مقالات وآراء
قرى جنوب القضارف .. كل التضامن

خارج السياق
مديحة عبدالله
كشفت صحيفة الجريدة عن أوضاع (31) قرية جنوب القضارف تواجه الحصار الكامل وضياع الممتلكات والنقص في الخدمات وتردي صحة البيئة بشكل مريع بسبب الفيضانات وأدى ذلك إلى تهجير المواطنين من قراهم، والأسوأ اختفاء (6) قرى هي (أفرش توبك، 1،2، وعربية التجاني، وكرش الفيل، والخيرات) وأشار الصحفي نعمان غزالي إلى عدم تحرك الحكومة والمنظمات المحلية والدولية لإنقاذ الوضع حسب ما جاء في الخبر، (أوردت الراكوبة الخبر في الخامس من سبتمبر الجاري) الذي اعتبره خبر الساعة ومكانه الخط الرئيس في أي صحيفة، ومقدمة في موجز أخبار أي إذاعة وقناة تلفزيونية، لأنه يتعلق بوضع قرى منسية، لا تجد الاهتمام ولم يسمع بها أحد ممن يملئون الفضاء بالتصريحات عديمة القيمة من المسؤولين.
والخطر ما زال قائمًا بسبب ارتفاع منسوب نهر الرهد ويهدد ذلك المزيد منها بتفاقم الأزمات الإنسانية حيث فقد العديد من المواطنين أرواحهم و ترتفع نسب الإصابة بالأمراض، بالحق أننا نحتاج لترتيب أولويات العمل المعارض للانقلاب، لتتصدر قضايا المواطنين وهموهم أجندة السياسيين والإعلاميين، لردم البون الشاسع بين أخبار المواطنين وما يصدر من تصريحات ومواقف حيال الوضع في البلاد، وبالطبع لا يمكن فصل القضايا من بعضها فوجود حكومة مدنية ديمقراطية يفتح الطريق لتأسيس دولة المواطنة حيث حقوق المواطنين هي الأساس، لكننا في حاجة لإعادة ترتيب المعادلة.
إن تصدر قضايا المواطنين لأجندة عمل المقاومة سيكسبها اللحم والدم وطعم اليومي الذي يعني ويشغل بال الملايين من السودانيين، الذين يبحثون الآن عن لقمة وجرعة دواء ومأوى، وتكاد تفاصيلهم لا تجد حيزها في صفحات الصحف بالشكل المطلوب، ولا مكانها الذي يليق بها في الأخبار التي تجد مساحة واسعة من التداول وتعكس تصريحات أطراف الصراع على السلطة الآن.
خطاب المعارضة الآن لا بد أن يستند على قضايا وهموم المواطنين، ليكتسب حيويته وقوته الضاغطة على سلطة الانقلاب، فحصار الفيضان للقرى وفقد الأرواح والمرض وضياع الممتلكات قضية لا تنتظر لحين تشكيل حكومة مدنية، لا بد من الضغط لتدخل سريع يوقف الموت ويبعد الخطر، والموارد المالية وافرة لدى سلطة الانقلاب لا بد من تسخيرها دون تلكؤ لصالح المواطنين الذين يفتقدون الآن أبسط حقوق المواطنة.
الميدان
شكرا استاذة مديحة وانتي وحدك تلفتين نظر الراي العام الي هموم الريف السوداني ومأساة الموطن المسكين الذي فقد المسكن والعمل بسبب الخريف ويا ريت المعارضة قبل الحكومة المتسلطة تركز علي ابراز هذه المشاكل وتقف مع هؤلاء المساكين