لا تظلموا مسار أكثر مما ظلم .. لعل العثرة بتصلح المشي..!

لا تظلموا مسار أكثر مما ظلم .. لعل العثرة بتصلح المشي..!

الطيب الزين
[email][email protected][/email]

في البداية أحيي السيد عبد الله مسار، على قرار الإستقالة من منصب وزير الإعلام، في نظام الأنقاذ، والتحية هذه، نرسلها بحذر شديد، خشية، إفلاح جهود الوساطات، في إقناعه بالعدول عن السير في إتجاه أبعد من الإستقالة، والإنتظار حتى يتكرم عليه النظام، بتولي منصب وزير ولائي، أو إتحادي، أو عودته مستشاراً كما كان، وحينها، ستكون تحيتنا هذه، مسحوبة، إن سمعنا بعودته لحوش الإنقاذ، مرة أخرى، تحت إي مبرركان !

وإحتفاءنا بإستقالة السيد مسار، لا يُغيب عن بالنا، تذكيره، بخطوته الخاطئة، التي نعتقد، كان فيها ظلماً، لذاته، ومبادئه، وشعبه، حيث قادته للتطبيع مع نظام الإنقاذ، وأنسته، أن نظام الإنقاذ هذا، هو ذات النظام، الذي صادر الحرية وغيب الديمقراطية، التي سمحت لحزب الامة، بتشكيل الحكومة، وتولي رئاسة وزراءها، كونه حصل على الأغلبية البرلمانية، وذات الحزب كان ينتمي إاليه السيد مسار، قبل خروجه منه، مُقالا أو مُستقيلاً، كما فعل مؤخراً، بعد أن جوبهت مساعيه للتثبت من الشبهات التي حامت حول مدير وكالة السودان للأنباء”سونا” والتي بدأها بإيقافه عن العمل، ثم تبعها بتكوين ثلاثة لجان للتحقيق معه، لكن للأسف، تكللت بالإفشال..!

وبغض النظر عن النتيجة التي إنتهى إاليها قراره، إلا إننا نعتقد أن ما فعله، هو تصرف سليم، مية المية، فيه على الأقل، حرص من جانبه، لمعرفة بؤر الفساد ورموزها في وزارته، ومن ثم محاسبتها، وهذا مسعى عظيم يحسب له، لذلك تجيء التحية، وأعتقد أن الكثيرين، يتعاطفون معه، ويشعرون بالخبية الكبيرة حيال هذا الموقف، الذي مثله تدخل رئيس نظام الإنقاذ، بقبول إستقالته، قبل معرفة نتائج التحقيق، ليس هذا فحسب، بل وًجه بعودة عوض الله جادين، لعمله وكأنه لم يحدث شيئاً..!

موقف كهذا ربما يكون قد شكل صدمة لعدد كبير من الناس، لكن الذي يعرف طبيعة نظام الإنقاذ، لا يستغرب منه، هكذا تصرفات، سواء تصرفات السيدة سناء حمد، بتدخلها السافر في إختصاصات الوزير، أو إنحياز رئيس النظام، لعوض جادين، الذي شكل إهانة بالغة، ليس للسيد عبد الله مسار فحسب، بل فيه، إهانة لكل الوزراء، ومع ذلك لا نستغرب من نظام قائم على ركائز القهر والفساد والعنصرية، ومعاداة القيم الوطنية والنزاهة والصدق. كونها واحدة من خصائص النظم الدكتاتورية، في كل مجتمع وفي كل عصر، نظم تختصر الوطن والشعب في ذاتها وحاشيتها الفاسدة..!

إن الذي حدث مع السيد عبد الله مسار، يكشف حقيقة مهمة جداً، وهي أن الحاكم، الذي لا يخشى شعبه، لا يخشى رهبة الموت، وأن رهبة الموت لا تقوَم أخلاق الحاكم، ولو كانت تفعل ذلك، لما رأينا عمر البشر ينحاز الى جانب المتهم عوض جادين، وأنحيازه هذا لا يبرئه، بل فيه دليل إدانة له، كما فيه إهانة لمسار..!

لكن المهم هو إستخلاص الدورس والعبر من الحدث، لذلك نقول، لا معنى ولا قيمة، لحملات التخويف والتضليل، التي تخيف الناس من عذاب القبر، وعذاب القبر هذا، لا مكان له، في قلوبهم ونفوسهم، وهذا الأمر أفصح عنه، تصرف رئيس النظام، الذي وقف الى جانب الفساد والمفسدين وإن أنكروا هذه التهمة، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو، لماذا أوقف التحقيق إذا كان عوض جادين بريئاً..؟ فالدورس والعبر تقول : إن الخوف الذي يقوًم الاخلاق، هو الخوف من الشعب، إن الحاكم الذي يخاف شعبه، حتماً سينأى بنفسه عن الشبهات والمشبوهين، والدليل هو، أن كل الحكام، المنتخبين من شعوبهم، يخافونها، ونجد في بلدانهم تقدماً وتطوراً، وحرية الإعلام مزدهرة، وإستقلالية القضاء مصانة، وإحترام حقوق الإنسان واقعاً معاشاً، وليس شعارات.. أم الدول التي يحدثنا حكامها عن رهبة الموت، وأهوال القبر، مثلما تفعل جماعة الإنقاذ والمرتبطين بها، فهي أكثر بلدان العالم فساداً، وإنتهاكاً لحقوق الإنسان، وأفسد الناس، وأجرؤهم على فعل المنكرات الموجبة لعذاب القبر، ونار جهنم.. إنهم يحدثوننا ليل نهار عن عذاب القبر، ليس إيماناً بما يقولون، وإنما كذباً ونفاقاً وتضليلاً، وإلا لماذا عجزوا عن أن يحولوا وعظهم وتخويفهم للناس من الآخرة، وعذاب النار، الى فضيلة وقيم وأخلاق، نراها في حياتهم وتصرفاتهم وسلوكهم اليومي، إنهم يبعوننا بضاعة لا يشترونها هم بفلس..!

إنهم يلعنون الشيطان بألسنتهم صباح ومساء، لكن الشيطان مقيم إقامة دائمة، في عقولهم ونفوسهم وسلوكهم وبيوتهم، يأكل ويشرب، كما يحلو له، ولا يشعر بالغربة بينهم.!

لذلك نقول للاخوة الذين تناولوا حدث إستقالة السيد عبد الله مسار بالنقد، نحن بشر، معرضون للخطأ والصواب، لذا ينبغي أن توجه قدرة النقد بعقلانية، لكي تعطي الفرد فرصة، أن يرأى الضوء في نهاية النفق، حتى يتكيف مع الآحداث الماثلة والمنتظرة، ولعل “العترة” كما يقولون: بتصلح المشي..!

الطيب الزين

تعليق واحد

  1. نعم نحن بشر, ومعرضون للخطأ والصواب , لكن ربنا أدانا العقل عشان نعرف الخطأ من الصواب وميزنا علي الحيوانات , ومسار كان عارف ده كولوه قبل ما يبقي وزير , يعني مسار طلع راجل من نوع مخلوقات الله الثانية عديمة الفهم… ما فيش أحسن وأجمل وأنظف إنو الأنسان يعيش نظيف ويموت نظيف ,
    نهاية مسار دي بقولوليها سؤ الخاتمة والعياذ بالله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..