مقالات سياسية

هل نغاث.. قبل ان يقتلنا الجوع؟

نزحنا بسبب الحرب أخريات ابريل الى الثورة، ونسكن في شارع به ٨ منازل مأهولة من اصل ١٦ منزلاً (أي بنسبة ٥٠%)، وكذا الحال في بقية الحي والحارات تقريباً. وحل بالمحلية عدد مقدر من النازحين يتلقون عون الأهالي ومساعدات اللجان. مع أن معظم الساكنين انقطعت مصادر دخلهم لتوقف المرتبات وتوقف اعمالهم.

منذ نهاية ابريل سمعت ان كرتونة مواد غذائية واعانة مالية بسيطة صرفت لمرة واحدة لكل بيت في بعض الحارات، وتم تسجيل سكان الحارات الأخرى قبل اكثر من ثلاثة اشهر لتلقي بعض الاعانات، ولم تصل حتى الآن.

يتكاتف السكان في ما بينهم لتغطية حاجاتهم في صمت واباء، ويتقاسمون اللقمة بمعنى الكلمة. لكن تطاول امد الحرب، مع شح المعروض في بعض السلع الغذائية والادوية وتضاعف اسعارها، أدى الى تآكل ما بيدنا من مدخرات او مبالغ وصلتنا من الاقارب والاصدقاء. وبات توفير وجبة واحدة او شيء من الحليب للأطفال غير مقدور عليه في بعض الايام.

كل هذا يحدث تحت سمع وبصر سلطات محلية كرري، وهي الوحيدة تقريبا في الخرطوم التي يتحرك فيها الوالي ويمارس سلطته. لكنا لم نسمع او نر جهدا للتخفيف عنا ومساندتنا، بينما نسمع اخبار وصول الاعانات الى دارفور وغيرها من الولايات البعيدة، ونشهد تزايد المعروض للبيع من مواد يقول البعض انها إغاثات سعودية وغيرها في عديد من المحلات بشارعي النص والشنقيطي.

فهل كتب على من لم تقتلهم الحرب في أمدرمان انتظار الموت جوعاً؟؟
سعد الدين عبد الحميد.. نازح بالحارة الرابعة.
[email protected]

تعليق واحد

  1. ما تنتظر شيء منهم ديل ……….. الاغاثة تتبع على عينك يا تاجر ……….. وأقول ليك نوع من الاغاثة جاء مجاني وبتباع (سكر الاسرة ) دا جابته السعوديه …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..