مقالات وآراء

الرسول بالنيابة !!

 

أطياف

صباح محمد الحسن

طيف أول :
لكل حناجر الهتاف التي أخافت البنادق المرتعشة
ولقبور العهود المغدورة
ولكل لعنة طالت المنجل الذي حصد سنابل الأرواح
، وللضمير الهارب من حمل خوابي الدماء ، وللأوردة الراعفة على جدران الأمكنة، وللبحر الذي لم يستطع الإحتفاظ بسِرِه.
المجد والخلود لأرواح شهداء مجزرة فض الإعتصام واللعنة والعار للقتلة .

والوقوف على زيارة مدير المخابرات الإثيوبية رضوان حسين الي مدينة بورتسودان ، الذي قالت ” الشرق” انه نقل رسالة من رئيس الوزراء أبي أحمد لرئيس مجلس السيادة السوداني
فالزيارة في هذا التوقيت تستدعي الإستفاهم بقصد ، أن ماهي دلالاتها وغاياتها في هذا التوقيت ، سيما أن اثيوبيا وقفت في منطقة الحياد منذ بداية الحرب.
وحتى عندما زار البرهان اديس ابابا ضمن جولته الإفريقية في نوفمبر 2023 ، وبعدها جاءت زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي أبي احمد للبرهان في بورتسودان،
إلا أن الزيارتين لم تحققا اي تقدم في العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل حكومة الحرب
واختارت اثيوبيا الوقوف على الضفة الثانية من الدول الحليفة للبرهان حتى أن احمد عندما استقبل البرهان في نوفمبر 2023 ، وتحدثت اجهزة اعلامية سودانية عن ان زيارته تعني أن أثيوبيا تعترف بحكومته ، استقبل أبي قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو في ديسمبر 2023 اي بعد شهر واحد من زيارة البرهان
حيث وصل “حميدتي” ، الي هناك في ثاني جولة إقليمية له بعد اندلاع الحرب بتسعة أشهر ،
وجبّت زيارة حميدتي كل الذي تم في زيارة البرهان ، وساهمت في توتر العلاقات من جديد وباعدت بين أبي احمد والبرهان مسافات، تبنت فيها اثيوبيا إعداد مسارح للحل السلمي وفتحت منابرها للقوى المدنية
ولكن زيارة رئيس المخابرات أمس الاول اعادت التساؤلات من جديد هل اثيوبيا دخلت الآن في متاهة المواقف السياسية المتناقضة ، سيمابعد أن انسحبت قوات الدعم السريع من المدن وسيطر الحيش على العاصمة الخرطوم، وعين البرهان رئيس وزراء ، وهل هذا “الترميم” لبيت السلطة، دفعها لإعادة النظر في تغيير مواقفها مع الحكومة أم أن رئيس المخابرات زار بورتسودان لمناقشة قضية امنية جعلته على رأس المهمة ، فوصول رجل المخابرات بدلا من وزير خارجية او مسئول سياسي، تؤكد أنه يحمل ملفا امنيا يتعلق بميدان الحرب، و ليس ببعيد عن قضية التيغراي .
وهذا ما يفرغ الزيارة من محتوى الإحتمال لإسباب سياسية في دعم اثيوبيا لحكومة البرهان كما تناولتها حكومة بورتسودان وإعلامها
كما أن رجل قد يحمل رسالة سرية للغاية تعكس دورا جديدا لاثيوبيا “دور الرسول” ، بين الإمارات والبرهان سيما أن الإمارات ليس لديها مانع في الوقوف بجانب البرهان إن إلتزم بتحقيق مطلبها الأساسي في التخلص من الإخوان، ولكنه لن يستطيع .
و قد تكون ثمة اسباب جوهرية لتحركات اثيوبيا كرسول يصل ويتحدث بالنيابة
عن رسالة ربما تتبنى ضغوطا جديدة او مساومات، ولكن وإن أخذت إتجاهها التقليدي لتحركات اثيوبيا نحو حكومة البرهان وتغيير موقفها السياسي، فهذا لايضيف مكسبا للبرهان
فاثيوبيا لاتُعد منطقة سياسية ذات تأثير قوي حتى يستمد منها البرهان القوة لانها ستقف في زاوية تجعلها في الصفوف الخلفية لواجهة دول في المقدمة.
مقدمة الحل او الحرب، فإما أنها تدعم دولا تسعى لتهيئة الحل السلمي أو ان تكون خلف دول حليفة تسعى لدعم البرهان عسكريا حتى تنتهي الحرب، وهنا يتجلى الدور الثانوي لها وغير الريادي، إن كان للسلم او لإستمرار الحرب
فأبى أحمد له اسبابه التي تجعله لايتجاوز منطقة الحياد إما لعلمه أن البرهان لايتمتع بدعم دولي وقد تكون الدول الكبرى قررت التخلص منه ببداية فرض العقوبات عليه، وايضا لوعورة الخصومة بينه ودولة الإمارات التي وصلت الي قاعات المحاكم الدولية ، ولكن لو لعب احمد دوره الذي يتماشى مع مواقفه الأولى في دعم السلام فهذا قد يضيف له رصيدا سياسيا
فسلطة البرهان في بورتسودان تعاني الآن خروج الروح و “ملعقة العسل” التي حاولت أن تسترد بها عافيتها بتعيين كامل ادريس يبدو انها لن تفيد ، سيما أن كامل الآن لم يحظ بإحتفاء داخلي ولاخارجي ونُصب تنصيبا باهتا وضعيفا يشبه حكومة العزلة والإنقلاب.
اما البرهان على “فراش رحيل” يواجه اكبر خطر قادم وهو العقوبات بسبب استخدام السلاح الكيماوي
فهذا الملف الذي تحاول امريكا استخدامه هو ليس ورقة ضغط كما سبق، إنما ورقة محاسبة ، نسخة ثانية لعملية التعاطي مع الرئيس السوري بشار الأسد، ولهذا فإن البرهان تجاوز مرحلة السند والدعم المُجدي فكل من تناصره الآن من الدول يضعها في دائرة الإتهام بالإصابة بضعف الرؤية السياسية الثاقبة لقراءة المستقبل السياسي في السودان.
طيف أخير :
#لا_للحرب
جنرالان انهكهما النصب من حرب عبثية خاسرة كلما مرت عليهما ذكرى فض الإعتصام تذكرا وزر الجريمة ووقفا حسرة على خيبتهما وتأملا كيف أن الله حول الميدان الي ساحة عدالة

الجريدة

تعليق واحد

  1. طيف أخير :
    #لا_للحرب
    جنرالان انهكهما النصب من حرب عبثية خاسرة كلما مرت عليهما ذكرى فض الإعتصام تذكرا وزر الجريمة ووقفا حسرة على خيبتهما وتأملا كيف أن الله حول الميدان الي ساحة عدالة!!!!

    رائعه كعادتك صبوحة بلادي حفظك رب العباد من كل شر وسوء .!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..