شاهد ما شافش حاجة

لا أعتقد أن هناك داعٍ للتعقيب على كل ما جاء في هذه المساحة بالأمس من قبل ما يسمى بإعلام المجلس الوطني، رداً على ما تناولته في هذه المساحة أمس الأول تحت عنوان (تحت القبة فكي)، والذي أترفع عن الرد فيه بذات اللغة والمفردات التي كتب بها، وأجد نفسي مضطرة للاعتذار عنها للقارئ الذي لم يحوجني للرد، فقد تكفل بالرد نفر غير قليل منهم ولهم مني كل الشكر والحب، إضافة إلى أن الحروف التي جاء بها كفتني الرد لتكون دليل وخير برهان على كل ما جاء بحديثي عن هذا البرلمان، وكشف بوضوح نوعية من يتم توظيفهم في مثل هذه الوظائف الحساسة، وسأكتفي فقط بالرد على بعض ما ظننته يعني القارئ، الذي اصطدم بخبر منع اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني الصحفيين من حضور جلسة السماع المخصصة للنقاش حول قانون النقد الأجنبي، ما يعني أن للبرلمان أجندة من تغييب الإعلام.
لهذا وذاك كان حري بنا كناقدين أن نتناول بعضاً مما جاء في رد ما يسمى بإعلام المجلس الوطني، وهو الذي قال إن برلمانه أو مجلسه الموقر قدم الكثير للشعب السوداني ومازال، وهنا لابد أن نتقدم لإعلام البرلمان ببعض الأسئلة التي ربما كانت في بعض إجابتها تكذيباً لما تناولته وتجاوزت فيه حدود الأدب واللياقة وميثاق الشرف الصحفي كما جاء في ردهم، وهو الأمر إن صدق فاستحق عليه الشنق في ميدان عام.
فهل له أن يحدثنا عن ماذا فعل البرلمان بقضايا الفساد التي تمددت لقرابة الـ٣٠ عاماً وطالت كافة مؤسسات الدولة؟ هل تابع برلمانهم واحدة فقط من هذه القضايا وأوصلها لموقعها الطبيعي؟ وأعني القضاء، وهل أعاد لنا البرلمان بهيبته المفقودة الأجزاء المقتطعة من الوطن الذي تقاسمته الدول من حولنا؟ وهل يعي البرلمان معنى أن تظل الفشقة وحلايب وشلاتين في أحضان دول أخرى، بينما يقاتل ويفاصل مسؤولونا في الاحتفاء بلص الأحذية بالمساجد، ولص الطشت، ولص المراوح، بينما يغض الطرف عن أسماء من باعوا مشاريع السودان لمستثمرين أجانب تسببت مشاريعهم في وفاة الأطفال، وإجهاض العشرات من الأمهات؟
وهل أتى البرلمان أو إعلامه المذكور بأسماء من تقاسموا أموال بيع خط هيثرو؟
وهل أوصل هذا البرلمان للمحاكم اسم واحد فقط من أسماء (القطط السمان الحقيقية) وهو المسؤول الأول عن حقوق المواطنين؟
أليس هو البرلمان نفسه الذي تقاسم نوابه (إلا قلة قليلة) السيارات التي تم تخصيصها لهم، وبعدها المنازل التي يستحقها المواطن الذي يفترش الأرض ويلتحف السماء صيفاً وشتاءً وخريفاً،؟
أليس هو البرلمان نفسه الذي تحدثت الصحف والأسافير من قبل عن تزوير بعض موظفيه لبطاقات رؤساء لجان استفادوا أيما فائدة منها؟ هل تمت محاسبة هؤلاء الموظفين الحساب المستحق؟ أم إن الأمر انتهى بانتهاء مراسم التحلل؟
البرلمان الذي يصفق لإجازة ميزانية إفقار وتجويع الشعب ليس هو البرلمان الذي يمثل الشعب، أو الذي نضع له اعتباراً، ونخشى أن (نجرح إحساسه).
ما زلت عند رأيي وسأظل أكتب عن هذا البرلمان الذي لم يخدم سوى مصالح الوطني ومن لف لفه، وسأواصل انتقاد كل قراراته التي تخدم فئة محددة، وهي الفئة التي كابدت وجاهدت لوصول من يتدافعون للحصول على السيارة والمنزل والمخصصات ونثريات السفر وغيرها من فوائد يجنيها من نام من النواب وصام عن المطالبة بحقوق الشعب الذي قيل إنه يمثله.
نخشى أن يكون إعلام البرلمان… شاهد ما شافش حاجة.
الجريدة
يا بنتي ما تفوري دمك، و أنا حأقول المختصر المفيد في وصف من يسمون أنفسهم برلمانيين و إعلامهم المدافع عنهم:
إن أرفع درجة يصلها من يجلس في تلك اللمة المسماة برلمان هي درجة “منحط” مهما فكر هو في نفسه.
يا بتي اسألتك للبرلمان أو المجلس اياه اسئلة مشرؤعة من جوف كل مواطن. الرد عليها ركن و فرض و واجب من قلم رئيس البرلمان حصراً . ان لم يسستطع فعليه وجبت الاستقالة . اما إن كان مستطيعا و لم يرد أن يرد فهو آثم كاتم للشهادة و مقصرا عن اداء الواجب عمدا ، حرام عليه مخصصاته! لذلك يستحق عقاب الدنيا غليظا أو عقاب الاخرة او العقوبتين معا.
عفارم عليك يا بنت اختي .. لقد اصاب يراعك كبد الحقيقة فأوجع .. فبرلمان نظام الانقاذ قد اوجعه وخز كلمات الحقيقة فخرج عن طوره و ارغى و ازبد .. و هدد و توعد .. و اذا كان هذا دلالة علي شئ فانه يدل علي ان هذا البرلمان الصوري الكرتوني هو مطية يلجمها النظام الديكتاتوري البغيض و يمتطيها ليصل بها الي تشريع نزواته و سياساته الخرقاء لتكتسب بذلك شرعية زائفة .. و ان الديموقراطية المفترى عليها و يدعيها هذا البرلمان و يرفع شعاراتها البراقة ليداري بها سوأة وضعه المزري و هو يدافع و يشرع لنظام انقض على السلطة الشرعية بليل ليعيث في الوطن فسادا و فسقا و انحلالا و نهبا و قمعا و تشريدا و قتلا .. انما هي لعبة سياسية قذرة يلعبها هذا البرلمان الصوري الذي جاء الكثير من اعضاء بالتعيين دون ترشيح و انتخاب .. و الذي جاء بترشيح منهم لم يأتي عبر انتخابات نزيهة يطرح فيها المرشح برامجه و رؤاه لخدمة الدائرة و البلد و انما جاء عن طريق تسويات و مجاملات و بعضهم يأتي بالتزكية من دوائر مقفولة لهم لاسباب قبلية او سيطرة اقطاعية او شراء ذمم و اصوات ..
هذا هو حال البرلمان الذي يدعي انه يؤمن بالرأي الاخر و يتقبل الانتقاد بصدر رحب .. فاذا به عند اقرب منحنى يعصف ريح الحقيقة باوراق توت الديموقراطية المدعاة و رحابة الصدر المفترى عليه لتبين سوأة نزعاته القمعية و كفره بالرأي الحر و ضيقه بسهام الحقيقة .. فهاهو البرلمان السوداني بجلالة قدره و ثقله السياسي و التشريعي افتراضا .. يقض مضجعه مجرد مقالات في صحيفة تكتبها فتاة شجاعة نذرت نفسها للحق و التزمت منهج شرف المهنة المنحاز لقضايا الغلابة و الحقوق المهضومة لاهلنا البسطاء الطيبين المنتشرين علي مدي حقول و ربوع و سهول ارضنا الحبيبة ..
لو كان ما يدعيه اعلام البرلمان المهترئ صحيحا من ان الاستاذة هنادي تطاولت عليهم و اوردت معلومات مغلوطة او غير دقيقة لبادر كما يفعل اي برلمان شريف عفيف يؤمن حقا بحرية الرأي الي توضيح الحقائق و تبيان مواضع الخلل او التجاوز في مقالاتها لكي يلجمها بالمنطق و الحوار .. لا أن يلجمها بتهديدها بالويل الثبور و عظائم الامور .. لا ان يدعي التطاول على ما اسماه قدسية البرلمان .. لان لو ان اعلام البرلمان يتمتع بالفهم الديموقراطي الحقيقي لعرف ان البرلمان .. اي برلمان في الدنيا لا قدسية له امام الشعب و لا حصانة له من المساءلة .. فالبرلمان خادم الشعب الذي اتي به الي تلك الكراسي الوثيرة و الامتيازات الكثيرة .. و بالتالي فهو حق مطلق للشعب ان يتسائل و ان يشك و يتهم .. و ان كل ما يستطيعه البرلمان في هذا الصدد هو ان يقوم بكل تواضع يصل حد المذلة ان يبرئ ساحته و يملّك الحقيقة و المعلومة كاملة لمن انتخبوه و هو صاغر..
لكن أنّى لهؤلاء بهذا النوع من الفهم .. فهم في عرفهم ان المناصب تشريف لا تكليف .. وانه اتوا ليتحكموا في مصائر العباد لا ان يضعوا رقابهم تحت رحمة العباد ..
فهذا البرلمان غير مؤهل اخلاقيا ليتحدث عن الحياد و الشفافية و اخلاق مهنة الصحافة .. و غير مؤهل مهنيا ليتحدث عن الدور التشريعي و الرقابي للبرلمان .. و غير مؤهل فكريا للتحدث عن السياسات و تحقيق الانجازات .. و اذا كان هو يعتقد انه السلطة التي تمثل صمام الامان للبلد على حد تعبيره فالأولى به ان يدرك ان الصحافة النزيهة المنحازة لهموم الناس و المعبرة عن تطلعاتهم هي صمام الامان ضد الفساد و استغلال النفوذ ..
ولو ان اعلام البرلمان الكرتوني هذا يدرك معنى الصحافة و شرف الكلمة و التزام المنهج لعلم ان الصحفي الحقيقي غير محايد كما يدّعون .. فالصحفي الشريف منحاز دوما لقضايا الناس المغلوبة علي امرها .. فهو صوت ضميرهم و لسان حالهم و صوت من لا صوت له ..
ثم أي حق يخول لهذا الاعلام المسخرة للمجلس اللاوطني ان يتحدث عن عدم الحيادية و النظرة الحزبية .. هل نسي من يكون هو و كيف جاء .. الم يأتي للبرلمان معبرا عن حزب فاسد فاسق لا رؤى له و لا برامج .. حزب اسلاموي يستغل الدين و يركبه مطية لتحقيق الاهداف الحزبية الضيقة .. بأي وجه يتحدث عن الحيادية و الحزبية ..
طوبى لك يا بنت اختي الشجاعة الصادحة بالحق دوما و اعلمي ان ردة الفعل المذعورة هذه من برلمان الكرتون الجبان هذا انما هي اثبات انك اصبت الفساد في مقتل .. فواصلي لما نذرت نفسك له و نحن من ورائك سائرون و داعمون
” هذا البرلمان الذي لم يخدم سوى مصالح الوطني ” و مصالح الوطني، و بس!
يا بنتي ما تفوري دمك، و أنا حأقول المختصر المفيد في وصف من يسمون أنفسهم برلمانيين و إعلامهم المدافع عنهم:
إن أرفع درجة يصلها من يجلس في تلك اللمة المسماة برلمان هي درجة “منحط” مهما فكر هو في نفسه.
يا بتي اسألتك للبرلمان أو المجلس اياه اسئلة مشرؤعة من جوف كل مواطن. الرد عليها ركن و فرض و واجب من قلم رئيس البرلمان حصراً . ان لم يسستطع فعليه وجبت الاستقالة . اما إن كان مستطيعا و لم يرد أن يرد فهو آثم كاتم للشهادة و مقصرا عن اداء الواجب عمدا ، حرام عليه مخصصاته! لذلك يستحق عقاب الدنيا غليظا أو عقاب الاخرة او العقوبتين معا.
عفارم عليك يا بنت اختي .. لقد اصاب يراعك كبد الحقيقة فأوجع .. فبرلمان نظام الانقاذ قد اوجعه وخز كلمات الحقيقة فخرج عن طوره و ارغى و ازبد .. و هدد و توعد .. و اذا كان هذا دلالة علي شئ فانه يدل علي ان هذا البرلمان الصوري الكرتوني هو مطية يلجمها النظام الديكتاتوري البغيض و يمتطيها ليصل بها الي تشريع نزواته و سياساته الخرقاء لتكتسب بذلك شرعية زائفة .. و ان الديموقراطية المفترى عليها و يدعيها هذا البرلمان و يرفع شعاراتها البراقة ليداري بها سوأة وضعه المزري و هو يدافع و يشرع لنظام انقض على السلطة الشرعية بليل ليعيث في الوطن فسادا و فسقا و انحلالا و نهبا و قمعا و تشريدا و قتلا .. انما هي لعبة سياسية قذرة يلعبها هذا البرلمان الصوري الذي جاء الكثير من اعضاء بالتعيين دون ترشيح و انتخاب .. و الذي جاء بترشيح منهم لم يأتي عبر انتخابات نزيهة يطرح فيها المرشح برامجه و رؤاه لخدمة الدائرة و البلد و انما جاء عن طريق تسويات و مجاملات و بعضهم يأتي بالتزكية من دوائر مقفولة لهم لاسباب قبلية او سيطرة اقطاعية او شراء ذمم و اصوات ..
هذا هو حال البرلمان الذي يدعي انه يؤمن بالرأي الاخر و يتقبل الانتقاد بصدر رحب .. فاذا به عند اقرب منحنى يعصف ريح الحقيقة باوراق توت الديموقراطية المدعاة و رحابة الصدر المفترى عليه لتبين سوأة نزعاته القمعية و كفره بالرأي الحر و ضيقه بسهام الحقيقة .. فهاهو البرلمان السوداني بجلالة قدره و ثقله السياسي و التشريعي افتراضا .. يقض مضجعه مجرد مقالات في صحيفة تكتبها فتاة شجاعة نذرت نفسها للحق و التزمت منهج شرف المهنة المنحاز لقضايا الغلابة و الحقوق المهضومة لاهلنا البسطاء الطيبين المنتشرين علي مدي حقول و ربوع و سهول ارضنا الحبيبة ..
لو كان ما يدعيه اعلام البرلمان المهترئ صحيحا من ان الاستاذة هنادي تطاولت عليهم و اوردت معلومات مغلوطة او غير دقيقة لبادر كما يفعل اي برلمان شريف عفيف يؤمن حقا بحرية الرأي الي توضيح الحقائق و تبيان مواضع الخلل او التجاوز في مقالاتها لكي يلجمها بالمنطق و الحوار .. لا أن يلجمها بتهديدها بالويل الثبور و عظائم الامور .. لا ان يدعي التطاول على ما اسماه قدسية البرلمان .. لان لو ان اعلام البرلمان يتمتع بالفهم الديموقراطي الحقيقي لعرف ان البرلمان .. اي برلمان في الدنيا لا قدسية له امام الشعب و لا حصانة له من المساءلة .. فالبرلمان خادم الشعب الذي اتي به الي تلك الكراسي الوثيرة و الامتيازات الكثيرة .. و بالتالي فهو حق مطلق للشعب ان يتسائل و ان يشك و يتهم .. و ان كل ما يستطيعه البرلمان في هذا الصدد هو ان يقوم بكل تواضع يصل حد المذلة ان يبرئ ساحته و يملّك الحقيقة و المعلومة كاملة لمن انتخبوه و هو صاغر..
لكن أنّى لهؤلاء بهذا النوع من الفهم .. فهم في عرفهم ان المناصب تشريف لا تكليف .. وانه اتوا ليتحكموا في مصائر العباد لا ان يضعوا رقابهم تحت رحمة العباد ..
فهذا البرلمان غير مؤهل اخلاقيا ليتحدث عن الحياد و الشفافية و اخلاق مهنة الصحافة .. و غير مؤهل مهنيا ليتحدث عن الدور التشريعي و الرقابي للبرلمان .. و غير مؤهل فكريا للتحدث عن السياسات و تحقيق الانجازات .. و اذا كان هو يعتقد انه السلطة التي تمثل صمام الامان للبلد على حد تعبيره فالأولى به ان يدرك ان الصحافة النزيهة المنحازة لهموم الناس و المعبرة عن تطلعاتهم هي صمام الامان ضد الفساد و استغلال النفوذ ..
ولو ان اعلام البرلمان الكرتوني هذا يدرك معنى الصحافة و شرف الكلمة و التزام المنهج لعلم ان الصحفي الحقيقي غير محايد كما يدّعون .. فالصحفي الشريف منحاز دوما لقضايا الناس المغلوبة علي امرها .. فهو صوت ضميرهم و لسان حالهم و صوت من لا صوت له ..
ثم أي حق يخول لهذا الاعلام المسخرة للمجلس اللاوطني ان يتحدث عن عدم الحيادية و النظرة الحزبية .. هل نسي من يكون هو و كيف جاء .. الم يأتي للبرلمان معبرا عن حزب فاسد فاسق لا رؤى له و لا برامج .. حزب اسلاموي يستغل الدين و يركبه مطية لتحقيق الاهداف الحزبية الضيقة .. بأي وجه يتحدث عن الحيادية و الحزبية ..
طوبى لك يا بنت اختي الشجاعة الصادحة بالحق دوما و اعلمي ان ردة الفعل المذعورة هذه من برلمان الكرتون الجبان هذا انما هي اثبات انك اصبت الفساد في مقتل .. فواصلي لما نذرت نفسك له و نحن من ورائك سائرون و داعمون
” هذا البرلمان الذي لم يخدم سوى مصالح الوطني ” و مصالح الوطني، و بس!