مقالات وآراء

في ذكراها الثامنة : كيف انتقم ترامب من البشير ومنعه دخول السعودية ؟!!

بكري الصائغ

 

في يوم الثلاثاء ٢٠/ مايو الحالي – اي تحديدا بعد اسبوع من الان-، تجيء الذكري الثامنة علي واحدة من اسوأ ايام الرئيس المخلوع في زمان حكمه البائد الذي استمر ثلاثين عام، وهو اليوم الذي وقع فيه اغرب حدث سوداني لم يكن له مثيل في تاريخ السودان من قبل، وتقول اصل الرواية التي وقعت احداثها التي هزت العالم في يوم ٢٠/ مايو ٢٠١٧م، ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب قبل دعوة حكومة المملكة العربية السعودية بالمشاركة في “القمة العربية الإسلامية الأمريكية” التي تستضيفها المملكة، الا انه فاجأ حكومة المملكة بشرط غريب اذهل كل المسؤولين السعوديين وهزتهم هزة شديدة ، وكان مضمون الشرط القاسي الغريب، ان ترامب ربط حضوره للمشاركة في المؤتمر بعدم مشاركة الرئيس عمر البشير في جلسات المؤتمر، والا فانه يعتذر عن الحضور والمشاركة في وجود رئيس يكن له كل الكراهية والمقت!!

 

استجابت الرياض علي الفور وبلا تردد لمطلب ترامب، وقامت الحكومة السعودية بارسال ممثل عنها للخرطوم ، وهناك سلم البشير رسالة رسمية مفادها ان المملكة غير راغبة في حضوره للمشاركة في المؤتمر، بالطبع ما كان امام البشير من حل اخر الا قبول الامر الملكي والاذعان لمطلب دونالد!!

بعد ان قدم البشير اعتذاره عن الحضور، كلف مدير مكتبته الفريق أمن السعودي الجنسية / طه عثمان بتمثيل السودان في هذا المؤتمر الكبير، عندها انفتحت ابواب جهنم علي البشير بشدة ، وعم السخط والغضب ملايين السودانيين في كل مكان وتساءلوا:

(أ)/- هل وصلنا الي هذا الحد من الذل والمهانة ان يمثلنا في المؤتمر “اجنبي وكأن البلاد قد خلت تماما من سودانيين اكفاء هم اولي بالمشاركة من الاجانب؟!!

(ب)/- ما الحكمة من ارسال مدير مكتب ليمثل السودان؟!!

(ج)/- ماذا كنت تهدف يا عمر البشير بهذا التصرف الغير مقبول علي المستوي الدبلوماسي؟!!

(د/)- لماذا رفضت ارسال ابراهيم غندور وزير الخارجية؟!!

(هـ)-لماذا لم توضح سبب هذا التصرف الغريب المشين؟!!

(و)/- لماذا لم توضح رسميا سبب هذا التصرف؟!!

(ز)/- لماذا اخترت “الاجنبي” وليس من أهل النظام؟!!

(ح)/- لماذا رفضت ان تناقش مع اعضاء الحزب الحاكم سبب اختيارك الفريق طه عثمان ليمثل السودان؟!!

(ط)/- هل ماذا رفض المجلس الوطني مناقشة الفضيحة؟!!

(ي)/- هل كانت حكومة السعودية وراء ترشيح طه عثمان لتمثيل السودان في المؤتمر؟!!

(ك)/- هل كان ترامب هو من اختار الفريق/ طه ليحل مكانك في جلسات المؤتمر؟!!

 

تعددت التساؤلات الكثيرة وقتها ورفض البشير الاجابة عنها!!، والغريب في الامر ان لا احد من أهل السلطة او النافذين في حزب المؤتمر الوطني تجرأ وسال البشير عن تصرفه الاحمق بارسال (حتة موظف) ليمثل السودان في اكبر مؤتمر عرفته البلاد العربية والاسلامية في تاريخها الطويل؟!!، ومما زاد من حرج البشير ان جهاز الامن منع الصحف من التطرق لموضوع عدم سفر البشير للسعودية، ولكن الصحف العربية وخاصة للسعودية نشرت الكثير عن الحادث، وارفقت مع الاخبار صورة مقابة تمت بين الرئيس ترامب وطه عثمان!!

 

وما ان نشرت الصحف العالمية الصورة النادرة للقاء ترامب وطه علي صدر صفحاتها الاولي، حتي فهم جميع القراء، ان ترامب قصد من لقاء طه الموظف الصغير في حكومة الخرطوم، والتقاط صور معه، الغرض منها “فقع مرارة” البشير، الذي سبق ان شتم امريكا علانية وعلي الملأ في احد لقاءاته الجماهيرية بدارفور، وقال وهو يخاطب الحاضرين “امريكا تحت جزمتي دي!!”، واشار البشير باصبعه الي حذاءه!!، لم ينسي ترامب بذاءة البشير، وكيف انه بكل وقاحة سب امريكا “شعب وحكومة” ، وجاءت الفرصة لترامب لردع الصاع باقوي منها للبشير، بالفعل اخذ ثاره من البشير بصفعة داوية جعلت البشير ونظامه يترنحون من قوتها … وهل هناك مهانة اقسي من منع البشير المشاركة في المؤتمر، وان يبقي في البيت!! ويحل مكانه في المؤتمر (حتة) موظف!!

 

اعرف سلفآ ان موضوع المقال قديم عمر ثمانية اعوام، ومعروف عند جميع القراء، ولم اقدم فيه شئ جديد، خصوصآ بعد ان نشرت الصحف المحلية والعالمية الكثير المثيرعن مؤتمر القمة، ونشرت الصحف ايضآ باستغراب شديد اعتذار البشيرعن الحضور للمشاركة في المؤتمر دون ان يوضح اسباب الاعتذار بعد ان اكد انه سيشارك فيه!!، ولكن بالرغم من مرور ثلاثة اعوام علي الحدث فمازالت هناك كثير من الاسرار والخفايا المتعلقة باحداث هامة وقعت في رئاسة الجمهورية (القصر) في زمن حكم البشير، مجهولة لم يحل احد طلاسمها او يسعي لتوضيح اسباب حدوثها!!، وفي مقدمتها السؤال عن حقيقة الفريق/ طه عثمان، وكيف ، وبمساعدة من استطاع هذا الموظف الاجنبي الوصول قفزآ من رتبة فريق الي منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية في القصر وبالامانة العامة لمجلس الوزراء … بدرجة وزير دولة … وهو الاجنبي الذي لم يخفي جنسيته السعودية عند تعيينه مسؤولآ عن اسرار البشير؟!!

 

الغريب في الامر واثار دهشة السياسيين والصحفيين الاجانب موقف الوفود العربية والاسلامية من ابعاد مشاركة البشير وتساءلوا: ان لماذا امتنع رؤساء الدول التي شاركت في ″القمة الأمريكية-العربية والإسلامية ″ بالرياض مؤازرة البشير، ولم يطالبوا بوجوب حضوره والمشاركة في جلسات القمة؟!!

 

يقال ـ والعهدة علي صحفي سوداني ملم بخفايا اسرار واحداث “القمة الأمريكية-العربية والإسلامية”، ان الفريق/ محمد عطا، مدير جهاز الأمن وقتها، اعترض بشدة علي قرار البشير ان يقوم الفريق/ طه عثمان بتمثيل السودان في مؤتمر الرياض، وانه من الافضل حفاظآ علي كرامة النظام الحاكم، الا يشارك السودان باي شخص او وفد، او حتي بسفير السودان في الرياض ، وقبل البشير بالاقتراح، الا انه سرعان ما غير رايه، وامر طه بالسفر!!، وبعد عودة طه من الرياض، اصبح نفوذ الفريق/ طه عثمان اشد واقوي عن ذي قبل، ويقال ان اغلب الشخصيات النافذة في السلطة وتم اعفاءهم من المناصب الحكومية والحزبية، كان وراءها طه عثمان.

 

ثم جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن، وتعرض البشير لاكبر خيانة من الفريق أمن/ طه عثمان، الذي استغل منصبه كمدير لمكتب رئيس الجمهورية في الرئاسة بالقصر، وايضا كمدير مكتب البشير في مجلس الوزراء، وقام سرا بنقل معلومات في غاية الخطورة والسرية الي الجهات الرسمية في قطر والسعودية، وكانت الطامة الكبري – بل الفضيحة الداوية -، انه وبعد اكتشاف قيامه بالتجسس ونقل المعلومات السرية للخارج، تم اعتقاله من قبل سلطات الامن، ولم يقدم لمحكامة، وتم ابعاده من البلاد هو وزوجته، وجاءت الصحف يومها بخبر غريب افاد، ان مسؤولين كبار في جهاز الامن قاموا باصطحاب طه وزوجته الي المطار، واوصلوهما بسلام الي داخل الطائرة التي اقلعت من مطار الخرطوم الي جدة!!، وجاءت الاخبار ايضا ونشرت ان طه خرج من مطار الخرطوم وهو يحمل حقيبة بها (٢٠) مليون دولار لم يتم عرضها علي المسؤولين في جمارك المطار!!

 

والهدف من كتابة هذا المقال طرح سؤال هام:- هل يلحق قريبا طرف سوط ترامب البرهان الذي كان واحد من الجنرالات الكبار المشاركين بقوة في حكم النظام السابق؟!!، فهذا الهدوء الغريب من ترامب تجاه نظام البرهان وراءه سر غامض، وما علينا الا انتظار الكشف عنه، وحتما هو يوم اتي شئنا ام ابينا.

 

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. البشير منو ده ؟ رئيسنا الرقاص ههههه بتبالغ ياخ ترامب اصلا ما بيعرفه ولا سمع بيهو

  2. هل يريد ترامب بنا خيرا ويقول بطلوا الحرب مثلما امر الهند وباكستان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ام سيتركنا زاوية ثالثه لماساة غزا والحوثيين ونظل عبره لمن يعتبر؟؟ ؟؟؟؟؟
    خصوصا تاريخنا عبيد لحركة حماس واميركا تحت جزمتي وحاليا الإمارات وبلبس ساكت

    1. الحبوب،عبعزيز.
      تحية طيبة. وكرا علي المشاركة.
      بخصوص سؤالك في التعليق عن ماذا يخطط ترامب للبرهان ونظامه، فكلنا نعرف ان ترامب عنده مفاجأة جاهزة من العيار الثقيل لم يحن بعد الاعلان عنها، لانه حاليا متفرغ تماما للاهتمام بملء خزينة امريكا بالاموال الطائلة قسرا او طوعا من خزائن دول كثيرة ستدفع له شاءت ام ابت!!، وبما ان السودان حاليا من افقر دول العالم وتعتمد في معيشتها علي الاعانات والشحذة ولا تملك شروي نقير، فهذا السودان مؤقتا لا يحتل حتي مثقال ذرة من الاهتمام عند ترامب، ولو بادر بالالتفات لمحنة السودان فسيكون من اجل توقيع اتفاقيات امريكية سودانية لاحتكار الصمغ العربي والكركدي، ومنع ايران ووسيا من بناء قواعد عسكرية علي ساحل البحر الاحمر.

  3. هههههه لالا يا استاذي مش معقولة ترمب يكون بهذه العقلية المتخلفة ويربط وجدوا وعدمو بي حتة رئيس مثل البشير ههههه كان كدا البشير كان حارقهم شديد لانو ماتنسي ترمب مشي وقابل بتاع كوريا الشمالية رغم المغصة منو وكذلك بوتن يعني ديل ما اقل من البشير في كره امريكا ولي مش كدا وكان من باب اولي يقابل بشة برضو واحتمال تكون السعودية خافت علي بشة من القبض عليه خافت ترمب يتهور ويقبض عليه وهههه وبعدين اكيد البشير بيكون حلف طلاق مافي زول من الحكومة يمشي للاجتماع هههه واكيد السعودية ماعرفت تعمل شئ غير انو تعمل ترشيح طه عثمان لتمثيل السودان في المؤتمر دا اكيد البيكون حصل و ياريت يا استاذ بعد الحرب دا ماتنتهي انشاءالله تمشي انت بنفسك تعمل لقاء مع البشير وتشوف لينا المواضيع دي

    1. الحبوب، مواطن.
      الف الف مرحبا بالزيارة السعيدة بعد طول غياب ملحوظ.
      هذا الحادث الذي جاء في المقال، وقع عام ٢٠١٧- يعني قبل ثمانية اعوام مضت-، ورغم مرور كل هذه الاعوام مازالت تداعياتها واثارها السلبية علي السودان موجودة حتي اليوم علي اعتبار انه ولاول في تاريخ المؤتمرات الدولية يقوم رئيس دولة اجنبية بفرض شروطه علي الدولة المضيفة للمؤتمر يطالبها بعدم مشاركة رئيس دولة اخري في جلسات المؤتمر!!.. والشيء المؤسف في الموضوع ان البشير لم يستطع رد الصاع صاعين حتي نهاية حكمه ورد الاعتبار لنفسه!!

  4. استاذ بكرى المقال قيم ومفيد واتفق معك تماما فى مجمله وابصم بالعشرة على انتقام ترامب من البشير الذى قال امريكا تحت جزمتى ترامب لا يقبل ان يتجرأ مجرم مثل البشير او اى شخص ان ينطق اسم امريكا بلسانه بسوء فهو يفتخر دائما بأمريكا وانها أعظم بلد تحت قيادته وبذلك يؤكد أن ذاكرته لن تنسى من يذكر امريكا بسوء وهو يعرف من اين تؤكل الكتف فوجه صفعه قويه فى وجه البشير ودون ان يخسر مليما حتى وكانت تلك الصفعة عامل اساسى فى بريق نجم طه الذى اتى بافعال كانت سبب فى تعرية البشير واضعافه بزيادة كره الشعب له كم كنت حقيرا ايها البشير وكم كنت احقر ايها الطه

  5. عزيزي الصائغ مقالاتك دائما مدرسه غايه في الاهميه في تنمية الوعي اذا اراد ان يستوعي….
    الذي المسه من الواقع بأن اغلب الدول العربيه لايريدون نهايه للحرب في السودان ويظنون بأن السودانيين يجب أن يتغلبو على بعضهم….
    و ان ليس لديهم انسجام مع احد الأطراف….. ولكن إذا اقتضي الأمر سوف يشجعون حميرتي للكثير من التشابه بهم في الجهل والبداوه والحقاره والقسوة و القبليه……
    كل هذه الصفات تاهله بأن يكون أمير خليجي بمعرفتهم و يعمل على توفير أكبر كميه من العبيد و المرتزقه…..
    تخوفاتهم بأن حميرتي يستقل إمكانيات الشعب السوداني وموارد البلد الكبيره وتصبح دوله عظمى….. وتتحرر من قبضة العرب والمصريون….. خصوصا ان له توجهات افريقيه وكثيرا ما يتحدث عن إثيوبيا و رواندا……
    انا لا أثق بأن الجانجويت يترك غريزته الجانجويتيه ويتحول لفصيلة البني ادمين……
    اخر اجتماع في لندن خزلو صمود واستمروا في قتل رونق عبدالله حمدوك……
    هم من خدعوا البشير و اوعدوه بأن يدفعو لترامب كي يعتقه من العقوبات مثلما فعلوا حاليا للرئيس الشرع…. ولكن البشير وجد نفسه بائعا لجيشه مرتزقه فقط مقابل الدولارات المهربه…. وليس حاميا ل مكا من هجمات اليمانيه…. والساقيه لسه مدوره….
    ضرب مسيرات بورتسكيزان قطعت فصاحة بني كرز حتى الإمارات نسو موضوعها…..
    قال الاعيسر قال

  6. أخى بكرى الصائغ تعجبنى مقالاتك وابحث عنها وبدون كسير تلج فانها تضيف للقارئ الكثير.. ولكنما يزعجنى دائما هو ايرادك لاسم الخليع المخلوع الراقص لانه يزيد مواجعى وسرعان ما استحضر حالة السودان وما الت اليه والماثل امانا فهى كلها من صنعه ذلك السفيه الراقص … تحضرنى صورة الدولارات التى عرضها تليفزيون السودان وقد بلعت خمسة وعشرين مليونا زعم انها هدية من امير خليجى هذا الخليع الوضيع يحتفظ بملايين الدولارات والبلاد تعانى من نقص العملة السودانية دعك من النقد الاجنبى. والعلاج مفقود بل ان مصفاة البترول الوحيدة فى البلاد كانت بحتجة الى بضعة دولارات للصيانة واعادة التشغيل,,,.هذا السفيه الراقص كان لا يكن اى ولاء للسودان فقد رايناه وهو يدوس على علم السودان بقدمه نتجها نحو المنصة لمخاطبة الامة السودانية.,, وينكر انتماء بعض القوميات للسودان رغم انها ظلت بالسودان لعدة قرون مضت… ومعروف ان دولا فى العالم تعلن الحرب على من يدوس او يحرق علمها الوطنى.. لعل من احسن المواقف للملكة العربية السعودية انها اعادت الظائرة المقلة لذلك السفيه الراقص وهو متجه الى ايران فى سلوك لا ينم عن اى مسئولية وهو… يعرف ما كان بين السعودية وايران قبل تطبيع العلاقات بينهما.. انه كان يتصرف بعشوائية ولا يحترم المؤسسية ولا يعير اهتماما لمصالح السودان …. تنتابنى فى احيان كثيرة تساؤلات لا اجد لها اجابة وهى كيف تاتى لهذا السفيه المخلوع الراقص ان يحكم شعبا ذكيا كريما شجاعا كشعب السودان لمدة ثلاثين عاما كاملة ولا اجد اجابة سوى انه بلؤمه استغل تلك الصفات الحميدة للشعب ليوجهها لتنفيذ اجندته الشريرة فى الداخل والخارج ولكن الشعب كان له بالمرصاد فقدم مئات الشهدتء والاف المصابين لاقتلاعه ورميه فى مزبلة التاريخ التى هو اهل لها… شكرا يا صائغ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..