نبش في ذاكرة الموتى

غادرنا الكاتب والروائي بوي جون الى بيروت عبر العاصمة المصرية القاهرة في ظهيرة الاثنين 6 يوليو 2015م للمشاركة في الورشة الاولى التي تقيمها افاق للكتابة الروائية . سماء بيروت ملبدة بالغيوم السياسية ، حزب الله تقاتل في الاراضي السورية بعد أن تحول الى جيش موازي للجيش اللبناني لا تقل تسليحاً عن الجيش ، وفي الداخل اللبناني تعيش البلاد ازمة سياسية طاحنة بعد أن فشل مجلس النواب على مدى 25 جلسة من إنهاء حالة الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً لميشال سليمان المنتهية ولايته في 25 مايو الماضي ولقد إمتدت الجمود لتشمل الحكومة ومجلس النواب .
سعدنا ايما سعادة عندما وقع الاختيار على بوي جون من ضمن الحاصلين على منحة افاق في دورتها الثانية للكتابة الروائية وذلك ضمن 152 طلباً ، تحصل فيها بوي بجانب تسعة اخرين على المنحة ، لم يكن الخبر مفاجئاً ، بالنظر الى العطاء الادبي لبوي وخاصة في الشعر ، بالإضافة الى اسهاماته العديدة في كتابة القصة القصيرة .
وفقاً للمختصر القصير الذي نشره افاق على موقعها حول نبش ذاكرة الموتى تقول : ” تحكي الرواية قصة الحرب الاهلية السودانية الاولى ، في الفترة بين العام 1958 و 1965 عبر شخصية اركانجلو الياس طبيب ناجح ومحبوب من قبل وسطه المهني والاجتماعي بالإضافة الى اشتهاره في العائلة الكبيرة بعدم الايمان باي معتقد ديني ، و لا مبالته بالتقاليد والعادات الراسخة فيها . لكن حياته المتزنة والراسخة الايقاع تهتز فجأة ، وتضطرب افكاره ليدخل في دوامة من القلق و الهلاوس التي تبدأ في تدمير حياته الناجحة ، وذلك منذ بدأ والده الميت منذ سنوات طويلة و لا يعرف عنه إلا معلومات شحيحة يتراءى له في منامه . فيقرر اركانجلو السفر الى المدينة التي مات فيها والده قبل اربعين سنة ليكتشف هناك تاريخه السياسي والنضالي ” .
من المنتظر أن ترى رواية بوي الاولى ( حجر ابيض ) النور هذا العام ، ونحن ننتظرها بفارغ الصبر وستكون إضافة حقيقية للساحة الادبية الجنوبية الفقيرة من الابداعات ، وفي الرواية يسبح بنا بوي عبر شخصيات الرواية في مدن بلادنا المختلفة عازفاً الموسيقى الكنغولية ، ومستعيداً ذكريات الحرب . ستكون رواية ( حجر ابيض ) و ( نبش في ذاكرة الموتى ) مصدر إلهام للعديد من الكتاب وخاصة فئة الشباب حيث يقع على عاتقهم مستقبل هذه البلاد . رافقك السلامة ، ومتمنين لك إقامة طيبة في لبنان التي امضت عام او اكثر دون رئيس .
إن منحة افاق لم تكتشف قدرات بوي الادبية لكنه قلادة في عنقه يؤكد ريادته و عرفان لما ظل يقدمه في صمت .

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..