بعد ان فشلت كل الحكومات السابقة : هل يستطيع كامل ادريس حل الحركات المسلحة .. وتجميع السلاح؟!!

بكري الصائغ
موضوع لا يختلف حوله اثنان، وأمر بديهي لا يوجد فيه أي نقاش أو جدال، وهو ان الحكومة الانتقالية القادمة برئاسة رئيس الوزراء كامل ادريس، لن تقوي باي حال من الاحوال من تحقيق اي انجازات علي ارض الواقع، واعادة السلام والامن والامن في جميع أنحاء الوطن، مالم تكون من اولي اجندتها قبل -اي مواضيع اخري- حل كل المنظمات والحركات المسلحة حتي وان كانت بعضها تعمل مع القوات المسلحة جنبا الي جنب، لا يمكن لاي حكومة في اي مكان بالعالم وايا كان شكلها حكومة عسكرية او مدنية ان تحقق اهدافها في التعمير والبناء طالما هناك فئات وجماعات ومنظمات تحمل السلاح بغرض فرض ارادتها بالقوة وعبر الفوضي والدمار.
علي رئيس الوزراء الجديد كامل ادريس ان يضع الشروط الضرورية علي البرهان قبل تشكيل الحكومة الانتقالية القادمة قبل تشكيلها، واولي هذه الشروط ان يوافق البرهان علي حل كل المنظمات والحركات المسلحة بصورة جادة وحاسمة لا تقبل النقاش او الحوار مع فيها مع احد، ان يوافق البرهان علي شرط قيام القوات المسلحة بالتعاون مع جهاز الامن الوطني ووزارة الداخلية بتجميع السلاح الذي فاق عدده ما عند الجيش والمؤسسات العسكرية، والا يتساهل البرهان في هذين الموضوعين لانهما اساس خلاص البلاد من الحرب والاقتتال.
لقد اخطأ البرهان خطأ كبير في شهر ابريل عام ٢٠١٩ فور تسلمه الحكم في البلاد، ولم يقم او سعي جادا الي حل قوات “الدعم السريع” وضم الضباط والجنود فيها الي القوات المسلحة، بل قام بترقية “حميدتي” الي رتبة فريق اول وعينه نائبا له في المجلس العسكري الانتقالي رغم الاعتراضات الكثيرة التي وصلته من ضباط في القوات المسلحة، ومن ملايين المواطنيين الذين استنكروا بشدة تصرفه مخالفا بذلك مبادئ انتفاضة الشعب، وكانت النتيجة ان “حميدتي” في ظل حماية البرهان له ولقوات “الدعم السريع” استطاع ن يجلب احدث انواع الاسلحة ذات التقنية العالية من عدة دول افريقية واوروبية، وصلت اخيرا الي حصوله علي مسيرات وصواريخ قصف بها عدة مدن ومناطق عسكرية .. البرهان هو من ساهم بغباءه وبسبب قلة ذكائه أو تصرفاته غير الحكيمة في توسيع رقعة السلاح في البلاد .. وقد تنقلب عليه احدي هذه الحركات المسلحة في المستقبل تماما كما انقلبت قوات الدعم عليه عام ٢٠٢٣م.
هناك اخبار كثيرة نشرتها كثير من الصحف السودانية والاجنبية عن عدد السلاح المتداول في ايدي المواطنين خلال الفترة من عام ٢٠١١م وحتي ٢٠١٩م، وتضاربت الارقام في هذه الصحف ما بين (٨ و١٣) مليون قطعة سلاح ناري واكثر من (٨) مليون سلاح ابيض!!، وهي بالطبع ارقام لم تصدر من اي جهة رسمية، ولكنها ارقام اقرب الي الحقيقة في وجودها بالبلاد.
في يوم ٧/ اكتوبر ٢٠٢٠م، نشرت صحيفة SWI” swissinfo.ch” خبر تحت عنوان:-“جمع السلاح في السودان ملف قابل للإنفجار”، جاء في سياقة:- (يشكل جمع السلاح من الأفراد والمجموعات المسلحة في السودان أصعب ملف في اتفاق السلام الموقع السبت بين الحكومة والمتمردين بعد قرابة عشرين عاما من الحرب الأهلية. وقال جبريل ابراهيم قائد حركة العدل والمساواة وهي واحدة من المجموعات المتمردة الموقعة على الاتفاق إن “جمع السلاح مسألة صعبة وتتطلب جهدا جماعيا. الناس لن تسلم السلاح الا في اللحظة التي تقتنع فيها أن الحكومة يمكن أن تحقق لهم الأمن”، ولبلوغ هذا الهدف ينبغي، وفق ابراهيم “تحقيق سلام اجتماعي”. وقال “إذا كانت لدينا حكومة ديموقراطية تستمع الى صوت الشعب فان الناس سيخلصون الى أنهم ليسوا بحاجة الى سلاح لحماية أنفسهم”… يقول جوناس هورنر الخبير المتخصص في السودان إن “الثقة هي مفتاح جمع السلاح. إلا أن العسكريين، وثيقي الصلة بالانتهاكات التي ارتكبها نظام البشير، لم يظهروا بعد رغبة في التصدي للعنف لاقناع سكان المناطق الريفية بأن بامكانهم البقاء السلاح”.).- انتهي-
المشكلة الكبري والبالغة في الحدة، ان البرهان ومن معه من جنرالات مجلس السيادة لا قدرة لهم علي حل الحركات المسلحة التي وصل عددها فقط في اقليم دارفور وحدها الي نحو (٨٨) منظمة، ولا يستطيعون باي حال وهم في بورتسودان علي مجابهة الحركة الاسلامية، وكتائب الظل، وتنظيم براء بن مالك، وتنظم الاخوان المسلمين، البرهان المسكين محاصر بشدة كما يحيط السوار بالمعصم، وطالما البرهان هو من تساهل منذ عام ٢٠١٩م حتي اليوم في حل هذه المنظمات المسلحة في دارفور وكردفان وبورتسودان، فانه حتما لن يتراجع عن بقائها حرصا علي كرسي الحكم…. عندها -وكما هو متوقع-، لن تكون لحكومة كامل ادريس اي معني من وجودها، وستكون الحكومة الجديدة شبيهة بحكومة محمد طاهر ايلا وبكري حسن صالح، ومعتز موسى.
عناوين اخبار لها علاقة بالمقال:
١/- رقم مفزع في السودان.. 8 ملايين قطعة سلاح في أيادي المدنيين.
٢/- جمع السلاح في دارفور .. المواطنون لا يتجاوبون ويفضلون.
٣/- حملة جمع السلاح: سودانيون يدفنون الأسلحة في المقابر مثل الموتى.
٤/- الحرب تنعش تجارة الأسلحة في شرق السودان.
٥/- قال الرئيس السوداني عمر البشير إن حكومته عازمة على جمع السلاح .. البرهان: “نعمل تدريجيا على جمع السلاح من المدنيين في السودان”.
٦/- «سودان تربيون» تتحصل على معلومات دقيقة بشأن مصادر وحجم تسليح «الدعم السريع»:
https://sudantribune.net/article279190/
٧/- زودت بطائرات بيرقدار.. كيف تمول كتائب البراء ومن يُموّل؟!!
٨/- الإخوان».. سلاح يدمر مقدرات السودانيين ويقترف جرائم حرب.
٩/- في ظل تدفقات السلاح وشبح المجاعة، هل تنجح جهود السلام في إنهاء الأزمة في السودان؟!!
١٠/- صور تظهر طائرات مسيرة لقوات الدعم السريع السودانية في قاعدة بدارفور … كيف استخدمت الدعم السريع المسيّرات لتغيير مسار الحرب؟!!
١١/- سلاح المسيّرات منعطف ينذر بمرحلة خطيرة في حرب السودان.
١٢/- مسيرات من الإمارات والصين تعيد قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد مغادرتها الخرطوم:
مسيرات من الإمارات والصين تعيد قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد مغادرتها الخرطوم
١٣/-
تحذيرات سودانية للصين بسبب مسيرات الدعم السريع.
***- واخيرا، لن يستطيع كامل ادريس اقناع او اجبار البرهان علي حل الحركات المسلحة وتجميع السلاح، وسيبقي الحال كما هو عليه الان بلا تغيير او تعديل طالما البرهان في السلطة، وستكون حكومة كامل كالماء لا طعم ولا رائحة ولا لون!!
بخلاف الركعات الشو العملم كامل ادريس
هل يؤدى الفروض الخمس وهل يقيم الليل
كم عدد المرات التى ادى فيها العمرة لبيت الله الحرام
هل اددى فريضة الحج
اسئلة تحتاج الاجابة ايها الاستقصائي الرباني الهمام
استاذ بكري وينك من الاحداث والمستجدات الحاصله في الساحة سودانية وإقليمية وعالمية , هنا في السودان ظهرت مشكلة أكبر من الحرب الدائرة حالياً بين الدعم السريع وبقية البوتقة التي تدعي إنها تساند الجيش السوداني , وهي مشكلة المناصب والثروة وظهر جلياً بأن الحرب لم تقم إلا لحصاد المناصب والثروات ,
أما (حكومة) هذا الحالم كامل ادريس فأولي به أن تضع يدها مع الذين ينادون بإيقاف الحرب أولاً ثم محاربة الجوع، والفقر،والبطالة، والفساد، وانعدام الأمن .
مقتطفات من صحف
لها علاقة بالمقال:
١/- وصلت فوضي استعمال السلاح في السودان الي حد ان ان احد المواطنين قتل لصآ بمدفع “اربجي”!!، هذا الحادث الغريب والفريد في نوعه وقع في عام ٢٠٠٨، وتعود تفاصيله إلى قيام المتهم (م.ص) بمطاردة القتيل (م.م) بعد قيامه بسرقة منزله وإطلاق النارعليه من سلاح “أربى جى” عيار (22) مرخص رسميا، مما أدى لوفاة اللص، وان أولياء الدم قبلوا بالدية البالغ قدرها (٣٠) ألف جنيه أمام النيابة المختصة.
المصدر – صحيفة “الراكوبة”- ٢٥/ فبراير ٢٠٢١-
٢/- الإمارات: صلاح قوش يدير
عمليات إتجار بالأسلحة داخل البلاد:
أعلنت أجهزة الأمن الإماراتية إحباط محاولة لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية بطريقة غير مشروعة، مبينة أن المدير السابق لجهاز المخابرات السوداني صلاح قوش يدير عمليات إتجار بالأسلحة داخل الإمارات. وقال النائب العام د. حمد سيف الشامسي، في بيان اليوم الأربعاء إن أجهزة الأمن تمكنت من إحباط محاولة تمرير كمية من العتاد العسكري إلى القوات السودانية، بعد القبض على أعضاء خلية متورطة في عمليات الوساطة والسمسرة والإتجار غير المشروع في العتاد العسكري، من دون الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المختصة، وفق ما نقلت “وام”. كما أوضح أن التحقيقات كشفت تورط أعضاء الخلية مع قيادات الجيش السوداني، مضيفاأن الخلية تضم المدير السابق لجهاز المخابرات السوداني، صلاح قوش، وضابطا سابقا بالجهاز، ومستشار وزير المالية السابق، وسياسيا مقرب إلى عبدالفتاح البرهان وياسر العطا، وعدداً من رجال الأعمال السودانيين. ولفت إلى “أنهم أتموا صفقة عتاد عسكري بقيمة تجاوزت ملايين الدولارات وذلك بالتنسيق مع العقيد عثمان الزبير، مسؤول العمليات المالية بالقوات المسلحة السودانية، بعد اصطناع عقود وفواتير تجارية مزورة تثبت -على خلاف الحقيقة – أن الأموال مقابل صفقة استيراد سكر.
المصدر- “العربية” -٣٠/ بريل ٢٠٢٥-
٣/- كشفت نائب في الكنيست الإسرائيلي النقاب، عن أن إسرائيل تستخدم جنوب السودان كقاعدة لمراقبة ورصد إرساليات السلاح الذي يتم تهريبه عبر البحر الأحمر والسودان، ليصل إلى حركة حماس في قطاع غزة. وقالت النائب تمار زندبيرغ، عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن جنوب السودان تقدم خدمات استراتيجية وأمنية هائلة، وهذا ما يفسر حرص حكومة نتنياهو على مواصلة تقديم الدعم العسكري لهذه الدولة، يذكر أن إسرائيل شنت غارات عدة على قوافل كانت تتحرك داخل السودان، بزعم أنها كانت محملة بسلاح متهجه إلى قطاع غزة. وقامت طائرة بدون طيار إسرائيلية بتصفية شخصين داخل السودان، زعمت إسرائيل أن لهما علاقة بعمليات تهريب السلاح للقطاع.
المصدر- “عربي ٢٤”- 16-Jul-15-
٤/- “الاهرام” تكشف النقاب عمن يقفون وراء تهريب السلاح لمصر وفلسطين، واتهام مباشر لقبيلة الرشايدة:
https://www.maannews.net/news/509258.html
٥/-عناوين اخبار دون التفاصيل:
(أ)- مصر تشن معارك حدودية ضد المهربين على الحدود السودانية.
(ب)/- فجر الجيش المصرى سبع عربات محملة بالسلاح والذخيرة فى حدوده مع السودان.
(ج)/- ليبيا: حفتر يواصل إمداد قوات «الدعم السريع» السودانية بالسلاح رغم الانتقادات.
(د)/- الأمن السوداني يضبط أسلحة وذخائر مهربة على الحدود مع إثيوبيا.
(هـ)/- السودان يضبط شحنة أسلحة ومتفجرات مهربة من ليبيا.
(و)/- كانت في طريقها إلى إثيوبيا .. ضبط أسلحة تركية مهربة في ولاية القضارف السودانية.
(ز)/- بعد الاسلحة المهربة عبر أثيوبيا..ضبط مجموعة ضخمة من الذخيرة الثقيلة في شرق البلاد.
(ح)/- ضبط أسلحة مهربة على ساحل البحر الأحمر في متن قارب داخل المياه الإقليمية.
(ي)/- وصول 3 شحنات أسلحة إلى السودان قادمة من اليمن.. والكشف عن هوية القيادات المتورطة في التهريب.
(ك)/- ضبط أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال مهربة بالشمالية.
(ل)/- الجيش السوداني يستولي على كميات كبيرة من أسلحة وذخائر الدعم السريع داخل الخرطوم بينها مدافع استخدمت ضد أهداف عسكرية.
من المقال : د اخطأ البرهان خطأ كبير في شهر ابريل عام ٢٠١٩ فور تسلمه الحكم في البلاد، ولم يقم او سعي جادا الي حل قوات “الدعم السريع” وضم الضباط والجنود فيها الي القوات المسلحة
تعليق : يا عزيزي ايها الاستاذ المخضرم و أحد نتاج ادارة الدولة العميقة في السودان , أنت و الاخرون تعلمون جيدا أن قوات الدعم السريع تم انشاؤها لتغطية قصور في الجيش في مهام مكافحة التمرد و أنتم تعلمون جيدا ان المسوغ الأساسي للتمرد هو الفشل الاداري و الحقيوقي لدولة ما بعد الاستعمار و من المعلوم انك لا تجني من الشوك العنب .
نفس الاخطاء التي تم معلجتها بانشاء الدعم السريع تتكرر الان مع ما يسمى بحركات اتفاق جوبا المسلحة .
ليس من العدل ان تنشيء اذرع مسلحة نظاميا ثم بعد انجاز المهمة ترميها عظما
العدل هو أن تقوم الادارة اي ادارة الدولة بواجباتها كاملة منذ البداية
هذه العقلية النفعية القاصرة يجب ان تختفي من حياتنا في ادارة الدولة حتى تتقدم البلاد و نصبح مثل بقية دول العالم المتحضر