المشروع الحضاري : بهاء الحلم فجيعة السقوط 3

ايها السائق *** رفقاً بالخيول المتعبة
قف فقد أدمى*** حديد السرج لحم الرقبة
قف فإن الدروب *** في ناظرة الخيل اشتبه
وهي تهوى تحت *** أمطار الدجى مضطربة
محمد الغيتورى
إمامك يفقد معني الخشوع *** وينقص نجواك عز القيام
أمثلك يرضى بهذا الخنوع *** وتلك الصلاة وهذا الإمام
محمد إقبال ديوان ” جناح جبريل ”
الرعونة السياسية :- أوهام القوة والتحدي – إنكسار وإنبطاح
لقد تميزت لهجة الإنقاذ في بداية عهدها بالحدة والتحدي علي مستوى سياستها الخارجية سواء أكان ذلك الجوار الإقليمي أو البعد الدولي وكلنا يتذكر مقدم الحديث الصباحي ” أيها السودان البطل ” تحديات نبراته وتعليقاته الساخرة.
لقد أجبرت التحديات والتحولات والمتغيرات الدولية حكومة الإنقاذ علي تغيير سياستها الداخلية والخارجية والاستجابة للشروط الدولية .
ففي البدء كانت أمريكا هي العدو الأول وتم الاستعداد لها بالجيوش والأدبيات من نوع ” الأمريكان ليكم تدرينا بقول الله وقول الرسول ليكم تدربنا ، لن نزل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان ، وأمريكا وروسيا قد دنا عذابها ” وكل ساخر من هذا القول كان يتهم بالعمالة والارتزاق للأمريكان ولكنها عادت بعد كل تلك الشعارات والرعونة السياسية للتنازل المهين والإستجداء المشين من أجل رفع العقوبات الاقتصادية بعد خنوع وخضوع .
بل صارت أمريكا والقوى الدولية هي الحاضنة والضامنة لاتفاقيات أزمات الهامش .
في كتابة ” الحركة الإسلامية في السودان ” يورد محمد بن المختار الشنقيطي أنه ظهرت من الحركة الإسلامية السودانية مطامع الي قيادة عالمية لم تستعد لها ولا يتحملها واقع بلدها الهش ولا تخدم العمل الإسلامي والحركات الإسلامية وقد تجسد ذلك في فكرة ” المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي ” .
يكتب د/ عبد الوهاب الأفندي قائلاً أن الخطاب السوداني تطرف في أول أيام الإنقاذ حتي أعلن الحرب علي العالم كله علي وقع أناشيد من نوع ” أمريكا , روسيا دنا عذابها ” وقد تحولت الخرطوم مطلع التسعينات الي عاصمة للراديكاليين من الحزب الاشتراكي اليمني وتنظيمات جورج حبش ونايف حواتمه الي حركة حماس و أسامه بن لدن ضاربه عرض الحائط بنصائح المشفقين من داخل النظام وخارجه للقادة وقتها بالتعقل والاعتدال وعدم التورط في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، خصوصاً وان البلاد في داخلها ما يكفي من الصراعات ولكن هذا التنطع ما لبث ، كما هو الحال في كل موقف متطرف أن أنقلب الي تطرف مضاد وتبنى عين دعاة قرب عذاب أمريكا مقوله أنوار السادات أن 99% من أوراق الحل حتى في الشأن الداخلي السوداني هو في يد أمريكا وقد بلغت الهرولة طلباً لرضي أمريكا حد عرض التعاون المخابراتي وتقديم ” كل الخدمات ” للامبريالية الأمريكية وحتي شكوى بعض مسئولي المخابرات لصحف غربية إعراض الحكومة الأمريكية عن قبول عروض بتسليم ملفات المتشددين الإسلاميين ممن دعمهم النظام في السابق .
في جريدة الصحافة العدد 6039 يكتب حيدر طه قائلاً في كل الساحات كان المخططون يبحثون عن إدارة هينة ولينه تستتر بالقوة والرهبة فتقود الدولة الي المصيدة كالشاة الي الذبح ، آلا يري النابهون كيف يتحول حزب يدعى القوة ويتحدث عن رباط الخيل والذود عن حياض الوطن الي عجينة تعركها الإغراءات بالسلطة والثروة لتتشكل في يد الأمريكيين لتصبح أيقونه الانفصال ورمز التفتيت وأداة التقسيم وهو ما حدث في السودان الذي يقوم بهذه المهمة حزب حمل كل مظاهر الحماقة والاستعلاء .
في منبر الطلاب السودانيين تحدث رئيس منبر السلام العادل رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الوطني الطيب مصطفي قائلاً ” لقد ارتكبنا أخطاء كبيرة جداً ولا نزال في التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية وأضاف ” حان الأوان لان نراجع أنفسنا ونقول أخطانا سيما وأننا نعرف ضعفنا ولا نقدر علي مناطحة أمريكا وأشار الي أننا رافعين الشريعة ولا نعمل بمنهج الرسول “ص” ورأي أنه لا مانع من الانبطاح ونتمسكن حتي نتمكن .
في كتابه الحركة الإسلامية في السودان في باب ” فقه المبدأ وفقه المنهج ” لمحمد بن المختار الشنقيطي جاء فيه ” لقد تواترت معاني الشرع وحكمة العقل علي أن الوسيلة القاصرة تخذل المبدأ السامي وتقضي علي وظيفته في الحياة ، وان حسن النوايا وصدق التوجه لا يغيران اتجاه التاريخ ، إذا لم يصحبهما اجتهاد نظري وعملي في استنباط المناهج والوسائل المحققة للغايات ، فلا يصلح أن نحاول خدمة المبادئ الإسلامية الجليلة بوسائل متخلفة عن عصرها ومناهج مهلهلة في منطقها .
وفي باب خلاصات للزمن الآتي يقول ” لقد آن الأوان لأبناء الحركات الإسلامية أن يحرروا أنفسهم من صورة ذلك الإسلامي الأبله الذي ينادي بتغيير الكون ، وهو لا يدرك ما يدور في محيطه القريب ، تقوده رغبة بغير عزم ويحركه حماس بغير خبرة يشعل الحروب في كل مكان ويخسرها ، ويستفز العالم كله علي قله زاد وضعف استعداد ، فهل يفلحون في ذلك .
وأخيراً
وافقت من بهاء الحلم علي واقع اليم وبؤس مقيم علي سوء حال وخيبات ماَل .