أحزابنا تخشى العلمانية والإسلاميون يبتزونها بالشريعة..!

صلاح شعيب
قبل أن يصل الإسلاميون إلى السلطة كانت السودانية المسلمة لا ينقصها شئ حتى يكمل إسلامها، وأمامها الفرصة كل لحظة لتستغفر عن سيئاتها دون قهر. أما المسلم الراشد منا فلم يكن بحاجة لأن يصلي بغير وضوء في المصلحة أمام مرؤسييه، أو يمد لحيته نفاقا حتى يضمن البراءة من سياسة الصالح العام.
والحكومات المركزية، قبل الجاثمة الآن، وضف حكومة نميري التي شارك الإسلاميون فيها، لم تكن لتحض علنا ــ بإسم الدين ــ على الكراهية، أو الفساد، أو الكذب، أو التعذيب والزنا في بيوت الأشباح. كان كل ملاحظات الذين ينظرون لمسار الحكومات لا تتجاوز الإشارة إلى التقصير في التنمية الإنسانية، والخدمية، والعمرانية. بل كان مجمل النقد الموجه للحكومات يتمحور حول الإصلاح للدولة الجهاز العام، وليس للدين الروح الخاص. ذلك لأن الدولة، بطبيعة قيادة البشر لها، تقصر هنا وهناك ما يستلزم وجود معارضة لتقول برأيها، سواء كانت حجتها لأجندة حزبية، أو لإصلاح أكيد. أما الممارسة الدينية فلم يكن أحد يتصور أن الدولة يمكن أن تصلحه ما دام أن الهداية، مهما رفعنا صوت العنج أو كرباج الصباح، فهي من الله. ألم يقل الله نفسه، صدق وعده: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء).
الدولة إنما تستطيع فقط تهيئة الدعاة المسلمين، والمسيحيين، والكجوريين، ليسهموا في ترقية عبادة الأفراد حتى يسهم الدين في التسامح بين مختلف الطوائف الدينية وفي تعميق النسيج القومي. ولكنها كجهاز أمن، أو وزارة زراعة، أو وزارة دفاع، فلا حاجة لهذه الدولة بهذا الأمر الجلل، وإن حاولت فإنها ستحصد الحصرم، والتجربة ماثلة في السودان وافغانستان، وبلاد أخرى، وينتظر المصريون، والسوريون، واللييبون، والتوانسة ليروا سوء المآب.
لعل مصلحة الناس المرجوة في هذه الأجهزة الحكومية هو خدمتهم آنيا، وإستراتيجيا، والدفاع عنهم، وتسهيل حاجياتهم. فالدولة منظومة خدمية، وببساطة هي مثل الشركة التي تحقق في خاتم المطاف الأرباح للمستثمرين. إن صلح المدير والموظفون في إدارتها واصلت الشركة وإن فشلوا فلا سبيل أمام المستثمرين إلا سحب ودائعهم. وهكذا سحب الجنوبيون أرضهم الوديعة، بالمعنيين، وحصدنا نحن الجدل حول ما يوصلنا إليه الإسلام السياسي. ومع ذلك يمكن أن تكون حجة الإسلاميين الموحية بأن فصل الدين عن الدولة مستحيل، أو لا يخدم الإثنين، فرادى ومعا، محل حوار وليس محل فرض بالسلاح كما جاءت الانقاذ. أي يمكن قبول هذا الحجة الإسلاموية ضمن حجج العلمانيين الذين ينادون بالفصل في موضوع العلاقة بيم الدين والدولة.
وإذ أن القيم العلمانية جاءت لتحترم إرادة البشر فليس هناك من خوف من الحوار مع الإسلاميين القائلين بربط قيم السماء بالدولة. فقط هذا الأمر كان يقتضي في الماضي تجهيز كل فريق لدفوعاته، وفي جو من التسامح الفكري ينطلق الحوار المذاع والمتلفز حتى يتنور الشعب بهذه الدفوعات الفكرية ثم ينحاز لما يراها من رؤى تخدمه تنمويا، وروحيا، وبلا تهديد أو رشاوى. أما أن يرفع الإسلاميون الكلاشنكوف، والسيوف، والعصي، والسيخ، وإظهارها في لحظة الحوار، فذاك ليس هو من الدين في شئ، ولا من المروءة، ولا من قيم الرجولة أيضا.
وإذا عدنا لمواريث الدين نفسه فإن الحوار القاصد للهداية إنما يتم بالحسنى والقول اللين الذي يرطب القلوب إذا كانت فاسخة، أو فاجرة، أو كافرة، أو سمها كما تشاء. ثم ما هي قيمة الدين إذا كنت أنت، وأنا، وهي، قد أخافنا القمع وأعلنا تديننا وصلينا بلا وضوء أمام البشير، وهل هذه هي غايته التي يتشرف بها ويشرف إسلام النبي الكريم؟. إذن ما قيمة الدستور الإسلامي الذي يتخلق في أجواء الرعب، وغياب الحريات، ناهيك عن أي شئ آخر، بل ما هي قيمة الدين أصلا إذا كان رجاله النصوصيون خائفين من حجة الذين جاءوا للهدى إلى السراط المستقيم، أليس لدى الإسلام بعض ماكنيزم يعصمه أمام رؤى مخالفيه، أليس الإسلام قد جاء ليقدم الأفضل للناس فعلام خوف معتنقيه من تصحيح الذين يمارسون الأسوأ ليكسبونهم لصف الهداية وبعدها يخرج من هؤلاء دعاة يقيمون حجة الإسلام بصورة أقوى من صورة الذين هم استهدونهم؟ وكيف ندرك السوء حتى نصلحه إذا لم نتح فرصة الحرية للناس لإظهاره، ومن ثم تصحيحهم بناء على الآي الكريم ومواريث السلف الصالح.؟
ومع كل ذلك يقودنا الإسلاميون للقول أن أمرهم ليس هو أمر دين معلوم وهم يعرفون قيمه، ومحاذيره، وفضله. إن أمرهم في الظاهر والباطن هو أمر دنيا، ولو لم يكن ذلك كذلك لما أجبرونا بتذكيرهم ببعض قيم الدين التي جافوا طريقها جملة وتفصيلا. ولكن المحير هو لماذا هذا الخوف من القول بضرورة اعتماد نظام علماني لا لبس فيه ليعيد للدولة اعتبارها وللدين وظيفته، وللمذاهب الإسلامية، وغير الإسلامية الفرصة للتطور في نظام ديموقراطي يبيح للمفكرين تقديم تصوراتهم حول الدين لتنشر المعرفة الدينية.
إلى متى يستمر مسلسل خوف وتخويف سياسيينا من التصريح العلني بضرورة إتباع النظام العلماني الذي يعيد للدولة فاعليتها، وللدين وظيفته، وللفرد حريته، وللفكر فرصته في الازدهار؟. ولماذا بعد كل هذه التجارب المقيتة التي طبقت بإسم الإسلام يخشى كبار مثقفينا وسياسيينا من النطق بالحقيقة التي تخلص السودانيين من الاستبداد، والضحالة الدنينة والسياسية، وما هي قيمة الأحزاب التقليدية، والطليعية، التي تتحدث عن الدولة المدنية من خانة الغش السياسي وهي تستبطن معنى الشريعة الإسلامية أو العلمانية؟.
لقد ملك الإسلاميون الشجاعة الفكرية أكثر من بعض الإتجاهات المعارضة لتبيين موقفهم من الدين والدولة، وللأسف الشديد ليس هناك تعريف واضح لخديعة الدولة المدنية التي تنادي بها أحزاب المعارضة، ولكن لم يقرأ الناس، أو يستمعوا إلى تشريح واضح لمعناها. أيا كانت المبررات التي جعلت أحزابنا المعارضة خجولة في الجهر بفكرة العلمانية أو الشريعة الإسلامية فإن من حق المواطن السوداني أن يعرف فقط، وبلا مواربة، البضاعة الفكرية التي تحكمه في المستقبل، وأعتقد أن في ذلك احترام له، ولوعيه، ولحرية الإنسان السياسي نفسه. خلاصة الموضوع لا ديموقراطية بلا علمانية، والعكس الصحيح، وإذا كان المسلمون قد قدموا طوال عبادتهم تطبيقا، فكريا، نموذجيا لأنفسهم وللكفار، في الألف سنة الأخيرة ويوازن بين تطلعات المؤمنين الروحية والخدمية فليدلنا عليه احد.
[email][email protected][/email]
لا ديمقراطية بلا علمانية ، هذا هو القول الفصيح الذي لا مناص منه …لا ديمقراطية بلا علمانية …لا ديمقراطية بلا علمانية … لا ديمقراطية بلا علمانية .
استاذ صلاح شعيب … مقالك يعكس قيمة حقيقية لما يجب أن يكون عليه المثقف الحقيقى الذى يمثل ضمير أمته … أروع ما قرأت لكم كل الشكر والتقدير
يا جماعة بالمنطق والحجة تعالو معي إلى كلمة سواء، الدين المعاملة، لقد كان الإسلام في السودان في أوجه وإزدهاره واعتداله في عهد الاستعمار، لم يشهد السودان حرية دينية وإزدهار للاسلام وارتفاع عدد حملة القرآن الكريم، وزيادة عدد الفقهاء، والسلم والأمان، والإقبال على الله سبحانه وتعالى ورعاً وتديناً كما كان في عهد الاستعمار البريطاني، رغم وجود الكنائس المسيحية والمعابد اليهودية والبارات وبيوت الدعارة المرخصة من الدولة، حافظ المسلمون على فطرتهم السليمة وعلى الحنيفية السمحة دون إكراه أو تخويف أو ترويع. فأتم الله عليهم النعمة فكان السودانيون خير أهل الأرض في القيم والمبادئ وحسن التعامل، كانوا يكرمون ضيف الهجعة، ويكسون العاري ويطعمون الجائع، ويقيلون العثرة، ويربون اليتيم، ويحسنون للجار، ويصلون الرحم، ويغيثون من يقول يا أبو مروة في ظلمة الليل البهيم، وكانت المرآة عندهم رمز العزة والشرف والكرامة، لا تعتقل ولا تعذب ولا تغتصب، حتى أنها كانت تحل أكبر المشاكل فقط بكشف رأسها فيتسابق الجميع لحل مشكلتها حتى وإن شفعت في قضية دم، وهكذا كان الرجل السوداني مقنع الكاشفات، أليست هذه مكارم الأخلاق التي بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليتممها (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
أقول للذين يتشدقون باسم الإسلام ويتاجرون بشريعة الله سبحانه وتعالى، قارنوا شريعتكم بشريعة المصطفى صلى الله عليه وسلم، كيف أصبح الناس في زمانكم والناس على دين ملوكهم، عم الخوف والتعذيب والفساد وأكل الأموال وقتلتم النفس التي حرم الله بغير الحق، واستشرت الجرائم بكل أنواعها، وعم الزنا وأمتهنت كرامة المرأة بالحبس والتعذيب والاغتصاب، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بقنابل الطيران الذكية التي لا تفرق ولا تفهم، وفسدت الأخلاق، وانتشر الرياء والنفاق وسيء الأخلاق، وأطلقتم اللحى وخطبتم في الناس بما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وأنتم أبعد الناس عن ذلك، تتكلمون عن الإسلام وسلوككم سلوك أعداء الإسلام، كممتم الأفواه، وأخرستم كلمة الحق، وسجنتم وعذبتم الناصح الأمين، وأعليتم شأن المنافقين والكذابين والفاسدين ومكنتموهم على رقاب أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فساموهم أشد أنواع العذاب والتنكيل.
إذا كانت هذه شريعتكم التي تدافعون عنهافبئس الشريعة الفاسدة المضلة المضللة، وإذا كنتم تخوفوننا من العلمانية وفصل الدين عن الدولة، فبئس المنطق وبئس الحجة، لأنكم لم تكونوا لنا قدوة إسلامية لندافع عنها، بل كنتم لا تعدلون في القضية ولا تحكمون بالسوية، وهذه ليست شريعة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، لن ندافع عن شريعتكم وإنما عن شريعة نبينا التي تدعو لمكارم الأخلاق، للعدالة والمساواة والحرية وحقوق الإنسان واستقلال القضاء، فإن كنتم تسموا هذه علمانية فمرحباً بها، فهي خير مما تدعوننا إليه، وكفى بسلوككم في السلطة موعظة لمن يتعظ.
هؤلاء الفجرة يشوهون دين الله ورسالته السمحة.فهم ينهبون أموال الدولة بأسم الدين ويدمرون المشاريع القومية (مشروع الجزيرة، السكة حديد، سودانير، النقل النهري، طريق الانقاذ الغربي ..إلخ) بأسم الدين، ويسقطون القنابل النشطارية الحارقة على المواطنيين البسطاء ويثيرون الفتن والحروب بين أبناء القبائل ويقتلون الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة بأسم الدين ويقسمون بلاد السودان الطيبة بأسم الدين. الأدهى والامر يمارسون اللواط بالأطفال في دور العبادة بأسم الدين، لو كان الدين ينطق لتبرأ منهم ولطالب الجبهة الثورية وتوسل إليها لتخليصه وصيانة قدسيته من أستغلال هؤلاء الأشرار.
ترحينا الحار بميثاق الفجر الجديد وتأكيدنا وتشديدنا على ضرورة فصل الدين عن السياسة، من وضع حد للقتل وسفك دماء الأبرياء بأسم الدين ولحماية قدسية الأديان من استغلال الأقطاعيين (الأمة ، الاتحادي والشيوعي) وجماعات المفايا الرخيصة (المؤتمر العنصري، أنصار السنة والقاعدة).
الأخ صلاح شعيب ..
هل يا أخي تقرأ ما تكتبه و تفكر فيه مليا قبل نشره ؟؟
فإن كانت الإجابة بنعم فأنت تناقض نفسك و تميل كل الميل لفكرة الدولة الدينية مهما حاولت أن تتجمل ..!!!
أما إن كانت الإجابة بلا ، فأنت كمن يدس السم في العسل و يروج لفكرة الدولة الدينية و بلا مواربة..
عنوان المقال (أحزابنا تخشى العلمانية والإسلاميون يبتزونها بالشريعة..!)
و الحديث عن الدولة المدنية في متن المقال يبين لنا إما عدم الإلمام بما تكتب أو سوء النية في مقصد الكتابة ..
فالعلمانية هي النقيض للدينية و كلاهما يختلف و يتفق مع فكرة ( مدنية الدولة) و لا يصعب فهم ذلك إلا على من ( يتمترس) وراء فكرة (رفض) العلمانية بشكلها المطلق (ليذم) فكرة الدولة المدنية التي (تحجم) من التلسط و إشاعة الظلم (تحت ستار الدين) و فيها لا يمنع الناس حرية العقيدة أو العبادة و بمقارنتها مع العلمانية نجدها ( تلغي كل ذلك) و بمقارنتها مع الدولة الدينية نجد أنها و بلا مواربة ( ترفض ما سواها) هذا للإيجاز أما التفصيل و الفهم الدقيق فندعوك لأن توسع ماعون إطلاعك و البحث في كل ما كتب عن ( أنظمة الحكم) و أن تستمد المعلومة من (الأحزاب) التي لم ألمس في مقالك هذا إلا “تبييت” النية لمهاجمتها ..
و حتى لا تعتبرني متحاملا عليك أشيد بالفقرة التي وصفت فيها (علاقة الدولة بالمواطن) و هي التي ترجح في الختام أسلوب الإدارة الأمثل و هو ( الدستور) …
والله دولة النرويج مطبقة بعض احكام الشريعة احسن منكم…….الدين عندكم شماعه وبس…
طبعاً لأن العلمانية تعني فناء كل الكهنة والدجالين والمتاجرين بالدين وتطور السودان بطريقة علمية صحيحة لصالح كل شعوبه بمختلف دياناتها ومعتقداتها ؟؟؟
بصراحة شديدة الشريعة ام حصانة دي ما عايزنها مرة واحدة — كل المسؤليين في دولة الانقاذ عندهم حصانة ضد المسائلة و المحاكمة و يخضعون الي فقه السترة — يعني واحد ينهب مليارات من المال العام و تعقد له جلسة مكاشفة لية عملت كدا – و بعدين عملتها ظاهرة شديد – الناس يقول علينا شنو – تاني ما تعمل كدا – مطلوب منك تحفظ 3 اجزاء الاخيرة من القرآن – التسميع بعد شهرين – انتهت الجلسة – تقول لي شريعة ام حصانة — بعدين ما تنسوا الحكومة كانت بتبيع تذاكر الدخول للجنة و تعقد زيجات لبنات الحور و تقيم لهن اعراس واحتفالات من المال العام — و المفروض كان يصرف هذا المال علي الخدمات التعليم و الصحة و البنيات التحتية للدولة — و كذلك من مخازي الانقاذ الزج بالملائكة في الحروب الاهلية التي تشعلها الحكومة و هذا لعمري منتهي السخف و العبط و الجهل والدجل و الشعوزة و الهوس الديني الذي قضي علي الاخضر و اليابس في السودان — و تاني الفلم البايخ دا ما دايرنو و دونه الكلاش و الدانة .
المقال كافى ووافى ولكن متى يفهم الذين صموا وبكموا وعموا واستغشوا ثيابهم ثم استكبروا استكباراً ثم قالوا ما لنا فى العلمانيين من سبيل ؟؟.. فالنسأل الصادق المهدى ومحمد الخطيب ما الفرق بين الدولة المدنية الحديثة والليبرالية والعلمانية؟؟ .. لا فرق سوى المسميات!!.. هذا اذا اخذنا فى الحسبان ان هذه المنظومات هى اجتهادات بشرية وليست شئ مقدس على الناس فى كل مكان ليتبعوها مغمضى الاعين.. فكل شعب يؤيد ما يلائم بيئته وثقافته، فعلمانية فرنسا ليست كعلمانية السويد مثلاً، او علمانية تركيا(المسلمة) ليست كعلمانية اندونيسيا(ذات الاغلبية المسلمة ايضاً)!!.. اذن اى دولة تصوغ قوانينها بحسب ما تراه مناسباً لشعبها، لان الشعب هو من يحدد شكل الدولة ولا تفرض عليه فرضاً.. سوف لن نختلف فى تعريف نظام الدولة.. سموه ما شئتم ولكن الاهم هو التطبيق!!.. كل ما نريده هو دولة العدالة والقانون بعيداً عن الهوس الدينى.. فاذا انت مسلم فغيرك له دينه!!.. اذن ما يجمع ابناء الوطن ليس الدين فلماذا لا نسعى لارساء نظام حكم يرضى الكل بغض النظر عن تباينهم العرقى والدينى والثقافى؟؟..
صلاح شعيب مقالك رائع وانا من زمان كنت بقول ان الاسلامويين يبتزوا بقية الاحزاب بحكاية الشريعة وهم لدنيا قد عملوا!!!!!
يا اخى العلمانية فى شعب مسلم تختلف ثقافته وديانته عن الغرب لا تعنى الفسوق والفجور بل الفسوق والفجور والكذب والتدليس والفساد والنفاق كلها بضاعة جاتنا مع حكم الاسلامويين الله لا تبارك فيهم ولا فى حسن البنا وسيد قطب الاسسوا هذه الحركة القذرة التافهة الحقيرة!!!
و والله لا اتنازل عن اى كلمة فى حق هؤلاء العواليق ولا نامت اعين الجبناء ووالله انهم اعداء الدين والوطن وكل من خرج من عباءتهم الوسخة اصلا غير اذية المسلمين ما عندهم شغلة وزى النعاج والنعام والنسوان قدام بنى قريظة والامريكان والغرب واتحدى من يقول بغير ذلك!!!
ووالله ان مكانهم هو تحت التراب!!!!
كثير من السودانين يتسائلون ما هو البديل للانقاذ وانا ليس لدي بحث بان الغالبية العظمي يقول ذلك و لكن هذا دائما الملاحظ و لكن لا احد راض عن هذا النظام واذا احد راض عن هذا النظام فهو معتل التفكير او من له مصلحة شخصية وكتب (بضم الكاف) الكثير عن سلوك هذا النظام منذ انقلاب 30 يونيو و اعدامات 28 رمضان و مجدي و جرجس و مجزرة العيلفون و كجبار و ماساة حرب الجنوب و الابادة الجماعية في دارفور منتهيا بالفساد و إذا سيقول احد الانقاذيون عن الجسور و شوارع الاسفلت الذي ذابت الآن فنقول لهم لم يكن هنالك داع لثورة اكتوبر و الذي كانت احد قادتها عراب هذه العصابة الحاكمة فحكومة عبود قد انجز علي الصعيد الاقتصادي و في ستة سنوات فقط ما لم تنجزه الانقاذيون في ثلاثة و عشرون عاما و خاصة بمقارنة كلفة المشاريع في الستينات و بالتكنولوجيا السائدة في ذلك الزمان.
ولكن اسمحوا لي ان اضف قليلا عن الاسلام السياسي، كلنا لدينا نوع من الرقابة الذاتية عند الحديث عن الاسلام السياسي وذلك ناجم عن تاثير التربية الدينية الغير صحيحة في غالب الاحيان حيث فرض علينا فرضا و اجبر الكثيرين علي ممارسة الطقوس الدينية الزاميا و اصبح الان مظهرا اجتماعيا حيث يحرص كثير من الاباء لاصطحاب ابنائهم الي المساجد ولكن لا يقدم له الدروس الدينية الصحيحة داخل المنزل بل كل ما يهمه في الأمر ان يعرف المجتمع من حوله انهم مهتمون يصلاواتهم و اصبح مظهرا اجتماعيا بامتياز و الغريب كلنا نعرف انه مفروغ من مضمونه تماما حيث الكذب و النفاق و الاداء الرديء للموظفين و العمال علي حد سواء في عالمنا الاسلامي و السودان بصفة خاصة هي الاساس و الصادق الامين و الملتزم في اداءه المهني هم الاقلية حيث قلما تجد شخصا ما يؤدي عمله بما امره به ربه و رسوله ولكنه يمارس الشعائر و يكثر من ذلك في احاديثه عندما يحكي قصة ما يذكر انهم صلوا العصر في المسجد الفلاني و ذهبو الي فلان بعدما صلينا المغرب مع فلان وهكذا…………..
و تجد من يصلي فقط عند ما يكون في جمع ما اي اننا باختصار نعاني من نو ع من النفاق في عقديتنا و منها بدأ النفاق السياسي و قد قالها مرة الصهيوني المعرف شارون اننا وسط امة ثقافتها الكذب و ملأ العرب الدنيا ضجيجا و لكنها والله عين الحقيقة ماذا تفسر الذي كان يحارب الدكتاتور زين العابدين بن علي و حسني مبارك يعقدون مؤتمرا مع البشير في الخرطوم بالله ما الفرق بين البشير و هؤلاء الحريات و الديقراطية ام الفساد المالي ام تفتيت البلاد ام قتل و تشريد الملايين فقط نقول آه ثم آه.
و انا اريد ان انتهز هذه الفرصة واوجه رسالة الي كل الشرفاء في السودان ان الاسلام الان و بشكل لا يقبل الجدل اصبح يوظف لتحقيق اغراضا دنيوية بحتة و كل ما سبق ذكره تم تحت و باسم الدين و الفتاوي جاهزة و علمائم جاهزون و منه من يفتي لبشار الاسد و كان من يفتي للقذافي و الان عمر البشير لديه من يفتي له علي سبيل المثال شهداء نيالا من الاطفال الذين خرجوا الي الشوارع لانهم لم يجدوا المواصلات الي مدارسهم صنفوا بأنهم ليسو شهداء بل اعتبروهم و الفتوي عند هيئة علماء السودان خارجين عن الحاكم وكان جلهم قصر اي تحت سن الثامنة عشر.
ان (ظاهرة التدين) ؟؟ الذي يلاحظ الآن ومنذ منتصف الثمانينات او تحديدا بعد الثورة الاسلامية في ايران افرغ الاسلام من جوانبه و روح التسامح الذي عرفناه حيث كان لرجل الدين مكانته و احترامه وكان عند النظر اليه تجد الوقار و التواضع و العيون التي تشع منها الرحمة علي عكس اليوم حيث تجد وجوها عبوسا وتظهر فيها كل مظاهر االاستبداد و الدلال و طريقة الضحكات و الابتسامات الذي لا معني لها في القاءات التلفزيونية و في الختام لا يوجد مساحة رمادية هنا اما الدولة المدنية التي يعطي الدين حقه و يحفظه بعيدا عن مطبات السياسة اما التخطب في المجهول حنطبق حنطبق حنطبق و حتي المصرين يعزفون هذه النغمة و لن يطبقوها الي يوم يبعثون بل سيقولون ذلك لغرض ما لانه ببساطة لا يوجد ما يطبقونه اصلا لان السودانين راضين عن الايرانين و اخوان سوريا غير راضين من الاسلام السياسي في ايران و ايضا لبنان اي ان في السياسة تقاطعات لا يمكن ان ينسجم مع الدين لانه منزل من الله الاحد الواحد وانا اسال البشير كيف يكون علاقة السودان مع الصين و روسيا و اخوان سوريا.
و نرجع السودان شوية تلك الفتاة التي تم جلدها هل كان هنالك 4 شهود عدل و هل يوجد في الاسلام حصانة
اذا اراد الله بوطن شرا قيض له كيزانا يفعلون به الافاعيل لا يخشون في الباطل لومة لائم وهذا ما يحدث في السودان تماما