اضواء خافتة

عثمان بابكر محجوب
اذا ما طلب منا ابداء رأي ازاء الحرب الدائرة بين اتباع مظلومية الحسين واتباع مظلومية السبي البابلي لا شك سيكون رأينا غريبا بعض الشيء ، لان الطرفان يستحقان الهزيمة بجدارة.
ايران الاسلام التي تبنت مظلومية فلسطين كتجسيد لمظلومية الحسين في العصر الحديث لم تكن تهدف اطلاقا الى تحرير فلسطين بقدر ما كانت تهدف الى اذلال العرب باسم فلسطين وتأسيس امبرطوريتها من جديد على أشلاءهم .
حتى انهم تركوا ما أمرهم الله به الى امور لا شأن لهم بها حيث ورد في سورة النور المباركة : ” وَٱلۡأَنۡعَٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمۡ فِيهَا دِفۡءٞ وَمَنَٰفِعُ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ (5) وَتَحۡمِلُ أَثۡقَالَكُمۡ إِلَىٰ بَلَدٖ لَّمۡ تَكُونُواْ بَٰلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ ٱلۡأَنفُسِۚ (7) وَٱلۡخَيۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِيرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِينَةٗۚ وَيَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ.” لقد تخلوا عن فقه الانعام واسسوا فقه الصواريخ . ولا شك ان الحكم الاسلامي في ايران هو بضاعة اميركية صليبية كسائر حركات الاسلام السياسي حتى ان المرشد خامنائي هو مترجم كتب سيد قطب الى الفارسية واول من بارك للخميني ثورته هو ابو الاعلى الموودي الاب الروحي لكل الحركات الاسلامية الارهابية والاجرامية.
كذلك الامر فان أميركا بنصيحة من فرنسا انذاك اختطفت ثورة الشعب الايراني وبدلت التاج بالعمامة شرط ان ينفذ الحكم الجديد لها عدة أهداف كان منها : محاصرة الاتحاد السوفياتي بالاسلام السياسي زمن الحرب الباردة ، الغاء التحول الديمقراطي في ايران ، الهاء العرب عن فلسطين بتصدير الثورة الاسلامية عفوا النقمة الاسلامية الى بلدانهم .
تغبيش وعي الايرانيين بان مسار التاريخ ليس باتجاه المستقبل بل باتجاه الخلف حتى بلوغ العصر الذهبي عصر التيمم عند الشك في عدم طهارة الماء او عدم وجوده. نحن لا نأسف حتى لسقوط طغاة الاسلام في ايران شرط ان يكون على يد الشعب الايراني الذي يرزح تحت حكم دموي يبدد ثروات البلاد لتحقيق طموحات مريضة وخيار الشعب الوحيد تنحصر في مقطع من أغاني ام كلثوم : : “ولما اشكى تخاصمنى وتغضب لما اقول لك يوم يا ظالمني”.
وعلى الرغم من موقفنا السلبي من حكم الملالي نؤكد على حق ايران كدولة ذات سيادة تصنيع وامتلا ك القنبلة النووية اسوة بباقي الدول ونتضامن معها ضد العدوان الاميركي -الاسرائيلي حتى اننا نتمنى لهم دحر العدوان لكن بعد ضربات ترامب الاخيرة لن يتجرأ الملالي على التصعيد حيث عودنا الاسلام السياسي على تبني نهج غرير العسل قي مثل هذه الحالة الذي يقال عنه انه الحيوان الوحيد الذي لا يخرب بيته واكثر اهتمامته حفر الانفاق. وفي هذا السياق لا بد ان نؤكد على حق بلدنا الحبيب السودان اختراع القنبلة الذرية لكن ليس له الحق ابدا باختراع مالك كديس رئيسا للوزراء.
وفي المقلب الاخر حولت الصهيونية اسطورة مظلومية السبي البابلي الى مظلومية الهلوكوست(الكاذبة) في العصر الحديث وعلى يد هتلر القزم الكذاب نتنياهو والداعر الاميركي ترامب نشهد تحولات عميقة هدفها تسليم اسرائيل دفة قيادة الشرق الاوسط الجديد دون منازع بعد ان احتضرت الصهيونية وهي في طريق تحولها الى نازية شعب الله المختار. وفي الختام ندعو البرهان وحميدتي اما معا او كل على حدة الى الحج نحو الكنيست الاسرائيلي حيث ان زيارة العمرة الى عنتيبي لم تعد نافعة يا برهان ، وامامكم الجديد هو قزم هتلر . فيا قتلة شعب البلاد اذهبوا الى لقاء زعيمكم نتنياهو عله يدربكم على اساليب جديد تساعدكم على ابادتنا بوتيرة اسرع.
الايات المذكورة في المقال : ” ٱلۡأَنۡعَٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمۡ فِيهَا دِفۡءٞ وَمَنَٰفِعُ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ (5) وَتَحۡمِلُ أَثۡقَالَكُمۡ إِلَىٰ بَلَدٖ لَّمۡ تَكُونُواْ بَٰلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ ٱلۡأَنفُسِۚ (7) وَٱلۡخَيۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِيرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِينَةٗۚ وَيَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ.”
هي من سورة النحل و ليست من سورة النور