مقالات وآراء

شاء ام ابي: لا حل امام البرهان الا وقف القتال.. وبدء المفاوضات في جدة او جنيف

بكري الصائغ

ما من شك، ان كل من طالع بتمعن وعناية فائقة الاخبار الاخيرة التي افادت خلال التسعة ايام السابقة من هذا الشهر الحالي مايو ٢٠٢٥ ، بتعرض مدينة بورتسودان وسواكن وكسلا لوابل من القصف المكثف عليها بمسيرات كثيرة اصابت اهدافها بدقة متناهية احدثت خسائر اقتصادية جسيمة، خصوصا وان الحال المزري والقصف مازال مستمر بلا توقف، الا ان يطالب بشدة السلطة الحاكمة في بورتسودان بوقف فوري للحرب، والجنوح للسلم والقبول بالحوار مع قيادة “الدعم السريع” التي اعلنت في يوم الخميس ٧/ مايو الحالي بكل وضوح وصراحة في بيان نشر في صحيفة “المشهد السوداني” خبر تحت عنوان:- (الدعـم تدعو لحل سلمي يؤسس لدولة جديدة) جاء في سياقه:- (دعت قوات الدعم السريع إلى حل سلمي شامل يُنهي الأوضاع التاريخية المختلّة، ويؤسس لدولة جديدة لا تهيمن عليها فئة أو نخبة بعينها، ويكفل المشاركة العادلة والمنصفة للمناطق المهمشة تاريخياً والتي تمثل الغالبية العظمى من الشعوب السودانية مشيرةً إلى أن ذلك ظل من ثوابتها. وقالت في البيان إن هذه الحرب ستنتهي بالتأسيس لغدٍ مشرق، تُبنى فيه الدولة على أسس جديدة، لا مكان فيها للاستبداد أو العنصرية أو التمييز أو الاستبداد؛ وإعادة تشكيل السودان على أسس الحرية والمساواة والعدالة والسلام.).

هناك ثلاثة اسباب تعجل البرهان الاسراع بوقف القتال والقبول بمبدأ الحوار مع عدوه اللدود، وهذه الاسباب هي:
اولا:-(أ)/- النظام الحاكم في بورتسودان لم يعد عنده صديق او حليف حقيقي يقف معه ويؤازره في محنته، مصر التي كانت حتي وقت قريب من هذا الشهر الحالي مايو ٢٠٢٥ تساند البرهان طويلا، رفعت يدها منه واعلنت ذلك صراحة في الزيارة الاخيرة التي قام بها القاهرة قبل سبعة ايام مضت ، ان وجود الاسلاميين والمليشيات المسلحة لا تشجع القاهرة علي مواصلة الدعم والمشورة للنظام الحاكم في بورتسودان، فما كان من البرهان الذي كان خطط البقاء في القاهرة لمدة يومين اقتصرها ليوم واحد، عاد بعدها لبورتسودان وادلي في غضب شديد انه لا يقبل املاءات من احد -(وكل لبيب بالاشارة يفهم من المقصود!!.).

(ب)/- ليت الامر وقف عند القاهرة التي رفعت يدها عن البرهان، بل حتي الصومال هي الاخري وقفت ضد نظام بورتسودان!!، فقد نشرت صحيفة “الراكوبة” في يوم السبت ٣/ مايو الحالي، خبر جاء تحت عنوان :-(الخارجية تتهم الصومال بالتورط في نقل أسلحة لقوات الدعم السريع.)، جاء فيه:-(اتهم سفير السودان لدى إثيوبيا، الزين إبراهيم، الصومال بالتورط في نقل أسلحة إلى قوات الدعم السريع. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الزين قوله إن الأسلحة التي تزودها الإمارات لقوات الدعم السريع تمر عبر مطارات في المنطقة، كمطار أم جرس في تشاد وقاعدة بوصاصو الجوية في الصومال، ثم براً من تشاد ونقاط أخرى مجاورة إلى الأراضي السودانية. ولم يقدم السفير أو الوكالة وثائق تثبت تلك الادعاءات وتقديم دولة الصومال أو جكومتها لذلك الدعم.).

ثانيـا:- واحدة من اكبر الضربات القاسية التي تلقتها السلطة الحاكمة في بورتسودان، فشلها في الدعوي ضد دولة الامارات بمحكمة العدل الدولية، ونشرت الصحف الاجنبية ما معناه ان الدعوي السودانية المقدمة ضد دولة الامارات افتقرت إلى أبسط مقومات الجدية القانونية، وتحوّلت إلى واجهة عبثية أطلق من خلالها قادة الجيش السوداني – ومن ورائهم تنظيم الإخوان – حملة تضليل للتغطية على جرائم الحرب والانهيار السياسي الذي جرّ السودان إلى كارثة إنسانية مستمرة. لكن الإمارات، بثبات مواقفها، وبوصلتها الإنسانية، لم تنجرّ إلى هذا المستنقع، بل قابلت الاتهامات بالهدوء، والحقائق، والالتزام بمسار القانون الدولي. قرار المحكمة، الذي لم يُتّخذ مثيله منذ 25 عاما، لم يكن فقط تأكيدا على قوة الموقف القانوني الإماراتي فحسب، بل هو فضح موثق للفراغ القانوني والسياسي الذي يقف خلف نظام البرهان، والذي يحاول تقديم نفسه بوجه سيادي، بينما تغيب عنه شرعية الداخل ويُشكّك فيه الخارج. لدعوى لم تكن سوى محاولة يائسة للهروب من مسؤولية داخلية، فالقضية السودانية لا تتعلق بالإمارات ولا بأيّ طرف خارجي، بل تتعلق بانقلاب على مسار ديمقراطي، وبقيادة عسكرية اختارت الحرب على حساب الحوار، والدمار على حساب الاستقرار. وبدلا من التفاعل مع مبادرات السلام، لجأ القائمون على الأمر الواقع في بورتسودان إلى القضاء الدولي بحثا عن نصر وهمي.).

ثالـثا:- كميات القصف بالمسيرات التي طالت بورتسودان، – وهي كميات قصف لم تعرفه المدينة في تاريخها الطويل-، اثبتت انها (المدينة) هشة خلت من ابسط وسائل الدفاع، مدينة لم تكن امنة منذ وصول البرهان اليها في اغسطس ٢٠٢٣ حتي اليوم، ولا كانت القوات المسلحة فيها مستعدة او مهياة من الناحية العسكرية للدفاع عنها، ولو استمر الحال المزري علي ما هو عليها الان من ضعف، وعدم وجود حماية كافية للسكان والمنشأت الخاصة، والوزارات الحكومية والسفارت، قد يصل حالها الي مثل حال نيالا التي لم تنعم بالهدوء منذ عام ٢٠١٣ حتي اليوم.

لماذا لا يجنح البرهان ويفاوض من اجل سلام يعم كل انحاء البلاد، تماما كما جنح الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قبل التفاوض مع فلاديمير بوتين لوقف الحرب، ولكن شروط بوتين الصعبة حالت دون تحقيق لقاء بينهما، ومازال الرئيس الامريكي ترامب يواصل مساعيه الجادة من اجل وقف الحرب الروسية الاوكرانية.

ان اخطر ما في موضوع ما بعد قصف بورتسودان وسواكن وكسلا، ان بعض المواقع الصحفية كتبت عن السخط الشديد الذي عم سكان ولاية البحر الاحمر، وعدم رضاهم عن وجود البرهان وجماعته في بورتسودان ، وانه جلب معه من الخرطوم الاسلاميين المتطرفين وكل مطارد وهارب من السجون، هذا الغضب العارم شمل كل السكان الغير راضين بالمرة وبصورة قاطعة عن وجوده والقوات المسلحة والاسلاميين والكتائب الاسلامية، وانه كلهم بلا استناء (ضيوف ثقلاء) غير مرغوبين في الولاية ، فالبرهان والمنظمات الاسلامية هي التي جلبت الخراب والدمار وقصف المسيرات بعد ان كانت ولاية امنة لم تعرف الحروب وعاشت طوال سنوات طويلة في من وسلام.

كل التوقعات تؤكد، انه لا حل امام البرهان – شاء ام ابي- الا ان يبادر بوقف القتال وبدء المفاوضات في جدة او جنيف، وانه في حال الرفض والعناد، قد تلحقه انتفاضة في عاصمته الجديدة، او انقلاب يوصله الي رفيق سلاحه بن عوف.

[email protected]

‫11 تعليقات

  1. لامفاوضاوت مع المغتصبين واللصوص والعملاء. شعبا واحد جيشا واحد . رغم انف كلاب الامارات

  2. أخي بكري ، دعنا نتفق أن البرهان ورهطه هم مجموعة مختطِفة للسلطة في السودان وأن سلتطهم غير شرعية. ودعنا نتفق أن أسوأ منظومة طاعونية سرطانية تمكنت من مفاصل هذا البلد المنكوب وتمخضت عن دماره الحالي هي منظومة الشبكات الأخطبوطية الملعونة لجماعات الإسلام السياسي على مختلف أطيافهم وإنتماءآتهم وولاءآتهم. حسنآ ، إذا كان قدر الله لهذا البلد المنكوب أن يبتليه بهذه الرزايا -(وماربك بظلاّمٍ للعبيد)- لماذا إذآ يشنّ الدعم السريع حربه الشعواء الدموية الطاحنة التي لم تبقي ولم تذر ، ضد المواطن السوداني الذي هو أصلآ مغلوب على أمره وكل أمانيه من هذا الوجود الرحب أن يتكفل له الخالق بلقمة كفاف العيش؟ وكيف يمكننا هكذا بلحظة خفقة قلب أن نتجاوز عن كل الدماء البريئة للمواطنين السودانين العزل التي أُريقت عبثآ وإرتُكِبت كبائرها قتلآ على الهوية للمواطن السوداني المغلوب على أمره. المساليت ، الجنينة ، الفاشر ، ود النوره ، ود مدني ، الصالحة ، أم بده ، الفتيحاب ، النهود ، الخوي ، الأبيض ، معسكر زمزم ، قرى الجزيرة ، سنار ، الدندر … أين ما ذهب الدعم السريع أشاعوا القتل والنهب وحرق البنية التحية وحرق المرافق العامة والسجلات المدنية ، ومتاحف التأريخ ، وسمّموا الترع وجداول المياه الزراعية وحرقوا الأرض وأبادوا كل دابة تمشي على إثنين وأربع. كيف يمكن أن نتجاوز كل ذلك ونمد يد السلام إلى من هم هدفهم الأكبر هو محونا من الوجود أصلآ وحرق كل بلادنا بمن فيها وبما فيها وإستيطانها والسماح للقوى الإقليمية بإستعمارها؟ كيف أسالم وأستسلم لمن هدفة مع سبق الإصرار والترصد وبإثبات جميع أفعاله وجرائمه ، هدفه الأكبر هو محوي وإزالتي وإزالة تاريخي من الوجود؟ هل كل فرد قتله مرتزقة الدعم السريع وهل كل رجل كادح إغتاله غدر مرتزقة الدعم السريع و هل كل إمرأة مسنة وطفلة بريئة وطفل صغير وشيخ مسن ومزارع يبحث عن قوت يومه ماتوا برصاص ونيران مرتزقة الدعم السريع ، وهل كل إمرأة إغتصب ماببن فخذيها مرتزقة الدعم السريع ، هل كل هولاء فلول وكيزان؟ وهذا الأسراف والتطاول الشنيع من حكومة دولة الإمارات في شؤون السودان غصبآ عن رب السودان وغصبآ عن السودان وغصبآ عن السودانين ، هذ التدخل العبثي الإماراتي في شؤون السودان والغير مسبوق في تأريخ الأمم ، وإمداد العتاد وأحدث الأسلحة وإستجلاب المرتزقة الأجانب من دول غرب أفريقيا والحبشة وجنوب السودان وجنوب أمريكا ،هل هو ليس إلا لإخضاع السودان وتركيعه لكي يكون إحدث مستعمرة لدولة مُنتزعة بالقوة ، و مملوكة بكل ثرواتها وسواحلها لدولة الإمارات ؟ الإمارات دولة نظام الحكم الديموغاجي والحكومة فيها لاتمت للديمقراطية بأدني صلة ، ونظام المشايخ الإستبداية المتوارثة ومنظومة الحكم الفردي للشيخ وعائلة الشيخ هي السائدة لديهم ، فكيف يتقبل بعض السودانيون فكرة أن حكام دولة بهذه المواصفات يهدفون لمحاربة شرور الإسلام السياسي في السودان؟ وكيف يصدّق بعض السودانيون أن الإمارتيون يعملون لمصلة السودان ويهدفون إلى جلب الحكم الديموقراطي إلى السودان ، بينما هو معلوم بالضرورة والتجربة أن حكام الإمارات بل وحكام كل ممالك ومشايخ وأنظمة الدول العربية تعمل بشدة على تقويض أي محاولة لقيام دولة حكم ديموقراطي في المنطقة ، أو لم تمول دولة الإمارات القمع المباشر لثوار وشباب ثورة ديسمبر في السودان؟ أولم توعز دولة الإمارات وتمول جنرالات الجيش السوداني جيش (وحدث ماحدث) أو لم تموّل دولة الإمارات جحافل جنود الدعم السريع في فض إعتصام الثوار وقتلهم وإراقة دمائهم؟ أو لم يحضر الفلسطيني محمد دحلان مستشار محمد بن زايد إلى الخرطوم عدة مرات عقب مجزرة فض الإعتصام لكي يملي تعليمات وتوجيهات محمد بن زايد لقادة الدعم السريع وقادة الجيش أن يُطفئوا كل شرارة لجماهير شعب السودان تهدف لقيام حكم مدني ديمقراطي في السودان؟ خلاصة القول سيد بكري الصايغ أن هذه الحرب حرب وجودية نتائجها تعني أن يكون السودان أو لايكون ، ونتائجها إما نكون شعب سوداني عزيز بوطنه وسيادته وأرضه وثرواته وحريته المطلقة أن يحدد مصيره بنفسه ، أو نكون أحدث شعب تائه بين مدن المهجر ، وأحدث شعب يتم طرده من أرضه وبلاده.

  3. لا يغرنكم تفجيرات بورتسودان و ضرب محطات الطاقة الكهربائية و المنشئات المدنية
    فأمام مرتزقة جرذان و كلاب عربان الشتات الإفريقي خياران لا ثالث لهما إما الاستسلام و الخضوع للقوات المسلحة السودانية و إما الإبادة الجماعية…

  4. الاستاذ بكرى الصائغ مقالك هذا بالجلوس مع جنجويد محمد بن زايد الذين ابادوا المساليت فى غرب دارفور وقتلوا ال والى خميس ابكر . والان الامارات تقاتل بالاصاله باطلاق المسيرات على ولايه البحر الاحمر للضغط على الشعب السودانى لكى يضغط على الجيش السودانى لكى ينفذ امنياتك يا استاذ بكرى وامنيات محمد بن زايد . ولكن كما قال القائد البرهان القرار قرار الشعب السودانى وليس قرار كلاب الامارات . يوم السبت سلطان المساليت اتصل برئس مؤتمر البجه ترك والقائد ترك على علم بمخطط الامارات التى تتحدث عنه انت وتتجرأ وتقول شاء ام ابى ان يذهب البرهان الى جده !!!!!! البرهان باذن الله لن يذهب الى جده ولن يجلس مع كلاب الامارات القتله

  5. عزيزي بكري
    مع احترامي لك ، ولمقالاتك السابقة التي أعجبت بها ايما اعجاب ، أود في هذه العجالة تصحيح أي رأي أو اتجاه صار يدفع به المثقفون السودانيون الداعون لوقف الحرب ، وهو نفس الرأي الذي تدعو له أنت في المقال اعلاه . ومفاد هذا الرأي هو جلوس مجرم الحرب البرهان ومجرم الحرب حميدتي ، مع حفنة من السياسيين واهني العزيمة من أمثال حمدوك للتوصل الى حل سلمي” لوقف الحرب . وفي رأيي الشخصي أن هذا رأي فطير وقصير النظر للأسباب التالية :
    – شخصي الضعيف – كاتب هذا المقال – قد كنت صحفيا ومحللا سياسيا في الصحف السيارة
    لمدة أربعة عقود . وقد علمتني التجارب المريرة طوال هذه الفترة أن من يفاوض العسكر
    للتوصل الى حل سلمي يكون كمن وضع تفسة تحت حفرة ضيقة تحت الأرض مع ثعبان أرقط ، فلا أمان لعسكر السودان – وكل العسكر بشكل عام – وان حسنت نياتهم . وقد رأينا بأم أعيننا ماحدث عندما جلس الطرفان مع الساسة الجبناء للتوصل الى حكم مدني ، فكانت النتيجة انقلاب العسكر على كل ما تم التوصل اليه والاستيلاء على السلطة بقوة السلاح , وبعدها رأينا كيف انقلب السحر على الساحر وانقلبت المليشيا على صانعها في صراع دامي على السلطة كان من نتيجته ليس تدمير السودان أرضا وثقافة وشعبا فحسب وانما القضاء على الأجيال القادمة ومستقبلها . وتخيل مثلا أن الطفل الذي يبلغ من العمر الآن ستة او سبع سنوات لن يستطيع الالتحاق بالتعليم المدرسي الأولي نتيجة للحرب ، فهل سيكون بامكانه الالتحاق بالتعليم الاولي اذا أستمرت الحرب ثلاث أو أربع سنوات عندما يكون عمره قد بلغ عشر أو احدى عشر سنة ؟
    وفس على ذلك ما سيحدث للأعمار السنية بالمراحل الأخرى .
    – يعتقد كاتب هذا المقال أن 90% من افراد الشعب السوداني يتميزون بعقلية رعوية / عسكركوزية وعمى ألوان لأن مبدأ السببية لا يعني لهم شيئا ، بباسطة لأن هذه العقلية ترفض استيعاب فكرة ان الدعم السريع هم صنيعة “الديش” الذي صنع فصائل غيرهم من أمثال كتائب البراء وغيرها ، وكما ذكر المثل العربي “الدرب يدل على المسير والبعر يدل على البعير” . وكان الغرض الأساسي من تلك الفصائل هو القتال نيابة عن “الديش” لكي يتمكن قادته من الأستيلاء على أصول الدولة وادارتها لمصلحتهم بحيث أصبح الجيش يمتلك 80% من أصول الدولة .
    – اذا جلس طرفا الحرب للتفاوض للتوصل الى حل سملمي لايقاف الحرب ، فان النتيجة
    المنطقية لذلك التفاوض هو ذهاب المحرم البرهان والمجرم حميدتي الى الجنائية للمحاسبة على الجرائم التي ارتكبوها قبل وبعد الحرب . فهل يعتقد كاتب المقال أن الأثنان سيسلمان رقابهم
    للمدنيين رأفة بالشعب السوداني ؟ وهل يعتقد كاتب المقال ان هذان المجرمان يمتلكان ذرة من الاحساس البشري ؟ أن النتيجة المنطقية لمثل هذا التفاوض هو انقضاض الأثنان على الشعب السوداني مرة أخرى والفضاء قضاء مبرما على ما تبقى من الأرض والعرض ، ويظل المجد للبندقية ، كما قال المحرم البرهان .
    – لا بد من الاقرار بأن السودان لم يعد به جيش ، وما هو موجود الآن عبارة عن عصابة مجرمة من العسكركوز تقوم بهدم ممنهج للدولة واستنزاف مواردها وطمس كل المعالم التي تؤدي الى محاسبتهم . والخلاصة أنهم قد نجحوا في ذلك المسعي بعد تدميرهم للبني التحتية وقتلهم وتشريدهم وتجويعهم لكافة الشعب السوداني بحيث تشرد الشباب الفاعلين ووهنت قواهم ، الى جانب الصمت الدولي تجاه السودان وتكالب دول الجوار على الغنيمة التي في طور الاحتضار ، ولا تلوح في الأفق أي بارقة أمل في خلاص السودان سوى وضعه تحت البند السابع ، و لا نسأل الخالق عز وجل رد القضاء ولكن نسأله للطف فيه .

  6. لو كان هذا القصف المكثف بمسيرات اصابت اهدافها بدقة متناهية من قبل الجيش لقام المطبلين من أمثال خالد الاعيسر و الرفاق بالقول بأن هذا جيش نظامي مؤهل و متخرج من الكلية الحربية و ليس مجرد مليشيا و لقال بعض المعتوهين بأنه تم بل و كنس جرذان و كلاب الصحراء و بالمناسبة اغلب اراضي السودان شمال الخرطوم عبارة عن صحراء لو كانوا يدركون

  7. مما لا شك فيه البتة هو ان اى حرب مهما طال امدها لا بد ان تكون لها نهاية وهذه النهاية تكون غالبا على طاولة تفاوض حيث يملى عليها الطرف المنتصر شروط الاستسلام وفى حرب كالتى نشاهدها اليوم فى البلاد فان امل الانتصار لاى طرف لا يزال بعيدا بل وان المنتصر فيها يكون مهزوما ايضا حيث يلقى مئات الالاف مصرعهم ومثلهم من مصابى الحرب او اكثر وتتهدم البنى التحتية ولعل اخطر مافى هذه الحرب انها احيت روحا ظنناها انتهت بقيام الدولة الوطنية على علاتها فهناك من يدعو الى تفتيت الدولة فى وقت يتجه العالم فيه بلا استثناء الى التكتل وازالة الحدود وكاننا فى السودان ندور عكس الزمن.. ساستنا وللاسف الشديد اطفال فى عالم يسوس وساس وخبراؤنا الذين نشاهدهم فى شاشات وسائل الاعلام يتحدثون وكانهم فى عالم اخر وليس الذى نعرفه لذلك سيكون الاصرار على الاستمرار فى الحرب عاليا ويستجيب له من يستجييب.. نهاية لابد ان تكون قريبة والاحداث التى مرت على السودان مؤخرا جعلت الكل يعيدون النظر فيما يجرى والتفكير بصوت عال لانهاء هذه الحرب..لم يعد هناك مكان امن فى السودان وقطع العلاقات مع الامارات ليس حلا باى حال انما الحل القبول بالحقيقة المرة ان السودان بات معزولا وان البرهان لا احد يثق فيه وان الوسطاء والحادبين على بقاء السودان قد فترت همتهم وامامنا السعودية وهى العضو الاكثر حضورا فى مجلس التعاون الخليجى.. لا داعى للمكابرة فالامر لم يعد كما صوره لنا الفريق العطا بست ساعات او بعض يوم ولم يعد جيشنا الباسل هو المهيمن على حدود السودان اما البراؤون وامثالهم فهم يلطخون سمعة الجيش بافعالهم المتوحشة التى ياباها اى ضمير مسلم… ويظل الاخطر على السودان اولئك الملتحون الكذبة اخوان ابليس من الجماعة المتاسلمة التى تصر على استدامة الحرب فهم ليسوا وقودها بل هو المتاجرون بها والمتكسبون منها يحدوهم وهم العودة الى كراسى السلطة ولا يحملون جديدا سوى قبيح افعالهم وصنيعهم التى عرفها السودانيون جيدا ومن المفارقة ان وقوف المتاسلمين وراء هذه الحرب هو اكثر الاسباب التى جعلت الدول تنفض من حول السودان كما أن هؤلاء لا يحسنون قراءة الوقائع الماثلة امامهم … يطلقون التهديدات كيفما تاتى لهم ضد الافراد والدول ولا يدركون ان ما يقولون يضر بالسودان اكثر مما ينفعه… العدو الذى يتوهمه الاسلاميون لاعب خطير ويحسن اللعب باوراقه تسنده قوة مالية هائله وحضور دولى متميز… لقد احسن الدكتور نصر الدين عبد البارئ صنعا عندما كتب فى مقالات سابقة منبها الى عدم اختصاص محكمة العدل للنظر فى قضية السودان ضد الامارات ولكن صوت التهريج كان قويا وبدلا عن مناقشة الامر من زاويته القانونية شرع الخبراء السودانيون فى توجيه سهامهم الى الرجل يرمونه باقذع الاوصاف واصفين اياه بنصر الدين مريسة … المهم ان اداء فريقنا القانونى كان مهزلة بكل المعايير وكان السودان قد خلا من تلاميذ المرحوم العلامة محمد ابراهيم خليل او البروفيسور اكولدا مان تير ويا للحسرة خسرنا القضية والسمعة ايضا وماهو اقسى على القلب اننا لا زلنا ندعى الانتصار والفوز لان الكلمات والالفاظ لم تعد تحمل نفس المعانى والمضامين.. المهم الواجب الاكثر الحاحا اليوم هو وقف الحرب فكرامتنا تهدر كل لحظة مع استمرار هذه الحرب وتنكشف عوراتنا كلها فى مسرح العبث هذا الذى يشهده السودان

    1. ديكو بالدا العميق،، اسمح لي انقل محاضرتك الجميلة لقروب غرب السودان،، ناس نيالا وسكر شتت والخرتوم بالليل،،، تحياتي

  8. أدناه نص إستقالة الأستاذة نجاة طلحة من الحزب الشيوعي السوداني، إستقالة تأجلت كثيراً
    31 مايو 2023م

    إن النضال الحزبي يعطي الحزب القوة والحيوية؛ والدليل القاطع على ضعف الحزب هو الميوعة وطمس الحدود المرسومة بخطوط واضحة؛ إن الحزب يقوى بتطهير نفسه. من رسالة وجهها لاسال إلى ماركس في 24 حزيران/يونيو سنة 1852.
    حركة الثورة السودانية تتطلب في الظروف الراهنة حزبا موحداً الى أقصى الدرجات ومطهرا من الاتجاهات اليمينية. ان الاتجاه البرجوازي و ” الأبوي” عند بعض كوادر الحزب وخاصة من غير الملتصقين بحياة الحزب الداخلية – والرامي الى المصالحة حفاظا على الوحدة – يؤدي الى نهاية الأمر الى تسميم جسد الحزب الشيوعي، والى شله نهائيا وتجريده من القدرة على العمل ومن إرادة الحركة. وهذا الاتجاه موجود بين أضعف قطاعاتنا الحزبية وأعني قطاع اللجنة المركزية. ظللنا نعاني من آثاره السلبية منذ انعقاد المؤتمر الرابع حتى يومنا هذا. عبد الخالق محجوب في رسالة للتجاني الطيب في 12 مايو 1970
    *وفي بلاد ثالثة فر عدد من أعضاء الحزب الثوري إلى معسكر الإنتهازية وأخذوا يسعون إلى بلوغ أهدافهم لا عن طريق نضال صريح في سبيل المبادئ وفي سبيل تكتيك جديد، بل عن طريق إفساد حزبهم بصورة تدريجية غير ملحوظة، لا يعاقبون عليها. فلاديمير لينين. ما العمل. 1902
    *وهذا ما حدث وحرفياً في الحزب الشيوعي السوداني.
    ولماذا الآن؟
    كشف ناشطون من الجنينة عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين منذ بدء الهجمات في 24 ابريل إلى 1100 قتيل و2100 جريح. وقال ناشطون من المدينة لراديو دبنقا إن الهجوم على المدينة تجدد لمدة ثلاثة أيام في الفترة من الأربعاء إلى الجمعة ، موضحين إن المليشيات المدعومة بواسطة الدعم السريع تحاصر المدينة بمختلف الاتجاهات. (صحيفة الراكوبة 212 يونيو 2023)
    عندما يكون موقف الحزب الشيوعي هو الحياد تجاه عدوان واضح كالشمس. عصابات تستبيح البلد، أرضها وعرضها وكل مقدراتها. ويكون قرار الحزب الشيوعي إن هذه الحرب لا تخصنا. عندما يتجاوزالحزب الشيوعي الحقيقة البائنة للعيان وواضحة وضوح الشمس، يكون هنالك أجندة غير معلنة. وهذه لا تحتاج لعمق تفكير أوغوص في الأعماق النظرية. هي معادلة واضحة. البلد تجتاحها عصابات متوحشة والجيش (أسوأ جيش في التاريخ) يتصدى للعدوان + موقف حيادي = س. هل هنالك أي منتوج لهذه المعادلة غير أجندة غير معلنة. للأسف فالأجندة تعلن عن نفسها. ويا ليت الحزب الشيوعي كان ق ح ت ولم يكن تابعاً تجره قاطرة قحت. وعندما نطرح السؤال فنحن فقط نحتاج لتفاصيل، مجرد التفاصيل.
    لا يمكن أن يكون موقف الحياد لحزب شيوعي، أي حزب شيوعي، من عدوان يحرق البلد يدمرها وعلى وشك إزالتها من الوجود. كل جاهل يفتقد لأدني مقومات تعينه على التحليل سيصل لأن وراء هذا الموقف أجندة غير معلنة.
    كتبت إستقالتي من الحزب الشيوعي لكني أرجأت تقديمها لسبب واحد وهو أن الاستقالة، ومهما كانت دوافعها وإرتباطها بالمواقف المبدئية، فهي موقف شخصي. لذلك لم أشاء أن أقدمها والبلد تحترق، أرضاً وعرضاً ومالاً. فكل مقدرات البلد الآن تحت محرقة عصابات الوحوش الجنحويد.
    لكني الآن أسمع صوت المبادئ نفسها التي كانت الدافع لإنضمامي للحزب الشيوعي السوداني قبل ما يقارب الستة عقود.
    فمجرد الدوافع الإنسانية المشتركة عند البشر ترفض الإلتزام لتنظيم يقود الآن حملة لعزل الجيش الذي يقاتل عصابات تستبيح البلد. تهتك الأعراض وتنهب وتحرق، فهذا لا يمكن بأي حال أن نسميه حياداً بل هو دعم لهؤلاء الوحوش، بتوجيه أقتل ضربة توجه لجيش، وهو يقود معركة كرامة البلد بل حقها في الوجود. هي ليست معركة البرهان او معركة الكيزان. وهل يعمى الحزب الشيوعي عن إستباحة واستعباد نساء السودان في منازلهم؟ هل يعمى الحزب الشيوعي عن البنوك تنهب ثم تحرق؟ هل يعمى الحزب الشيوعي عن الأسواق تنهب ثم تحرق؟ هل يقبع الحزب الشيوعي في المريخ ولم يسمع بعشرات الألوف من السودانيين الذين طردهم الجنحويد من بيوتهم واحتلوها وهم هائمون تقبلهم بلاد وترفضهم بلاد؟ هل يشترك الجيش والجنجويد في العدوان على أهل السودان، نساء السودان، وأرض السودان؟
    ليس للحزب الشيوعي أي عذر حتى ولو كان واهياً. فالجيش الآن يقوم بالواجب الذي ظل الجميع يرجوه. بل هو صميم واجبه ومسئوليته. الجيش السوداني الآن يصد عدوان بربري على أعراض ومقدرات السودان. وعندما يقف الحزب الشيوعي في الحياد، بل يدعو الجميع للحياد فلنا أن نسأل عن الدوافع. بل عن الأجندة.
    سيقول من يقول أنه موقف ستاليني. لكن سيضحك على هذه المزحة كل من يسمعها بل سيتحسر لو كان من الذين يعتبرون أن الحزب الشيوعي كان حاديهم لطريق النضال القويم. إذ لا يحتاج الموقف من حريق السودان أن تكون شيوعياً حتى. فقط قليل من الإنسانية يكفي.
    لم يكن موقف الحزب الشيوعي قفزة في الظلام. بل هو موقف الحزب الذي تحول لأداة لتنفيذ أجندة لصوص العالم.
    وهذه إستفالتي التي لم أقدمها للحزب الشيوعي للسبب الذي ذكرته آنفاً.
    إستقالة من الحزب الشيوعي السوداني
    بداية لابد منها:
    لقد قدمتم البلد للكيزان في طبق من خواء الحكمة.
    عندما يستبيح البلد وحوش كهؤلاء يهتكون الأعراض وينهبوا ويحرقوا ويذلوا فإن من يحاربهم ليس بجيش الكيزان بل هو جيش السودان. من يدافع الآن عن البلد وعن كرامتها هو الجيش الذي تدعونه جيش الكيزان. البلد ليست في أزمة سياسية، بل في حال إعتداء غاشم. من استطاع أن يحمل السلاح فليتقدم لحمايتها. لتنتظم الكتائب الثورية وتحمل السلاح. ماذا تنتظر. إنها الحرب فالبلد مستباحة ولم تعد القضية خلاف بين لصوص الكيزان ولصوص الجنجويد. فبنات الكيان في قصور تركيا. من يغتصبن وتنتهك أعراضهن هن بنات السودان. بنات الشعب الذي قد أشبعناه خطب إنشائية فغيبناه حتى وصلته عصابات الأوباش داخل بيوته بل طردته لتحتلها. وغيبناه حتى أعمل الجنويد في البلد نهباً وحريقاً.
    لنعي تماما أن الجيش الذي هاجناه بأنه جيش الكيزان، ليعانى من العزلة وهو يقاتل من أجل أن يكون الوطن أو لا يكون، لنعي تماماً أنه إذا إنتصر الجيش في معركة الكرامة، يتوجب على من اختاروا الطريق السهل، طريق هتاف شعارات “ضد الكيزان” و “لا للحرب” أن يصمتوا. ولا يظهروا عند نهاية الحرب ليطرحوا شعارات الحكومة المدنية. فالجيش الذي رفضتم دعمه لأنه ليس جيش البلد بل جيش الكيزان هو الذي سيفرض نظام الحكم.
    إنكم تشلون يد الجيش في حماية البلد من عدوان عصابات الجنجويد. لقد دعوتم الشعب أن ينبذ الجيش ويعزله لينكشف ظهره. فلتعلموا، وأنتم من المؤكد تعلمون، أنه ليست هنالك ضربة يمكن أن توجه لجيش وهو يخوض معارك شرسة وقاتلة، أشد من عزله عن شعبه. فلا ينجح جيش في صد عدوان وهو معزول من شعبه وهي مسئولية وعار لن يغفره التاريخ.
    كل من نادى لعزل الجيش على أنه جيش الكيزان يتحمل وزر كل من أغتصبت وكل من قتل وكل من احتلت داره وشرد وكل مقدرات الشعب التي حرقتها ودمرتها عصابات الجنجويد.
    ما كُسر غالي ولن يجبر. ولا تُضمد الهتافات جراح الأعراض.
    إنكم تقفون مع الجنجويد، قصدتم أم لم تقصدوا. وليس هنالك مساعدة يمكن أن تقدم لهذه العصابات المعتدية أكثر من تعطيل الجيش وتثبيط همته للمواجهة، ثم التردد في إدانة أفعالهم الوحشية. هل أصدرتم بياناً أدنتم فيه إغتصاب وحوش الجنجويد للنساء، وطرد السودانيين من بيوتهم ليهيموا على وجه الأرض، أم ظللتم توجهوا خطابكم للطرفين. يا للعار. وليأتي بيان الحزب الشيوعي مديناً لإحتلال الجنجويد لداره، والجنجويد يحتلون البلد. يحتلون بيوت السودانيين ويغتصبون السودانيات داخلها. لم يصبني خجل أشد وخزاً مما أصابني عند قراءة هذا البيان. ثم ويا للهول من هزلية صاغها الحزب الشيوعي في بيانه فاقت هزليات شيخوف. فالبلد تحترق وتشتعل حرباً والحزب الشيوعي أعلن أنه سيقاضي الجنجويد. هذه واحدة من مساخر هذه الحرب التي سيتناقلها الناس يخففون بها وقع حكاوي الدمار الذي ستخلفه الحرب التي تحرق بلدنا الآن. والحزب الشيوعي تائها في عزلته يتحدث عن المحاكم والقانون.
    من يواجه الحرب بالحياد ويجيب على صرخات بناتنا اللائي تنتهك أعراضهن الآن بهتاف “لا للحرب واللعنة على الكيزان” ليصمت. فالتاريخ يسجل. وليختش كل من قال إنها حرب الكيزان وإنه جيش الكيزان، ودعا لعزلة الجيش ليقاتل، مكشوف الظهر، عصابات الجنجويد التي انتهكت الأعراض واستباحت البلد، ليختش من الظهور عند إنجلاء هذا البلاء عن السودان. ولا يأتي بهتافات الحكم المدني. الحكم المدني لا يُفرض بالهتاف ولا بتثبيط همة الجيش وضرب روحه المعنوية وهو يقود معركة تحرير البلد ويدافع عنها في وجه غول الفايكنج. فلو تقدم حينها بمشروع التغيير، جذرياً كان أم محلقاً في السماء فستكون تلك فقط “قوة عين”.
    الخيار الذي يفرضه الواقع هو دعم الجيش ليحسم هذا الوحش ثم من بعد ذلك نجلس لرسم السياسات. إذا إنتصر الجيش بدعم الجماهير فلن يستطيع الكيزان فرض أجندتهم. وهذا جيش نظامي هزيمته من جيش الجنجويد هذا النبت الشيطاني مستحيلة. سينتصر الجيش في النهاية لكن بعد أن يكون الجنجويد قد نفذوا سياسة الأرض المحروقة وقضوا على الأخضر واليابس. حينها ستنتهي الحرب وبجانب هذا الدمار ستكون سطوة الكيزان. ولن يستطيع من قالوا هذا جيش الكيزان أن يتقدموا ويقولوا أن الجيش الذي أنتصر هو جيش البلد وليس من حق الكيزان فرض أجندتهم. يومها سيقولوها وهم يمهدون لها الآن بأنها معركتهم وسينتصرون ويعودون للسلطة. هذا ما يردده الكيزان فنرد نحن بنفس الإدعاء. قصدا أو غير ذلك فالحقيقة والخلاصة واحدة.
    لن يهزم الجنجويد الجيش. والحل الذي يصل له الطرفان لن يُعنى بأي مطلب جماهيري. وطلب ذلك عندما يجلس الطرفان للحوار يكون مهزلة.
    الكارثة التي يصنعها الآن من يهاجمون الجيش، والحزب الشيوعي في مقدمتهم، هي قفل الطريق على فرض الإنتقال إلى الحكم المدني. ليس ذلك فحسب بل إطالة عمر الحرب لتحرق الأخضر واليابس. ما تبقى من البلد للأسف، فما قد إحترق كثير. ستطول الحرب وليس بهذه الوتيرة والخراب الذي يحدث الآن، بل سيتدخل لصوص العالم لرفع القدرات العسكرية للطرف الذي يحفظ مصالح كل منها.
    ستنتهي الحرب بعد أن تحترق البلد وستنتهي باحتمالين:
    الإحتمال الأول هو الإتفاق والذي ستتم أملاءات بنوده من الخارج. إتفاق سيرعاه ويهندسه لصوص العالم. ومن البديهي أن أي إتفاق يُنهي الحرب سيكون المتفاوضان هما طرفيها. ومن البديهي أيضاً أن أجندة التفاوض ستتمحور حول شروط وطلبات طرفي الحرب. وليس هنالك أي مجال لمناقشة مصلحة أي طرف ثالث. سيغيب الوطن وشعبه من أجندة المفاوضات. وقد تُضّمن بعض الأجندة للخداع فقط، حتى يقول لصوص العالم أننا قد تدخلنا لإيقاف الحرب من أجل الشعب السوداني.
    إن أساس المفاوضات والإتفاق الذي ستنتهي إليه سيكون؛ ما هي المكاسب التي سيحتفظ بها كل طرف وما هي التنازلات التي سيقدمها. هذا هو الحال في كل إتفاقيات إنهاء الحروب. لم أجيئ بشيئ من عندي. ولا يحتاج ذلك لعبقرية.
    الإحتمال الثاني هو أن ينتصر الجيش. وحينها سيتحقق السيناريو الذي شرحته آنفا بإنفراد الكيزان بإعلان النصر. عندئذ لن يستطيع الحزب الشيوعي أن يقول أن “جيش الكيزان” هذه كانت “غلطة مطبعية”.
    لا تأتوا. ولن تستطيعوا أن تأتوا حاملين شعارات الحكم المدني بعد أن تهدأ المعارك وتنتهي الحرب. فلن تستطيعوا أن تفرضوا مشروع الحكم المدني على جيش الكيزان. ولو فرض “جيش الكيزان” مشروعه فلا يدعي أحد أن الكيزان قد إنفردوا بالسلطة فإنه إنفراد مستحق. ومن اختار الساهل ومن اختار أن يقود الجماهير في طريق الحياد والبلد تغتصب بناتها وتحرق وتدمر فليس من حقه أن يفرض مشروع أو يقدم مشروعا.
    كل ما ذكرته هو من البديهيات ودون ترهات الهتافات وأخذ الأمور من سطحها.
    فإن السودان يدمر الآن وتستباح أعراضه ويطرد أهله ويشردوا ووقف الحزب الشيوعي على حياد، من المستحيل أن يكون غباءً، وقال هذه الحرب لا تخصنا. وهتف لا للحرب ولعن الكيزان. فهل أتى الحزب الشيوعي بالمعجزات. وهل هنالك من لا يرفض الحرب. وهل هنالك من لا يلعن الكيزان؟
    التاريخ لن يرحم. حزباً كان، تنظيماً، أو أفراداً.
    لا تتباكوا على الحكم المدني وقد رفضتم دفع ضريبته. فإن للحكم المدني استحقاقاته التي اخترتم أن لا تفوا بها. لا يدعي الثورية من وقف على الحياد والبلد تحترق وقال إن هذه الحرب لا تخصنا. والحرب وقودها أعراض بناتنا وكل مقدرات البلد وقد هتفنا تجاه صرخاتهن بأن هذه الحرب لا تخصنا.
    عندما يأتي التاريخ بصحبة من اغتصبهن الجنجويد ليتوارى خجلا كل من قال هذه الحرب لا تخصنا. فالتاريخ لن يستثني تنظيما، حزبا، أو فردا. الجميع سيكونوا أمام محكمة التاريخ.
    التاريخ يشهد للشيوعيين السودانيين أنهم قد حزموا أمتعتهم وشدوا الرحال للقتال بين صفوف الجيش المصري وللوقوف في وجه العدوان الثلاثي. هل تدرون ماذا كانت تعني الحكومة المصرية وهي حكومة الجيش بالنسبة للشيوعيين السودانيين. لمن لم يقرأ فخر تاريخنا هي الحكومة التي سجنتهم وعذبتهم وفيهم من قضى بسبب العذيب. لم يقولوا هذه هي الحكومة التي فعلت بنا كل هذا بل قرروا الدفاع عن الشعب المصري. أما الحزب الشيوعي السوداني فقد أعلن أن هذه الحرب لا تخصنا والمعتدى عليه هو الشعب السوداني وهو الذي طرد من دياره وأستبيحت أرضه وعرضه. هذا ليس بحزب أولئك العظام، بل هو مسخ لا بشبه الشيوعية في شيئ.
    أنه الحزب الذي نخر سوس اليمين فيه حتى أصبح ذيلا تجره قاطرة أرزقية قحت.
    وقد قلتها من قبل: نخدع أنفسنا لو إقتنعنا بأن اليمين قد هُزم وحُسم في المؤتمر فالحقيقة “ستمد لسانها ساخرة” لا يمكن أن ندعي أن اليمين قد حسم في المؤتمر وحزبنا كاد أن يشارك في حكومة المؤامرة التي أعدتها طغمة العصابة المالية العالمية. بل أن وزرائها قد شُحنوا من الخارج وأغلبهم قد جاء مشحوناً من الولايات المتحدة. كما هو حال برنامج تلك الحكومة المهزلة ومشروعه الأساسي. كاد الحزب الشيوعي أن يُلقي بنفسه في مزبلة التاريخ وإلى الأبد. لولا، والمعلومة من فضاءات مواقع التواصل، أن أنقذه صوتان فقط من ذلك السقوط الأبدي. هنالك كان اليمين يقول وعلى رؤوس الاشهاد “أنا موجود”. كل من يقول أن المسألة كانت لها حساباتها السياسية وليس السقوط في مستنقع الإنتهازية فإنه يغالي في دفن الرأس في الرمال.
    هل من شاركوا في ندوات توحيد قوى الثورة مع أرزقية الهبوط الناعم يمكن أن ينتموا لحزب شيوعي. هل يسمح أي تنظيم ثوري بأن بعض من قيادته تنتظم في عمل بالتضاد الكامل مع خطه العام والمعلن بكل وضوح. وهل يمكن لعضو تنظيم ثوري أن ينخرط في مشروع جبهة ستضع تنظيمه الثوري على خط تنفيذ مخططات اللصوصية الدولية. هذه تجربة تجمع بين الخلل التنظيمي والخلل النظري. ويقول فيها اليمين بالصوت العالي “أنا موجود”.
    نعم. وقد كان الأمر بائناً عندما سمح الحزب الشيوعي لعضويته أن تقود مخطط تدمير الحركة الثورية في البلد وفي رسالة للحزب الشيوعي:
    عندما ضج كل العالم الثوري بفضح مخطط الطغمة المالية لضرب الحركة الثورية بنشر أخطبوط المنظمات غير الحكومية، قادت عضوية الحزب الشيوعي السوداني تنفيذ المخطط. ولا أتجنى لو قلت أن تخريب التنظيمات الديمقراطية السودانية التي أصبحت أثراً بعد عين يُشكل في مضابط مخططات الطغمة المالية العالمية، قسماً فارقاً ومميزاً في تاريخ نجاح مخططاتها في العالم، ومثال لا يضاهيه أي مثال. فقد استعصت الحركة الثورية في العالم على تلك المخططات، لكن والشيطان وحده يعرف الإجابة على سكوت الحزب الشيوعي السوداني وتغاضيه عن تنفيذ عضويته لمخطط ضرب الحركة الثورية في العالم. الإتحاد النسائي السوداني والذي قاد يوما الحركة النسوية الثورية العالمية، ممثلاً في رئيسته التي كانت في قمة هذا التنظيم العالمي. الإتحاد النسائي السوداني الذي لعب ذلك الدور الثوري الأممي هو الآن في السودان مجرد لجنة تنفيذية تقف على الهواء دون أرجلها القاعدية. فروع الإتحاد النسائي في البلد ولو وُجدت فهي تعُد على أصابع اليد. ألم أكن محقة عندما أقول أن الطغمة المالية التي تقود العالم الآن، حرياً بها تكريم عملاءها الذين نفذوا مخططها بدرجة لم تتوقعها. هل هنالك أعمى لم ير أين كان الإتحاد النسائي السوداني وأين هو الآن؟ وكم من الأحياء السودانية كانت تموج نشاطاُ يقوده الإتحاد النسائي وعلى كل المستويات. الإتحاد النسائي السوداني، أحد التنظيمات التي أقلقت مضاجع الطغمة التي تتحكم في العالم الآن، أين هو الآن؟ نعم نسمع ببيانات تصدر أحياناً بإسم اللجنة التنفيذية لكن هل هذا التنظيم يمكن أن يسمى جماهيرياً وهو بغير جماهير. دعونا الآن نواجه الحقيقة وهي أن للإتحاد النسائي لجنة تنفيذية أتى بها مخطط هذلي لأخطبوط المنظمات غير الحكومية في مؤتمر هو في حقيقته واحدة من المهازل التي فاقت مهازل مؤتمرات الحركة الإسلامية. تلك مسرحية يعرفها الجميع ولا يمكن لأحد إنكار تلك الهذلية التي سموها مؤتمر الإتحاد النسائي. وأين إتحاد الشباب السوداني الذي كان علماً في طليعة الحركة الشبابية العالمية؟ أين عضويته. وكم من الشباب الذين هم رصيد للحركة الثورية في البلد قد نصب له “الرفاق” شراك الإنخراط في أنشطة منظمات المجتمع المدني. وهل هنالك من ينفي دور منظمات المجتمع المدني في تدمير تنظيماتنا الديمقراطية. لا أريد أن أخوض في الجانب النظري فما قلته ومنذ عشرين عاماً تقريباً، الآن تردده كل الحركة الثورية في العالم عن مخطط حرف النضال الجماهيري عن مساره الثوري، وتشتيت النشاط والجهد في قضايا المجتمع المختلفة كل على حدة. وشغل الجماهير بمعارك ما بين تلك الجانبية وتلك التي يجب أن تعالج في برنامج ثوري متكامل، أياً كانت ثورية ذلك البرنامج؛ وطني ديمقراطي أم إشتراكي. فهذا جانب قد تناولته في مساهمات سابقة وأما الآن فقد صار من بديهيات المفاهيم الثورية، والفضل يعود لمنظمات المجتمع المدني التي لفتت نظر الحركة الثورية لهذا التحليل الذي هو من صميم الماركسية. فالكلية هي القاعدة الأساسية التي يقوم عليها علم ماركس. والطبقية هي عموده الفقري.
    عندما يثبت لي أحدهم أن من نفذوا مخطط العصابة الدولية هم مجموعة من الدراويش الذين لم يعوا ما أصبح حقيقة بائنة يدركها العالم جميعه، سأعتذر عن وصفهم بالعملاء. أما بغير ذلك، فليعرف الحزب الشيوعي أنه قد كان ضالعاً وبدرجة لا تفوت على بصيرة أحد في تنفيذ مخطط تخريب الحركة الثورية، وذلك بتدمير التنظيمات الديمقراطية في البلد. وعلى أقل تقدير، السكوت وغض الطرف عن تنفيذ عضويته للمخطط.
    هل عضوية الحزب الشيوعي السوداني وقيادته هم مجموعة من الدراويش لا يستطيعون التعرف على مخطط قد فضحته الحركة الثورية في جميع أنحاء العالم وأصبح موضوع ثابت في أجندة كل الحركات الثورية، حتى تلك التي لا تدعي الشيوعية. ومن السخرية وفي هذا المقام بالذات، لا تدعي أنها تنظيم ماركسي لينيني!! ليس هنالك أي موقع أو منبر للحركة الثورية في العالم يخلو من المساهمات التي تفضح هذا المخطط. الحزب الشيوعي السودان وحده الذي يضع نفسه في مجرة أخري حيث يتمتع فيها بصفات “صم، بكم، عمي”.
    سؤال ليس موجها من نجاة طلحة، بل بإسم الحركة الثورية العالمية التي وعن بكرة أبيها تحارب الآن مخطط المنظمات غير الحكومية. سؤال يطرحه لسان حال الحركة الثورية العالمية والتي أصبح الحزب الشيوعي السوداني خطراً يتهدد وجودها بتبني عضويته تنفيذ هذا المخطط وغض نظر قيادته عن هذه الجريمة في حق الحركة الثورية. الحزب الذي إنقلب على دوره الطليعي في الحركة الثورية العالمية وأصبح يقود مخطط الطغمة المالية لتخريبها. السؤال موجه بلسان حال الحركة الثورية: هل الحزب الشيوعي السوداني هو مجموعة من الدراويش لم تلفت نظرهم كل دعوات التحذير من هذا المخطط التي أطلقتها الحركة الثورية في العالم. هل تغلب على الحزب الشيوعي السوداني هذه الدروشة الغير مسبوقة إطلاقاً، أم تغلب عليه الإنتهازية؟
    من يغض الطرف عن هذا المخطط الذي إنتظمت في تنفيذه عضوية الحزب الشيوعي إما أن يكون درويشاً أو إنتهازياً. ومن يعترض على هذا الوصف يعطيني تفسيراً غيره.
    لم تعد حقيقة المنظمات الغير حكومية قضية صغيرة أثارتها نجاة طلحة ومنذ ما بقارب العشرين عاما في 2003، ثم في 2008 ثم 2009. بل كل من كان أصم وأعمى قد وصلته دعوات التحذير ومن كل تنظيمات الحركة الثورية في العالم. لا أحتاج الآن أن أكرر ما كتبته عن مخطط المنظمات غير الحكومية فالعالم كله قد كشف المخطط الآن، ما عدا تنظيم وحيد تعتبره الحركة الثورية من بعض مكوناتها، وهو حزبنا الذي دفن رأسه في الرمال وكأنه موجود في عالم غير الذي توجد فيه هذه الحركة الثورية.
    المخطط واضح والعالم كله قد كشفه والسؤال الموجه للحزب الشيوعي السوداني وبلسان حال الحركة الثورية العالمية؛ السؤال المشروع والمعقول تماماً هو: هل الحزب الشيوعي السوداني مجموعة من الدراويش أم مجموعة من الإنتهازيين؟
    عندما بدأت هذه الحرب التي إستتباحت فيها عصابات الجنجويد البلد أرضا وعرضاً وكرامة. والتي لازال الحزب الشيوعي يتحدث فيها عن طرفي الحرب، مغمضاً عينيه وقد آثر إدعاء الصمم على سماع صرخات بنات السودان وهن يستغثن والجنجويد يعتدون عليهن في بيوت السودانيين الذين طردوهم منها فهاموا في الأرض. نعم لازال الحزب الشيوعي يقول ويكرر، لا أدري في رعب، في إستكانة، أم في إنتهازية؟ الشيطان وحده يعرف الإجابة. ظل الحزب الشيوعي يكرر طرفي الحرب. هل الجيش السوداني يشارك الجنجويد إحتلال بيوت السودانيين بعد أن طردهم منها؟ هل الجيش هو الذي ينهب البنوك والأسواق ثم يحرقها؟ هل الجيش هو الذي يحتل المشتشفيات ويطرد المرضى والكوادر الطبية؟ أرجوكم إرحموا التاريخ الشامخ للحزب الشيوعي السوداني. عنما بدأت الحرب اللعينة تساءل الجميع عن الحزب الشيوعي فقد خَبِروا دوره في مثل هذه الخطوب. ليصدموا بالحزب الشيوعي يجلس على الرصيف ويصيح بالناس، لا تتصدوا لعدوان الجنجويد لأنكم بذلك تهددون سلام البلد.
    لم أيأس ورغم أن كل الشواهد تنبئ بأنه ليس الحزب الذي عرفت. وتقدمت برسالة أدركت بعد أن وضح موقف الحزب الشيوعي، أن قيادة الحزب الشيوعي قد ضحكت “حتى بانت نواجذها” على سذاجة نجاة طلحة التي لازالت تعتقد أنه الحزب الشيوعي.
    هذه رسالتي التي تؤكد إنني لم أستعجل قراري هذا. وقد أجلته قبل هذه الكارثة وفي محكات كثيرة كلها كانت تؤكد أنه ليس الحزب الشيوعي السوداني الذي عرفناه بل وعرفته الحركة الثورية العالمية.
    رسالتي للحزب يتاريخ 25 مايو 2023
    وفيما الإنتظار.
    ليتقدم الحزب ويقود مبادرة لوصول الجماهير لخطة تفرض إيقاف الحرب. أو طرح الفكرة للنقاش بواسطة التنظيمات الجماهيرية. ومن المؤكد ستكون هنالك إضافات أو ربما تاكتيكات مبتكرة.
    لأن إيقاف الحرب أولوية، كي يتوقف نزيف الحالات الإنسانية التي تفرزها، لا يجب أن يكون كل الجهد منصباً ومقتصراً على تقديم المساعدات الإنسانية. فتتواصل الحرب وتستنفذ كل الجهد، وتستمر الكارثة.
    إذا توصلت الجماهير لمشروع توقف به الحرب، سيكون لها الحق في فرض برنامجها. فهذا ومن المؤكد هو الخيار الأفضل.
    لنضع في الإعتبار أنها حرب بين جيشين وهنالك فقط خياران إما أن تتوقف الحرب بجهد جماهيري، أو دعم الجيش لحسمها. هذه حرب جيوش كاملة العدة والعتاد وليست حرب عصابات تعتمد على التاكتيك أو حرب مدن بين فصائل متقاتلة بأسلحة خفيفة. إستثنائية هذه الحرب أنتجها الوضع الغريب بوجود جيشين في بلد واحد.
    الجيش جهاز مشروع ومُكون من مكونات الدولة المدنية. الجسم الغريب هو جيش الجنجويد. وهو الذي يمارس تخريب البلد بنهب وحرق البنوك والأسواق، والإستيلاء على المنشآت الطبية وطرد الكوادر والمرضى، وإنتهاك الأعراض والتي ويا للحسرة قد هانت ولم يعد إنتهاكها يهز المجتمع ليخرج عن بكرة أبيه لطرد هؤلاء الوحوش. بل ذكرها لا يكاد يسوى شيئاً بالمقارنة مع لعنة الكيزان وخطب لا للحرب والتي لن تسكت صوت أصغر بندقية.
    نرفض الحرب ونصيغ وندبج الخطب عندما تكون الحرب مطروحة كخيار أو حل لقضية ما. وقتها سينفع المنطق في إقناع طرف أو طرفي الخلاف بإختيار الحل السلمي. أما وقد أصبحت الحرب واقعاً فلا ينفع تضييع وقت الناس ب”لا للحرب” أو لعنة الكيزان. فهذا لا يعدو أن يكون نشاط علاقات عامة لن يحفظ عرضاً ولن يوقف التعدي على المرافق الصحية وحُرُمات البيوت، ولا نهب الأسواق وحريق البلد. خطب العلاقات العامة هذه لا تبارح ساحات شاشات التلفونات قيد أنملة. ولن تنجز مهمة إيقاف الحرب.
    القتال واقع، وإيقافه عن طريق الواتساب مسخرة. الجنجويد يرتكبون الإنتهاكات الوحشية ولا داعي لتكرار ذكر ما يفعلون. وهناك جيش يقاتلهم. الخيار الذي يفرضه الواقع هو دعم الجيش ليحسم هذا الوحش. ثم من بعد ذلك نجلس لرسم السياسات. إذا إنتصر الجيش بدعم الجماهير فلن يستطيع الكيزان فرض أجندتهم. وهذا جيش نظامي هزيمته من جيش الجنجويد هذا النبت الشيطاني مستحيلة. سينتصر الجيش في النهاية لكن بعد أن يكون الجنجويد قد نفذوا سياسة الأرض المحروقة. وقضوا على الأخضر واليابس. حينها ستنتهي الحرب وبجانب هذا الدمار ستكون سطوة الكيزان. ولن يستطيع من قالوا هذا جيش الكيزان أن يتقدموا ويقولوا أن الجيش الذي أنتصر هو جيش البلد. وأنه ليس من حق الكيزان فرض أجندتهم. يومها سيقولها الكيزان، وهم يمهدون لها الآن بإدعاء أنها معركتهم التي سينتصرون فيها ويعودون للسلطة. هذا ما يردده الكيزان فترد التلفونات هاتفة بنفس الإدعاء. قصداً أو غير قصدِ، فالحقيقة والخلاصة واحدة.
    لن يَهِزم الجنجويد الجيش. والحل الذي يصل له الطرفان لن يُعنى بأي مطلب جماهيري. إذ أن المطالبة بذلك عندما يجلس الطرفان للحوار يكون مهزلة.
    فلنواصل خطبنا بإيقاف الحرب والهجوم على الكيزان وننتظر إنتصار الكيزان أو إتفاق الطرفين. فلا ثالث للسيناريوين. وسيكون أصحاب خطب كيل العداء للكيزان وشعار لا للحرب هم المسئولون عن هذا المصير المظلم للبلد.
    الجميع يرفضون دعم الجيش ولا أحد يُعنى بطرح خطة أو المشاركة في خطة لإيقاف الحرب. كل الجهد المبذول الآن هو خطب في الواتساب.
    هذا الواقع والذي لن أمل من تكرار عرضه، ليس له ترياق غير دعم الجيش لحسم المعركة.
    الهم قد بلغت الهم فاشهد.
    نهاية الرسالة.
    لم أكن أعلم أن الحزب قد حزم أمره وتقدم اليمين ليمسح تاريخ كتب بتضحيات الشيوعيين. بدمائهم وأرواحهم التي بذلوها رخيصة من أجل تحرير الشعب السوداني من قبضة الطغاة. وبروح ووعي وصمود طبقي، تماماً وكما يجب أن يكون الشيوعي. لن تمسحوا ذلك التاريخ الباسل مهما سلمتم قيادكم لليمين الإنتهازي فإنه تاريخ غالي على الشعب السوداني الذي بعتوه. وهو غالي على الحركة الثورية العالمية. وفصل أصيل من فصولها.
    وهل يمكن أن يكون هذا الحزب الذي ملأ الفضاء عويلاً على داره التي إحتلاها الجنجويد، والجنجويد يحتلون السودان ويغتصبون بناته القاصرات. هل هذا هو حزب الذين تقدموا نحو المشانق وهم يهتفون بحياة شعب السودان؟ ألا تختشوا وأنتم تقلبون الطاولة على ذلك التاريخ العظيم؟
    أرى في الشبيبة من هم شيوعيون حقيقيون سيعيدون الحزب الشيوعي سيرته الأولى. وسيستعيدوا الحزب الشيوعي السوداني من قبضة اليمين، قبل أن يلقي به في مستنقع الإنتهازية الآسن. إن لم يكن قد فعل!
    نقد ذاتي لابد منه
    عندما يذهب أوان التصحيح فإن النقد الذاتي يكون إعترافاً كنسياً لا غير. لكنه نقد ذاتي لابد منه. كلما يمكن أن أذكره عن مغادرتي البلد ومغادرتي معركة النضال سيكون مبررات وليست أسباب. إختصاراً: هو تقديم المسئوليات الشخصية على مسئوليات النضال. عند مغادرتي للبلد/للنضال لم أطلب إذاً بسفر مفتوح، بل طلبت إجازة. وأذكر جيداً عبارة “سأعمل جاهدة أن تكون قصيرة” وكان ذلك خطأً في الحسابات فارق كل التقديرات العلمية. إذ لا يمكن أن تُبنى الحسابات على المجهول.
    التفاصيل ستأخذني للمبررات، ولمجري الإعتراف الكنسي، لذلك سأتوقف. قد مضى زمن التصحيح. ولو عدت الآن للبلد فلن أقدم سوى مساهمات يمكن أن أقدمها بالمراسلة كما أفعل الآن. نعم إنه إعترافٌ كنسيٌ ليس إلا لأني أودعه باب المغادرة. لكنه أمرٌ لابد منه.
    مساهمة سبقت الإستقالة:
    نجاة طلحة
    2 يونيو 2023
    لا مزايدة حين يعلو صوت الوطن ويعلو صراخ كريمات السودان.
    ليقل من يقول من الذين لا يعون عمق معنى أن تكون مناضلاً، أن نجاة طلحة قد دعمت “جيش الكيزان”. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل منطق من يقول أن الجيش مؤسسة وكيان منفصل عن من يسيطرون على الدولة. فأنا من فكر يُعّرف الدولة وأجهزتها بأنها أداة قمع طبقي. نعم مادام الكيزان (ليسو طبقة) هم من يحكمون البلد الآن، فإن الجيش الآن هو جيش الكيزان. ولن يتغير دور الجيش حتى وبالإنتقال لدولة المؤسسات المزعومة فحينها تتغير السلطة ولا يتغير دور الجيش.
    نعم أنا أدعم جيش الكيزان وأقدم كل تاريخي قربانا لأعراض كنداكات السودان. التاريخ الذي بدأ بتلك اليافعة ذات الإحدى عشر عاماً التي قادت مظاهرة السخط على دور حكومة العسكر في مؤامرة إغتيال شهيد إفريقيا باتريس لوممبا، 1961. فكل من يستخف بأعراض بنات السودان وأمهاته وهي تنتهك من هؤلاء الفايكنغ الوحوش، لا يعنيني رأيه.
    لماذا نتجاهل حقيقة بائنة للعيان وهي أن ما يدور في البلد الآن ليست حرباً بالمعنى المعروف. وليست حرب عدوان خارجي. كما إنها ليست حرباً أهلية. فحرب العدوان الخارجي غالبا ما تدور المواجهة في الحدود أومن خلال الطيران الذي يستهدف القوى والمواقع العسكرية. كذلك فالحروب الأهلية لا تدور داخل المدن فهي إما أن تدور في الأحراش أو الجبال حيث تتوازن القدرات. أما حرب المدن فهي تكون غالبا بين فئات مختلفة متصارعة، وليست بين الجيش وقوة مناوئة له.
    وفي جميع هذه الحروب يكون هنالك الدافع الذي يتفق مع المصالح أو القناعات.
    نعم. نتفق جميعنا بأن الجنجويد هم الآفة التي مكنها الإخوان.
    لكن الواقع الآن يشهد بأنها جيش كامل العدة والعتاد. وهذه سابقة التعامل معها يستدعي الحكمة.
    الجنجويد الآن لا يواجهون الجيش بل تدور معاركهم من طرف واحد مع المواطنين العزل.
    فايكنغ زمانهم هؤلاء يستبيحون البلد. ينتهكون الأعراض وينهبون البنوك ويحرقونها وينهبون الإسواق ثم يحرقونها وينهبون المصانع ثم يخربون الماكينات. هذا خراب الأرض المحروقة وقد أضافوا له والعرض المهتوك، لتكون تجربة يقشعر لها بدن وحوش التاريخ.
    لماذا نتجاهل أن حرب الجنجويد ليست مع الجيش بل مع بناتنا. معركة هؤلاء الأوباش تدور في أعراضنا وكرامة البلد والناس.
    وبإختصار ولو قسمنا البلد لجيش وشعب. لنسأل أنفسنا من الذي يحتاج للآخر. أتحدث هنا عن الواقع. ولا مجال لخطب المثقفاتية حول أن هذا هو واجب الجيش. وحماية المواطنين هي من صميم الهدف من وجوده. الكلام هنا عن واقع. ليس هنالك حرب بالمعنى المفهوم. كما أسلفت. بل هنالك جيش يحارب النساء في البيوت. يذلهن ويستعبدهن. وهل من يقول أنه واجب الجيش، هو نفس من قال أن بين الجيش والشعب خصومة تمنع دعم الشعب للجيش؟
    يغتصب النساء ويستعبدهن. نعم هذا ما فعله هؤلاء المتوحشون وبتحالف مع الجيش في دارفور. فهل نحاسب على تلك الجريمة ضحاياها الآن ليدفعن ثمن إغتصاب نساء دارفور؟ هل هذا منطق يُعقل؟
    إنه الواقع فالواقع يفرض نفسه ويختبر حكمتنا قبل كل شيئ ولا أريد أن أقول يختبر مدى غيرتنا على أعراضنا التي تنتهك. ولا أعتقد أن هذا ما يمكن أن يقال عن سوداني، لكنها جريمة أخرى للكيزان فإستعداؤهم الذي تسببت فيه جرائمهم يضيف الآن جريمة أبشع. لقد طغى العداء للكيزان على غضبنا على الأعراض التي تنتهك.
    الحرب الآن مع نساء وبنات السودان ولن يحميهن جيش معزول يناصبه الشعب العداء ويقول له إكتوي بنارك وينسى أن النار الآن لا تأكل الجيش بل تأكل أعراضنا.
    لا تحملوا السلاح مع الجيش لكن تخلوا عن الإصرار على عزلته فدونها أعراض نسائنا. إستفيقوا فهذا الإستخفاف بإنتهاك أعراض نساء السودان لن يغفره التاريخ. لن يغفر التاريخ صم الآذان عن سماع صرخات بناتنا في بيوتهن لأننا أبطال في عدائنا للكيزان.
    أعراضنا أولا ثم عداؤنا للكيزان وكل قضايا السياسة.
    نجاة طلحة

    1. هذا هو موقف الحزب الشيوعي اصلا منذ بداية الحرب، بل منذ بداية نجاح الثورة السودانية، ليس هناك جديد في الامر لماذا استقالت هذه المناضلة؟؟ هل لتصرح فقط انها اصبحت من الكيزان؟؟ الشيوعيين باقولهم وافعالهم اصبحو في صف الكيزان،، يعني استقالة تحصيل حاصل،، الغرض منه المراآة والشو فقط، الجماهير كلها على علم بما يدور داخل حزب الديناصورات يكفي كتابات عبد الله ابراهيم وغيره من ديناصورات الحزب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..