نعم السودان عبارة عن جغرافيا فقط !

بسم الله الرحمن الرحيم..
امتلأت المواقع الإلكترونية وبعض الصحف السودانية في الأسابيع القلائل الماضية ببعض المقالات والخربشات السودانية الغاضبة غضباً عظيماً على الكاتب المصري المعروف الباشا/ محمد حسنين هيكل لتناوله موضوعاً عن السودان ، اعتبرها كُتاب تلك المقالات ، مسيئا ومشوها لبلدهم العزيز عليهم .
غير أن هؤلاء الكُتاب السّوادنة ، لم يغضبوا على الباشا/ محمد حسنين هيكل ، ليس لأنه قال أن منطقة مثلت حلايب مصرية 100% أراد السودانيين أم لا ، أو لأنه اعتبر السودان محافظة من محافظات مصر وطالب الجيش المصري بإعادتها إليها . بل غضبوا عليه ، لأنه ببساطة قال ( السودان عبارة عن جغرافيا فقط ) ?معللا كلامه بعدم وجود ترابط وجداني حقيقي بين مواطنيه الذين ينتشرون على رقعة جغرافية تزيد مساحتها على مليون ميل مربع قبل الإنفصال .
هذا هو الكلام الذي أغضب الناس في بلاد السُود ” بثقافة بيضاء ” ?السودان عبارة عن جغرافيا فقط ، حتى أن بعضهم تجاوزوا حدود الرأي والرأي الآخر ووصفوه بالخرف وبأنه ربيب الشمولية العسكرية .
غضب هؤلاء الكُتاب غضباً عظيماً أيها القراء الكرام من كلام الباشا محمد حسنين هيكل .. لكن دون أن يسألوا أنفسهم لماذا قال الكاتب ما قاله عن سودانهم الذي يحبونه حُباً جما ؟
الحقيقة التي يجهلها حماة السودان ومدافعه في رودهم الغاضبة ، هي أن محمد حسنين هيكل لم يحشر أنفه في موضوع السودان هكذا من فراغ !! إنما كان يرد على أسئلة الشخص الذي كان يستضيفه في برنامج اسمه مع ” هيكل” على فضائية الجزيرة في عام 2011 عن الأسباب الحقيقية للمشكلات التي تعاني منها الدول العربية ذات التعددية القومية والدينية والثقافية واللغوية ، كالسودان والعراق وليبيا وغيرها .
وكان التركيز تحديداً على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إنفصال جنوب السودان عن شماله في عام 2011 ، فرد عليه قائلاً : أنا في الستينيات من القرن الماضي قابلت الرئيس عبود وقلت له السودان بلد واسع وكبير ويحتاج إلى وحدة حقيقية ?أي يحتاج إلى المساواة بين كل أقاليم السودان من حيث التنمية والتعليم وووو ، وكذا المساواة بين كل اللغات والأديان والقوميات ..الخ ، وإلآ سيتفكك البلد إلى دويلات صغيرة . وأضاف : كررت هذا الكلام للرئيس جعفر نميري في سبعينيات من القرن الماضي ، لكن الأخوة في السودان ” ما عملوش بنصيحتي ” وانفصال الجنوبيين عن الشماليين اليوم نتيجة طبيعية لعدم شعورهم بالعدل والمساواة مع أخوانهم في الشمال.
ما قاله الأستاذ محمد حسنين هيكل عن السودان هو عين الحقيقة . فالسودان بلد متعدد القوميات واللغات والأديان ، والتنوع شيء مفيد ، وهو عامل غنى وإثراء ، ويشكل عامل قوة عندما يتم التعامل معه بالفهم والإستيعاب الإيجابي ?خذ الهند ودولة نيجيريا كمثالين للتعدية المفيدة .
أما في حالة عدم التعامل مع التعددية بالإيجابية ، فإنها حتما ستتحول إلى عامل تفتيت وعدم استقرار كما في الحالة السودانية اليوم .
من الأخطاء الكبيرة والفاحشة التي وقعت فيها الأنظمة السياسية في السودان منذ خروج الأجنبي ، هي تحويل تعدديتها إلى عامل إضعاف وتفتيت للدولة والمجتمع ، وذلك من خلال محاولات دمج القوميات والإثنيات وتذويبها بالقوة والقهر ، وفرض حلول تنتقص من حقوقها السياسية والمدنية والثقافية واللغوية .
إذ لجأت السلطات السياسية الحاكمة في السودان والتي تبنت ( العروبة والبدوية ) منهاجاً لها إلى التنميط السياسي الذي مثل العلامة البارزة للحياة السياسيّة في السودان وعدم الإعتراف بالتعددية ، الشيء الذي أدى إلى الإقصاء والاستفراد والاستئثار بكل شيء ، وبالتالي ظهور الجماعات والحركات الوطنية المطالبة بحقوقها وبنصيبها من السلطة والثروة والسلاح .
إذن نحن أمام حالة سودانية بائسة جداً جداً جداً، هددت وتهدد هذا البلد المتعدد في كل شيء بالتفتت إلى دويلات صغيرة إن ظلت حالة القولبة والتنميط الثقافي والسياسي والاقتصادي قائمة ، والأستاذ هيكل عندما تحدث عن هذه الحالة ، إنما من باب الحرص على بلد يأكل نفسه بنفسه بعدم جعل تنوعه وتعدده أهم عوامل غناه وثروته .
الحقيقة المعلنة ، هي ان الذين انتقدوا هيكل ، زائفون في بكاءهم على السودان والأمر في جوهره لا يتعدى حالة من الإحباط واليأس الذي يعيشه هؤلاء في ظل حكومة الأنقاذ التي تقتل مواطنيها بكل الأسلحة حتى المحرمة منها دولياً ، فأصبح كلام محمد حسنين هيكل عن السودان وتر العزف عندهم لدغدغة عواطف ومشاعر السذج تحقيقا لمبدأ حب الوطن ( وطن شنو يا هؤلاء ..وهل تعرفون معنى الوطن ؟) .
ان من يرشقون هيكلاً هذا بمقالاتهم الغاضبة ، إنما يعتبرون مثل هذه الأحداث مناسبة لتأكيد انتمائهم للسودان الوطن ?هههههه وطن قال !، ورفضهم لأي كلام عن السودان من غير السودانيين إنما يصب في هذا الإتجاه . وهذا لا يتحقق لهم إلآ بإعلان الكراهية للآخرين .
هؤلاء وأشباههم يتعاملون مع مناسبات كهذه (السودان عبارة عن جغرافيا فقط) وكأنهم سمعوا محمد حسنين هيكل يقول لوزير الدفاع المصري ( السيسي) ، يجب عليك التأكيد على مصرية منطقة ” حلايب” في كل المحافل الدولية والعالمية ، أو طالب حكومته بضرب الخرطوم لإيواءها عناصراً ينتمون لجماعة الأخوان الإرهابية .. بل كل ما قاله هيكل هو أن على السودانيين أن يستفيدوا من التعددية التي يتمتع بها بلادهم كعامل غنى وثراء . لكن اندفع هؤلاء ، ولسان حالهم يقول أنه لا يجب عليهم أن لا يغيبوا عن هذه المناسبة التي يكثر فيها القُراء .
كان على هؤلاء السّوادنة أن يستفيدوا من كلام الباشا محمد حسنين هيكل وينكبوا في كتابة مقالات تطالب حكومتهم بتحويل الوحدة الجغرافيا السودانية إلى وحدة وطنية حقيقية من خلال تشجيع جميع مكونات النسيج الإجتماعي السوداني بالتعبير عن هوياتها القومية واللغوية والثقافية والدينية بحرية تامة . لكننا بالعكس رأيناهم ينتقدون هيكل لكي يحافظوا على المشاكل السياسية المزمنة التي تغذيها الحكومة المركزية .
هؤلاء الكُتاب الكذبة ، أيها القُراء الكرام وجدوا وقتاً كافياً للرد على هيكل .. لكنهم أيها السادة والسيدات لم يجدوا مثل هذا الوقت لإدانة نظام الجنرال عمر البشير الذي قتل حسب تقديرات المنظمات الحقوقية الدولية والعالمية فيما لا يقل عن 500 ألف روح دارفوري ، وما زالت عملية القتل الممنهج مستمرة هناك . كما أنهم لم يجدوا دقيقة واحدة من زمنهم للتظاهر ضد العمليات العسكرية الكبيرة التي يقودها جيش البشير منذ أكثر من عامين ضد ” إثنية النوبة ” في جبال النوبة/جنوب كردفان .. لكنهم ها هم اليوم يعزفون على وتر حب الوطن ..لكن أي وطن !! .
الوطن ليس مجرد اقليم يمتد من شماله لجنوبه ومن غربه لشرقه وبفضاء إقليمي ، إنما هو أيضا شعب ونظام سياسي .
فالوطن إذن هو البلد الذي يولد ويتربى فيه شخص ما .. وهو المكان الذي يشعر فيه بالأمن وينال كامل حقوقه بدون نقصان .. ويتساوى فيه الجميع أمام القانون ، الشيء الذي يجعله يعمل على مضاعفة الجهود للدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والسياسية والإنسانية إلى الإمام لتجاوز كافة العوائق التي تعيق وطنه هذا . أما إذا لم يشعر هذا الشخص بالأمان في وطنه ، ولم يخلد فيه إلى النوم ، فإن هكذا الوطن سيكون بالنسبه له مجرد جغرافيا فقط ليس إلآ ?بالضبط كما قال “هيكل ” .
الدولة السودانية أو قل ” الوطن السوداني ” الذي تنظم أمور شعوبه حكومات بثقافة بدوية عربية آحادية متحجرة متخلفة منذ خروج الإنجليز ، لم تبلور أي علاقة ترابط حقيقي بين مواطنيها تجعل من هذا “المواطن ” أو ذاك يشعر بإنتمائه وولائه له إبتداءاً ، بل لم تحفظ لهذا المواطن حقوقه وواجباته ، ولم توفر له الطمأنينة والمحافظة على كيانه القومي واللغوي والثقافي بمنعزل عن الخوف والقلق ..بل كان السودان وما زال عبارة عن جغرافيا فقط ، يضم كُتلاً بشرية لا تجمع بينها أية روابط وجدانية ، ليس كــ( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى). فالحرب العنصرية التي أعلنها نظام الجنرال عمر البشير مثلاًّ في يونيو 2011 ضد اثنية النوبة ، مستخدماً فيها كل أنواع الأسلحة التي أنتجتها مصانع الأسلحة الروسية والصينية والإيرانية لقتل الأطفال والنساء والعجزة والشيوخ ، لم يخرج شخصُ واحد من بقية أجزاء السودان يندد بتلك المجازر والقتل بالهوية ضد النوبة !! .
قال وطن قال !! .. الوطن ، أيها القُراء الكرام ، يقصد به سيادة القانون الذي يصون حقوق وكرامة الفرد في المجتمع ويحدد الواجبات الملقاة على عاتقه في اطار مؤسسات الدولة الديمقراطية المعاصرة التي تؤمن بحرية الرأي والفكر والعقيدة واللغة والثقافة دون تمييز ، ومتى ما غاب هذا الأمر ، فهذا يعني غياب الوطن ! .
السودان ، أيها القُراء الأفاضل ، هو الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعلم أبناءها مادة ” التربية الوطنية ” التي لها أهمية قصوى في تربية النشء على حب الوطن ، ومع الفضيحة دي كلها يأتي من يدافع عنها ويحذر الآخرين من عدم التدخل في شئونها.
لنكن واضحين مع أنفسنا ومع آخرين أيضا ، وهو أن السودان حقاً وحقيقةً وفعلاً عبارة عن جغرافيا فقط … وما لم تتغير الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية فيه نحو الأحسن بإحترام التعددية التي يتمتع بها ، فنحن مقبلون على اختفاء دولة اسمها السودان من على الخارطة السياسية الدولية .
والسلام عليكم…
[email][email protected][/email]
مبروك عليك الباشا بتاعك ويظهر عليك انك من نوبة صعيد مصر فاذا كنت تنتمى لهذا التراب السودانى لما اتبعت هيكل الحاقد فالجغرافيا تعنى الغاء تاريخ الشعب الذى حكم مصر 250 عاماً منفرداً وتاريخه سابق لحضارتها اما حديثك عن حكومة البشير كلنا يتفق عليه ولكن ان تلغى شعب معلم للشعوب عرف الديمقراطية قبل ان تعرفها مصر الفرعونية وتنازل زعماءه كسوار الدهب طواعية عن الحكم نزولاً لراى الشعب ولازال مجتمعة فى الملمات كالبنيان المرصوص نعتز ونفتخر به فالتربية الوطنية التى تتحدث عنها لاتدرس ولاهى فهلوة كلام وانما هبه غرسها الله فينا لانبوح بها لامثالك.
السوادني هيكل فيوف .السوادنه أظنها جديده عليك ومسكت فيها !!
(فنحن مقبلون على اختفاء دولة اسمها السودان من على الخارطة السياسيةالدولية)!!
طالما نوعك هو من يدافع وينافح عن السودان من خلف البحار فإننا نرحب بإختفاء السودان
ليس من الخارطه بل حتي من الذاكرة !!عالم عوالِم !!!
الأخ عبد الغني| تحية واحترام: الرد الغاضب لكثير من القراء كان بسبب تزامن ذلك التصريح مع قضية حلايب وأنا شخصياً كتبت هنا وقلت بالنص التالي: “أنا لم أقرأ أو أسمع كلام هيكل أو وصفه للسودان بأنه جغرافيا وبالتالي لا أستطيع تفسيره ما لم أكن ملماً بالسياق الذي ذكر فيه العبارة كاملاً. ولكن إذا اعتمدت هنا على تفسير الاستاذ رسلان لحديث هيكل بأنه يعني “عدم اكتمال بناء الدولة الوطنية في السودان” -وهذا تفسير لا يحتاج لهذه العبارة “المشكل” كما يقول أهل المغرب العربي، أقصد لماذا لم يقل هيكل ذلك؟ أو حتى يشرح هذه الفكرة أكثر؟ أقول هذا لأن عبارة أن تقول أن بلداً ما عبارة عن جغرافيا تحتمل معانٍ كثيرة ليس أقلها إنها لا تخلو من تحقير وإلغاء لـ “الشعب” الذي يقطن هذه الجغرافيا! إن أول من يفهمه أي شخص يعرف القراءة والكتابة من عبارة “هذا البلد عبارة عن جغرافيا” أنه بلا تاريخ وهذا ليس صحيحاً في حالة السودان. كما يمكن أيضاً تفسيره بأنه يماثل العبارة الاستعمارية No man land وبالتالي يمكن لمصر ?أو غيرها- أن تتمدد كيفما شاءت في هذه الجغرافيا الفسيحة!! أنا لا اختلف معك فيما ذكرته من إهمال الانظمة لمراعاة التعدد الأثني والثقافي في السودان وجعله مصدر قوة ووحدة لا مصدر نزاع وحروب وتفتيت في نهاية الأمر وبالتالي ألا ترى إن هذا الرأي كان يمكن أن يقال بعبارات أخرى كثيرة غير عبارة “جغرافيا” هذه والتي أثارت حفيظة كثير من القراء في محاولات إيجاد تفسير لها. لا تنس أن هذه العبارة أيضاً قيلت وتزامنت مع تصريحات عديدة لسياسيين مصريين ذهب بعضهم للقول بأن من حقهم المطالبة باستعادة السودان كله باعتباره كان جزءً من مصر أو مستعمرة مصرية كأنما السودان لم يوجد إلا بعد دخول محمد علي باشا. أليس في ذلك إلغاء لتاريخ السودان أو قل الشعوب “السودانية” التي قطنت هذا الجزء من العالم. إن الذين دافعوا عن السودان لم يدافعوا عن سودان اليوم بل دافعوا عن السودان الذي في مخيلتهم، السودان الذين يحلمون به ويعملون من أجله لا السودان الذي صنعته أنظمة الحكم المختلفة التي حكمته. ولكني اختلف معك كثيراً فيما ذكرته: “لم يخرج شخصُ واحد من بقية أجزاء السودان يندد بتلك المجازر والقتل بالهوية ضد النوبة !!” وهذا غير صحيح بالمرة ولا أدري لماذا كتبته، هل فقط لدعم رأيك موضوع المقال؟ إذ إنك لو تابعت فقط هنا في “الراكوبة” لوجدت الغالبية العظمى من القراء والمتابعين -إن لم يكن كلهم- ينددون بهذه العمليات صباح مساء بل ويذهبون إلى أكثر من التنديد بالدعم الواضح والصريح لكل ما يؤدي لسقوط النظام نفسه والمناداة بسودان “جديد”! مع فائق احترامي.
والله اناخايف بوجود نوعية بريش دا… مش نكون جغرافيا..نكون مجرد تاريخ وبس!!!!! اصحي يابريش..
في اوائل التسعينات يحدثني اخ عزيزبان السودان بلد واحد فحكي لي عن قصة حدثت من احد مواطني مثلث التخلف المسمي بمثلث حمدي. القصة ان احد الاخوة الليبين احد السودانيين بان في السودان مجاعة فرد عليه ذاك المتخلف : نحن في الجزيرة ما عندنا مجاعة لكن هناك مجاعة في دارفور. لذلك انا ليس غاضب علي هيكل لكن في الحقيقة كثير من دول العالم الثالث عبارة عن جغرافيا بما فيها مصر وتاكد من ذلك وانت تسال المصري المصري والنوبي وسكان سينا والواحات الغربية فهم خليط جمعتهم الجغرافيا السياسية . وهذه الحالات نجدها في نيجيريا والسعودية واثيوبيا وارترتيا. انهم شعوب جمعهم الاستعمار وسماهم باسم حتي تسهل قيادتهم
بالمناسبة خليكم من الحديث الكبير دا.. عندما يلعب الفريق القومي .. بالرغم من العدد المحدود الذي يحضر المباراة مقارنةً بمباريات الهلال والمريخ الدولية .. تجد أن الهلالاب يشجعون لاعبي الهلال في الفريق القومي وكذلك المريخاب يشجعون لعيبة المريخ في الفريق القومي .. وإذا تجاوز عدد أفراد أحد الفريقين الفريق الآخر تمنى الفريق الآخر خسارة الفريق القومي .. كلام عجيب .. بالمناسبة الوطنية ليست شئ فطري .. الوطنية منهج وعلم .. فكلما أخذ الوطن من المواطن أكثر من ما يعطيه .. تنحسر الوطنية.. قد تسألني ومن هو الوطن .. الوطن هو الحكومات المتوالية والتتالية والمسجلة والعسكرية والفاشية والديمقراطية الشيوعية والرأسمالية ألخ…