المقالات والآراء

رحلة السحاب مع الخواجة السماني الوسيلة

رحلة السحاب مع الخواجة السماني الوسيلة

سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر
[email protected]

بموقع سودانيز اون لاين المقروء ، كتب الاستاذ / الطيب حسن من كوالالمبور الجزء الاول من مقاله ذي الخمس حلقات عن زيارة السيد / السماني الوسيلة وزير الدولة بوزارة التنمية البشرية الى ماليزيا ، وقد اطرب الكاتب اصطحاب الوسيلة لوفد اعلامي رفيع ? بحسب تعبيره ? ضم صحفيين من صحيفتي الرأي العام والرائد ، ليقف الوزير بنفسه على التجربة الماليزية في التنمية البشرية التي استطاعت ماليزيا – بفضلها – ان تنافس الدول العظمى وتفي بمتطلبات التحول السريع نحو الانتاج الصناعي ، ومن ثم ينقلها الوسيلة ? في طائره الميمون ? الى اهله بالسودان.
السماني الوسيلة الذي امضى قسما مقدرا من عمره المديد معارضا لنظام الانقاذ في بريطانيا ، حتى اصبح واحدا من رعاياها ، قبل ان يدخل في شراكة المعية مع عصابة الانقاذ حصد منها ترقية عمودية من عاطل بريطاني الى وزير سوداني في اسبوع واحد من عقد الشراكة ، فالوسيلة يظلم نفسه ? كبريطاني ? قبل ان يظلمنا نحن ? رعايا دولة السودان ? الذين نتحمل نفقات رحلته ومن معه ، حين اختار ان ينقل لنا التجربة الماليزية ، دون ان يستوقفه تاريخ اجداده ? بالتجنس – من البريطانيين الذين حكموا السودان .

فحينما حكم البريطانيون السودان ، كان يجلس بالسرايا التي يجلس عليها المشير عمر البشير الآن ، الحاكم البريطاني لعموم دولة السودان يجاوره مساعدان احدهما السكرتير الاداري والآخر السكرتير القضائي ، وتسعة من مديري المديريات بالمجموعة الثالثة من السلم الوظيفي الذي وضعه الانجليز وهي درجة تعادل الآن وظيفة ملاحظ صحة بمحلية الكاملين ، يعاونهم 36 مفتش مركز بالدرجة ( بي ) ، وكان مجموع البريطانيين الذين حكموا السودان لا يتجاوز 700 فرد معظمهم مهنيين من اطباء و زراعيين وبياطرة ومهندسي ري وسكة حديد ، استطاعوا ان ينشئوا خزان سنار دون ان تكون لديهم وزارة للسدود ، واخرجوا من الخزان قنوات لتروي كل بوصة مربعة بارض الجزيرة والمناقل ، وعلموا المزارعين ان هناك دورة لزراعة الارض لكي لا تنضب التربة وتهلك ، فكانوا يتركون ربع الحواشة ( بور ) حولا كاملا ، و لم ينزع الانجليز الارض من ملاكها فكانوا يدفعون ( ريال مصري ) عن كل فدان لصاحب الارض فيما يعرف بنظام ( الكروت ) وكانت اجرة عادلة في ذلك الزمن ، ولم يعرف الملاك الظلم الا حين جاء الحكم الوطني واستمر ? حتى الآن – في دفع ( ريال سوداني ) عن كل فدان .

استطاع الحاكم العام البريطاني ? دون ان يكون له مستشار لشئون التأصيل ? ان ينشئ نظاما صارما للخدمة المدنية ليس فيه مرتشي او فاسد واحد بشهادة اهل السودان ، وحين خرج الانجليز خلفوا وراءهم مادة في قانون العقوبات تعاقب الموظف العام اذا ضبط وهو يشتغل بالتجارة حتى لو كان ذلك خارج ساعات العمل الرسمية ، وقد حدث ? بعد خروج الانجليز ? ان حوكم بموجب هذه المادة احد الموظفين الذي ضبط يعمل في وقته الخاص على سيارة تاكسي ، وهي قضية منشورة بمجلة الاحكام القضائية التي تصدر عن المكتب الفني للمحكمة العليا التي اختلف قضاتها فيما اذا كان العمل بسيارة الاجرة يعتبر ( تجارة ) بالمعنى المقصود في القانون ، هكذا كان حال الخدمة المدنية .
انشأ الانجليز قوة دفاع السودان التي انتجت جيشا للسودان عرف بين جيوش العالم الثالث كافضلها في الانضباط والالتزام ، قبل ان يستحيل فيه (اللواء ) بالجيش الانقاذي الى ( ياور ) يحمل حقيبة الرئيس في سفرياته الخارجية .
انشأ الانجليز خطوطا للسكك الحديدية بطول البلاد وعرضها ، وخطوطا اخرى للنقل النهري تنقل الركاب والمنتجات والبضائع ، كما انشأوا شبكة اخرى لسكك حديد الجزيرة كانت تقوم بنقل القطن من مكاتب التفتيش لتسليمها لخط سكك حديد السودان بتقاطع ( القرشي ) قرب مدينة الحصاحيصا ليتولى نقلها الى ميناء التصدير ببورتسودان .
في عهد الانجليز اجريت البحوث لعلاج مرض الكلزار ومرض النوم ومرض عمى الجور و الجدري والجزام والتايفويد والملاريا وهي امراض تصيب السودانيين ولم يعرفها الانجليز ،واجروا البحوث في محاربة عشب النيل الذي يعيق الملاحة بالنيل الابيض وبحر الزراف ونهر السوباط ، وهي البحوث التي اصبحت ? فيما بعد ? الاساس في علاج تلك الامراض والظواهر ، كما انشأوا المستشفيات بالمراكز والشفخانات بالقرى للعلاج المجاني للمواطنين .
انشا الانجليز نظاما ومناهج متطورة للتعليم الاكاديمي والفني ، وانشئت معاهد تدريب المعلمين ووضع المناهج ببخت الرضا ، ووضع الانجليز لبنة التعليم الجامعي بانشاء جامعة الخرطوم التي ظلت ? حتى وقت قريب ? واحدة من افضل الجامعات في العالم .
وبقوة الدفع التي خلفها الانجليز ، شهد السودان بداية التطور في الصناعات الخفيفة خلال الحقبة الاولى من الحكم الوطني، فانشئت مصانع الغزل و النسيج بالخرطوم ومدني والحصاحيصا ونيالا والحاج عبدالله وغيرها ، ومئات المصانع لانتاج الزيوت والصابون ، ومصانع الالبان ببابنوسة وتعليب الفواكه بواو وكريمة وتجفيف البصل بكسلا ومصانع الحلويات والطحينية ومصانع بطاريات واطارات السيارات ومصانع الكبريت ومصانع النشويات والبلاستيك والكناف ( الجوالات ) والاحذية والجلود والكتب والكراسات المدرسية … الخ ، و لم يكن السودان يستورد من الخارج الا السيارات والمعدات الثقيلة .
وحينما استلم الانجليز حكم السودان من الخليفة عبدالله التعايشي كانت مساحته على الارض مليون ميل مربع ، ثم سلموه في يناير 56 كاملا لمندوبي اهله الذين رفعوا العلم ذي الثلاثة الوان دون ان تنقص منه بوصة واحدة .

استطاعت عصابة الانقاذ ، وهم من المواطنين ليس من بينهم بريطاني واحد ، ان تهدم في بضع سنوات ما بناه غيرهم في سبعين سنة ، فتوقفت المصانع وباعوا ماكيناتها كحديد خردة وشرد العاملين بها ، وتوقفت الزراعة بمشروع الجزيرة والمناقل ومشروعات الرهد والقربة والقاش والنيل الازرق والنيل الابيض وهدمت قنوات الري ، وهلك الزرع والضرع ، وصهرت ماكينات المحالج وقضبان سكك حديد الجزيرة لتخرج في قوالب حديد 3 لينية لسقوفات العمارات ، وباعوا مرافق المشروعات من منازل واندية وميادين .

وانهار نظام التعليم برفع الدولة يدها عن تطوير المناهج وتوفير الوسائل الحديثة للتعليم ، ورعاية الانشطة الرياضية والتربوية بالمدارس ، عدا رعايتها لمطربي ومطربات الدورات المدرسية ، وانهار التعليم الجامعي بالتوسع العشوائي في انشاء الجامعات التي لا تفرخ الا سائقي الركشات ، وقضت الدولة على التعليم الثانوي الفني بتحويل كل المعاهد الفنية الى جامعات ، ودمرت السكك الحديدية والنقل النهري ولم تعد هناك وابورات و لا عربات للقاطرات .
ان سر نجاح دولة ماليزيا ، لا يحتاج لوفد رفيع ولا هزيل ، ونحن في السودان لا نحتاج لرحلة الخواجة الوسيلة لمعرفة الاسباب التي قادت ماليزيا لنجاحها ، فالنجاح لا يمكن ان يأتي بالايدي الفاشلة التي لا تجيد الا الهدم ، ولا تعرف ولا ترغب في البناء ، وادمنت الفساد ، حتى صارت لا تتنفس الا فسادا ، ولا تنتج الا خرابا ، ولا تنطق الا كذبا ، بلا واعز من ضمير او اخلاق او خوف من الناس ولا من رب العالمين . فليدخر الوسيلة وقته الثمين في ما ينفع نفسه واولاده ، وليدخر اموال الشعب التي ينفقها ووفده في الاسفار .
سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر
26 نوفمبر 2010م
[email protected]

تعليق واحد

  1. والله يامولانا لم احس بعظمة الانجليز وانسانيتهم الكبيرة الا بعد ما قريت مقالك

    بالله الانجليز ما احسن من المتوكل بالله والمعتصم فى دين الله وكيزان جامعة الخرطوم

    بالله فى احسن من تعبيد الطرق ومكافحة المرض وتعليم الانسان الزراعة والطب البشرى حتى وان كان هناك مقابل

    الا يزكر الكيزان ومن مسار فى فلكهم ان الرسول (ص) قام بابرام اتفاقية مع الاعداء مفادها تعليم المسلمين القراءة والكتابة .

    والله انى ارى ان عظمة الدين تكمن فى المزيد من البر والعمل الصالح والانفاق ولا تشكل الصلاة والنسك الا الجزء البسيط الذى يختص سبحانه وتعالى بقبوله او عدم قبوله

    لقد سرق الكيزان الوطن وفى غفلة من امرنا سرقنا نحن السودانيين

    ملامح السودانى التى كانت مضربا للمثل

    المهم البحث عن اسباب نجاح ماليزيا يقودنا الى الحديث عن محمد مهاتير ذلك الماليزى الذى قاد ماليزيا الى اعلى سلم النجاح

    فى حين ماذا فعل عمر البشير غير تشريد السودانيين وجعلهم سودانيز او لاين

  2. هل السودان فعلا فى حوجة لكل هذه الوزارات وجيش الوزراء ووزراء الدولة

    والمستشارين والمساعدين والوكلاء والمدراء الخ ؟؟؟؟؟ وما النتيجة ؟؟؟؟

    وظهور امثال الوسيلة وغيره فى البلد الماعندها سيد ___ قال ماليزيا قال !!!!!!1

    لوفعلا الوسيله أو غيره بيستفيدوا من تجارب غيرهم كان رئيسهم استفاد من التجارب

    ماكان هناك قبلهم والحال فى حاله:cool: :cool: :cool: :cool: :cool:

  3. لنا الله يا اخى . اذا شعب يوما اراد الحياة فلابد للقيد ان ينكسر ولكن الشعب السودانى شكله دجن الى اخر مراحل التدجين ، تدجين بنسبة 100% ولكن شعب بهذه الصفات ما افتكر ممكن يصبر اكثر من كده.

  4. كتب الاخ ابوعلا ان الشعب قد دجن بس اوجه له سؤال ان الشعب وهو خارج

    السجون يكدح لي لقمة العيش ولا يجدها ببساطة وعليه مستلزمات من طلاب

    وخلافه وهولاء ليس لهم ضمير يردعهم ومستعدين يجعلو اسرتك كلها

    تشحد في الشوارع وبناتك مسجلات في محاضر النظام العام وهذا هدفهم من

    البداية ان يجعلوا كل الشعب يلهث خلف لقمة العيش وكان لهم ما ارادوا

    بس هناك من هو اقوي منهم الحي الذي لا ينام وانشاء الله بدعوات المظلومين

    سوف تكون نهايتهم مخزية وعما قريب باذن الله

  5. عزيزى سيف اضيف الى ما ذكرته المخازن والمهمات التى كانت تضبط المهمات الحكومية ومستشارة الدولة فى ما يجلب داخل البلاد من مهمات ومدى جودتها وتلك تتطلب ان تورد اليها بواسطة القطاع الخاص والتاكد من جودتها!!البريد والبرق ثانى اكبر مورد للمالية بعد مرفق السكة حديد والتى كانت تضبط الدولة مواردها المالية عبر بيع الكبونات ومن خلالها لم تكن هناك اختلاسات بالصورة التى نراها الان!!النقل الميكانيكى ودورها فى ضبط حركة المحركات من سيارات وخلافهاو بكل انواعها وضبط صرف المشتقات البترولية وقطع الغيار والسيارات التى تجلب بواسطة القطاع الخاص ومدى مطابقتها للمواصفات!! وزارة الاشغال والتىكانت تعنى بسفلتة الشوارع ومبانى الدولة!! واعتقد ان الانقاذ ا كانت مبيته النية للقضاء على هذه المرافق الحكومية لسبب مهم فهى قد اتمت ما بداءه نميرى بقضاءه على مشروع الجزيرة والسكة حديد لانهما كانتا تسببان له قلقا،وربما اقدم نميرى على هذه الخطوة المدمرة لمقدرات البلاد بمشورة من ذات هذه الطغمة التى تحكم الان!! وكان من البديهى وقد استتب الامر عندهم ان ينفذوا برنامجهم الذى بداءوه!! حتى لايعكنن عليهم احد،ثم التفتوا لما تبقوا من رجالات الخدمة المدنية رغم انهم كانوا يمثلون الجيل الثانى بعد جلاء الانجليز وقضوا عليهم تماما وانقطعت الصلة بين الخبرات التى كانت قد توارثها ذلك الجيل وتم استبدالهم بوجوه عديمة الخبرة والجدوة!! وكانت هذه هى النتيجة التى جعلتهم يهيمون فى وجه الارض يبحثون فيها المعين!! واذا كان لبعض رجال الانقاذ عذرهم والناتج عن قلة الخبرة فما بال امثال السمانى الوسيلة الذى يعلمون اكثر من غيرهم الاسباب الحقيقية لهذا الدمار ؟الم يسألوا انفسهم لماذا لايعيدون مرافق الدولة لسيرتها الاولى؟ أم اغراهم ماأكتسبوه من المال الحرام الناتج عن تدمير المرافق التى كانت تضبط المال العام؟ وماليزيا وغيرها من الدول التى يجوبونها ارتقت بفضل تطبيقات كثيرة ليس بينها اكل اموال الشعب وارجو ان يكونوا قد استفادوا من الرحلة وان لاتكون كالرحلات التى جاب فيها من اسموهم بلجان الدستور للوقوف على تجارب الاخرين واختيار افضل المواد !!لوضع دستور مثالى وبعد عودة الوفود المظفرة أخرج لهم (الحاوى من جرابه دستوره الذى يفهمه ومد لهم لسانه!!) وسبحان الله ازالوا كل اثار الرجل وأبقوا على دستوره كأنه كتاب منزل من السماء!!رغم ان هذا الدستور نفسه الذى سوف يسحب البساط من تحت اقدامهم لكنهم لا يشعرون0

  6. هو صح ايام الاستعمار كان الانضباط والمحاسبه والحق يقال ويجب انلا ننسب لهم شي لم يعملوه راجع كريمه وبابنوسه وكسلا وواو مين عملهم ويظل الاستعمار استعمار لكن!!!!!!!!!!!!!! واه من لاكن هذه ظلم ذوو القربي اشد مراره وليست هناك مراره اكثر من ان نتمني ونحن لخلاصنا من مستعمر

  7. الذين نتحمل نفقات رحلته ومن معه…… جلداً ما جلدك جر فوقو الشوك، فلو كانت الرحلة من ماله الخاص لتردد كثيراً في دفع نفقاتها ولكنه المال العام السائب الذي يعلم السرقة، والمسئولية تقع على وزير وزارة الماليةالتي هي الراعي الأول للمال العام وحرمته

  8. من الذي الذي بني سد مروي وعبد الطرق من حلفا الي نمولي الي مصصر من الذي فتح 40 جامعة و35 كلية طب من الذي جعل في كل بيت سوداني علي الاقل 3 موبايلات وطبق ديجتال وتلفزيون ملون ..شنو مالكم بس تقولو الكلام الكعب عن الانقاذ ليه ما بتقولو كلمة واحدة جميلة في حقها ..في عهد النقاذ زادت الرفاهية وزادت الحياة سهولة ويسر زاد عدد مالكي السيارات حتي ضاقت الطرق بها ….تلقا الواحد سابق عربية ويشرب في موية التلج وشايل موبايل نوكيا حديث ويقلب في القنةوات الفضائية بالريموت ويقوليك نحنا جعانييييين والبلد فيها فقر مدقع …الحقيقة نحنا السودانيين عبارة عن يهود مسلمين اختلطنا مع الافارقة فاخذنا من اليهود عدم القناعة واخذنا من الافارقة الكسل ……..والله يا عمر البشير الناس دي ما حتعرق قيمتك الا بعد تفوت ويجي واحد تاني من النوع المابيتفاهم داك …واسالو اهل رومانيا بعد ما قتلو شاوشيسكو الليلة يبكو عليهو .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..