في ذكراها الثلاثين: صلاح قوش معزز مكرم في القاهرة رغم اشتراكه في مؤامرة اغتيال مبارك… عجبي!!

بكري الصائغ
مقدمة:- يعتبر يوم ٢٦/ يونيو ١٩٩٥، واحدة من اسوأ ايام دخلت تاريخ السودان المعاصر، ففي مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عام مضت، اغلب تفاصيل الحادث اصبح يعرفها كل سوداني بفضل الصحف السودانية والاجنبية ووسائل الاعلام التي كشفت الكثير المثيرعن هذه المؤامرة بعد زوال وسقوط نظام الانقاذ، الذي ظل يمارس عمليات التضليل والتعتيم بمنتهي الصرامة، ومنع الصحف من نشر اي خبر او مقالة عن ما جري في اديس ابابا، كل هذه الاجراءات اتخذتها الاجهزة الامنية وقتها بهدف ان تتلاشي رويدآ رويدا ذكري الحادث بمرور الزمن ، وينسي الناس ما وقع في اديس ابابا، وينسوا الشخصيات النافذة في السلطة التي شاركت في محاولة الاغتيال.
ان الغرض من اعادة تكرار قصة محاولة اغتيال مبارك والكلام عنها مجددآ اليوم، هو بهدف تنشيط ذاكرة الذين نسيوا الحادث وتعريف ابناء الجيل حال السودان المزري الذي ما تغير منذ ستة وثلاثين عام، وتذكيرهم ان المجرمين الذين قاموا بالمحاولة مازالوا احياء بيننا، لم يطالهم قانون ولا قصاص ولا محاسبة!!، بل ان بعضهم قد اصبحوا يتمتعون بمكانة كبيرة في السلطة الحاكمة بالعاصمة الجديدة بورتسودان، واصبحوا ايضا بحصانة واسعة تمنع المساس بشخصياتهم، كل اوامرهم مسموعة بلا نقاش داخل مجلس السيادة والمؤسسة العسكرية والحكومة المؤقته، ويقومون علي مرأي وسمع الجميع بتصفيات جسدية تحت تسميات مختلفة، ويشتمون الشعب يوميآ بلا خجل وبكل قوة عين!!
عودة الي خبر قديم نشر في صحيفة “الشرق الاوسط” اللندنية بتاريخ يوم الخميس ٥/ ديسمبر ٢٠١٩ تحت عنوان:(السودان: معلومات عن فتح تحقيقات في محاولة اغتيال مبارك)، واعيد نشره مرة اخري لانه يشكل العمود الفقري للمقال الذي اكتب فيه اليوم عن الذكري الثلاثين علي محاولة اغتيال الرئيس الراحل/ حسني مبارك، والتي جرت في اديس ابابا يوم ٢٦/ يونيو ١٩٩٥، وجاء في خبر الصحيفة:
عاد ملف محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للتداول بعد نحو ربع قرن من حدوثها، بعد تأكيدات نقلتها صحف محلية سودانية، بأن منظمة «زيرو فساد»، دونت بلاغات ضد 3 من رموز نظام الرئيس المعزول عمر البشير المتهمين بالتخطيط للمحاولة. ونقلت صحيفة «الجريدة» المحلية، أول من أمس، أن «زيرو فساد» اتهمت 3 من قادة نظام الرئيس المعزول عمر البشير بالتورط في محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أثناء حضوره للقمة الأفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا 1995.وبحسب الصحيفة، فإن «زيرو فساد» أبلغت النيابة بفتح تحقيق مع كل من وزير الخارجية وقتها علي عثمان محمد طه، ومدير جهاز الأمن نافع علي نافع، ومدير جهاز المخابرات السابق صلاح عبد الله الشهير بـ«قوش»، بتهم تخطيط وتنفيذ محاولة اغتيال مبارك. ونقلت الصحيفة عن رئيس المنظمة «نادر العبيد» أن الرجال الثلاثة النافذين في النظام المعزول، يواجهون مخالفات قانونية بموجب قانون مكافحة الإرهاب وتكوين منظمات إرهابية، إضافة إلى اتهامات أخرى تتعلق بالقتل العمد ضد مشاركين في العملية لإخفاء أثرها.). -انتهي الخبر-
من هم ابرز المتورطين في محاولة اغتيال مبارك؟!!
١/- علي عثمان محمد طه، الذي شغل وقتها منصب وزير الخارجية، وتم عزله منها تماما عام ١٩٩٥بعد فشل المؤامرة، وقال الدكتورعلي الحاج مساعد الترابي في تصريح إعلامي “علي عثمان قد قام بتصفية عدد من الليبيين الأصوليين الإسلاميين الذين اشتركوا في محاولة اغتيال الرئيس المصري بأديس أبابا، وإن سبب تصفيتهم حتى لا يكونوا “شهود عيان، وإن تصفيتهم قد تمت بمطار الخرطوم”.. وقال حسن الترابي “إن علي عثمان أنفق من خزينة الحركة الإسلامية ما يزيد عن 1.5 مليون دولار في تدريب مجموعة من الإسلاميين والإعداد لهذه العملية”، وكشف الترابي أن تمويل العملية الفاشلة لاغتيال مبارك وصل إلى أكثر من مليون دولار أخذه سرا علي عثمان محمد طه من الجبهة الإسلامية القومية، وهو رقم كبير في مصروفاتهم وفقا للترابي، واليوم علي عثمان اليوم بعد ثلاثين عام من الجريمة عنده سلطة علي الجميع في بورتسودان، وعنده “كتائب الظل”، ويتمتع بحرية الحركة والتنقل رغم انه احد من المطلوبين القبض عليه بقرار النائب العام بعد فراره من سجن كوبر.
٢/- نافع علي نافع، مدير جهاز الأمن وقتها عام ١٩٩٥، هرب سرا الي تركيا بمعاونة من اصدقائه القدامي في جهاز الامن تماما خرج قبله الفريق أمن/ طه عثمان.
٣/- الكلام عن الفريق أول/ صلاح عبدالله، هو حديث ذو شجون ملئ بالاثارة والمتعة لما فيها من مفارقات يندر ان مر بها سوداني، قوش هو الوحيد بين كل الاعضاء في حزب المؤتمر الوطني، وايضا من بين كل الجنرالات القدامي والجدد في السلطة القديمة والحالية خرج بمكاسب كثيرة لا تحصي ولا تعد:
***- فهو اولا وقبل كل شيء اصبح بعيد عن الاعتقال بحسب قرار صدر من النائب العام الذي سكت عن المطالبة باعتقاله!!، او بمعني اخر انه قال للنائب العام ” قرار اعتقالي بله واشرب مويته”، وغالبًا ما تُستخدم هذه السخرية للإشارة إلى شيء عديم الفائدة أو لا قيمة له، أو حكم قضائي لا يُنفذ، أو ورقة لا قيمة لها.
***- صلاح قوي اصبح صاحب كلمة قوية ومهابة في السلطة الحاكمة ببورتسودان.
***- وفوق كل هذا، مازال يحمل رتبة فريق اول رغم انه لم يدخل الكلية ولا عتب بابها، ولم يجرد من الرتبة!!
***- قوش يقيم في القاهرة بعد احداث ١٩/ ابريل ٢٠١٩، ويعيش معزز مكرم لم يطاله قانون مصري بتهمة التامر علي اغتيال الرئيس حسني مبارك رغم انها من الجرائم لا تسقط بالتقادم!!
***- قوش، يتمتع بحماية امنية، وهناك من قالوا ان المخابرات المصرية استخرجت منه كل المعلومات الهامة عن عمل جهاز الامن والاستخبارات السودانية، وانه تعاون معهم ومدهم بالكثير الخطير عن عمل الجهاز وعن الجنرالات القدامي والجدد العاملين فيه وفي المؤسسة العسكرية، وبعد ان تعاون قوش بكفاءة عالية مع المخابرات المصرية سخرت الجماهير السودانية منه كثيرا وقالوا “المصريين حلبوا قوش!!”.
***- وقالوا ايضا كنوع من السخرية ” المخابرات المصرية دخلت قوش في واحدة من بيوت الاشباح واذاقوه عيانات من نفس عذاب بيوت اشباح الخرطوم.. بعدها اصبح قوش وديع ومطيع وبسمع الكلام!!”.
ماذا كتبت الصحف والمواقع السودانية
والاجنبية عن صلاح عبد الله قوش؟!!
١/- صلاح قوش وإرتكاب جرائم حرب في درافور:- يقول الصحافي الأميركي مارك قولدبيرج الذي يكتب في «نيويورك تايمز» والمتخصص في الشؤون الأفريقية: «يوجد اسم قوش ضمن لائحة قدمت إلى مجلس الأمن تضم 17 شخصا يعتبرون من أهم الشخصيات المتهمة بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور ويعرقلون السلام في الإقليم». ويقول أيضا إنه «مسؤول عن اعتقالات تعسفية والتضييق والتعذيب وإنكار حق المعتقلين في محاكمات عادلة». ويصف قولدبيرج قوش بأنه «عقل الحكومة السودانية». وفي عام 2005 أجرت إحدى وكالات الأنباء الغربية حديثا نادرا مع صلاح قوش حيث أقر لأول مرة بأن الحكومة تسلح ميليشيات الجنجويد في دارفور، مشيرا إلى أنهم لن يرتكبوا الخطأ نفسه في شرق السودان. وأقر في تلك المقابلة أن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان حدثت في دارفور وأن الذين ارتكبوا تلك الانتهاكات سيقدمون إلى المحاكمة.
المصدر- “ويكيبيديا” – الموسوعة الحرة-
٢/- علاقة قوش مع “سي آي ايه”:- أكد مصطفى عثمان إسماعيل، وكان يومئذٍ وزيرا للخارجية، النقاب عن التعاون الاستخباراتي بين السودان وامريكا وقال أن هناك تعاونا استخباراتيا بين واشنطن والخرطوم. هذا التعاون سيؤدي إلى فتح «مكتب اتصال» خارج السفارة السودانية في واشنطن، للتنسيق بين جهاز المخابرات السوداني ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه). وهو التعاون الذي جعل الوكالة تعترض بشدة على إدراج اسم قوش ضمن المتهمين بارتكاب «جرائم حرب» في دارفور بسبب تعاونه الأمني مع الأميركيين. وتعرضت «سي.آي.إيه» نتيجة تعاونها مع قوش إلى حملة إعلامية ضارية في الولايات المتحدة، إلى الحد الذي جعل بورتر غوس مدير «سي.آي.إيه» يتراجع عن عقد اجتماع مع قوش حين زار واشنطن. وكان يدرك الأميركيون أهمية قوش بالنسبة لهم، وفي هذا الصدد يقول جون برنبيرغ المستشار السابق في البيت الأبيض خلال فترة حكم الرئيس الأسبق بيل كلينتون «كنا نعرف أن قوش هو المرافق اللصيق لأسامة بن لادن خلال وجوده في الخرطوم من 1990 إلى 1996، وهو الذي ساعده على إنشاء مشاريعه التجارية والمالية».
المصدر- “ويكيبيديا” – الموسوعة الحرة-
٣/- تعاون غير مسبوق مع (سي آي أيه):- أشرف قوش أكثر من مرة بصورة شخصية على اعتقال الترابي وقيادات حزبه بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري، لكن العلامة الأبرز في مسيرة صلاح قوش خلال هذه الفترة هي تعاونه مع جهاز المخابرات الأمريكية (سي آي إيه). هذا التعاون لخصه مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عام 2005 لصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية بالقول إن المعلومات التي وفرتها المخابرات السودانية -التي يترأسها قوش- لنظيرتها الأمريكية كانت “مهمة، عملية، ومحدثة”.
المصدر- “شبكة الجزيرة الاعلامية”-13/4/2019-
٤/- الدور الذي لعبه قوش خلال حكم البشير، لم يكن عاديا في ظل دولة تتجاذبها الاضطرابات، والصراعات العسكرية من كل حدب وصوب، حيث ظهرت مدى قوة قوش وجهازه، وأسبقيته عن بقية الأجهزة الأمنية في السودان، عندما نجح في التصدي للمحاولة الانقلابية الأشهر لحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور. في 10 مايو/أيار 2008، استطاعت عناصر الحركة الوصول إلى مدينة أم درمان المركزية داخل العاصمة السودانية الخرطوم، وفشل الجيش في رصد قوافل السيارات العسكرية للحركة التي انطلقت من حدود تشاد، وتجاوزت صحاري غرب السودان حتى أم درمان وسيطرت على بعض المواقع، بيد أن قوات الأمن تمكنت من مواجهتها وهزيمتها، فيما يعرف بعملية “الذراع الطويل”. بعد فشل هذه العملية، استخدم جهاز الأمن والمخابرات الوطني أساليب غاية في العنف لقمع الحركات المسلحة في دارفور، وشن حملات اعتقال موسعة وإنفاذ عمليات اغتيال وتصفيات جسدية، وأصدر قوش قرارا مباشرا باستبعاد وإخراج كل المنظمات الحقوقية العاملة في إقليم دارفور، في ذلك الوقت.
المصدر- “شبكة الجزيرة الاعلامية”-13/4/2019-
٥- صلاح قوش يتوسط للجيش في صفقات سلاح عبر إريتريا:- كشفت صحيفة إثيوبية عن وساطة قادها مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الأسبق صلاح قوش لصالح حكومة بورتسودان، بهدف تأمين شحنات من الأسلحة عبر الأراضي الإريترية، شملت أنظمة مضادة للطائرات، وقنابل برميلية، وطائرات مسيّرة تركية وإيرانية.أكدت صحيفة the reporter في تقرير نشره مؤخراً أن قوش زار العاصمة الإريترية أسمرا يوم 16 مايو الماضي، حيث التقى بالرئيس أسياس أفورقي، واتفق معه على استخدام الموانئ والمطارات الإريترية كمنافذ لتمرير الأسلحة إلى القوات الحكومية في بورتسودان والجهات المتحالفة معها. أوضح التقرير أن الطائرات المسيّرة التي وصلت إلى السودان شملت “بيرقدار TB2” التركية و”مهاجر-6” الإيرانية، وهي طائرات قادرة على حمل قنابل موجهة بدقة، في مؤشر على تعاظم الدعم العسكري التركي والإيراني لقوات البرهان.
المصدر- “صوت الهامش”- يونيو 18, 2025-
اخيرا، صلاح عبدالله، المهندس خريج كلية الخرطوم، والملقب ب”قوش” نسبة إلى عالم رياضيات هندي كان يتسم بالنبوغ، والمدير السابق لجهاز الامن لفترتين، والخبير في الشؤون الامنية والاستخباراتية، وعضو حزب المؤتمر الوطني المنحل، والحامل رتبة فريق اول، ويتمتع باحترام كامل من قبل اصحاب السلطة الحالية في بورسودان… هو بكل المقاييس شخصية جديرة بالدراسة والتحليل، ولمعرفة من اين جاء بكل هذا “الذكاء والدهاء الخارق والفطنة!!!” ليخدع اهل السلطة السابقة طوال ثلاثين عام، وايضا السلطة الحالية، والبقاء في القاهرة بلا عقاب او حساب، ويصول بين القاهرة واسمرا وبورتسودان ودبي بكل اريحية وسهولة؟!!
[email protected]
١/- وصلتني رسالة من صديق وكتب:
يا حبوب، نسيت تكتب صلاح قوش محمي في السودان حماية كاملة وبتوجيهات من البرهان نفسه. وفي القاهرة عنده مكانة خاصة ومقربة من الرئيس السيسي شخصيا. وعلاقته مع الامين العام للحركة الاسلامية علي كرتي تمام التمام. وتجارته في دبي مزدهرة وفي ازدياد مرتفع.، ويتمتع بحب واحترام بعض القيادات العسكرية القديمة في جهاز الامن، وكان هو السبب في دخولهم الجهاز ولمعوا واغتنوا فيه،… صلاح قوش “جوكر”، وهو صاحب المهمات والوظائف المتعددة والصعبة، عنده قدرة على التحمل والتفكير خارج الصندوق. ودقة وسرعة الإنجاز. لذلك كان ومازال هو الشخصية البارزة بقوة طوال الستة وثلاثين عام الماضية علي حساب الاخرين الساسة والجنرالات بما فيهم البشير وبن عوف والبرهان.
٢/- وصلتني رسالة من قارئ علق علي المقال، وكتب:
يا عمي الصايغ، جاء في نهاية عنوان المقال كلمة “عجبي”، واسالك من وين جبت العجب ده في بلد اختفت منه الدهشة والاستغراب والعجب والصدمات؟!!، وهل وجود صلاح قوش في القاهرة وبلعب مع المصريين بالتلات ورقات ، وبالبيضة والحجر مع السلطة الموجودة في بورتسودان، ده نوع من العجب؟!!، يا زول، مافي حاجة في السودان او اي تصرف من السودانيين اصبح يدعو للعجب، وما تنسي عندنا مقولة مشهورة تطلق علينا وافادت “لا تستغرب فانت في السودان”.
سؤال هام لم نجد له اجابة منذ عام ١٩٩٥ عام وقوع محاولة اغتيال الرئيس الراحل/ حسني مبارك، والسؤال هو:
***- من هو سفير السودان في اديس ابابا عام ١٩٩٥، والذي تسلم الحقيبة الدبلوماسية المليئة بالاسلحة والمتفجرات المرسلة له سرا من وزير الخارجية علي عثمان وقتها، وقام بتسليمها للارهابيين المصريين المنتميين لتنظيم (الجماعة الاسلامية)، وقاموا بعدها بمحاولة الاغتيال في يوم الاثنين ٢٦/ يونيو ١٩٩٥، والتي فشلت بسبب يقظة حراس الرئيس المصري؟!!… لماذا هناك تعتيم حول اسمه رغم مرور زمن طويل من وقوع الحادث؟!!
وصلتني رسالة من قارئ كريم، علق فيها علي تعليقي والسؤال عن “من هو سفير السودان في اديس ابابا عام ١٩٩٥، والذي تسلم الحقيبة الدبلوماسية المليئة بالاسلحة والمتفجرات المرسلة له سرا من وزير الخارجية علي عثمان وقتها،”، وكتب:
يا حبوب، ، السفير والدبلوماسي المخضرم الذي كان وقتها سفيرا في اديس ابابا في عام 1995 هو اللواء عثمان السيد فضل السيد، توفي الي رحمه مولاه في مايو عام 2025. شغل مناصب كثيرة في الدولة منها مدير الأمن الخارجي، إلى جانب عمله سفيراً للسودان في إثيوبيا.. وخبيراً استراتيجياً في شؤون القرن الإفريقي، ومديراً لمركز دراسات الشرق الأوسط، وممثلاً في عدد من المحافل الإقليمية والدولية.
١/-
نشرت صحيفة “الراكوبة” في يوم ٢٥/ يونيو ٢٠١٣ مقال طويل للاستاذ/ تاج السر حسين، جاء تحت عنوان “أسرار جديده لمعتقل فى محاولة اغتيال مبارك فى اثيوبيا!”، وهو مقال ملئ بحقائق كثيرة وخطيرة، واقتبس منه هذا الجزء:
(…- تبقت مسأله واحده فى تلك القضيه لازال البعض يتداولها كاشاعه اقرب للحقيقه لم يؤكدها الاستاذ/ فتحى الضوء فى كتابه “الخندق” ولم ينفها وهى واقعة اغتيال الفنان الخلوق (خوجلى عثمان) التى يقال لها علاقه بتلك القضيه، بسبب تعرفه عن طريق (الصدفه) على مجموعه من اؤلئك الأرهابيين الذين كانوا مخبئين فى احدى المزارع فى ضواحى الخرطوم.. وتمتد الأشاعه لتقول أن صديقه الراحل الدكتور (عوض دكام) تم قتله كذلك عن طريق السم فى احدى الفنادق المصريه، لأن (خوجلى) رحمه الله كان صديقا مقربا منه وحكى له عن تلك القصه، وما يؤكد تلك (الأشاعه) أو يجعلها اقرب للحقيقه أن جميع من كانت لهم صله بتلك القضيه من اعوان النظام ورجال امنه تمت تصفيتهم واحدا تلو الآخر وباساليب مختلفه وقد أشار الى ذلك كتاب (الخندق) وأكد لى تلك المعلومات من قبل وبصورة دامغه أحد المنتمين للنظام فى السابق وقبل المفاصله.).- انتهي-
٢/-
أسرار جديده لمعتقل فى محاولة اغتيال مبارك فى اثيوبيا!
https://www.alrakoba.net/356312/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D9%87-%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84-%D9%81%D9%89-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%A8/
قصصات قديمة لها علاقة بالمقال:
١/-
من هو الدكتور/ عبد الله الجعلي، الذي أغتيل غدرا في أديس أبابا؟!!
وما علاقته بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل/ حسني مبارك؟!!
وهل تمت تصفيته من قبل جهاز امن البشير لاخفاء حقائق خطيرة تمس شخصيات كبيرة في النظام الحاكم وقتها ، وكان القتيل الدكتور/ الجعلي ملم بتفاصيلها؟!!
٢/-
اقتباس:
من قتل الدكتور/ عبد الله الجعلي، في أديس أبابا؟!!
من هو عبد الله الجعلي – زوج وزيرة الدولة تهاني تور الدبة؟!!
المصدر- الاستاذ/ بكري ابوبكر-“سودانيز اون لاين”- 12-20-2015-
(…- بعد محاولة اٍغتيال الرئيس حسني مبارك . أصبحت الأجواء متوترة جدا – ولكن الأمن الاٍثيوبي كان يمتاز بعدة مزايا منها (أنه كان يعرف جيدا من المتهم ومن البرئ – ثم أنه غير متعجل في القبض علي أحد – كما أن الحكومة الاٍثيوبية كانت متمهلة جدا في قراراتها ولم تكن في عجلة للقفز علي النتائج – وأيضا كانت العلاقة الاثيوبية السودانية في أوج كمالها – بل لم تكن علاقة مصر باثيوبيا جيدة خاصة اٍن الحساسية بين البلدين أدت الي (اٍستقلال الكنيسة الاٍثيوبية وهم –أرثوزيكس/أقباط- عن الكنيسة القبطية بالاسكندرية . ناهيل عن حساسيات كثيرة بدأت تتنامي بوجود شخصية قائدة وكاريزماتية مثل الرئيس ملس زيناوي .
في ذلك الجو المتوتر الحساس اٍختفت معظم السيارات التي تحمل اللوحة الديبلوماسية السودانية (20)- ولم تظهر الا سيارة السفير (عثمان السيد) سفيرنا لدي اثيوبيا وهو شخصية ودودة ومحبوبة لدي الاٍثيوبيين . وهنا هبطت طائرة (تراي اٍستار) ضخمة تحمل الرئيس عمر البشير . وهذه الطائرة هي من حمل كل الشخصيات السودانية التي كانت ترتبط بصورة قوية بالنظام – ولم يكن هروبهم خافيا عن الأمن الاٍثيوبي – ولم يكن دكتور الجعلي أحدهم – فالدكتور كان كثير السفر للأقاليم الاٍثيوبية – خاصة مناطق قبيلة الأورومو .
ثم رأت الحكومة الاٍثيوبية أن تغلق جميع المنظمات الخيرية – بعد أن تبين للجميع دور (بعض هذه المنظمات- الاٍغاثة الأفريقية ومنظمة الدعوة الاٍسلامة) في الدعم اللوجستي (لمنفذي) المحاولة . وكانت هيئة الاٍغاثة السلاميىة السعودية في وضع لاتحسد عليه – اٍذ غادر مديرها (السعودي) للمملكة – وكان نائبه المرحوم (عبد الله سليمان) وهذا الآخر اعتقل بواسطة الأمن الاٍثيوبي لوجود أسلحة بمنزله من ضمنها بنادق (كلاشينكوف) . ووجد الدكتور عبد الله الجعلي نفسه وحيدا يدير المنظمة – والتي كانت تعاني من اٍتهامات متبادلة بينها وبين مجموعة من (الأورومو) العاملين بها – حيث اتهمت المنظمة العاملين بسرقة الاٍغاثة وبيعها في الأسواق وتم فصلهم جميعا – ووصل الأمر للمحكمة – والتي حكمت بتعويض الأورومو المفصولين تعسفيا.
واٍختار المفصولون فريقا منهم للتفاوض – ولم يكن من أحد موجود لاٍدارة هذه الأزمة الا المرحوم الدكتور عبدالله الجعلي – والذي كان يعاني من اٍهمال مدير المنظمة للأمر . خاصة بعد اٍمهال الحكومة للمنظمات فترة زمنية محدودة لتصفية أعمالهم والمغادرة . وأذكر أن الدكتور حكي لنا في اٍحدي المرات تهديدات المفصولين له أكثر من مرة – حتي اٍنه غضب مرة وقال لهم أن (يركبوا أعلي مافي خيلهم).
وكان الدكتور قد رحل من جواري الي حي آخر – ودعانا الي الغداء معه – وكان هناك وفد من (السعوديين) من منظمة الدعوة قادمين من (رواندا) في طريقهم الي المملكة – ولم أحضر الغداء لاٍنشغالي باٍستقبال أحد أقربائي – وعند العصر موعد مغادرة الوفت أخذهم الدكتور للمطار وكان برفقته أحد الٍاخوة السودانيين – وعند وصوله لباب المنزل اٍنهمر عليه الرصاص وهو داخل سيارته. فتوفي في الحال – بينما تمكن رفيقه من الدخول للمنزل.
وأكد لنا بعض المعارف الاٍثيوبيين (المطلعين) أن الدكتور قتل بواسطة (المفصولين) وتم القبض علي ثلاثة منهم. والسبب هو معرفتهم بأن المنظمة ستغادر وأن حقوقهم لا أمل لهم فيها.).
-انتهي الاقتباس-