الثورة ماضية إلي غاياتها

الثورة ماضية إلي غاياتها وسوف تنتصر ولسنا في عجالة من أمرنا في ذلك لأننا نؤمن أن درب الحرية شائك وسماءها ملبدة بالغيوم ومفاجئآت السياسة وتغلباتها كثيرة اللهم أن الناس تححروا من أسر الإنقاذ التي هيمنت علي الثروة والسلطة ووجهت الإعلام وغسلت عقول الكثيرين وضللت قلوب أخرين وقالت أنها تقيم للإسلام في السودان دولة ستكون أنموزجا لدولة الحرية والعدالة الإجتماعية والمساواة والتكافل الإجتماعي مما سيبهر الغرب ويجعله يدرس السلام بعقل وقلب مفتوحين وستكون دولة السودان سبب هداية البشرية إلي سراط الله المستقيم كما أنها ستكون نواة لدولة التأصيل والفقه المتجدد الذي سيخلب عقول المسلمين ويكون سببا في وحدتهم التي ستعيد لهم مجد أسلافهم من الخلافات الإسلامية التي سادت حقبا من الزمان وارست دعائم المنهج السليم للفكر الإسلامي والنهضة العلمية التي أثرت في عصرنا الحديث.
إذا هكذا كان يفكر ويخطط عرابوا الانقاذ وقد خدعوا الكثيرين من البسطاء والمهتمين بصناعة عناصر قوة الاسلام والعروبة وبناء أمجاد تمشي بذكرها الايام طربا وتيها.
ولكن كما تعلمون فشلت تجربتهم ولأسباب كثيرة
أولا : وصلوا للحكم علي ظهر دبابة وهذا يخالف مبدأهم الأساس في الحفاظ علي حرية وسلامة الناس وألا تتقدم لقيادتهم وهم كارهون.
ثانيا :إقصاء القوى الوطنية وتهميشها وتحميلها كل مشاكل السودان دون دراسة حقيقية لذلك الأمر ودون الحوار معها أو حتي السماح لها بالمرافع والمدافعة عن ما وقع عليها من إتهام.
ثالثا: حظر الجماعات اليسارية ومحاربتها وفصلها للصالح العام ومراقبة أماكن سكنها وإعتقالها وإرهابها وما الي ذلك من اشكال عنف دولة الحزب الاخر
رابعا : إنفرادها لتحقق مكاسب تاريخية بملف السلام مع الجنوب وعدم إشراك القوة الوطنية الاخري فيه وعدم الاستئناس بأراء الكتاب والمفكرين
رابعا: تمكين الفكر المتطرف والتكفيري من الانتشار لقهر الناس ولان حاملوا هذا الفكر التكفيري إن وجدوا ريقا حلوا من دولة فلا يخرجون علي حكامها ولكنه متي ما توقفت مصلحتهم إنقلبوا عليها .
خامسا : إدارة العلاقات الخارجية بصورة مقرفة تسببت في إدخال البلد في عذلة دولية ساهمت في إضعاف بنية الدولة وعدم حدوث نهضة تنموية حقيقة.
سادسا: إنعدام رؤية علمية لكيف يحكم السودان؟ وكيف يدار إقتصاده ذو الموارد المتعددة والمكانات الهائلة .
سادسة : التداخل التام بين الحزب والدولة أضعف في نفوسهم حرمة المال العام وصاروا بإسم المصلحة العامة يسيطرون علي مال الدولة ويحولونه للحزب لان الحزب يعمل لله .لكن إن فرضنا أن المال الذي يذهب للحزب يذهب لله فعلا هل طلب منك الله أن تفعل ذلك وهل الله يأخذ حقلا ليس له علي سبيل المجاز فالله فرض عليك زكاة لمالك فهذه الزكاة تصرف في مصارفها التي حددها أما الإيرادات العامة للدولة فهذه أموال كافة الناس الذين يسكنون في هذه الدولة فهم شركاء ولا يجوز لك أن توظفها في غير ما يرضون. ولكنهم بعد ما حولوا أموال الدولة لحزبهم والحزب لا توجد في أوعية ضبط ومحاسبة دقيقة خصوصا في جانب المال تكدث المال عندهم وظهر في شكل شهادات وعمارات وإستثمارات خارجية في الصين وماليزيا والبرازيل وغيرها من دول العالم وهكذا نسي أرباب النظام فكرتهم في بناء دولة وبدأت تدب بينهم الخلافات حتي أثمرت تلك المفاصلة الشهيرة عام1999 أي بعد عشرة سنوات من إنقلابهم.
وعندما ضاعت الفكرة ظهر قبح النفوس في الجشع والطمع وحب المال والدنيا وأصبحت رائحة الفساد تزكم النفوس وتشعرك بإحتقار هؤلاء القوم المنافقين.
وهكذا النظام أصبح يمشي مكبا علي وجهه و يتيه في بحور الفساد ولا يستطيع منها خروجا. لكن إرادة الشعب تحررت ولم تعد تشعر بقدسية هؤلاء كما صوروا هم ذلك عن أنفسهم في إعلامهم وتقاريرهم وصدقهم البسطاء بسبب الحرب الدائرة في الجنوب وقت ذاك ولكن بعد نيفاشا بدأ الوعي يدب في نفوس الجماهير والنضج ترتفع درجته وسط الطلاب والشباب وهكذا الجميع راقب آداء الحكومة عقب نيفاشا الذي أدي لإنفصال الجنوب ثم تجد الحرب والإقتتال بين السودان وجنوبه المستقل ثم نشاط الجبهة الثورية التي كانت نتاجا طبيعيا لغطرسة النظام وضيق صدره بإستحقاقات نالتها المناطق الثلاثة إضافة لذلك عودة الحكومة للقبضة الحديدية وتغولها علي مساحة الحريات التي أتيحت بفضل نيفاشا.
واليوم خرج الشارع بعد عجز الحكومة في ملف الإقتصاد وحالة الضيق التي وصل إليها الشارع بتراكمات كثيرة لمظالم ومفاسد النظام. ونحن سنعمل علي إنجاح الثورة وذلك بالاتي :
-الثبات علي موقفنا المطالب برحيل النظام وعدم قبولنا بأي تنازلات
-توحيد جدهود كل الشرفاء للعمل سويا دون عزل أحد أو تخوين أحد
-التأكيد علي برنامج تنسيقية الثورة والمساهمة الفاعلة في إنجاحه
– الحكومة الجديدة يجب أن تكون حكومة وطنية وتعمل وفق برنامج محدد يخرج البلاد من أزماتها ويوقف الحرب الدائرة.
-عودة الحمل الحزبي بحرية تامة والصحافة وجميع منظومات العمل المدني
-لا نقع في ما وقعت فيه الانقاذ من عظر أنشطة البعض أو سن قوانين معيبة أو ممقيدة للحريات
فتح المجال واسعا أمام أنشطة الطلاب والشباب مع تجنب السباب والاقتتال واليكن الفيص بين الجميع صندوق الاقتراع.