أخبار السودان

أزمة إدارة الأزمة ..!!

الطاهر ساتي

:: قبل الإتصال بالمصادر والجهات الرسمية، وكان حدث الإنفجار قد عم مواقع الإنترنت وأجهزة الهواتف، إتصلت ببعض الأهل والأصدقاء بأمدرمان للإطمئنان على سلامتهم ثم سائلاً عما حدث، فوجدتهم بخير ولا يعلمون ما حدث، فقط أزعجهم دوي إنفجار .. أحدهم لم يكتف بهذا التوضيح، بل مضى مضيفاً : ( يمكن عامل اللحام رجع الشغل )، ثم أطلق ضحكة تؤكد أن الناس في بلادنا تطبعوا مع الأزمات والكوارث لحد الإكتفاء بالتعبير الساخر .. وكما تعلمون فأن عامل اللحام هذا كان المتهم الأول في ليلة قصف مصنع اليرموك، أو كما قال أحد المسؤولين بغير علم ..!!

:: ولكن المؤسف في إنفجار أمدرمان، حتى الرابعة مساء أمس، لم يجد أهل أمدرمان و كل أهل السودان مسؤولاً يوضح ما حدث و ينسبه إلى أية جهة ولو ( عامل اللحام ذاتو).. وغياب المعلومة، غير أن أصاب الناس بالتوجس فأنه أيضاً أطلق العنان (للشائعات القبيحة)..وصدق القائل بأن الشائعة لا يطلقها إلا الحاقد لينشرها الجاهل ويصدقها الأغبياء و (البسطاء أيضاً)، ثم يصبحوا ضحايا الشائعة..وإستنكارنا لغياب المعلومة أو تغييبها أو تأخيرها لايُبرر – بأي حال من الأحوال – أن تحل الشائعات محل الشائعات..والمحزن أن فينا من شمت وفرح بالصواريخ الإسرائلية التي إستهدفت اليرموك، ثم يتمناها مرة أخرى..وفينا من يتمنى ضرب سد مروي، وهؤلاء هم من إبتهجوا ليلة أمس أول ثم تمنوا ( عبرالشائعات )..!!

:: إنهم مرضى ليس إلا، ولو تدثروا بثوب الحرية والعدالة وغيرها من القيم الإنسانية..والحدث – كما ذكر الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة – أن مضادات الدفاع الجوي تعاملت مع هدف مضئ وأصابته لتسقط أجزاء منه في بعض أحياء الحتانة والواحة، ولا يزال البحث والتقصي عن هويته جارياً ولم يصب أحد بأذى، هكذا الحدث..ومع التقدير ليقظة القوات المسلحة وإستعداد دفاعها الجوي، إلا أن إعلان حدث كهذا لا يستدعي كل هذا التأخير الذي تسبب في كل تلك الشائعات، إذ وقع الحدث – حسب البيان – قبيل منتصف الليل بساعة، وكان التوضيح مساء اليوم التالي..واليقظة المطلوبة – في أحداث كهذه – ليست هي فقط يقظة الأسلحة النارية، بل يقظة سلاح الإعلام أيضاَ، بحيث لا يكون المواطن ( أسير الشائعة) وضحية ( الأذى النفسي)..!!

:: والمهم، بغض النظر عما حدث بأمدرمان لحين كشف هوية (الجسد المضئ)، ما يجب تأكيده أن بلادنا لم تعد بعيدة عن مرمى (الصراع العربي الإسرائلي) أو (الصراع العربي العربي)، وليس بمقدور وطن – في هذه المنطقة الملتبهة – أن يبعد نفسه وشعبه عن محيط هذه الصراعات مهما إجتهد في ذلك، إذ يقول لسان حال أطراف الصراع : (من ليس معنا فهو ضدنا)..وأمام واقع كهذا، ومع إصطحاب إرتباك ليلة هذا الحدث ، يجب أن تتعلم أجهزة الدولة سرعة التعامل مع (الأحداث)..عنصر الزمن يشكل عاملا مهما في تفاقم الأزمة أو تقزمها..ثانياً، يجب أن تتعلم هذه الأجهزة الشفافية والتعامل المباشر – مع الناس – بالحقائق المجردة من كل زيف.. فمن أبسط حقوق الإنسان أن يعرف المجني عليه (هوية الجاني)، صاروخاً إسرائيلياً كان أو ..(عامل لحام)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كثيرا ما اصابتني الحيرة في اي خانة يمكنني ان اضع الاخ ( الطاهر ساتي ) الى ان تيسر لي صدفة مشاهدة احد البرامج الحوارية يوم الانتخابات باحدى قنوات المؤتمر الوطني التلفزيونة وقد كان الاخ الطاهر احد الضيوف وكان يتحدث باسهاب عن الاقبال الكبير للمقترعين الى صناديق بالولاية الشمالية ومن يومها علمت ( الراجل شايت وين )

    اعود لموضوع التأخر في مدكم بالمعلومة حول ما حدث ( اذا كانت اجهزتنا الامنية لا تعلم ( حتى الان) اذا ما كان استهداف مصنع الشفاء قد تم عبر طائرات ام بصواريخ كروز من البحر الاحمر ..فكيف لها ان تعلم ما حدث بالامس ( مع التقدم التقني السريع الذي يشهده العالم والتخلف المريع الذي نعانيه نحن )…

    حكومتنا عند وقوع مثل هذه الاحداث تدير المؤشر على القنوات العبرية تلتمس منها الخبر اليقين ….

    الله يهداك يا الطاهر

  2. الطأئرة جاءت بليل تضمر التجسس أو الضرب الصاروخي على الخرطوم أو حمار كلتوم. “ببجامة” طبق طائر ضل الطريق إلى الأرض “قنطرت رقبتها” وأشعلت أضوائها حتى سميت جسم مضئ… كانوا بالمرصاد وبمهارة ” صوارمية” ودون الدعم السريع قدروا و” شلتتوها”.. لم يجدو شلواً يصلح للتصوير ويتصدر صدر محافل الصحف فاكتفوا بصورة طائرة أسقطت قبل عام ونيف في دولة العدو الأيراني.
    العقب عند بقية أجهزة الدولة “سوري” بقية الأجهزة الحكومية والمرافق، فالحكومة الحالية “المؤتمرجية” هي الدولة والدولة هي… والمهارات مطلوبة في الكثير مثل:

    مختطفي ساندرا ؟؟؟
    مختطفي هندوسة؟؟؟؟
    النازعين المسلحين و بعربتين تاتشريتين ليافطة الحزب الشيوعي بالحاج يوسف؟؟؟
    قتلة محمد عبدالسلام؟؟؟
    قتلة الطلاب في مدني وترعتها؟؟
    ….. قتلة شهداء سبتمبر، من غير المجرم/ البرئ الذي قبض عليه بواسطة الشعب في شمبات؟؟؟؟

    – وطبعاً قتلة وثيقة الحريات في الدستور..

  3. يا الطاهر ساتي ,
    انت شايت على وين يا سيادتك ؟؟
    المسألة هى تقصير المسئولين و كذبهم و عدم توضيحهم لإنفجارات أمدرمان وليس فى مايكتبه السودانيين فى شبكات التواصل الاجتماعى التى انت تقول عنها شائعات !!
    دفن الرؤس فى الرمال لا تحل المشكلة ,

    أحسن تخليك فى حكايات الفساد و المفسدين و تخلى الحاجات السياسية للآخرين ..

  4. واحد من اتنين ياكضبة غير محبوكة لشغل الراي العام يا هجوم حقيقي داخلي انتحاري تكتمو عليه

  5. دا مش كان رئيس الحمله الانتخابيه للملياردير الفاز بدائرة دنقلا ؟ .. لكل زمان مقال طبعا

  6. أنا زمان كان عندى فكره خطأ بأن المعلق الأول باقى المعلقين يبنو عليه تعليقلتهم ولكن من الواضح إدارة الراكوبه تقوم بتجميع تعليقات كل مقال وتقوم بأنزالهم بالجمله.
    وهذا إن دل إنما يدل على الطفره التقدميه فى الوعى العام…بس الباقى منكم رجاء عدم إستخدام العبارات المثبطه للهمم مثل الشعب الغلبان والشعب المغلوب على أمره وأهلنا الغبش لأن الثائر لا يستجدى العطف من أحد.
    ودمتم

  7. لو كانت المعلومة تخرج ضادقة مهما كانت النتائج ليس عيبا لكن تخرج من اناس لا تعلاف لهم اصل لا فصل ولافضل ابسط واحد بقول النجمة ام ضنب هو خارج الخرطوم ب الدويم واين هو الاعلام والصحفي الصادق نحن لسنا ب اغبياء ولا بسطاء ولا جهلة انتم تحملون تلك الصفات من الدستورين الي اصحاب السلطة ال4 هي سلطة خضروات والشائعة هي الحقيقة اليوم والمواطن الغبي الذي يحمل اجهزة ذكية عو اعلام اعلامي ب امتياز م مدرسة الشارغ والراكوبة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..