موسى صالح.. قصة صياد غاص في أعماق الأنهار الأفريقية.. مغامرات مع التماسيح

أم درمان ? شهدي نادر
يسرد موسى صالح عمر المولود في عام 1964 تفاصيل رحلته الطويلة، التي انطلقت منذ عام 1970، متنقلاً بين مدن السودان المختلفة ودول الجوار، في عملية الصيد البحري الذي بدأه بمسقط رأسه في منطقة كوستي، على ضفاف النيل الأبيض، في بواكير صباه رفقة ابن عمومته (شعيب)، صاحب الفيلم الشهير، الذي حكى مغامرة صيد التماسيح على النيل ومواصلته على خطى أجداده.
موسى كشف عن أخطر مغامراته التي حدثت في منتصف السبعينيات، والمتمثلة في اصطياد تمساح أثقل كاهل أصحاب (بوابير) النقل النهري في منطقة كوستي، الذي عثروا داخل أحشائه على عدد من أغراض ضحاياه الذين التهمهم. واللافت أن موسى ورث مهنة الصيد من أبيه، الذي ورثها بدوره عن جده، واعتبرها تخصصاً خاصاً بالعائلة التي تعمل فيه منذ سنوات طويلة.
عودة جديدة
موسى الذي ترك المهنة لفترة تجاوزت عشر السنوات، بدا عازماً على الرجوع إلى الإبحار، حيث قام مؤخراً بتصميم قارب جديد من أجل العودة لممارسة هوايته في اصطياد التماسيح والحيوانات البحرية في النيل، معرباً عن لهفته لرحلة المغامرات التي هجرها سنين عدداً لأسباب مختلفة، ولكنها زالت، وأصبح مستعداً لخوض تجارب جديدة، مستعيناً بخبرته الكبيرة في هذا المجال، ورغم الغياب إلا أنه ظل على تواصل مع الصيادين من رفقائه في المنظمات التي يتبع لها كمنظمة الحياة البرية في السودان وتشاد والكنغو.
سنوات في أفريقيا
يقول موسى لـ(اليوم التالي): “مارست مهنتي في أعماق النيل الأبيض بجنوب السودان في فترة ما قبل الانفصال، حيث شهدت تلك الفترة البدايات الحقيقية لي”، وأضاف: “سنحت لي الفرصة لزيارة دولتي تشاد والكنغو، لذلك عملت في مهنة الصيد لمدة (12) عاماً، قضيتها في الدولتين، الأمر الذي أفضى لنيلي عضوية منظمة الحياة البرية”، واستطرد: “زرت غرب أفريقيا وتعرفت على أنواع أخرى من التماسيح غير الأفريقية، كتماسيح الأمازون، وأنهار أخرى من دول العالم، بجانب الموجودة في بعض المحميات بالكنغو”، واصفاً التماسيح الأفريقية بالشراسة المستمدة من طبيعة المنطقة.
معرض تعريفي
نفى موسى أن يكون غرضه من مهنة الصيد تحقيق مكاسب مادية، مشيراً إلى أن التماسيح والأفاعي شرسة وتضر بالإنسان، وغالباً ما يرتبط مكان ظهورها بوقوع ضحايا، ما يدفعه إلى نصب الشراك لها للإيقاع بها حتى لا تتمادى في ضررها على الإنسان، وقال إن صيده للزواحف الأخرى مثل (الورل)، للتعريف بها من خلال معرض ينوي إقامته للعامة، عقب عودته المزمعة للصيد، من أجل الوقوف من قرب على هذه الشاكلة من الحيوانات غير المتوفرة، بجانب التماسيح التي ينوي اصطيادها وعرضها حية، لتعريف الناس بنمط عيشها وتوالدها، وشرح كيفية انقضاضها على الناس، وتمليك الآخرين الآليات التي تحول دون وقوعهم ضحية لهذه الحيوانات المفترسة

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..