مقالات سياسية

حيوانات في حياتنا..!!

أجلكم الله، فالغراب برغم تشاؤم بعض الناس به إلا إن الله كرمه بذكره في كتابه العظيم بتعليمه الإنسان كيف يدفن موتاه. ليس ذلك فحسب فإنه من أوفى الحيوانات ذمة وعدلا ورعاية لأسرته. فيقوم الزوج والزوجة سويا برعاية أطفالهما، ويقيم الغربان العدالة بقانونهم على كل غراب مخطئ، ولكنهم لا يستطيعون ان يكونوا مملكة مثل النمل. فهذا الحيوان الذي لم يأبه لحكم نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام وينضم لمملكته مع الطير والإنس والجن فهم يوزعون، إستمر في حياته الطبيعية إلى أن أكل منسأته، فخر من على طوله. وبرغم صغر حجمه، فهو من أعلن عن موته وسقوط عرشه و إنتهاء ملكه الذي لم ولن يكون لأحد من بعده. وهو بخلاف ما يتمتع به الأسد من ملك لا ينتهي للغابة، ولكن من هو ملك البحر.
فالحوت عاش حياته بطبيعية الحيوانية ولم يبالي بإلتقام وعض نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام الذي نفد بجلده للبر، فأنجاه الله لأنه كان من المسبحين، كما ينجي الجارين الذين يساعدون”جكتهم” بياسين. وعندما إنقلبت دورة الحياة عليه، لم يستسلم ويكن لقمة سائغة لموسى عليه الصلاة والسلام فأتخذ سبيله في البحر عجبا. ولكنه كان إشارة لأمارة الذهاب لمجمع البحرين لملاقاة العبد الذي علمه الله من لدنه علما، فتعلم منه أهم درس في حياته.
وهو ما تعلمه الحيوانات التي قالوا إنها قادمة من البحر الأحمر، واستطاعت أن تتسلل عبر قناة السويس حتى استقرت عند شواطئ اسبانيا مسببة ذعرا للسياح. فالهجمات الإرهابية التى تشنها قناديل البحر قد تضر بالسياحة، وبدا ذلك واضحا، حسب تقرير إحدى الصحف الإسبانية. ويبدوا ان قناديل البحر ستواجه أياما عصيبة بعد الاستنفار الذى تشهده البلاد لتشغيل عمالة إضافية لتجاوز هذه المشكلة. ولذا رب ضارة نافعة، فهذا سيساعد على تخفيض نسبة العطالة والدفع بالإقتصاد الأسباني.
لكنه ذعر لا يقارن بالهلع الذى يعيشه طائر الحبار فى جنوب الجزائر الذي أصبح الحائط القصير لكل الهواة العرب بعد يأسهم من وهمة الربيع العربي. وربما لأنهم عرفوا معلومة ان كبد طائر الحبار عبارة عن (فياجرا طبيعية). وتقول أسطورة أخرى بأن أحشاءه تتضمن أحيانا بعض الأحجار الكريمة النادرة التى يلتقطها الطائر فى أثناء تحليقه. مما يدل على ان طائر الحبار، نوعا ما، كالحمار يحمل أسفارا. وهو مالم يكتشفه منقبوا الذهب إلى الآن. فالحبار لا يدقق فى طعامه لدرجة أنه يبتلع أى شىء قد يودي بحياته، بخلاف أن هناك مؤسسات تجتهد فى حمايته من الانقراض بالتكاثر الصناعي. حيث يتم إحضار موكيت بلاستيك لأنثى الحبار، ووضعها فى قفص أمام الذكر، فيقوم بمضاجعتها فيحصل المتخصصون على سائل الذكر المنوي، ثم يقومون بتخصيب الإناث على مهل. ولكن كل مجهودات الحفاظ على هذا الطائر من الانقراض ستذهب سدى أمام محاولات العرب الاستمتاع بقنصه. وهو أمر غريب، لكن ستزول غرابتك إذا عرفت أن الولاية الجزائرية التى يصيدون فيها اسمها ولاية “البيض”.

ورب نافعة ضارة خصوصا في بلد ظالم حكامه الذين يسيطرون ويتحكمون في أرزاق الناس في الأرض. ولكن، مهما عملوا، وفي السماء رزقكم وما توعدون. و الحياة صعبة، حتى على حيوان كبير مثل الجمل. وعموما فالجمل محظوظ لأنه لا مرارة له. فهذه الميزة تفتح له أبواب الصبر مجانا. فليس للجمل ما يخشى عليه من (الفقع). المتخصصون أدركوا النعمة التى يعيش فيها الجمال، فأطلقوا دراسة تنغص عليهم حياتهم يطالبون فيها الناس بركوب الجمال قدر استطاعتهم متى وجدوها. إذ ان ركوب الجمال لفترات طويلة ينشط خلايا المخ ويؤخر الزهايمر ويعالج الأذن الوسطى ويقوى القدرة على الإتزان. والجمل، يعيش من أجل الآخرين بلا مقابل. فيقول الحق سبحانه فيه: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؟.
وبرغم معاناة وصبر الجمل، وهو مثال للناس المغلوبة على أمرها، يحصل الماعز على الطعام والمال دون تعب حسب جريدة (ديلى ميل). فقد قررت الإدارة الأمريكية أن تحافظ على نظافة مقابر الكونجرس، وفى الوقت نفسه المحافظة على ميزانيتها. فتنظيف المقابر من الحشائش كان يستهلك أموالا طائلة باستخدام عمالة بشرية وشراء مبيدات. ولكن تفتقت عبقرية نائب برلمان “سلفي” بإستخدام قطعان الماعز فى المهمة. ونجح الأمر وتحدد سعر ثابت للقطيع، وهو آربعة آلاف دولار أسبوعيا. لكن السؤال هل سيستفيد الماعز من المبلغ؟.
و ربما كان سيستفيد لو أنه قطيع مثل حيوانات الشمبانزي الموهوبة الأكثر وعيا. مثلا الشمبانزي “برنت” الذي يقيم فى لويزيانا ويستخدم لسانه فى رسم لوحة بالألوان. فقد تم بيع إحدى لوحاته عبر موقع إى باى فى مزاد شارك فيه 27 ألف مواطن، وتم بيع اللوحة بعشرة آلاف دولار. يذهب عائدها إلى إدارة المكان الذى يعيش فيه الشمبانزي برنت لتحسين ظروفه الحياتية. ومن أهم البنود التى تتضمنها فكرة التحسين هى إحضار نساء للشمبانزي، مثنى وثلاث ورباع وربما اكثر، ليشاركن برنت الحياة. ويتضمن العرض إحضار وجبات إضافية له كالهوت دوق والبيتزا. وهى فكرة بلا شك تليق بفنان بوهيمي يرسم بلسانه.
ولكن سعر لوحة “برنت” كبير للغاية مقارنة بالسعر الذى يحصل عليه الجعران فى غرف عمليات التجميل. فقد حدد اليابانيون مبلغ 180 يورو لجلسة التجميل الواحدة بإستخدام الجعارين. فالمادة المخاطية التى يفرزها الجعران ثبت أنها أفضل ما أنتجته الطبيعة للقضاء على التجاعيد وشد جلد الوجه. ومقابل 180 يورو يتم السماح للشخص بأن يستلقي لمدة ساعة تاركا الجعارين تلهو فوق وجهه. ويمكن أن يجعر شرط أن لا تسقط في حلقه ولو واحدة. فلا بد للزبون أن يدفع مبلغا مماثلا كتأمين يسترده بعد العملية. فإذا ثبت إنه أكل أحدهم يذهب عليه مبلغ التأمين ولو كان أبو جاعورة نفسه.
وهذا كله لا يقارن بشهرة الحيوان المتنبئ “الأخطبوط بول” الذي ذاع صيته بعد ان تنبأ بدقة بكل النتائج في مباريات كأس العالم 2010 وعرف من سيفوز به. ولكنه للأسف نفق قبل الربيع العربي، في نهاية عام 2010 وأجريت له جنازة مهيبة. وقد منحه أبطال كأس العالم تمثالا برونزيا، كما حصل على لقب “مواطن فخري” من بلدة كارباينيو (شمال-شرق أسبانيا).

وسامحني لإطالتي عليك، فهناك حيوانات لها قيمة كبيرة أكثر من قطعان البهائم. ولكني أعرف أناسا يريدون أن يكونوا أسماءا في حياتنا مثل الأخطبوط بول، بالخبط عشواء؛ أو الشمبانزي برنت. فهؤلاء يقبلوا أن يدفعوا أضعاف ال 180 يورو، في جلسة جعران، في سبيل أن يظلوا شبابا، وغيرهم قد شاب صبيا و يتمنى زمن في المستقبل يقول فيه لقد هرمنا في إنتظار تلك اللحظة التاريخية. وهم يأكلون الجعارين، وما عليها، و حق الناس وحق التأمين ولا يزالوا يجعرون، و يحسدون الشمبانزي “برنت” على رفقته المثيرة. وفوق ذلك لا يتفكر أحدهم وينظر من حوله، ويقول بوقاحة للجمال الصابرة بدون مرارة: نحن صبرنا عليكم كتير. وهذا قد يفسر سبب إزدياد عدد قناديل البحر الهاربة وعدم إكتراث طائر الحبار المغفل لما يأكل أو لماذا يطارده هؤلاء “الفايقين”.
وليس كل هذا مهما، بقدر أن تعرف إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون؛ ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم، ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لما قريت العنوان (حيوانات في حياتنا) قلت الراجل قاصد الحيوانات الجد جد ناس نافع و علي عصمان و القشير و غيرهم من الحيوانات .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..