مقالات سياسية

العرب رسموا طريقا محددا للسودان .. لا يخرج عليه

العرب رسموا طريقا محددا للسودان .. لا يخرج عليه

كلما زار رئيس أو مسؤول أو زعيم أو حتى سكرتير ثالث في خارجية أي دولة السودان نجد من يصيح في الدول العربية إن هذا ضد الأمن القومي العربي وتهديد حدود هذه أو تلك الدولة , وهذه الدول تخشى على مصالحها لمجرد زار زعيما أو رئيسا السودان وفي نفس الوقت الزعماء العرب لم يزوروا ولم يدعموا السودان ويشككون في كل من يقوم بالزيارة الى السودان.. أنه أمر غريب !!! ومعروف بقلة زيارات الرؤساء والزعماء إلى السودان في عهد الإنقاذ وهي بمعدل زيارة زعيم أو رئيس خلا كل (10 سنوات) أو أقلّ من ذلك وعلى قلتها كانت سبب قلق وإزعاج للكثيرين من العرب الجيران القريبين والبعيدين كذلك . فعندما زارت والدة أمير دولة قطر (الشيخة موزه) وحاولت تطوير الأثار السودانية بعد إعجابها بهذه الأثار وسيكون بذلك تطوير السياحة وسيكون مورد مهما وسيعود إلى السودان بالنفع والفائدة فقامت مصر ودول خليجية ولم تقعد على هذه الزيارة حتى تم تأجيل هذا المشروع
وعندما زار الرئيس التركي زعموا أن السودان يريد أن يقيم قاعدة عسكرية تركية وستضرب مصالحنا وبعد أن تم التوقيع على عدة إتفاقيات وكان من المفترض تنفيذها بغض النظر عن نوعها ومع من إختلفنا أو إتفقنا معها لقد تم تأجيل تنفيذ هذه الإتفاقيات حتى طار وزير الخارجية السوداني إلى تركيا لكي يعلم سبب التأجيل
ووفود الدول العربية تتوافد الى السودان بعد إنتهاء الزيارة مباشرة وقبل أن يجف طريق الزائر ولا أستبعد أن يكون في شكل إستجواب أو إستدعاء (لأسد أفريقيا النتر) لتوضيح معنى هذه الزيارة لهذا المسؤول لدولتكم وما هدفها ؟ ودولة مثل دولة الأمارات لا حدود لنا معها فما شأنها وانزعاجها في أن يقوم الرئيس التركي بزيارة السودان ؟ قد نتفهم إنزعاج الجيران الذين تربطنا معهم حدود برية وبحرية بالرغم من ذلك لا يحق لهم التدخل في تحديد نوع العلاقة التي تكون مع أي دولة …
قد إتضح من هذا الكلام أن هنالك إذعان غير عادي لحكومة الإنقاذ وإستسلام مخجل ومريب إلى تصريحات الدول العربية والسماح لهم بالتدخل في شؤون الدولة .. بل نجد وزير الخارجية يهرول لكل دولة (منزعجة) لكي يبرر لهم إن هذه العلاقة مع هذه الدولة لا هدف منها الضرر (بدولتكم الشقيقة) ويقدم لهم فروض الولاء والطاعة وقد يوعدهم بعدم تكرار ذلك !!! ما هذا الذي يحدث ؟؟
ماذا حدث عندما زار الرئيس التركي تونس ؟ ماذا حدث عندما وقعت تشاد إتفاقيات مع دولة قطر ؟ وماذا حدث عندما وقعت إيران اتفاقيات مع أثيوبيا ؟ فلم نسمع أي انزعاج أو إستجواب من أي دولة عربية قريبة أو بعيدة او زيارة لوزير دفاعها لهذه الدول كما لم يقم وزير خارجية تونس أو أثيوبيا بزيارة دول الخليج ليبرر لهم سبب هذه الإتفاقيات ويطمانهم عن نوع العلاقة مع إيران أو تركيا لماذا ؟ الإجابة لأنها دولة ذات سيادة ولم تقبض ثمنا لتبيع سيادتها لدولة أخرى وهذه الدول لم تسمح للجواسيس والخونة أن يعملوا عشرات السنيين في أهم المراكز بالدولة ويكشفوا أهم أسرار الدولة ويتم تسليمها للآخرين كاملة مكملة وبرضاء أعلى رأس بالدولة .. إذن ما هذا الذي يحدث في وطننا ؟ فمن المسؤول عن سقوط هيبة الدولة ؟
وهناك مئات الشخصيات والرؤساء والزعماء من يقومون بالزيارة في كل يوم الى هذه الدول (المنزعجة) ولم نسمع من مسؤولينا أو إعلامنا من يقول إن هذه الزيارة ستضر بمصالحنا أو هذه الزيارة تهدف إلى إقامة قاعدة عسكرية تهدد أمننا القومي , أليس لدينا أمن نخاف عليه ؟ أوليس لدينا مصالح نخاف عليها من كثير من قاموا بزيارات بلدانكم ؟ أوليس من حقنا أن نخاف مثلكم ؟
وقريبا سيقوم ولي العهد السعودي بزيارة إلى مصر قبل توجهه إلى أمريكا وبريطانيا واعتبرت كأول زيارة خارجية له منذ توليه منصب ولي العهد ستكون إلى مصر ولها دلالات كثيرة .. ومصر التي لم ترسل جنديا واحدا إلى ارض المعركة في اليمن التي تؤرق الخليجيين عموما … ومصر التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عدو الخليج التاريخي مجاملة بدول الخليج , وتدافع عن بقاء الأسد بدون مؤاربة , والجدير بالذكر مصر مازالت تحتل أرض سودانية .. بالرغم من كل ذلك تتمتع مصر بكل الدعم من دول الخليج .. ولم يتم إستيضاح أو حتى تفسير من السودان (الحليف القوي) للخليج عن الذي يحدث .. إن الذي يحدث في دولتنا شيء مخجل وغير طبيعي ومن حقنا كمواطنين أن نعرفه
والذي إتضح إن العرب رسموا طريقا للسودان في عهد الإنقاذ واضحا ومحددا وبثمن معين وأي خروج على هذا الطريق هو في تصورهم ضد فروض الولاء والطاعة الذي إلتزم بها السودان ولا ندري في الغرف المظلمة عن الإتفاقيات التي تمت بينهم وبين هؤلاء العرب !! لكي يذعنوا للتعليمات بهذا الشكل ولا ندري الثمن الضخم الذي تم دفعه !! لكي تبتز دولة لها سيادة كاملة بهذا الشكل , فكم كان هذا الثمن الضخم ؟ وأين ذهب ؟ ومن الذي قبض هذا الثمن ؟
الذي يحدث في السودان شيء غير طبيعي ولا يصدقه عقل ومن حقنا كمواطنين أن نعرفه.

ياسر عبد الكريم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..