بشرى للمواطنين!ا

اوراق متناثرة

بشرى للمواطنين!!

غادة عبد العزيز خالد

اجتمعت مجموعة من الأصدقاء، إبان عهد الرئيس الراحل جعفر نميري، في احد نوادي العاصمة المثلثة. كان الأصدقاء في كل مساء يجتمعون.. يتسامرون.. يضحكون.. يلعبون ويتناقشون. وفي أحد هذه الأمسيات اللطيفة، سأل احدهم المجموعة التي تجاوره قائلا لهم»: هل سمعتم خطاب نميري امبارح؟» فكان ردهم إيجابا.. فعاد ليسأل» طيب ما سلموكم اية حاجة؟» وحينما رأى نظرة الحيرة في عيون أصدقائه أعقب سريعا قائلا:» امبارح في خطابه قال انه سلم الحكم للشعب، فانا ما استلمت حاجة غايتو.. في زول فيكم تاني استلم؟» وضجت مجموعة الأصدقاء بالضحك!!
وأعلنت في يوم الثلاثاء، الخامس عشر من يونيو، التشكيل الوزاري للحكومة الجديدة.. بلغ عدد الوزراء ووزراء الدولة السبعة والسبعون.. هذا دون المستشارين الذين سيتم الإعلان عنهم لاحقا، واحترت كثيرا. فالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تكاد مساحتها تبلغ العشرة آلاف كيلو متر مربع نجد أن عدد وزرائها لا يتعد الخمسة عشر وزيرا.. بل وحتى المملكة المتحدة التي نجد أن مساحتها تتعدى المائتين والأربعين كيلو متر مربع لا يتعد عدد وزرائهم الثلاثة والعشرين.. فكيف نستوعب أنه في بلادنا، والتي تساوي مساحتها الألفين والخمسمائة كيلو متر مربع، يتم تعيين سبعة وسبعين وزيرا.. (ده كلام يدخل كيف الرأس؟) والذي يحير أكثر، انقسام بعض الوزارات وظهور أخرى جديدة.. حتى أنني كدت أن اقترح، لمن بيدهم الأمر، أن (ينجروا) وزارة جديدة يطلق عليها وزارة الصحف. هذا الاقتراح ينبع من نسبة الصحف العالية والتي يتم التصديق لها حتى صار من الصعب تحديد عددها أو قراءة صفحاتها كلها.. وأقترح، بالطبع، أن يؤول منصب الوزير لواحد من الأخوة أو الأخوات الذين يعملون في مجال الصحافة. وبالرغم من أن هذا الاقتراح -من المفترض- أن يكون بديهيا، إلا أنه واجب حيث أنه لم يتم العمل به في اختيار العديد من الأسماء التي أعلن عنها مؤخرا في مناصبها الجديدة..
لكن (ما علينا) بالأسماء وبالقدرة والكفاءة، فيبدو من قرارات التعيين أن حكومتنا الرشيدة قد قررت أن تتخذ من خطاب الرئيس الراحل – نميري- نبراسا تهتدي به في تشكيل الحكومة الجديدة وقررت تسليم زمام الحكم كاملا للشعب.. لذلك أجد في الحكومة الجديدة وعدد السبعة والسبعين وزيرا، يا سيدي المواطن، خبرا سارا.. لا تستعجبوا في حديثي هذا ولا تستغربوا،بل أن هذه بشرى سارة للمواطنين في أنحاء السودان كافة، فتخيلوا انه بعد بضع سنوات ستنتهي مدة حكم الوزراء الحاليين وسيتم (عمل قرعة) يتعين على إثرها نفر مختلف من المواطنين في الوزارات المختلفة.. وننوه إلى أن الخبرة مهمة ولكنها ليست في مستوى الكفالة والعدالة الاجتماعية التي تحتم تسليمك وزارة في يدك قريبا.. فاصطبر يا سيدي المواطن بل وطالب بزيادة عدد الوزراء لعل وعسى (دورهم) سريعا ينقضي ويأتي دورك أنت قريبا بعونه تعالى….. قول آمين!!

غادة عبد العزيز خالد
الصحافة

تعليق واحد

  1. ((فالولايات المتحدة الأمريكية، والتي تكاد مساحتها تبلغ العشرة آلاف كيلو متر مربع نجد أن عدد وزرائها لا يتعد الخمسة عشر وزيرا.. بل وحتى المملكة المتحدة التي نجد أن مساحتها تتعدى المائتين والأربعين كيلو متر مربع لا يتعد عدد وزرائهم الثلاثة والعشرين.. فكيف نستوعب أنه في بلادنا، والتي تساوي مساحتها الألفين والخمسمائة كيلو متر مربع،))
    دا شنو ياناس جريدة الصحافة …. بالغتو عديل كدا !!! وياغادة حالتك كنت عايشة في امريكا؟؟؟ مساحات الدول دي غلط والرجاء التحقق من المعلومة الصحيحة قبل نشرها. اظنكم شغالين بطريقة الجنيه القديم والجديد .. ارجو ملاحظة انه اذا ضربنا مساحة كل دولة حسب ما مكتوب في المقال اذا ضربناه في الرقم الف الجواب سيكون الرقم الاقرب للصحيح لمساحة الدولة:
    مساحة امريكا : 10،000 ضرب 1000 = 10مليون كلم مربع تقريبا ( المساحة الفعلية هي 9,629,091كلم مربع).
    مساحة المملكة المتحدة:240 ضرب 1000= 240 الف كلم مربع تقريبا( المساحة الفعلية هي 244,820 كلم مربع)
    مساحة السودان: 2،500 ضرب 1000 = 2مليون وخمسمائة الف كلم مربع تقريبا ( المساحة الفعلية هي 2,505,810كلم مربع).

  2. رحم الله المشير نميرى كان شجاعا ومقداما كان رجل ضكر لايعرف اللف والدوران كان همه
    السودان وكان لايجامل وزرائه الغلط غلط . نميرى مانمر الجنينة نميرى تمساحا رأينا
    فرق شاسع مابين مايو والانقاذ . لعنة الله على الانقاذ فساد وبؤس لم يشهده السودان منذ
    الاستقلال .. لك الود اختى بت عبد العزيز

  3. لم يسجل التاريخ لدكتاتور محاسن فنميري رحمه الله إن كان شجاعاً فهذا نابع من الغباء الشديد لأن الغباء من محاسنه يبلد الإحساس ليمنع بدوره الخوف ، ألم يرحل الفلاشاء ويدفن النفايات في صحاري الشمال وقبل ذلك اليس إنقاذ اليوم بذرته التي تعهدها بالرعاية عن قصد أو غفلة منه فجمعت المال وفتحت البنوك التي عفاها من الضرائب لتنهب الشعب المغلوب على أمره وتدعم الجبهة القومية الإسلامية .
    أما جيش الوزراء ففيه إرضاء للبعض وشراء لآخرين والشعب مغلوب على أمره ينهشه الجوع وتسكن أوصاله الملاريا الخبيثة وتعشش في مجتمعاته أمراض إنقرضت منذ زمن بعيد كالسل والجدري في الطريق ..!!!:mad:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..