التنظيم السري

٭ أبدأ يومي بالنظرة المتأملة الى مكتبتي واحس بأن الكتب والمجلات تبادلني تحية الصباح وتدعوني لمعانقتها.. قبل اكثر من شهر تسمرت نظرتي عند احد الكتب الصغيرة استوقفني عنوانه «التنظيم السري» حاولت ان استحضر محتوى قصص الكتاب لكني فشلت.. لقد طال عهدي به تناولته واعدت قراءته.
٭ عندما وضعت المجموعة وجدت نفسي ممسكة بالقلم لاعبر عما اراد ان يقوله ويدعو له نجيب محفوظ في مجموعة قصصه «التنظيم السري» التي اصدرها عام 5691م فكأنها كتبت هذه الايام فكل شيء في مكانه.
٭ المجموعة تحتوي على ثماني عشرة قصة مختلفة ومتباينة وحملت المجموعة اسم القصة الاولى. لاحظت ان القصة حملت مضامين كثيرة تتمثل في هموم اكثر انسانية وثقافية وصلت الى حد يصور الروح الصوفي وان لم تتجاوز احلام الانسان العادية اثناء سعيه المستمر لتحقيق الامان من خلال الحلم الذي ربما وصل الى مستواه وشفافيته الى حلم الانسان بالجنة والخلود.
٭ الانسان بطل قصة «ممر البستان» مثلا يسعى دوما لتحقيق الامان وذلك الامان لن يتحقق في رأيه الا بعد ان ينجح في استدراج شخص مهم ومرموق وغامض ايضاً للذهاب الى السيدة المقيمة «بعطفه السنبلة» تحت اجنحة الظلام والرجل المرموق في القصة ذو مركز ومهابة ولا يتضح منه غير ذلك والمرأة عرافة تقرأ الطالع.
٭ وجود هذه السيدة العرافة في القصة يوحى بأشياء كثيرة تتحدث عن اهمية البحث عن السلام المهدد من كل الجوانب.
٭ احسست من خلال قراءتي لهذه المجموعة بأن نجيب محفوظ وحتى عام 5691م ظل يحتفظ بحماس لحمل هموم الانسان المصري والعربي بوجه عام والتعبير عنها.. وهذا ما وضح جلياً وسط قصص المجموعة.. بل بعضها يضع نفسه في مؤازرة كاملة مع الواقع ويتضح ذلك من التنظيم السري.. وشارع الالف صنف والمسخ والوحش والبقاء للاصلح والغار النرويجي.
٭ رأيت ان اسطر هذه الكلمات حول توظيف نجيب محفوظ للكلمة والقصة في معالجة هموم التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
هذا مع تحياتي وشكري

الصحافة

تعليق واحد

  1. حبذا أستاذة أمال لو تركزي على التنظيم السري لإخوان الشيطان، فهو أفيد للشعب السوداني.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..