56 عام من الفشل..

عبدالعزيز عبدالباسط
العسكريون في السودان فضلوا دائما الانفراد بالسلطة عبر ممارسات استفزازية بتدبير مؤامرات دنيئة على حساب التوجه الشعبي العام ضاربين عرض الحائط بمبادئ الحوار السياسي والفكر الاستراتيجي المدني وشرف العلاقة مع المدنيين ومصالح الوطن فقد ارادوا دائما ان يكونوا هم الحكام الفعليين للسودان مستندين علي علاقتهم الاقليمية بجنرالات وضباط وقيادات عسكرية شبيهة لهم استهوتها شهوة السلطة وسياسة التحكم في مفاصل دولهم بوضع عراقيل ومتاريس لحكومات منتخبة وناجحة في كثير من الملافات ..
ان حكومة حمدوك لم تفشل بل كانت ناجحة في ملفات السلام والديون والعلاقات الدولية وكانت تستطيع اخراج السودان من ازماته المتعددة في وقت قصير لولا المتاريس التي وضعها لها فلول النظام السابق بمساعدة البرهان الخائن ونائبه الارهابي واما فشلها في الملف الامني انما كان بسبب العسكر الذين يسطرون علي كافة الاجهزة الامنية والقنوات الافتصادية الهامة..
فمنذ استقلال السودان ظل العسكريون هم العدو التقليدي لاي تحول دمقراطي يحلم به الشعب السوداني وظلوا بالمرصاد لكل الحكومات المدنية المنتخبة في السودان رغم فشلهم االمتكرر ل56 عام في كافة المسؤليات المناطة بهم وظل السودان اثناء حكمهم يتآكل من اطرافه امام انظارهم دون ان يتحركوا لتحرير شبر من اراضيه الستباحة بجانب انفصال الجنوب المخزي وبدلا من يدافعوا عن السودان العزيز دفعوا بجنودنا ليقاتلوا كمرتزقة في وليبيا واليمن ولم يستطيعوا في كل ايام حكمهم استعادة ارض او بناء مؤسسة قوية تنهض بالوطن وما استطاعوا تبني سياسية خارجية متوازنة يستفيد منها السودان وتنهض به برغم ثرواته الهائلة ولم يستفيدو من تجارب دول نهضت بإعتمادها علي امكاناتها الذاتية مثل كوريا الشمالية وايران وماليزيا رغم ما عانته تلك الدول من تشرزم وحصار..
العسكريون السودانيون تركيبتهم غبية وبليدة وخريطتهم النفسية خريطة مريضة تستوجب العلاج بالكي فهم لا تنفع معهم آية من آيات الله ولا شربة عسل فقط هو الكي حتى لا تدفعهم شهوات السلطة والثروة وحب التسلط الي انقلابات جديدة علي الحكومات المدنية المنتخبة..
ان ما قام به البرهان وحميدتي من حماقة ليس غريب وهو امر كان متوقعا فلا يجوز تثبيط الهمم ويجب علينا ان نناضل من اجل الدمقراطية لنعيد الحكم للقوى المدنية بان ننأ بانفسنا من هذا التثبيط الذى تقوم به تلك القوى الاقليمية المعروفة التي تسعى لتركيع السودان عبر حكمه بالانقلابات العسكرية وعلينا ان نقوم بتوعية الجماهير وتعبئتها لتدافع عن مكتسباتها الديمقراطية لان الجماهير هي سلاحنا الفعال في مواجهة حماقة العسكريين حتى تعود حكومة حمدوك الشرعية لان الشعب السوداني لن يستطيع العيش في ظل من سطوا على الحكم عبر قوة السلاح الذي يحمله المجرم البرهان والارهابي حميدتي ولن يصدق اكاذيبهم ولعبهم بورقة الخوف علي السودان.. فبعد كل هذا النجاح حققه حمدوك فى ملفات السلام والديون والعلاقات الدولية الشعب السوداني لن يسمح بإخفاقات العسكريين التي باتت معروفة ومتكررة في عدم إيجادهم لحلول واقعية وفعلية لمطالب الامة السودانية المشروعة..
وتوالي ردود الفعل العالمية هذه المرة سوف يدخل السودان في مرحلة غير مسبوقة من التوتر اذا لم تتوقف حماقات البرهان الذي بات عليه ان يعلم ان نموزج الترابي البشير لن يتكرر مرة اخرى وعليه ان يعلم هو ونائبه الارهابي بانهما لن يجدا اي مساندة سواء على المستوى المحلي او الإقليمي أو الدولي ويتعين عليه وعلي نائبه حميدتي تجرع خيبات اهدارهم لفرص نجاتهم برقابهم جراء ما اقترفوه من جرائم ومذابح في دارفور الي مذابح القيادة العامة وقتل الثوار وتوقعهم النجاح هذه المرة هو مجرد وهم كبير لانهم لن يستطيعوا النيل من الرغبة الشعبية السودانية الطامحة لنهضة تنموية شاملة بعيدا عن الحسابات الفردية والاقليمية الضيقة ذات الاطماع المعروفة..