أخبار السودان
بعد تصريحاته الأخيرة.. هل يستقوي البرهان بعلاقته مع إسرائيل على الشارع السوداني الرافض لحكم العسكر؟

أثارت تصريحات رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان حول العلاقة مع إسرائيل، خلال مقابلة مع التليفزيون الرسمي للدولة، ردود فعل وعلامات استفهام كثيرة، بعضها يتعلق بتوقيت التصريحات في ظل تعقد الأزمة، والعض الآخر حول الرسائل التي أراد إرسالها، وموقف الشارع الثائر ضد الحكم العسكري منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول أو الماضي.
ماذا تحمل تصريحات البرهان حول العلاقة بين السودان وإسرائيل، وهل يستقوي بتلك العلاقة على الشارع؟
بداية يعلق المحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، على تصريحات رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان، بشأن العلاقات مع إسرائيل قائلا: ” إن العلاقة بين السودان وإسرائيل هي علاقة ظرفية محاطة بالكثير من الأجندات التي تجيد إسرائيل استخدامها في المنطقة لتعزيز وجودها وفرض التطبيع على أكبر قدر من الحكومات العربية”.
إسرائيل والعسكر
ويضيف في حديثه لـ”سبوتنيك”، فيما يتعلق بالسودان، استطاعت إسرائيل بالفعل أن توجد الجانب الأول، وهو التطبيع الرسمي “الاتفاق” مع أحد الأطراف السودانية، لكن يبدو أن هذا التطبيع الذي تم توقيعه في السابق لم يصل إلى الشكل النهائي الذي تريده إسرائيل، لذا فهي تحاول أن تستخدم القوة العسكرية الموجودة الآن على رأس المشهد السياسي السوداني، باعتبار أنها تعاني من مشكلة وجودية حقيقية من أن تستمر هذه السلطة أم لا، بسبب الضغط الشعبي الواقع عليها، من هنا تحاول إسرائيل أن تستثمر حالة الضعف التي يمر بها المكون العسكري الحاكم الآن في السودان، وفي نفس الوقت تكون إسرائيل في صورة لا تلام عليها في المشهد السوداني إذا ما سقط النظام العسكري، وحل محله بعد ذلك النظام المدني”.
تبرير العلاقة
وأوضح ميرغني أن تصريحات البرهان الأخيرة بهذا الشأن من جانب البرهان، هي محاولة منه لتبرير العلاقة بعد الزيارات الأخيرة من جانب الوفود العسكرية والأمنية الإسرائيلية إلى السودان، حيث طرحت الكثير من الأسئلة على نطاق واسع من جانب الشارع السوداني حول تلك الزيارات، بل إن بعض تلك الأسئلة ذهب في اتجاه أن البرهان يستقوى بإسرائيل على الشعب السوداني، وليست مجرد علاقة عادية تربط بين دولتين.
وأشار إلى أن تلك التصريحات الأخيرة من جانب البرهان فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل أراد بها مخاطبة الضمير الشعبي، ويؤكد أنها علاقة عادية نشأت بعد تطبيع العلاقات، وأنها تقتصر فقط على المجال العسكري والأمني “ربما هي أقرب إلى العلاقات المصرية – الإسرائيلية” وأنها لا تمتد لأكثر من ذلك، وهذا الوضع موجود بحكم الأمر الواقع، على اعتبار أن إسرائيل دولة موجودة في المنطقة وأن الأمن السوداني يرتبط بمعطيات خارجية.
الواقع الحالي
وحول المشهد السوداني الراهن وما إذا كانت هناك بوادر لحل الأزمة السياسية المعقدة في البلاد يقول ميرغني:” ليس هناك ما يؤكد أن هناك انفراج في الأوضاع السياسية الحالية في البلاد سوى في الوساطة التي تقوم بها البعثة الأممية في السودان بقيادة “فولكر”، حيث يقوم فريق المبعوث الأممي بعمل حقيقي على الأرض عن طريق محاولة جمع الطيف السياسي السوداني وتكوين أجندة واحدة، من أجل أن تكون الخطوة التالية عبارة عن مائدة مستديرة لسماع الحلول التي يتوافق عليها الجميع، خلاف ذلك ليس هناك أي تقدم على الأرض فيما يتعلق بالأزمة السودانية، حيث أن المواجهة مستمرة بين السلطة العسكرية والشارع السوداني، تتمثل في التظاهرة المجدولة والتي عادة ما تنتهي بدماء في كل مرة تخرج تلك الاحتجاجات، الأمور تسير ربما في نهاية الأمر لتعزيز الأمر الواقع أكثر من التغيير.
غريبة جدا
من جانبه يقول المحلل السياسي السوداني، عبد الرحمن الأمين، التصريحات التي أدلى بها البرهان للتليفزيون السوداني المتعلقة بإسرائيل كانت تبدو غريبة جدا، حيث نفى في تلك التصريحات وجود علاقات سياسية وأن الأمر يتعلق بالتعاون الأمني والاستخباراتي، والجميع يعلم أن هذا التعاون يبنى على العلاقة السياسية، فلا يمكن إنشاء علاقة أمنية استخباراتية دون أن تكون هناك علاقة سياسية، هذا كان أمرا غريبا.
ويضيف في حديثه لـ”سبوتنيك”، البرهان قال إنه استعان بإسرائيل وأفشل مخططات إرهابية كان بالإمكان وقوعها داخل الأراضي السودانية، وهذا دليل واضح جدا أنه يستقوى بالمخابرات الإسرائيلية، وهذا يقودنا إلى تصريحاته السابقة بأن لن يسلم السلطة للمدنيين إلا عبر توافق وطني، فما الذي يستدعي التوافق الوطني الوطني لتسليم السلطة، بينما العلاقة مع إسرائيل والتعاون الأمني والاستخباراتي لا يستدعي إرادة وطنية، تلك هي المفارقة.
الطريق إلى واشنطن
وأشار الأمين إلى أن تصريحات البرهان بشأن التعاون مع إسرائيل ربما أراد من خلالها أن يبعث برسالة، بأنه منذ أن التقي رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو في فبراير/شباط من العام 2020 في أوغندا، يريد أن يقول أن إسرائيل هي عتبته أو طريقه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأنها هي طريقة لكسب رضا البيت الأبيض.
وأوضح أن واشنطن تطلب من إسرائيل أن تقنع أصدقائها من عسكريي السودان بالعودة إلى الانتقال المدني والديمقراطي، وكما نعلم أن إسرائيل ليس لها مصلحة في الانتقال المدني أو الديمقراطي، بل كل ما تريده هو كيفية تحقيق أهدافها في السودان، في الوقت الذي يرفض فيه الشارع السوداني تلك العلاقة، ويرى أن إسرائيل دولة مغتصبة للحق الفلسطيني والعربي.
ولفت الأمين إلى أن البرهان من خلال تلك التصريحات يريد أن يقول: إنني ما زلت استرضي الإدارة الأمريكية وأنني على علاقة مع الإسرائيليين، وقد ذكر ذلك خلال تصريحاته بأن الولايات المتحدة قد وصلت إليها معلومات مضللة وأن على واشنطن أن تعيد حساباتها مع نظام الحكم في السودان.
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان إن الزيارات المتبادلة بين بلاده وإسرائيل، تجرى لأغراض “عسكرية وأمنية” وليست سياسية.
وأضاف البرهان في مقابلة مع التلفزيون الرسمي أن “موضوع العلاقة مع إسرائيل يؤخذ من قبل الكثير من الناس بحساسية، وأن العلاقة بين السودان وإسرائيل ليست سرية”.
وأردف قائلا: “الزيارات المتبادلة بين السودان وإسرائيل هي لأغراض عسكرية وأمنية وليست سياسية” و”إننا نسعى للانفتاح وأن يكون السودان جزء من المجتمع الدولي، وأننا ليس لدينا أعداء مع أحد”.
وصرح بأن “التعامل مع إسرائيل لم يتوقف منذ لقاء عنتيبي في أوغندا، وكل علاقتنا مع إسرائيل محصورة في التعاون الأمني والعسكري”.
وأشار البرهان إلى أن “التعاون العسكري والأمني مع إسرائيل فيه فائدة للوطن، وإنهم يسعون لفائدة الوطن”.
ولفت إلى أنه لم يزر السودان أي مسؤول إسرائيلي كبير، وأن كل الزيارات التي تمت هي من مسؤولين عسكريين وأمنيين، وهذا شيء طبيعي بين دول العالم.
وذكر أن الزيارات المتبادلة مع الجانب الإسرائيلي ساعدت في تبادل المعلومات في إلقاء القبض على مجموعات إرهابية موجودة في السودان كان يمكن أن تهدد أمن السودان والإقليم.
نريد للعلاقات الاسرائلية السودانية الرائعة الجميلة المثمرة
ان تساعدنا في القبض على اكبر جماعةارهابية عرفها السودان في تاريخه جماعة (برهان دقلو) الاجرامية العالمية