أخبار السودان

كيكتنا..خلال مسيرة 28 سنة لم يتطور حزب البشير إلا في الفشل

اسماء محمد جمعة

في كل العالم السلطة لا تكفي لعدد كبير من الناس وكلما تشاجروا حولها كلما خسروا وشغلتهم عن إصلاح الدولة وتحقيق طموحات الشعب فيعرضون الدولة للصراعات والتفكك والضعف والاستغلال ، لذلك فكرة الديمقراطية هي مخرج مناسب حيث يختار الشعب من يمثله ليشكل الحكومة من عدد محدود من الناس يقومون بتنفيذ برامج الدولة يتغيرون بإرادة الشعب ، وفي حقيقة الأمر من المستحيل أن تكون الحكومة ناجحة وهي مفتوحة لكل من يريد السلطة لأنها رغبته أو لأنها أسهل وسيلة للثراء والشهرة وتحقيق المآرب والطموحات الشخصية والقبلية ، مثلما يحدث في السودان خلال فترة حكم المؤتمر الوطني .

المؤتمر الوطني خلال مسيرة 28 سنة لم يتطور إلا في الفشل ومن نجاحاته فيه تشويه الممارسة السياسية وتحويل ساحتها إلى أرض معارك لا يغشاها السلام أبداً ، فهو لم يدخر جهداً في إبعاد الجميع عن السلطة التي جعلها مثل المحرمات لا يقربها تقي ولا نزيه ولا حتى من يتمتع بأدنى الأخلاق الإنسانية ، الشهادة الوحيدة التي تؤهل أي شخص لينال منصباً لدى المؤتمر الوطني هي عدم الضمير ، وكل الذين شاركوا بأي شكل من الأشكال في حكوماته ماتت ضمائرهم ، رغم إنهم دائماً يبررون أن دخولهم من أجل التغيير والإصلاح وهو ما لم يثبت فعلياً ، فكلما شكل حكومة جاءت أسوأ من التي قبلها وعليه ستكون حكومة ما يسمى بالوفاق الوطني الأسوأ على الإطلاق .

إن طبيعة المؤتمر الوطني المفطورة على الأنانية وحب الذات تزين له أن بقاءه في السلطة أهم من أن يتحمل الوطن عبء حكومات مترهلة وعاطلة وفاشلة ، فهو دائماً قادر على زيادة عدد كراسي السلطة ومنح كل طالب لها كرسي يضعه في مكان ما والإجلاس مستمر على مدار السنة ، لذلك كل الحكومات التي شكلها هلامية ليس لها شكل منتظم والأمر من كل ذلك أن ميزانيتها يدفعها الشعب من جيبه مباشرة دون أن يشعر المؤتمر الوطني بأن ما يقوم به عبء كبير وثمنه مكلف جداً ، والآن هو بصدد تشكيل حكومة أخرى جديدة ضمن سلسلة من التشكيلات التي أثبتت فشلها، فالسلطة أصبحت كيكة يستمتع لوحده بتقسيمها وأكلها يعطي من يشاء ويمنع من يشاء.

السيد الرئيس وصف تشكيل الحكومة الجديدة بأنها مهمة عسيرة وشبهها بالكيكة التي تنتظرها أيادي كثيرة ويتنافس عليها 90 حزباً و40 حركة مسلحة قال إنها ستجد موقعها هذا طبعاً بالإضافة إلى المؤتمر الوطني ، وقال الرئيس على الرغم من صعوبة تشكيل الحكومة الجديدة( مافي زول حيكون حردان أو حينشق ).

هذه المهمة ليست صعبة فحسب بل مستحيلة ، ومهما نجح المؤتمر الوطني في تقسيم الكيكة فهو في النهاية يعطيها لأفراد لا يمثلون الشعب ، فنفس هذه الكيكة قسمت من قبل ولم تحل مشكلة ، وعليه حكومة ما يسمى بالوفاق الوطني لن تكون إلا أزمة سياسية جديدة موعود بها السودان الذي تكمن أزمته الأساسية في المؤتمر الوطني نفسه الذي يقسم كيكة أصلاً مسروقة وتقسيمها يعني مشاركة الآخرين في الجريمة ،(الكيكة) لنا جميعاً يجب أن تعود بكاملها إلى الشعب وهذا هو الحل المثالي .

التيار

تعليق واحد

  1. اها ياجماعة موقف كركر وصل وين المراجع لسة بفتش علي المستندات والاكشاك العملوها مكان مقروض بكون مخرج للبصات شالوها ولا لسة قالو خارج التخطيط ماياهو ده الكيكة زاتها بس كيكة مافيها زخرفة والادهي قالو العقد انتهي والناس ماجايبة خبر بياكلو في الكيك لسة لمن الناس تصحي اعملو الوزارة بتاعت الكيك والشعب ياكل نيم

  2. ماقلت إلا الحق يا أستاذة أسماء، حفظك الله ورعاك، كل من دخل مع نظام الانتكاس أصابته لعنة موت الضمير، وإن كان يشهد له بالاستقامة قبل تواليه مع النظام الخالف .. ويكفينا نموذج التجاني السيسي وبحر أبو قردة، الذان ملآ الدنيا ضجيجاً عن الإبادة التي تعرض لها أهلهم في دارفور، أيام كان اللحاف جلد شاة والنعلان من جلد البعير. والآن يستميتان في الدفاع عن هذا النظام الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. كيف لا وهما يعيشان في ظلال عيون المها بين الرصافة والجسرِ….

  3. اها ياجماعة موقف كركر وصل وين المراجع لسة بفتش علي المستندات والاكشاك العملوها مكان مقروض بكون مخرج للبصات شالوها ولا لسة قالو خارج التخطيط ماياهو ده الكيكة زاتها بس كيكة مافيها زخرفة والادهي قالو العقد انتهي والناس ماجايبة خبر بياكلو في الكيك لسة لمن الناس تصحي اعملو الوزارة بتاعت الكيك والشعب ياكل نيم

  4. ماقلت إلا الحق يا أستاذة أسماء، حفظك الله ورعاك، كل من دخل مع نظام الانتكاس أصابته لعنة موت الضمير، وإن كان يشهد له بالاستقامة قبل تواليه مع النظام الخالف .. ويكفينا نموذج التجاني السيسي وبحر أبو قردة، الذان ملآ الدنيا ضجيجاً عن الإبادة التي تعرض لها أهلهم في دارفور، أيام كان اللحاف جلد شاة والنعلان من جلد البعير. والآن يستميتان في الدفاع عن هذا النظام الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. كيف لا وهما يعيشان في ظلال عيون المها بين الرصافة والجسرِ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..