ودي حتكتبها ازاي يا حسين!!؟

ودي حتكتبها ازاي يا حسين !!؟
العنوان مقتبس كما لا يغيب عن فطنة القارئ ، من مسرحية شاهد ما شافش حاجة. وحسين هنا شاويش الانقاذ الاعلامي الذي قسم السودان بالنسبة إلى فسطاطين . خص تياره المناهض للقوى العلمانية بنسبة 98% وترك باقي النسبة للبقية. بالأمس ، على وقع السقوط الأول ، بدا واضحاً ليس حجم الكيزان فقط ، بل مستوى الكره الذي يكتمه السودانيون تجاههم. كان ذلك عند سماع المارشات العسكرية وانتظار البيان الأول.أما بعد تبدي حقيقة المزرية ، فقد بدا حجم الحرقة التي يخلفها الحراك الثوري وعجزهم عن قراءة أي شئ خارج تصنيفاتهم البائسة.
لكن الأهم من ذلك في تقديري ، هو تسجيل مستوى الانحدار الذي أصاب الحركة الاسلاموية وتيارها. فبيان الانقلاب ، إذا ما قورن ببيان 89 ، يعبر عن ذلك بجلاء. في مستوى بؤسه وسوء سبكه .كل ذلك كوم. وما أحدثه تأخير البيان من آثار سلبية على منسوبي الاسلام السياسي كوم آخر. فقد فتح المجال واسعاً للتعبير عن حقيقة وضعهم في نفوس السودانيين. ودون وعي منهم ، فتحوا الباب واسعاً عن التعبير عن ذلك عبر الاحتفائيات التلقائية . لكن الأهم في تقديري، كان في إيقاظ المارد النائم ، المتمثل في حزب الكنبة. لقد بح صوت شبابنا الثائر وهو يهتف في كل مرة ( يا الساكتين ساكتين لمتين ..ويا الساكتين سكاتكم شين) فلم ينطقوا فقط ، بل هدروا وملئوا الشوارع . فأصبح الموقف الثوري بعد الانقلاب. مختلفاً تماماً عما بعده.فليستعدوا للطوفان القادم.
أما الجانب الآخر ، فهو تجزئة السقوط ، فما أحدثته المارشات العسكرية من فرح ، وما قوبل به البيان من استهجان ورفض، قد ركل بقوة ، ذلك التعبير اليائس ، والذي روجه الساكتون ، بأن هؤلاء ، لن يقدر عليهم إلا رب العالمين. ليس من قبيل الايمان بقدرة الله،بل بالإحساس بالعجز أمام التركيبة المعقدة للنظام. فبان مدى وهن بيت العنكبوت.
لقد بدا بؤس ما قاموا به . في قرارات الانقلاب في بيانه الأول. فلم يقدم جديداً حتى على مستوى الحلول الأمنية.فحالة الطوارئ معلنة سلفاً. وكذلك حظر التجوال.فقدم روادع لم تصمد أمام إرادة الثوار قبلاً . فكيف تصوروا أن تردعهم الآن. وقد بان ذلك بجلاء ، من إرادة التحدي.وكسر حظر التجوال في يومهم الأول.
أما عن قراءتهم للوضع الإقليمي ، فحدث ولا حرج. فقد قدموا سبباً مجانياً للمعارضة بعدم الحوار. فقرار الاتحاد الافريقي بتعليق عضوية الدول التي تحكم بانقلاب ، معروف للقاصي والداني.فلا لجنة امبيكي ولا غيرها يمكن تفعيلها لمدة عامين إذا قضاهما بن عوف. واستبدل رئيس مطلوب للجنائية ، بآخر في القائمة المطلوبين.
لا معنى للاسترسال فيما بات واضحاً. لذلك نختم بالسؤال . ودي حتكتبها ازاي يا حسين.
معمر حسن محمد نور
[email protected]