القاتل المجهول

ابراهيم ميرغني

كالعادة يطلق الرصاص الحي على المتظاهرين من الطلاب العزل متى ما عبروا عن رأيهم في مظاهرة أو ندوة أو ركن نقاش، ويسقط القتلى والجرحى وينفي الجاني أي مسؤولية عما حدث، وكأنما الضحايا ماتوا دون سبب وفي النهاية يدون البلاغ ضد مجهول، بينما هذا المجهول معروف وحرفته القتل بدم بارد، يمارسها مع سبق الإصرار والترصد، ما قلناه آنفاً ينطبق على ما جرى في جامعة الخرطوم أول أمس خلال مخاطبة طلابية سلمية تواجه بالرصاص الحي، واستشهد طالب والعشرات مصابين إصابات بالغة، ثم يخرج بيان من الشرطة ليقول: ( إن الشرطة تصدت لأحداث شغب قام بها بعض طلاب روابط أبناء دارفور بجامة الخرطوم، وإنها استخدمت الغاز المسيل للدموع فقط ، وإن الشرطة ظلت ترابط بعيداً عن الموقع ثم علمت بعد ذلك بإصابة طالبين داخل حرم الجامعة، فقامت بتطويق المكان وشرعت في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه الحادث، وإنها ستبذل كل الجهد للوصول إلى الجناة). وبالطبع لن يتم الوصول الجناة أبداً، لكن بيان الشرطة أكد أن إطلاق النار تم داخل الحرم الجامعي، لذا نقول إن إدارة جامعة الخرطوم أيضاً لا تعفى من المسؤولية فالشرطة تهاجم الطلاب، والقاتل المجهول يطلق الرصاص الحي، والعسكر يحيطون بالجامعة منذ صباح أول أمس دون أن تكلف إدارة الجامعة نفسها إصدار بيان أو قرار للشرطة بالابتعاد عن حرم الجامعة ، ثم بلا حياء تغلق الجامعة بعد حادث القتل وتقول إنها فتحت بلاغاً لدى الشرطة.

الميدان