تحليل دم ينذر بكارثة الانتحار

التحليل الجديد وسيلة للكشف المبكر عن الميول الانتحارية للأشخاص لا سيما في صفوف الشباب وكبار السن والمرضى النفسيين.
هل يتوقف نزيف قتل النفس عمدا؟
واشنطن – توصل فريق من العلماء الاميركيين إلى تطوير تحليل دم جديد لقياس مستويات عدد من البروتينات يعد ارتفاعها أحد الدلائل الأولية التي تسبق زيادة مخاطر إقدام الشخص على الانتحار، آملين أن يصبح التحليل المطور وسيلة للكشف المبكر وقياس الميول الانتحارية بين الأشخاص الذين ترتفع بينهم هذه النزعات المرضية.
وأوضح العلماء أن التحليل الجديد ما يزال أمامه شوط كبير قبل تطبيقه على نطاق واسع، إلا أن الأبحاث الحديثة التي نشرت فى العدد الأخير من مجلة “الطب النفسى الجزيئى” تسير إلى فاعلية ودقة هذا التحليل ومساهمته مستقبلا في التقليل من معدلات الانتحار، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للإقدام عليه، كالشباب وكبار السن والمرضى النفسيين.
ويرى العلماء أن المستقبل القريب سيشهد استغلال العديد من الأطباء النفسيين لهذا التحليل الرائد فى قياس مخاطر الانتحار بين المرضى النفسيين، خاصة ممن يعانون من اضطراب ثنائى القطب أو الأمراض العقلية الأخرى مثل الاكتئاب الشديد.
واظهرت دراسة نشرتها مجلة “ذي لانست” العلمية البريطانية ارتفاع معدل الانتحار في فصل الربيع وفي خضم الانكماش الاقتصادي، الى جانب عوامل خطر من نوع مختلف ترتبط بجنس المرء، ذلك ان الرجال هم اكثر عرضة للانتحار مقارنة مع النساء، اضافة الى ارتباط هذا الفعل بكون المرء مدخناً او طبيباً.
واستناداً الى الدراسة التي انجزها كيث هاوتون من جامعة اوكسفورد وكيس من جامعة غينت في بلجيكا، يقدم نحو مليون شخص على الانتحار سنوياً، بمعدل شخص كل اربعين ثانية، اي ما يساوي 1.5 بالمئة من الوفيات العالمية.
غير ان النسبة تختلف على نحو جذري بين بلد وآخر، فضلاً عن تأثرها بالارتفاع الجغرافي عن سطح الماء.
فاذا كان معدل الانتحار مرتفعاً على نحو لافت في فنلندا ولاتفيا والمجر والصين واليابان وكازاخستان، ذلك انه يبلغ عشرين شخصاً من كل مئة ألف على الاقل، فانه يصل الى ما يرنو من اربعين شخصاً في ليتوانيا.
وتضيف الدراسة ان مسألة الانتحار مصدر قلق في دول الاتحاد السوفياتي السابق، في حين تنفرد الصين بما يزيد على 30 بالمئة من حالات الانتحار في العالم، وهو معطى يتخطى نسبة الثقل الديموغرافي للصين على الصعيد العالمي، علماً ان عمليات الانتحار في الصين تشكل 3.6 بالمئة من اجمالي الوفيات على الصعيد المحلي.
اما الولايات المتحدة وكندا واستراليا فتسجل معدلات ما دون النسبة العالمية، اي 15 انتحاراً من كل مئة الف شخص، في حين لا يبلغ عدد المنتحرين في اليونان والمكسيك والبرازيل وايران ومصر الخمسة من كل مئة ألف.
ميدل ايست أونلاين