مقالات سياسية

تحرير الدواء..ليحيا من يحيا وليمت من يموت

بشفافية

حيدر المكاشفي

قرع تجمع الصيادلة ناقوس الخطر، محذرا من اتجاه حكومة الأمر الواقع المفروضة بالانقلاب لتحرير سعر دواء الإمدادات الطبية بالكامل، الامر الذي سيضاعف من أسعار الدواء أضعافاً مضاعفة، وخاصة الأدوية المنقذة للحياة والتي لا يتم توفيرها إلا عبر الإمدادات الطبية، مما يجعل الحصول عليها غاية في الصعوبة للمواطن الذي لا يتجاوز متوسط دخله سعر عدة أمبولات مضاد حيوي.

وانتقد التجمع توصيات ورشة إصلاح تمويل النظام الصحي التي إقامتها وزارة الصحة الاتحادية والتي اعلنت من ضمنها اعتماد سعر الدولار المحرر في تسعير الدواء بواسطة الإمدادات الطبية، بزعم تحقيق الوفرة الدوائية واستدامتها وسداد مديونية الإمدادات.

وأشار التجمع في بيان اصدره بهذا الخصوص، أن الدعم الحكومي غير المباشر للدواء يأتي عبر الصندوق القومي للإمدادات الطبية، حيث كان يتم تسعير الدواء بـ(١٨) جنيه مقابل الدولار حتى أكتوبر ٢٠١٩، بعدها تمت زيادة التسعيرة لـ(٥٥) جنيه في مطلع عام ٢٠٢٠، في عام ٢٠٢١ تم التسعير بـ (١٦٥) جنيه مقابل الدولار، وتوالت الزيادات بعدها وصولاً لتسعيره بسعر الدولار المحرر بالكامل الآن. واضاف البيان ان الشعب السوداني يعاني في كل المجالات الإقتصادية والأمنية والتعليمية والصحية من خلال عدم توفر أساسيات الحياة لا رفاهيتها. كما يواصل القطاع الصحي في الترنح والإنهيار يوماً بعد يوم في ظل السياسات الفاسدة والخانقة التي ما فتئت تنهب جل أموال الشعب وتعيدها رصاصاً وغازاً مسيلاً للدموع…

هذا والله نذير شقاء وبلاء جديد تتوعد به حكومة الانقلاب الشعب لتزيده ضنكا وسقما، فبعد تحريرها الوقود هاهي تتجه لتحرير اسعار الدواء الذي يشهد اصلا شحا كبيرا وغلاءا فاحشا للقليل المتوفر منه، ولو صدق هذا الخبر المزعج لا قدر الله، فان الشارع العام سيشهد ظواهر محزنة تنفطر لها القلوب، حين يجد جميع المرضى أنفسهم أمام واقع جديد ومرير ومهمة شاقة وعسيرة وهي كيفية تدبير المبالغ الجديدة المطلوبة لسعر أدويتهم التي ستتضاعف اضعافا مضاعفة، وستعجز الغالبية العظمى منهم من شراء حاجتهم من الدواء، وسيحتشد مشهد الشارع العام بعشرات الحكايات المحزنة عن هذه المأساة،

وستتكرر تلك الصورة المأساوية المؤلمة التي طارت بها من قبل الاسافير وملأت الدنيا وشغلت الناس، تلكم هي صورة المواطن أنور محمود، حيث لم يجد هذا المواطن المريض حلا يوفر له الدواء الذي يحتاجه، غير ان يقف في عرض الشارع ويحمل لافتة كتب عليها الدواء الذي يتعاطاه يعرضها على المارة من الراكبين والسابلة عل احدهم يفرج كربته، وغيرها الكثير من مثل هذه القصص المحزنة ستمتلئ بها الشوارع ونواصي الطرقات، وهذا هو المآل المنتظر اذا ما طبقت حكومة الانقلاب قرار تحرير اسعار الدواء، وكأن حكومة الانقلاب بقرارها هذا تقول للناس بفظاظة وقسوة قلب، هذا هو قراري الذي لا رحمة فيه وليحيا من يحيا وليمت من يموت، ولا عزاء للفقراء والمساكين ومحدودي الدخل..

الجريدة

 

‫2 تعليقات

  1. الاخ حيدر المكاشفي
    لك التحيه
    ارجو منك نشر هذا الموضوع مع الشكر
    نحن اولياء امور ١٢٦ طالب تم قبول ترشيحهم من كلية الطب جامعة المنصورة بجمهورية مصر قبول الترشيح يعني ان الطالب ماعليه الا ان يتحرك من بلده لمصر لتسليم مستنداته الي ادارة الوافدين التي بدورها تسلمه افادة للجامعة علي ضوء ذلك يتوجه للجامعة لسداد الرسوم واستخراج بطاقته واعتماده طالبا نظاميا الجامعة تسمح للطلاب بحضور المحاضرات الي ان يتم استلام الافادة وتسليمها للكلية.
    لكن وبتصرف غريب من عميد الكلية تم رفض الـ ١٢٦ طالب ومنهم من افادته في يده ومنهم منتظرين لاستلام افادتهم ومنتظمين في محاضراتهم منذ اكثر من شهر ومعظم الطلاب حضروا من السودان وابناء مغتربين بالخليج والسعودية و وصلوا مصر ودفعت اسرهم دم قلبهم تذاكر سفر وايجار شقق ومصروف عالي في تحركاتهم من المنصورة للقاهرة باستمرار لمتابعة استلام الافادات ومراجعة السفارة وبضغوط من اتحاد الطلاب حضر يوم الثلاثاء ١١/١٥ الملحق الثقافي الي جامعة المنصورة لمقابلة مدير الجامعة وفعلا تمت المقابلة لكن بدون اي نتيجة والان كل اولياء امور الطلاب قلوبهم مع ابنائهم وبناتهم
    وطالبوا ان تطرح هذه القضية في كل وسائل الاعلام وان توجه رسالة قوية للسفير بالقاهرة واذا لم تثمر تصعد الي وزارة الخارجية ومجلس السيادة الامر ليس بالبسيط علما بانه سوف يتوجه يوم الاحد بعد غدا مجموعة من اؤلياء الامور المتواجدين بمصر وعددهم ليس بالكثير الي السفارة السودانية للضغط علي السفير بايجاد حلول مع الجامعة او ان يصعد الامر للمركز لتتحرك الخارجية لانهاء المشكله.
    لذا نأمل اخيي تاج السر الاهتمام بالامر ونحن تركنا اعمالنا ورابطنا مع ابنائنا بمصر حتي تحل مشكلتهم.
    ملحوظة
    تم حل مشكلة ٣٤ طالب قبل ايام وجلسوا للامتحان امس الاربعاء والعدد المتبقي ١٢٦ طالب نسأل الله ان نجد لهم الحلول بعد نشركم للقضية في اسرع وقت وقبل لقاء السفارة بعد غدا الاحد وهذا ماينتظره ابنائنا وبناتنا واولياء امورهم في مصر وخارج مصر في الختام لكم مني خالص التحايا .
    ماذا قال السيد السفير محمد الياس :-
    لدينا 22 الف طالب سودانى بالجامعات المصرية .. تم قبول ( 9) آلاف طالب سودانى هذا العام فى الجامعات المصرية واضاف قائلا عدد الطلاب السودانيين فاق حجم استيعاب بعض الجامعات المصرية وأصبحت هناك اشكالية !! انتهى نص حديث السفير ..
    دعنا نتساءل السيد السفير محمد الياس أين موقعكم من هذه الاشكالية؟ واين الجالية السودانية بمصر؟ وماهو دور السفارة السودانية بمصر؟ بل الحكومة نفسها تجاه هذه القضية هل ستقفون مكتوفى الايدى أم لكم كلمة لحماية هؤلاء الطلاب؟ تساؤلات تنخر كالسوس فى جسم كل الطلاب واؤلياء الأمور .
    لا املك شيئا إلا أن أضع تلك التساؤلات أمام رئيس مجلس السيادة ( البرهان) وهو اعلم الناس بأن هذا لا يعفيه من تحمل المسؤولية ويكون ذلك اشد والجميع فى إنتظار تقصى الحقائق ووضع النقاط على الحروف .. ولنا عودة بإذن الله إن أمد الله فى الأجال

  2. (ه.ح.) موجود الآن بمستشفى بحري نتيجة حادث حركة يوم الخميس ١٧ نوفمبر وهو في حالة غيبوبة وحتى الآن قام أهله واصدقائه بصرف مبلغ ٣٠٠ الف جنيه للادوية والاشعة رغم ان لديه تأمين صحي والمستشفى ما زالت تطالب بشراء المزيد من الأدوية وهو ما لا يملكه الآن.المستشفى قررت اخراجه واقترحت على أهله إحضار ممرض او اثنين للعناية به بالمنزل على نفقتهم لان المستشفى غير قادرة لتوفير الدواء والعناية به. أهله ليس لديهم امكانية مادية او طبية للعناية به.
    اقترحت على اهله ان يطلبوا من المستشفى اعطائه مهدئات وايقاف التغذية الوريدية حتى يموت بهدوء دون معاناة أو الذهاب به الى المنزل ووضعه على سرير وتركه حتى يموت.
    مصير (ه.ح.) هو المصير الذي سيواجهه معظم المرضى بالسودان.

    رد
    اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..