
اعجب والله كثيرا لتلكم الخطب الرنانة التي تدعو إلى “حب الوطن” نفاقا..
واعجب والله لكلمات التضحية التي تقال في التجمعات في حق “الوطن” نفاقا…
واعجب والله لتنافس الأحزاب السودانية وجماعة تغيير وعساكر لاعطاءهم لنا دروسا في الوطنية والتباكي على الوطن نفاقا…
اعجب والله لما يحدث لشبابنا الثوري من استقطاب كاذب خاصة في ظل تنافس الاحزاب لتكبير اكوامها..
فالسوق السياسية في بلادنا تبقى ذاخرة بالعجايب والغرايب وقد نشطت بتجار “الوطن” الذي يرتزقون به،
وحتي الانقلابيون نجد كل همهم من وراء دعوة التصحيح هي ثروات السودان..
والكل لا شغل له إلا نهب خيرات هذا الوطن باسم “الوطنية”..
فلا احد يتساءل عن مدى الإصابات والاضرار التي لحقت بالوطن..
طائرات تقلع هنا وهناك لتقبض الاثمان وطائرات تعود بالشنط المنتفخة..
وانفس تباع وتشتري لاركاع هذا الشعب الابي..
والمصيبة ان الجميع قد درس في المدارس حب الوطن وحتى التخمة..
والجميع قد قرأ في المدارس حب الوطن حتى الثمالة..
والجميع حفظ كل اناشيد العطبراوي ووردي و “جدودنا زمان وصونا على الوطن”..
و الغريبة انه وحين تكون منصات التخاطب تعلو الحناجر حبا للوطن زيفا ” وانا سوداني وسوداني انا” وتكون دموع التماسيح حاضرة بقوة..
في وقت ظل فقراء بلادي هائمون على وجههم بحثا عن لقمة عيش او شربة ماء ..
فالكثير من ساستنا قد تمرسوا خداع هذا المواطن وذلك الفقير ..
فهم يظنون انهم سيخدعونه فقط بالتغني بالتاريخ و عثمان دقنه والمك نمر وعبد الله التعايشي ..
فهم يصورون له ان الوطن هو فقط جمال جبل كسلا وأغنية حبيت عشانك كسلا..
وان الوطن هو فقط خرير المياه في جبل مرة..
وان الوطن هو فقط التأمل في آثارنا القديمة في البجراوية والنقعة والمصورات..
وان الوطن هو فقط ذلك الهواء العليل في شاطىء كورنيش بورتسودان..
وان الوطن هو فقط التفاعل مع صفارة قطار عطبرة وعطبرة ارض الابطال والحديد والنار..
وان الوطن هو مجرد اغاني عاطفية في شارع النيل والليلة بالليل،، نمشي شارع النيل، أنا وانت سوا، قهوة بمزاج،
وان الوطن هو مجرد التأمل في تلاقي النيلين في المقرن..
وان الوطن فقط النظر إلى سماءه وصفائها..
وإلى بحره وزرقته..
وإلى جباله الشامخات وصمودها..
وإلى هواءه العليل ونسائمه..
وإلى شجره وثماره..
والي موز كسلا ومنجة الغرب والصمغ العربي..
ودون أن يكون لهذا المواطن المسكين نصيب في هذه ثروات هذه البلاد المهولة وحتي نصيب في جمالياته الكونية التي نجده لا يتمتع بها كثيرا..
فذلك هو الخداع الوطني وتلك هي الخيانة للوطن وهذا هو الكذب بعينه..
فالوطن اخوتي هو الحرب الحقيقية ضد الفساد السياسي المستشري و الذي يكبر يوما بعد يوم..
والوطن اخوتي هو وقف نهب ثروات البلاد ووقف تهريبه الي دول الجوار ذهبا ومحصولات ..
والوطن اخوتي هو القضاء علي كل مافيات المال والأعمال والسلاح..
والوطن اخوتي هو إنهاء ازمة الحكم المزمنة..
والوطن اخوتي هو حل كل مشاكل الانسان..
والوطن اخوتي هو في اختيار المسؤول الوطني الحقيقي وابعاد اللص والخائن والمنافق..
ففي الاوطان وكما قال الشاعر الابنودي:
ياما ناس بتعمل م الفسيخ شربات
وناس غرامها تصدر الأزمات
وناس تداوي جرحنا ببسمة
وناس بتغدر بينا مبتسمة
وناس تشوفها تقول عليها ملاك
لكن الحقيقة شرّها يملاك
وناس ضميرها للشيطان صاحي
وناس ضميرها للشرف ماحي
وناس تشيلها جوّا نني عينيك
وناس بتزرع شرها حواليك
امسك كتابك وافتح الكراس
وخلي بالك من صنوف الناس
شيل اللي شالك فوق حدود الراس
أما اللي باعك خلي خده مداس.
فيا رب هذا الكون كن معنا وارفع شأن بلادنا السودان