تهافت فلاسفة المؤتمر الوطنى … بين دول الغرب وحقدهم على شعب جنوب السودان ? (2-2) ..

تهافت فلاسفة المؤتمر الوطنى … بين دول الغرب وحقدهم على شعب جنوب السودان ? (2-2) ..

عاطف نواي
[email][email protected][/email]

أما بخصوص علاقة المؤتمر الوطنى بالدول الغربية وأمريكا على وجه الخصوص وفى آخر تقرير لوكالة الإستخبارات الأمريكية ورد إسم السودان (حكومة المؤتمر الوطنى) إنها من أكثر الدول تعاوناً فى محاربة الإرهاب وتقديم معلومات قيّمة عن تحركات شبكات الإرهاب وأرقام إيداعاتها المالية وحتى تسليم البعض منهم إلى أمريكا عبر المطارات السودانية فصفقات كثيرة جرت تحت الجسر على سبيل المثال لا الحصر صفقة مُصور الجزيرة (سامى الحاج) كما تناولت الأخبار من بعض الصحف الغربية عن وجود تعاون بين جهاز الأمن والإستخبارات السودانية مع الموساد الإسرائيلى لضرب شبكات تهريب السلاح من شرق السودان إلى غزة عبر صحراء سيناء المصرية, بالمقابل تُضلل الحكومة الشعب السودانى بعدم تعاونها مع إسرائيل ان كل النفوذ والإختراق الذى يقوم به جهاز الموساد الإسرائيلى بشرق السودان جعل كثير من المهتمين بالشأن السودانى فى حيرة من أمرهم وهناك كثير من الأسئلة تدور فى رؤسهم مثل هل هنالك بعض الأفراد فى الحكومة وجهاز الأمن يتعاونون مع الموساد الإسرائيلى؟ وما هو المقابل لذلك؟ وهل البشير يعلم بذلك؟ وهل هنالك صفقات؟ إذا كان الرئيس جزء من هذه الصفقات لماذا يخاف عند زياراته لشرق السودان ؟ هل يخاف من الإختطاف ومن ثم تسليمه إلى المحكمة الجنائية؟ او الإغتيال بواسطة أيادى سودانية تعمل لمصلحة الموساد الإسرائيلى؟ وهل ما تناقلته الأخبار عن زيارات متكررة للنائب الأول على عثمان إلى إسرائيل لها علاقات وصفقات مع الموساد الإسرائيلى لتجفيف حركة حماس ؟ خاصة ان كثير من أعضاء المؤتمر الوطنى ينظرون لعلى عثمان ويتهمونه بأسباب إشكالاتهم منذ أن وقع إتفاقية السلام مع الراحل الدكتور / جون قرنق ويتهمه البعض بأنه يريد أن يصبح الرئيس, وما يزيد شكوكنا, موقف السياسة الأمريكية تجاه النظام وعدم وضوحها , وقد إستخدمت إدارة أوباما الجزرة أكثر من العصا تجاه نظام البشير تارة يقدمها ليمان وتارة أخرى عن طريق الإتحاد الأفريقى عبر تابو أمبيكى الذى تدور حوله شكوك كثيرة , والموقف الأخير لمجلس الأمن الذى ترأس دورته الولايات المتحدة بواسطة سوزان رايس وهى أكثر المتشددين فى تصريحاتها تجاه نظام البشير بل تعتبر من صقور الإدارة الأمريكية, لقد جاء القرار مخيب للآمال تجاه أخطاء الخرطوم لإستخدامها للطيران فى ضرب شعب جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور, ان سياسة مجلس الأمن الباردة تجاه قضايا السودان هى المحفز الحقيقى لنظام الخرطوم وتماديه فى إرتكاب جرائم جديدة تجاه الشعب السودانى, كما يرى بعض المراقبين ان هنالك صفقة تطبخ من أجل تسليم البشير وهارون وعبد الرحيم حسين وآخرين لمحكمة الجنايات الدولية ومن ثم حل إشكالات الحكم فى السودان وتحسين ملف حقوق الإنسان وعلاقة الدين بالدولة لتنازل النظام عن أفكاره القديمة عبر إنقلاب فى بنيته الفكرية لمصلحة العلمانية بالنموذج الديمقراطى التركى وما قاله أمين حسن عمر فى تصريح له عن أزمة الحكم قال : (ليس المهم الحكم بالعلمانية أو الديمقراطية , المهم المحافظة على السودان المتبقى وحل مشاكله) هذا الحديث فيه تراجع كبير عن مبادىء المؤتمر الوطنى ويعضد هذا الحديث ما قاله صلاح قوش الذى أدى فى النهاية إلى إبعاده وعزله (ان المؤتمر الوطنى اليوم ليس على قلب رجل واحد ) وهنالك تصريحات كثيرة من قادة المؤتمر الوطنى تدل على التراجع خاصة يوم ان تناقلت الأخبار إختفاء طائرة الرئيس عمر البشير لمدة 24 ساعة فى أجواء الصين وباكستان إنطلقت دعاية مفادها إختطاف طائرة الرئيس وتسليمه إلى المحكمة الجنائية, كانت كل تصريحات قادة المؤتمر الوطنى فيها تراجع وإنكسار يؤيد سياسة المصالح والبيع وهى من أهم صفات تنظيمات الإسلام السياسى التى لا تحترم المؤسسية الحزبية ودونكم ما حدث لعرَّافهم ومهندس ثورتهم وكبيرهم الذى علمهم السحر حسن الترابى فى المفاصلة الشهيرة ان نظام المؤتمر الوطنى يدّعى الطُهر والنقاء والندية تجاه الدول الغربية بالرغم من تخلفه الإقتصادى والتكنولوجى وعقليتهم المريضة تصور لهم إنهم أقوياء مثل كوريا الشمالية وإيران ان البشير يعتقد انه يستطيع تركيع المجتمع الدولى وليس له آليات الصراع والندية وينفخ عبر أجهزة الإعلام المملوكة له الكراهية لدول الغرب, ان الوضع الإقتصادى السىء الذى تعيشه حكومة المؤتمر الوطنى اليوم يدل على فشل سياساتها وبرنامجها الحربى الذى يهدف إلى عدم دفع فاتورة حقوق الإنسان للشعب السودانى ولعدم مقدرتها على حماية نفسها أصبحت تقدم الرشاوى للأنظمة الفاسدة الفاشلة مثل تشاد وأفريقيا الوسطى لتكوين قوات مشتركة لحماية حدودها, ان التضليل الذى تمارسه الحكومة ضد الشعب السودانى إنقلب إليها راجعاً وإنكشفت العورة التى كان لا يراها إلا (الإبريق), هنالك قاعدة أخلاقية تقول (يمكن لك أن تخدع فرد من الناس لكنك لا يمكن أن تخدع كل الناس) لقد إنكشف المستور وإنتشر الفساد والظلم فإذا ركبت حافلة فى الخرطوم يحكى لك المواطن بعد أن يطمئن عليك, قصص فساد وحالات ظلم من أجهزة الدولة العدلية وبعض القضاة أصبحوا مرتشين ينحازون إلى القضايا حسب ثقل الجيب أو علاقات القُربى لسدنة النظام وتخيَّل معى تلفون واحد من فرد جهاز أمن للقاضى يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه دون وازع أخلاقى أو دينى لقد قال إبن تيمية (ان الله ينصر دولة العدل والسلطان الكافر “أى الذى لا يؤمن بالله” ويهزم دولة الإسلام والسلطان الظالم) فالعدل مسؤولية الدولة فإذا إنعدم العدل من الدولة من الذى يوفر العدل كل الدول التى إنهارت فى التاريخ كانت بسبب إختلال ميزان العدالة إن ما قاله الرئيس التونسى منصف المرزوقى والناشط المدنى المصرى محمد الحجاج التى وصفوا فيها نظام البشير بالقاتل والظالم وإنه أسوأ من نظام القذافى وبن على ومبارك سابقاً ونظام الأسد الحالى, وأن السياسة التى ينتهجها القادة العرب تجاه البشير (أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) عار فى جبين الإنسانية والضمير العربى , التحية للرئيس التونسى والناشط المدنى لصحوة ضميرهم وعلى القادة العرب ان يحذو حذوهم ويبتعدون عن دعم حكومة البشير مادياً ومعنوياً ودبلوماسياً لأن دعمهم للبشير يساعده فى إرتكاب جرائم جديدة ضد الشعب السودانى وحتى لا تنطيق القاعدة العدلية على القادة العرب التى تقول (من يدعم القاتل فهو قاتل) مع إختلاف المعيار من حيث درجات الفعل المباشر وغير المباشر, وأن يعلم القادة العرب ان إرادة الشعب السودانى هى المنتصرة والصيف السودانى قادم لا محالة وان يحترم العرب تاريخ الشعب السودانى الذى ساهم فى تنمية معظم الدول العربية فى مجالات كثيرة منها التعليم والصحة والرياضة والمعمار.
ختاماُ :
بالرغم من تعاون المؤتمر الوطنى مع الإستخبارات العالمية فى محاربة الإرهاب لكنه لم يجنى شىء كما قال رئيس البرلمان فالمجتمع الدولى له معايير ومصالح تتوافق مع إحترام حقوق الإنسان وإنتهاج النظام الديمقراطى والإصلاحات الإقتصادية والتعاون مع المؤسسات العدلية الدولية (المحكمة الجنائية ) هذه هى قيم المجتمع الدولى للتعاون مع الدول التى تتبنى هذه القيم ونعلم ان هذه الفاتورة صعبة على نظام شمولى ودكتاتورى مثل المؤتمر الوطنى ويعلم قادة المؤتمر الوطنى انهم إذا إنتهجوا الديمقراطية وترك الامر لإختيار الشعب بدون تزوير سف يجدون أنفسهم خارج اللعبة السياسية فى السودان لذلك هم الآن ينتهجون سياسة (عليا وعلى أعدائى ويا فيها أو نطفيها) للأبد.

تعليق واحد

  1. سوف لن ينفع شركة المصالح الخاصة والاستنفاع للنفاق المنظم (المؤتمر الوطني) أياً من انبطاحته السابقة ولا رقصة الذبيح الحالية في تغيير مصيره المحتوم والخوف كل الخوف من الصدام المتوقع مابعد لحظة الصفر فمع انتشار التطرف الفكري ومخافة مغبة السقوط وأثر ” قطع الدومينو” سيجعل النظام يستميت في الدفاع عن بقاءه حتى لايحاكم ولايحاسب ولا استبعد ان نرى سناريوهات دموية بالذات في غياب المصلحة الدولية في التدخل السريع واعتقد ان اصحاب الهم السياسي والجماعات المعارضة المختلفة، مسلحة وخلافه، لديها سناريوهات عديدة ويبقى المستقبل غامضاً ولكننا ندعوا الله ان لاتكون تكلفة التغيير على الصعيد البشري باهظة حفظاً لدماء السودانيين.

  2. فتح الله عليك الاستاذ عاطف اوفيت والله وقد بلغوا مابلغوا من النفاق والشقاق مالم يبلغف عدو على هذه الارض فلنهب جميعا وسريعا ولاغير ذلك حسبنا الله ونعم الوكيل

  3. نتفق معك على تهافت فلاسفة المؤتمر الوطني على دول الغرب ، ولكن أختلف معكم على حقدهم على شعب الجنوب ، لكي نكون منصفين لا بد من قول الحقيقة ، واود ان أسألك طالما نال الجنوبيون حقوقهم بحصولهم على تقرير المصير ، ماذا يريدون منا بالضبط ؟ لماذا يهاجمون الحدود ولماذا يدعمون الحركات المسلحة ؟ ومن من يريدون تحرير السودان ؟؟ ألا يكفيهم دولتهم الوليدة ؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات ، في السابق كانوا ينادون بالسودان الجديد ، والحمد نالوا إستقلالهم كما يقولون ، لماذا لا ينشأؤون السودان الجديد في دولتهم ؟ ولماذا يلحون بالمطالبة بالجنسية المزدوجة ؟ وهم الذين كانوا يتبرمون طوال وقتهم بأنهم مواطنون من الدرجةالثانية ، إذن كيف تطلب جنسية دولة وانت تعلم بأنك سوف تكون مواطن من الدرجة الثانية ؟؟ .
    أخي الكريم كراهية الحكومة ومعارضتها يجب أن لا ننظر للأمور من زواية صحيحة دون تعصب ، فالجنوبيون هم من يحقدون علينا ولسنا نحن من نحقد عليهم ، لأن الجنوب بالنسبة لنا يوما من الأيام لم يكن سندا للسودان ، لأنهم منذ ما قبل رحيل الإستعمار بدأوا تمردهم ، وكانوا يسموننا الجلابة الوجود الشمالي كان غير مرحب به في الجنوب ، كأن الجنوب ليس جزءا من السودان ، بينما هم كانوا يتوافدون على الشمال زرافات ووحدانا ، والآن بعد ان نالوا دولتهم المستقلة يريدون أن يستحوذوا على كل السودان ، حتى أيام الحرب فقد لجأ معظم أهل الجنوب إلى الولايات الشمالية ، واتحدى من يثبت لي أن السودان أعتدى على الجنوب بعد الإنفصال ، ولكنهم هم من يبدأون العدوان ويقاتلوننا نيابة عن الدول الغربية وأمريكا ، ولعلك سمعت كلام سلفاكير عندما زار إسرائيل وذكر لولا دعم إسرائيل لما نالوا إستقلالهم ، بينما هم في الواقع كانوا ينكرون أيام التمرد إتصالاتهم بإسرائيل .
    خلاصة القول معارضة الحكومة لا يجب أن يعمينا عن قول الحقيقة، ومن ثم نلجأ إلى قلب الحقائق والتدليس ، وهذا لعمري يعد من السقطات الصحفية التي يجب تجنبها من الصحفي الشريف الذي يحترم نفسه ويحترم الكلمة والقراء . . .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..