القيادة الجديدة

أماني ابوسليم
لتصل البلاد الى ديمقراطية تكون نظاما للدولة يضمن للبلد الأمن و السلام و الاستقرار لابد ان يكون عبر التنمية الاقتصادية، و هي المفتاح او الشفرة التي ستجعل دولاب الديمقراطية يدور في البلاد بلا توقف. لأن الديمقراطية قوامها أحزاب تتفق في قبول المكون الثقافي و التوجه الوطني و تختلف في طريقة التنمية و هو اساس طرح الاحزاب في الدول الديمقراطية.
و ما كان للأحزاب السودانية منذ نشأتها في منتصف القرن الفائت أن تكون بذاك الطرح، لأنها كانت مشغولة بتوجهات نظرية تتراوح بين الايدلوجيات الاشتراكية و الاسلامية بالاضافة الي الطائفية. و الاحزاب السودانية و ان لم نرض عن ادائها، الا انها تمثل مرآة في السطح تعكس الواقع السياسي و الاجتماعي للبلاد و الشعب. فالديمقراطية نفسها لا بد ان تكون قناعة شعبية تستطيع ان تحميها و تدافع عنها. و قولي، انه طالما كانت هناك احزاب ايدلوجية او عقائدية قوية علي المسرح السياسي فذلك يعني ان القناعة الشعبية لا زالت بعيدة عن الديمقراطية، لأن الحزب لا يقوى بتنظيمه و كادره و لكن بصداه عند العامة فيطول المشوار نحوها.
و بما ان المؤتمر الوطنى/الشعبى هو آخر الاحزاب العقائدية بالبلاد تأثيرا فإن ضعفه و زوال اثره بفقدان القبول الشعبي سيفتح الطريق امام الديمقراطية و امام قيادات و تنظيمات جديدة قادرة علي طرح برامج تنموية خدمية في مصلحة الشعب بالاستفادة من ثروات البلاد البشرية و المادية مما يحقق الاستقرار السياسى و المعيشى. و ان لم تصل الدولة الي نقطة التماس بين وعي الشعب و قدرة تنظيماته علي صياغة برنامج تنموى في الاساس، لن يولد نظام ديمقراطي يتكفل الشعب برعايته و حمايته من المتغولين علي السلطة، و هو شرط اساسى لديمومة الديمقراطية. فهل وصل السودان الي موسم اللقاح بين وعي الشعب و ادراك التنظيمات السياسية فيتكون جنين الديمقراطية مغذيا ببرنامج التنمية الاقتصادية.
الاحزاب السياسية التقليدية في ظني كان دورها و فعاليتها قد انتهت يوم رفع العلم. لأن برنامجها لم يتجاوز الصراع الفكري في نيل الاستقلال، هل عبر الوحدة مع مصر ام طلبه مباشرة من المستعمر، فرفعوا العلم و ظلوا بلا برنامج تنموي يخدم النمو الاقتصادي للبلاد، فكان لا بد من ضياع الديمقراطية ثلاث مرات.
الرياح التي تحمل اللقاح بدأت الحركة و الاتجاه اماما في 1977 بعد المصالحة الوطنية التي وقعت بين الاحزاب و جعفر نميري. ذلك عندما نشأ تيار رافض للوضع السياسي و اداء الاحزاب. حينها كان الحزب الشيوعى مؤثرا و كان التيار الاسلامى، الاسم القديم للمؤتمر الوطني، في مد قوي و كبير بالذات في الاوساط المتعلمة. نشأت حركة جديدة وسط الطلاب و هي مؤتمر الطلاب المستقلين، و الاسم لا يعني الوسطية بين المد اليسارى و الاسلامي لأنه انتحي بعيدا عن الاحزاب التقليدية ايضا، و التي نظريا تعتبر احزابا وسطية ، ربما لأنها تعتمد الطائفية و التي قد تمثل ايدلوجيا او عقيدة ايضا. التوجه الجديد وسط الطلاب لاقي نجاحا كبيرا فاكتسح التنظيم الجديد اتحادات الطلاب في الجامعات آنذاك دليلا علي ان الرياح بدأت في الاتجاه الصحيح نحو مواسم اللقاح، و ما للرياح ان تكتمل قوتها و تصل هدفها في زمن غير موسمها ، فمؤتمر الطلاب المستقلين و الذي تطور الي حزب المؤتمر السوداني كان لا زال يحمل جينات وراثية تعطل جاهزية اللقاح. اذ اجتهد الحزب لايجاد نظرية لوجوده تجاوب علي سؤال الهوية السودانية ليجد مبررا فكريا لمكانه بين المد الاشتراكي و الاسلامى في سباقهما لنيل السلطة و فرض نظريتهما. نادي بهوية التعدد الثقافي، و الوحدة من خلال الاعتراف بقبول الاختلاف الثقافي و الديني و تبني تحريك الشارع في خطه النضالي لتقويض النظام العسكري و عودة الديمقراطية. لم يستطع الجيل المحرك لذلك التيار حتي نهاية الثمانينات ان يشكل اللقاح بطرح برنامج تنموي و تصدير قيادات قادرة علي اخذ زمام الامور، لأن حزبا عقائديا ، التيار الاسلامي ، لاحقا المؤتمر الوطني، كان لا زال فاعلا في اوساط المتعلمين و الاوساط قليلة الوعي السياسي و التي يسهل ان تنساق خلف شعارات دينية.
في بداية التسعينات و بعد الانقلاب، حدث تطور في التيار حمل لواءه الجيل اللاحق ممثلا في حركة طلابية جديدة سمت نفسها حركة الطلاب المحايدين و ان لم تتمكن من الانتشار في اوساط الطلاب في الجامعات الاخري كما في منشأها جامعة الخرطوم، الا أنها مثلت تطورا لذاك التيار. و التطور هو ان التيار في هذه المرحلة كان قد تخلي عن البحث عن ارضية فكرية تبرر وجوده. حاد عن كل التنظيمات حتي مؤتمر الطلاب المستقلين و سار خطوة للامام نحو لقاح التنمية، و هي خطوة تقديم الخدمات للطلاب مما يساهم في تنمية مجتمع الطلاب دون مرتكز سياسي. و قد نجح فعلا في تقديم الخدمات التي يحتاجها مجتمع الطلاب في مجال الصحة و التعليم و الثقافة و قد اكتسحت الحركة جميع الروابط الاكاديمية و الجمعيات الاقليمية بالجامعة. و قد اظهرت الحركة قوتها و تمثيلها الحقيقي لمجتمع الطلاب حين اكتسحت اتحاد الطلاب ليتقهقر امامها المؤتمر الوطني الذي كان يضعف في مواجهته تحالف الاحزاب الاخري، يسارها و وسطها، مما يدل علي قوة مسار التيار الباحث عن القوة و الفعالية لتوصيل اللقاح في موسمه. عندها انتبه المؤتمر الوطني الحاكم لقوة التيار الذي سيزعزعه و يبعده عن السلطة باعتبار ان الجامعة تمثل عينة ممتازة للشعب و اتجاهات خياراته، و ما يحدث فيها سيحدث خارجها، لذلك ضرب بيد من حديد، متجاوزا كل الاعراف الاخلاقية التي توارثتها الاجيال في العمل السياسي داخل الجامعة، مبتعدا اكثر عن سماحة الدين الاسلامى الذي يدعي تطبيقه و مرتبطا بقوة بجبروت و ظلم التنظيمات العقائدية و حين ظن انه يطبق قوته و سلطانه علي حركة الشعب كان قد بذر لجرثومة عدائه حتي من بسطاء الشعب و التي ستضعضع قوته لاحقا و تدخله في نفق الانقسامات و تحيله لاحقا الى مجرد تنظيم صغير لا يجد مكانا في المسرح السياسى كما سنري قريبا. استطاع حينها التنظيم الحاكم بقوته ان يشتت التيار عن وجهته و حمل لقاحه و قد جرب التيار تحريك الشارع للاطاحة به و لم يستطع ان يوصله لدكه، و ظني ان السبب ان الضربة القوية من النظام اعادت التيار الي مواقع الرفض فقط للنظام دون التقدم نحو برنامج التنمية البديل و قد نسى التيار امر الرياح التي تحمل اللقاح. فقامت حركات مثل قرفنا و ابينا و خلاص . و في سبتمبر 2013 حاد التيار عن حمل الرياح لتهب و تخسر ابناءها، فيتعلم التيار الدرس، و هو ان حمل لقاح التنمية لتلقيح القيادة المناسبة و التنظيم المناسب يحتاج ان يهدأ التيار ليتجمع و يقوي في هدوء دون مصادمة، المصادمة ستوقع اللقاح قبل موسمه فيضيع. لا بد من طريقة عمل جديدة، ليس للتيار قيادة هو يتقدم بقوة دفع ما يدور في عقول كل الناس. و من شروط نجاح اللقاح، لا ان يزول النظام العسكري ( فقد زال من قبل و لم تستقر الديمقراطية) ، و انما ان يتضعضع التنظيم العقائدي الحاكم الحامي للنظام العسكري. و ما يحدث الآن هو هذه الضعضعة. التيار الذي بدأ في سبعينات القرن الماضي قد استفاد من المعطيات الجديدة المتمثلة في الوسائط الاجتماعية و استفاد من الدماء الجديدة التي تتراوح اعمارها بين العشرين و الثلاثينات، جيل لم يشهد فرحة اكتوبر و احباط انقلاب مايو، لم يشهد فرحة ابريل ثم احباط انقلاب يونيو، جيل خارج دائرة الاحباط و اليأس الذي ادي الي روح اللامبالاة و الاستسلام و التخلي عن الهدف الذي اصاب الاجيال السابقة.
المارد الكامن خلف الكي بوردات، يشبه المارد في الاساطير، لا ملامح واضحة له و لكن آثار افعال مروعة و اصوات مخيفة. تهديدات تزلزل ثقة السلطان، توتر الاعصاب فتوقع في الاخطاء القاتلة. كل يوم سيبتكرون طريقة جديدة تفقد السلطة الثقة فى القوة العسكرية كوسيلة اتقنت استخدامها لحسم اي صراع.
الآن في هذه المرحلة من مسار التيار و ضياع ثقة السلطة في قوتها، ستتفشي جرثومة الضعف في التنظيم الحاكم، الاختلاف في التعامل مع الموقف و ضرب الشعب الرافض للانصياع سيؤدي الى انقسامات تضعضع ما تبقي من تماسكه و محاولات الهروب من مسؤولية ما يحدث و اعتماد اي خطة جديدة للتعامل مع الموقف، ستضرب التماسك في مقتل، لأن اي خطة جديدة ستكون في صالح كتلة و ضد اخري، و كلما كثرت الخطط كلما كثر الانقسام. الخطة في صالح الكتلة العسكرية ستكون ضد الكتلة المدنية، و الخطة في صالح كتلة تقوية الفكرة العقائدية الاصلية للتنظيم ستكون ضد الكتلة الانتهازية. الخطة في التخلص مما يغضب الشعب و هو المفسدين ستضرب كل الكتل فتحيل الحزب الحاكم الي جماعات متقاتلة فيما بينها و ان اقتتل المفسدون ظهر المسروق (الديمقراطية)، لأن الاقتتال لن يكون لحماية السلطة و انما لحماية كل كتلة نفسها ان ضاعت السلطة. الانقسامات داخل التنظيم الحاكم ستجعل النظام تلقائيا ينهار كما تنهار قطعة بسكويت في كوب شاي و ان كان باردا. و بذلك يتحقق شرط الديمقراطية و هو خلو المسرح السياسى من الاحزاب العقائدية . و يكون المؤتمر الوطني/ الشعبي/ الاصلاح الآن/ . . . ./ . . . . / . . . ./ . . . قد دخلوا الي جانب الاحزاب القديمة بانقساماتها الي حوض الضعف السياسي و زوال الفاعلية و التأثير ليصبح الوسط السياسي صالحا لتقيم مبادرات و احزاب برامجية جادة قادرة علي وضع خطط فاعلة للتنمية و توفير الخدمات المطلوبة للشعب.
اعتقد ان القيادة الجديدة و الحزب القادر علي فعل التنمية موجودان الآن علي وشك التقاط اللقاح، و ليس بالضرورة ان تحمل اسم موسي و لكنها بفعل الاقدار المتمثلة في التيار فى مأمن من فرعون الذي يبطش بالرجال اعتقادا انه يوئد القيادة القادمة في مهدها، و الرسالات ليس بالضرورة ان تكون نبوة، فرسالة التنمية الاقتصادية الجادة حتما ستثمر وحدة و استقرار و امن و نماء، ليلتف الناس حولها تاركين خلافاتهم الاثنية و العقائدية موجهين طاقاتهم نحو البناء كما حال الرسالات الخيرة في الارض. مهاتير محمد في ماليزيا ، و لي كوان يو ، في سنغافورة حملا رسالة التنمية الاقتصادية بجدية جعلت الناس تدعمهم فيحيلون بلادهم الفقيرة ذات التعددات الدينية الي اقوي اقتصادات العالم. الأيام القادمة ستشهد.
يااخت لو سمحتي
الحكومة الديومقراطية الاولى حكومة الازهرى كان احد اهدافها وضع خطة عشرية وقد كان
لكن يا استاذة ما لازم يكون هناك دستور ووثيقة حقوق وحريات وسيادة قانون واستمرار للديموقراطية حتى تظهر احزاب جيدة وقيادات جديدة او يحدث اصلاح داخل الاحزاب القديمة المهم هو استمرار الديمقراطية وعدم تعطيل مسيرتها باى حجة لان اى نظام حكم آخر اسوأ منها!!!
لو عايزين قيادة جديدة ورشيدة, جربوا القبطة, الأقباط هم الأمانة والصدق والدغريه.
وضعتي يدك علي الجرح النازف .تحليلك متكامل وهو ما يدور في عقل سوداني .حقيقة 61 سنة مضت من التجارب الفاشلة كفيلة ان تتمخض عنها روي و احزاب قادرة علي قيادة البلد الي بر الامان . لك التحية مقال قيم جدا
لا كسر قلمك..
قطعتي قول كل خطيب..
تسلمي أختنا أماني .. سرد و تحليل منطقي و استنتاجات مقنعه .. وفقك الله
مقال محفز و مجهود مقدر من شخص مواكب للاحداث خاصة فقرات الايدلوجية و تفكك تحالف الاضداد. و يا ليت اهل الاحزاب يفكروا في ماهي برامج احزابهم و ما الذى يسعون حقيقة تقديمه للشعب و الاستفادة من جملة ” العذاب و لللا الاحزاب” خاصة و ان الشعب قد اقتنع اخيرا بان الاحزاب افضل من عذاب الإنقاذ. الديمقراطية رغم علاتها علي حد تعبير ونستون تشرتشل هي افضل اسوا نظم الحكم, الا انها تحتاح لصبر و مثابرة و ايمان بها و توطيد مؤسسات و اليات لضمان نجاحها. اعظم بشارة يمكن ان يقدمها السيدان المهدي و الميرغني هي فصلهما الطائفة عن الحزب , فصل امامة الانصار عن حزب الامة, ذاك للدين وهذا للسياسة. وكذلك فصل رعاية الختمية عن قيادة الحزب الاتحادي الديقراطي, الصادق المهدي قد يفعلها و يكون ذلك ارثه الذى سيجعل حزب الامة يستعيد الملايين من شبابه الرافض لحال الحزب الحالي. اذا فصل الميرغني الطريقة من الحزب سيكسب الملايين من السودانيين الرافضين لفكرة مزج الدين النظيف بالسياسة القذرة. الاتحادي هو حزب الديقراطية وهو حزب يمثل” عجز القدرين علي الكمال”. دون ذلك الفصل فالحزبان الكبيران منحسران. و المستقبل كم اوضح المقال لحزب المؤتمر السودانى القادم بقوة و من يحذوا حذوه, و سيستوعب قطاع كبير من الشباب الثائر اليوم. هذا الحزب سيكون معيار الذهب لتاسيس حزب فاعل وليس مجرد هياكل صورية.
والعصيان المدني و غيره من وسائل الضغط حتما حسب تحليلك, ستؤدي لتضعضع تحالف الاضداد, اذكياء الإنقاذ يعلمون علم اليقين ان الشعوب لا تقهر اذا اتحدت و عزمت علي تغيير اي نظام مهما كان جبروته. و ما نبشهم لقعر جرابهم و تلويحهم بفزاعة الشيوعيين وانهم لا يؤمنون بالديمقراطية, عوضا عن عدم مشروعية الخروج علي الحاكم الا لدليل علي اقتناعهم بان سحرهم قد خبا تاثيره و سقط عنهم ما كان يستر عورتهم. و كما ذهب مولانا سيف الدولة لرفض سياسة “الامن مقابل الفساد” فالتاريخ قد حذرنا بان اللذى يتنازل عن حريته مقابل امنه ملعون بان يفقد كليهما , و هو ما رفضه السودانيون و بصوت عال, فالأمن امن و امان. ولصمت البراكين ازيز الا لمن باذنه صمم.
مقال متميز وفكر نير حماك الله ةرعاك
المقال ربط بين الماضي والحاضر ورسم طريق ثالث في محاولة لإيجاد مخرج للوضع السياسي المتقلب بين العسكر والديمقراطية في إطارها الطائفي يتسيده السادة فتصبح هي ذاتها دكتاتورية بإطار ديمقراطي….
الديمقراطية قد تكون وسيلة للوصول الي غاية وهي التنمية الإقتصادية التي تحيل حياة الفرد والمجتمع الي الرفاهية والعيش الكريم…وطالما أن التنمية هي نتيجة لفعل ….علينا البحث عن إنجاح تلك الوسائل….
للأسف الشديد تبني الأحزاب اي كان منشؤها قاعدتها علي الولاء الأعمي متجاهلة التربية الوطنية والتي هي في المقام الأول مسؤولية الدولة وهذا ما أضر كثيرا بالخدمة المدنية فانتشر الفساد وعمت المحسوبية…بموجبها انعدمت الكفاءة فأثر ذلك في المنتوج التنموي…..
المخرج هو وجود قيادات واعية بمتطلبات مجتمعها وقادرة علي إلهام القاعدة لتفجير طاقاتها لأجل الوصول للأهداف والغايات المرسومة….
الجزء الأكبر من الشعب السوداني لا يعير الأحزاب اهتماما وقد لا يتعدى المنظمون تحت أوعية الأحزاب ثلث المجتمع….لذلك فشلت الأحزاب ولهذا فشل العسكر …..وهذا المكون الأكبر من الشعب والذي لا ينتمي للأحزاب هم الأكثر كفاءة ومهنية….وتجربة المحايدون خير دليل…
خلاصة القول….ان وجود القيادة الطموحة الملهمة هي القادرة على إخراج هذا البلد وشعبه من مأساته المتكررة والإحباطات التي لازمته منذ الإستقلال…هناك تجارب لدول تقدمت بفضل قيادتها…نيلسون مانديلا في جنوب افريقيا….مهاتير محمد في ماليزيا….رئيس وزراء الهند….الخ
يااخت لو سمحتي
الحكومة الديومقراطية الاولى حكومة الازهرى كان احد اهدافها وضع خطة عشرية وقد كان
لكن يا استاذة ما لازم يكون هناك دستور ووثيقة حقوق وحريات وسيادة قانون واستمرار للديموقراطية حتى تظهر احزاب جيدة وقيادات جديدة او يحدث اصلاح داخل الاحزاب القديمة المهم هو استمرار الديمقراطية وعدم تعطيل مسيرتها باى حجة لان اى نظام حكم آخر اسوأ منها!!!
لو عايزين قيادة جديدة ورشيدة, جربوا القبطة, الأقباط هم الأمانة والصدق والدغريه.
وضعتي يدك علي الجرح النازف .تحليلك متكامل وهو ما يدور في عقل سوداني .حقيقة 61 سنة مضت من التجارب الفاشلة كفيلة ان تتمخض عنها روي و احزاب قادرة علي قيادة البلد الي بر الامان . لك التحية مقال قيم جدا
لا كسر قلمك..
قطعتي قول كل خطيب..
تسلمي أختنا أماني .. سرد و تحليل منطقي و استنتاجات مقنعه .. وفقك الله
مقال محفز و مجهود مقدر من شخص مواكب للاحداث خاصة فقرات الايدلوجية و تفكك تحالف الاضداد. و يا ليت اهل الاحزاب يفكروا في ماهي برامج احزابهم و ما الذى يسعون حقيقة تقديمه للشعب و الاستفادة من جملة ” العذاب و لللا الاحزاب” خاصة و ان الشعب قد اقتنع اخيرا بان الاحزاب افضل من عذاب الإنقاذ. الديمقراطية رغم علاتها علي حد تعبير ونستون تشرتشل هي افضل اسوا نظم الحكم, الا انها تحتاح لصبر و مثابرة و ايمان بها و توطيد مؤسسات و اليات لضمان نجاحها. اعظم بشارة يمكن ان يقدمها السيدان المهدي و الميرغني هي فصلهما الطائفة عن الحزب , فصل امامة الانصار عن حزب الامة, ذاك للدين وهذا للسياسة. وكذلك فصل رعاية الختمية عن قيادة الحزب الاتحادي الديقراطي, الصادق المهدي قد يفعلها و يكون ذلك ارثه الذى سيجعل حزب الامة يستعيد الملايين من شبابه الرافض لحال الحزب الحالي. اذا فصل الميرغني الطريقة من الحزب سيكسب الملايين من السودانيين الرافضين لفكرة مزج الدين النظيف بالسياسة القذرة. الاتحادي هو حزب الديقراطية وهو حزب يمثل” عجز القدرين علي الكمال”. دون ذلك الفصل فالحزبان الكبيران منحسران. و المستقبل كم اوضح المقال لحزب المؤتمر السودانى القادم بقوة و من يحذوا حذوه, و سيستوعب قطاع كبير من الشباب الثائر اليوم. هذا الحزب سيكون معيار الذهب لتاسيس حزب فاعل وليس مجرد هياكل صورية.
والعصيان المدني و غيره من وسائل الضغط حتما حسب تحليلك, ستؤدي لتضعضع تحالف الاضداد, اذكياء الإنقاذ يعلمون علم اليقين ان الشعوب لا تقهر اذا اتحدت و عزمت علي تغيير اي نظام مهما كان جبروته. و ما نبشهم لقعر جرابهم و تلويحهم بفزاعة الشيوعيين وانهم لا يؤمنون بالديمقراطية, عوضا عن عدم مشروعية الخروج علي الحاكم الا لدليل علي اقتناعهم بان سحرهم قد خبا تاثيره و سقط عنهم ما كان يستر عورتهم. و كما ذهب مولانا سيف الدولة لرفض سياسة “الامن مقابل الفساد” فالتاريخ قد حذرنا بان اللذى يتنازل عن حريته مقابل امنه ملعون بان يفقد كليهما , و هو ما رفضه السودانيون و بصوت عال, فالأمن امن و امان. ولصمت البراكين ازيز الا لمن باذنه صمم.
مقال متميز وفكر نير حماك الله ةرعاك
المقال ربط بين الماضي والحاضر ورسم طريق ثالث في محاولة لإيجاد مخرج للوضع السياسي المتقلب بين العسكر والديمقراطية في إطارها الطائفي يتسيده السادة فتصبح هي ذاتها دكتاتورية بإطار ديمقراطي….
الديمقراطية قد تكون وسيلة للوصول الي غاية وهي التنمية الإقتصادية التي تحيل حياة الفرد والمجتمع الي الرفاهية والعيش الكريم…وطالما أن التنمية هي نتيجة لفعل ….علينا البحث عن إنجاح تلك الوسائل….
للأسف الشديد تبني الأحزاب اي كان منشؤها قاعدتها علي الولاء الأعمي متجاهلة التربية الوطنية والتي هي في المقام الأول مسؤولية الدولة وهذا ما أضر كثيرا بالخدمة المدنية فانتشر الفساد وعمت المحسوبية…بموجبها انعدمت الكفاءة فأثر ذلك في المنتوج التنموي…..
المخرج هو وجود قيادات واعية بمتطلبات مجتمعها وقادرة علي إلهام القاعدة لتفجير طاقاتها لأجل الوصول للأهداف والغايات المرسومة….
الجزء الأكبر من الشعب السوداني لا يعير الأحزاب اهتماما وقد لا يتعدى المنظمون تحت أوعية الأحزاب ثلث المجتمع….لذلك فشلت الأحزاب ولهذا فشل العسكر …..وهذا المكون الأكبر من الشعب والذي لا ينتمي للأحزاب هم الأكثر كفاءة ومهنية….وتجربة المحايدون خير دليل…
خلاصة القول….ان وجود القيادة الطموحة الملهمة هي القادرة على إخراج هذا البلد وشعبه من مأساته المتكررة والإحباطات التي لازمته منذ الإستقلال…هناك تجارب لدول تقدمت بفضل قيادتها…نيلسون مانديلا في جنوب افريقيا….مهاتير محمد في ماليزيا….رئيس وزراء الهند….الخ
الى الهادى حسن (alhady hassan ( عفوا , كاتبة المقال فى وادى و أنت فى وادى الملوك , اقرأ المقال مرة أخرآ أعتقد أنك ستفهم
الى الهادى حسن (alhady hassan ( عفوا , كاتبة المقال فى وادى و أنت فى وادى الملوك , اقرأ المقال مرة أخرآ أعتقد أنك ستفهم