم يكن بحوزتهم سوي ماهو متاح من تقنية ذلك الزمان (اقلام رصاص . ورق و طباشير).
غني عن القول بأن القضاء علي الامية سيكون له تداعيات أيجابية كثيرة علي مستقبل السودان الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي , ففي الغالب يكون من يجيد القراءة و الكتابة أكثر وعيا بحقوقه السياسية و المدنية من ألأمي .

المشروع ألآخر الذي يمكن أنجازه , خاصة في المدن , هو مشروع تشجير مكثف بموجبه تزرع مئات الآلوف , وربما بضع ملايين , من الاشجار في المدن السودانية و بخاصة في العاصمة المثلثة خلال سنتين . بالطبع فأن أنجاز هذا المشروع بنجاح واحترافية وبعيدا عن الهتافية , سيتطلب تخطيطا ليس بالسهل , مثل انشاء و أدارة عدة مشاتل لانتاج الأشجار التي ستغرس . أبتكار طرق لسقي و رعاية الاشجار بعد غرسها و بانتظام …الخ.

ثورة الشباب السوداني شحذت همة المغتربين والمهاجرين السودانيين بحس وطني وبحب لايوصف لوطنهم العاتي . حتي أبناءهم و بناتهم الذين ولدوا و نشأوا في ديار الاغتراب أصبح لهم ألآن أرتباط وثيق بوطنهم الأم وصاروا أكثر فخرا بسودانيتهم من أي وقت مضي . بعد الثورة أصبح المغترب السوداني أكثر أستعدادا للمساهمة بالمال في أي مشروع وطني يعود بالفائدة علي جموع الشعب السوداني , وهنا يأتي الدور الذي يمكن أن يقدمه المغتربون لمشروعي محو الأمية و التشجير . فببعض الشيئ من التنظيم و الشفافية يمكن لجموع المغتربين (خاصة في الغرب) من تمويل حملة محو الامية و حملة التشجير (التي ستتطلب انشاء و ادارة عدة مشاتل) تمويلا كاملا . يمكن تحديد مبلغ محدد بالعملة الصعبة – يحوله المغترب – بغرض محو أمية مواطن سوداني واحد أو لغرس و رعاية شجرة واحدة , في المدينة التي يختارها , لمدة عامين.

أن فعلت لجان المقاومة ذلك- فستكون رائدة في تخريج جيلا جديدا من الناشطين الذين يعني النشاط السياسي لهم خدمة المواطن السوداني فيما ينفعه و يسهل له حياته . وهم أن فعلوا ذلك سيكونون أفضل قادة لنهضة سودانية شاملة في كل المجالات , نهضة تؤسس لجمهورية سودانية ثانية يكون الناشط السياسي فيها خادما لاسيدا لمواطنه الكادح .

هذه بعض الأفكار التي أجزم بأنها قابلة للتطبيق وبأنجازها نرد بعضا من الدين لوطن عريق يقطنه شعبا من أجمل شعوب الدنيا.

حسين عبدالجليل
[email protected]
https://hussein-abdelgalil.blogspot.com

‫2 تعليقات

  1. كلامك جميل يا أستاذ و أتمنى أن تتلقف الفكرة اللجان المعنية.
    ملاحظة بسيطة: عندما تريد و ضع COMA استعمل أعلى حرف (نون) بدلاً من أعلى حرف (واو). ،،،، وليس ,,,,

    1. اسمها الشولة بالعربية يا عزوز الأول، وأما الكومة هذه ففي اللغة الانجليزية وموضعها في حرف الواو بالعربي، كما أنوه إلى أن وضع الشولة كما النقطة يكون مباشرة بعد الكلمة التي قبلها كأنها حرف فيها بدون مسافة وانما تأتي المسافة بعد الشولة كما في هذا التعليق….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..