السيد عبدالرحمن المهدي وحركة 1924

الحديث عن عن العلاقة بين السيد عبدالرحمن وحركة 1924 يصب في الاتجاه السياسي وهو ليس من اهداف الدراسة ولكن لابد من ايضاح بعض الناقط التي ظننها جديرة بالملاحظة واول هذه النقاط ان كل حركة عسكرية جرت في السودان قديما أو حديثا تشتم فيها رائحة النفوذ المصري فالجهادية السود الذين تمردوا على الدولة المهدية في سنوات 1885-1887 اظهروا عداءهم العلني للمبادئ المهدية وأدوا التحية العسكرية الخديوية ثم غادروا مدينة الأبيض الى جبال النوبة رافعين علم الخديوي وأطلقوا على قائدهم لقب الباشا وأعلنوا ولائهم للخديوي كما قرروا على الناس ان يقسموا بالخديوي(يوشيكوا كوريتا ?على عبداللطيف وثورة 1924 ?ترجمة مجدي النعيم-مركز الدراسات السودانية)
وفي المديريات الاستوائية قامت حركات مماثلة 1888- 1889 قادها ضباط من الجهادية كانت الحركة موالية للخديوي ومعارضة للدولة المهدية وهناك معلومات تشير الى وجود تأثير مباشر للضباط المصريين الذين شاركوا في الثورة العرابية ثم رحلوا الى جنوب السودان- على الحركة(نفس المصدر ص 49)
يذكر القدال نقلا عن عبد الخالق محجوب أن شعار ثورة 1924 وهو وحدة وادي النيل يعبر عن عجز السياسي والاقتصادي للطبقة الوسطى السودانية أكثر من التعبير عن رغبة الجماهير الشعبية في الانعتاق من عسف الاستعمار البريطاني كما ان حركة 1924 كانت خالية من أي برنامج يمكن بمقتضاه تعبئة الجماهير وحملها للانضمام اليها اذ ان البرنامج في مجمله لم يخرج عن ترديد الفاظ الحرية ووحدة وادي النيل وعاشت مصر اما المستقبل الذى يمكن ان تلقاه الجماهير من نظم ديمقراطية وتقدم اقتصادي واجتماعي فأمور كانت مهملة من جانب الحركة( محمد سعيد القدال- الانتماء والاغتراب-دراسات ومقالات في تاريخ السودان دار الجيل بيروت الطبعة الاولى 1992 ص 126
هذه الحركة- حتى ولو القينا جانبا السببين السابقين-اعتبرت في نظر الكثيرين حركة مصرية خططت لها القوات المصرية المتواجدة في السودان وعندما شعرت باحكام الخناق عليها انسحبت وتركتها لمصيرها المحتوم (يشيكوا كوريتا)
حتى أبطالها الذين كتبت لهم النجاة سافروا الى مصر ولم يجدوا ما كانو يتوقعون من تقدير* ويكفي ان علي عبداللطيف الذى كان المصريون يدعونه بالزعيم كما يدعون سعد زغلول قضى بقية ايامه في احد مستشفيات المجاذيب في الشقيقة مصر* تلك المواقف السلبية من مصر خلفت شعورا عظيما بالمرارة لدى الضباط والمدنيين السودانيين الذين كانوا حتى ذلك الحين من اشد أنصار التعاون الوثيق مع مصر(اسامة الغزالي الحرب- السياسة الخارجة المصرية-ص 65-88)

السؤال الأهم في كل ما ذكر.ماذا سيحدث لو سمحت القوات البريطانية للضباط السودانيين وجنودهم بالانضمام وعددهم لا يتعدى المائة فرد بالانضمام للقوات المصرية والانسحاب معها؟
ماذا كنا سنكتب عن ثورة 1924 وأبطالها الميامين؟ حينها لن تكون ثورة 1924 سوى مجموعة من المظاهرات قادها جماعة اللواء الأبيض بل ان الدراسات الحديثة أثبتت أن تلك المظاهرات تمت بمعزل عن جمعية اللواء الأبيض التي فضلت الابتعاد عن المظاهرات وتقيدت بمبدأ الصراع القانوني السلمي حتى تضر بموقف الحكومة المصرية في مفاوضاتها الجارية مع بريطانيا( يوشيكوا كوريتا مصدر سابق)..
******
وبناء على ما سبق ذكره نحن نرى أن موقف السيد عبد الرحمن من حركة1924 صاغته الدوافع التالية
أولا:كان السيد عبد الرحمن قد اختط لنفسه وأنصاره طريقا للتعامل مع حكومة السودان استبعد فيها كليا العنف لذا رأيناه يقف مواقف سلبية من كل الحركات التي شقت عصا الطاعة على الحكومة حتى ولو كانت تدعو إلى المهدية بل حتى تلك التي شارك فيها أو قادها بعض أفراد من أسرته تأكيدا لنهجه الذي يسعى من خلاله الوصول إلى ما يريده عبر الوسائل الدستورية.
ثانيا: الحركة كانت مصرية الهوى حتى لو استبعدنا الدعم المصري السيد عبد الرحمن وأنصاره كانوا ول من نادي بالسودان للسودانيين الأمر الذي دعاه للوقوف في وجه أو بعيدا عن كل ما يشتم فيه رائحة نفوذ مصري
ثالثا: قادة الثورة كانوا من عناصر لا تجد قبول من معظم فئات المجتمع السوداني الذي كانت تمثله شارح من رجال الدين ورجال الطرق الصوفية وزعماء العشائر ومجموعة المثقفين إضافة لرجل الشارع العادي الجناح السياسي قاده على عبد الطيف والجناح العسكري قاده عبدالفضيل الماظ وكلاهما ينتمي لمجموعة ما يعرف “بالمنبتين قبليا” وهم حسب العرف السائد وقتئذ كانوا حثالة المجتمع وهو أمر لا يشجع أبناء القبائل أو الأسر للوقوف معهم(يوشيكو كوريتا-على عبداللطيف)
رابعا : الذين قادوا تلك الثورة ومعظم المشاركين فيها كانوا أبناء جنود الكتائب السودانية التي شاركت بقوة في جيش الفتح وقضت على الدولة المهدية بل كان لها تاريخ سابق من موقف سالبة مع المهدية* لذلك لا نستغرب الموقف المتحفظ لسيد عبد الرحمن من تلك العناصر..
من استعراض النقاط أعلاه يتضح أن موقف السيد عبد الرحمن والأنصار من حركة 1924 لم تمليه عليه الإدارة البريطانية كما أنها لم تملي عليه موقفه السابق من الدعاية التركية 1915 وإنما التقى الطرفان في أرضية مشتركة في كل الحالتين و كان السيد عبد الرحمن المستفيد الكبر في كلا الحالتين أيضا
لجأت إليه الحكومة في المرة الأولى وهو رهين الاضطهاد والتضييق فأخرجه ذلك من حبسه وفتح أمامه مجالات الظهور والانتشار والنفوذ ثم لجا ت إليه الحكومة هذه المرة والمسئولون يستعدون لتضييق الخناق عليه بعد 1923 ويتخذون من القرارات ما يهدفون به تقليص نفوذه والحد من انتشاره وجمد ذلك كله لاستعانة بالسيد في مواجهة الدعاية المصرية التي استعر أوارها في تلك الظروف ولتشجيعه على مواقفه تلك رفعت عنه القيود التي فرضت 1923 وأبطل مفعولها وسمح له بالمرور على المديريات طالبا الدعم والتأيد لحكومة السودان * واستطاع ببراعته المعهودة أن يستثمر تلك الرحلات في ترسيخ أقدام تنظيمه المهدوي في تلك المديريات * بعد فترة غياب سببتها قرارات الحكومة التي قيدت تحركه منذ عام 1923
منذ ان رفعت القيود بعد أحداث 1924 ظلت وتيرة الأحداث ترتفع في مصلحة السيد وظل ذلك في ارتفاع مستمر حتى بلغ زروته في زيارة الحاكم العام سير جيفري ارشر له في الجزيرة ابا ،تلك الزيارة التي هزت أركان النظام الحاكم في السودان ومن ورائه الجهات المعنية في كل من القاهرة ولندن.
الفصل السادس الاهتمام بالتعليم كمفتاح للوعي السياسي
ان اهتمام السيد عبدالرحمن بالتعليم ارتبط بخروجه الى الحياة السياسية وقناعته التامة بان البناء السياسي لا يتم الا بتوفر عنصرى المادة والكادر المثقف وتؤكد ذلك عبارة سايمز التي اطلقها منذ عام 1917″من الطبيعي ان يصبح مهديوا اليوم قوميو الغد”
كما تؤكدها حقيقة عن الانصارية الجديدة ?رغم انه حركة دينية في ظاهرها- الا انا اعتمدت الى حد كبير على مظهرها السياسي اكثر من منافسيها الاخرين الذين يركزون على الجانب الروحي كالختمية مثلا وهذا امر نتج بلا شك عن تطور الوعي الثقافي الذى كان الاهتمام بالتعليم احد ركائزه(ص181)
المرجع كتاب العرش والمحراب د.الزاكي الطيب

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. داير تركب الموجة خلاص قريت ليك كتاب عايز نورينا عمالة السيد عبد الرحمن. مع كتاب هذه اليابانية امش اقرأ ل حسن احمد ابراهيم شوف قال شنو عن السيد عبد الرحمن وغيره قبل ان تنتقد شخصية وطنية يجمع عليها معظم من كتب في تاريخ السودان. زلعلمك هذه اليابنية يوشيكو كوريتا لا تعرف شئ عن السودان وتاريخه وما كتبته لا يرتبط ابدا بواقع السودان في ذلك الوقت واذا انت فعلا قرأت لها لعرفت كيف انها اسقطت عل ى كتاباتها المعلبة من التوجهات الماركسية ان ثورة 24 قادها العمال بقيادة علي عبد اللطيف وهذا اسفاف واضح اذا حقا كان ذلك صحيحا وهو بالتاكيد غير صحيح لكان السودان اول من عمل لتطبيق الاشتراكية قبل ان يقوم بها الاتحاد السوفيتي بل قبل ان يبلورها لينين نظريا ةوبالطبع كنت عرفت ان في السودان لم يوجد عمال صناعة بل عمال زراعة تقليدية. عشان كده بالله ما تمرضونا يا ناس الراكوبة بكتابات تحمل اسفافا و لاتتعلق بالنواحي العلمية في الكتابة!!!!!!!!

  2. ومما يدل على حكمة السيد عبدالرحمن المهدي وسعةافقه ونظرته البعيدة الثاقبة جمع خيرة المثقفين غير الأنصار الى حزب الأمة على سبيل المثال:

    الاستاذ محمد احمد محجوب
    الاستاذ ابراهيم أحمد
    الأستاذ زيادة عثمان أرباب
    الأستاذ محمد صالح الشنقيطي
    هذا اضافة الى الكوادر الأنصارية الذين تخرج معظمهم من كلية غردون وكانوا يتصفون بالنزاهة
    والأمانة والاخلاص ويكفي أن أول سوداني تبوأ وزارة المعارف (التربية والتعليم) الأستاذ عبدالرحمن علي طه والذي اختاره المستر قريفث عام 1934م ليكون نائبا له في معهدالتربية ببخت الرضا وهو من أبناء الأنصار اضافة الى العم عبدالله عبدالرحمن نقدالله وغيرهم الكثير. رأى السيد عبدالرحمن المهدي بذكائه وبعد نظره انّهم من خيرة ابناء السودان — كان السيد عبدالرحمن المهدي مدرسة سودانية خاصة قائمة بذاتها — بعيد النظر ثاقب الفكر كان عالما سياسيا ودينيا الا رحمه الله رحمة واسعة بقدر ما قدم لوطنه حتى نال الاستقلال بكل الحكمة والكياسة مع رفاقه الأماجد وأذكر بيتا واحدا فقط في مرثية طويلة ظللت أبحث عنها ولم أجدها :

    يقول مطلع القصيدة: من ذا الذي يحصي ندى راحاته فالجود والاخلاص بعض صفاته

  3. اقتباس :(كما تؤكدها حقيقة عن الانصارية الجديدة ?رغم انه حركة دينية في ظاهرها- الا انا اعتمدت الى حد كبير على مظهرها السياسي اكثر من منافسيها الاخرين الذين يركزون على الجانب الروحي كالختمية مثلا )

    تعليق : هل هذا الوصف صحيح ؟ إن كلا من طائقتي الانصار و الختمية يوظفون العاطفة الدينية لمكاسب سياسية و الامر في الانصار( حزب الامة) اكثر انتشارا من الناحية الجغرافية

  4. لا يمكن لى عنق الحقيقية وعماله السيد للانجليز والمستعمر وما العطات للبناء السدود واحتكار التجار فى الاخشاب والقطن والصمغ الا مشروع تمكين مستعمر لوريث من بعده رغم الصبغة الدينية توفى وترك وصية باكثر من الفى رقيق ضمن تركتة , والخطاب المشترك مع المرغنى دليل كافى على التبعية

  5. الانجليز فهموا طبيعة الشعب السوداني فارخو العنان واحترموا تقاليده وحكموه بتجرد وانصاف فامن الناس على لنفهسم واعراضهم ومعتقداتهم ونشا نمط ليس له مثيل في تاريخ الاستعمار حيث المحكوم شريكا للحاكم في السلطة* ويبدوا ان الاتجاه فرضته ظروف المشاركة المصرية في حكم السودان اذ ان المسئولين البريطانيين لم يستسيغو فكرة الشريك المصري بناء على التجربة المصرية سيئة الذكر في العهد التركي المصري والتي يرى البريطاينون انها كانت السبب في انفجار الثورة المهدية ..ولذلك فقد سعى البريطانوين الى اقامة بديل وطني للمشاركة في الحكم بدلا من الشريك المصري وهذا في ? رائينا- من المفترض ان يجد التايد والمساندة من السودانيين وهو في رائينا ايضا-من المعالم التي اكتشفها السيد عبدالرحمن مبكرا في نظام الحكم الثنائي ووجد ذلك في نفسه قبولا قبولا دفعه-دون مجاملة او مراوغة او نفاق- الى تاييد النظرة البريطانية والتعاون معها في دعوة”السودان للسودانيين” التي بدا البرطانيين التمهيد لها من 1899 وولوا بها الى مبتغاهم عام 1923 حينما اجبروا الحكومة المصرية على تعديل المادة 29 من الدستور المصري التي تنص على ان”الملك يلقب ملك مصر والسودان”واستبدات عبارة”ملك مصر. ثم جاءت احداث 1924 لتقطع اخر امل للمشاركة المصرية في حكم السودان. قبول الانفراد البريطاني بحكم السودان لم يكن قاصرا على السيد عبدالرحمن انما شاكره فيه كثير من المثقفين السودانين الذين كانو يرون ان لبريطانيا-من الامكانات الثقافية والعلمية والمؤسسات والمعرف-ما يمكن ان تمنحه للشرق عموماً.
    تعرضنا في مباحث سابقة الى ان البعض يظن ان وقوف السيدعبدالرحمن مع الادارة البريطانية كان بدافع الطمع في ملكية السودان تحت الاشراف البريطاني وهذا الامر بحثناه في مكان اخر في هذه الاطروحة ولكن نظن ان وقوف السيد مع الادارة البريطانية كا بدوافع شتى لعل اهمها ان لا يعود السودان تحت النفوذ المصري مرة اخرى وقد بادله المصريون هذا الشعور العدائي حتى الاستقلال بل ان العداء ظل ديدن العلاقة بين حزب الامة والنظام المصري حتى اليوم ورغم ان العلاقة بين الجانبين مالت للاعتدال بعد قيام الثورة المصرية عام 1952 الا ان بعض الاحداث عادت تنكا الجراحمرة اخرى ولعل اهمها احداث مارس 1954 التي قال عنها المؤرخين المصريينانهادبرت قبل وقوعها وكانت نتجية مؤامرة منظمة تم اعدادها بين الاستعمار البريطاني وجماعة الانفصاليين انصار المهدي،الذين كانو يدقون طبول الحرب ويستعدون للاغتيال”
    ويستطرد المؤرخ المصري قائلا”وجاء حكم المحكمة على منفذي الحادث دليلا على ان حزب الامة واناصر عبدالرحمن المهدي هم مرتكبوا هذه الحوادث الدامية كراهة في مصر”
    لا شك ان حوادث اول مارس 1954 كانت تحذيرا واضحا للمسؤلين ان الانصار قادرون على منع الوحدة بالقوة الا ان الاحداث لم تكنمدبرة-كما زعم الرافعي- وحتى لا يجرنا الامر لمنزلقات سياسية ليس هذا البحث معني بها نرفق ملاحق في البحث تقريرا كتبه احد شهود عيان لاحداث مارس نحسب انه يجلي حقيقية تلك الاحداث
    كثيرا ربطوا بين دعوة السيد عبدالرحمن الاستقلالية والعلاقة المصلحية مع بريطانيا واظهروا ذلك بمظهر التبعية الاستعمارية ولكننا نعتقد ان السيد بذلك قد سبق جيله والاجيال اللاحقة، الان العالم كله يسعة لتكتلات اقتصادية الدول الضعيفة تبحث عن ملاذ اقتصادي في التجمعات القوية وهذه تركيا قد حفيت اقدامها وهي تبحث عن مدخل للسوق الاوروبية المشتركة
    دول العالم الثالث تستجدي الشركات والرساميل الاجنبية للاستثمار فيها وعليه فنحن نرى ان سعي عبدالرحمن لدخول منظمة الكمونولث البريطانية-ان صح- فهو دليل على وعي اقتصادي مبكر وقد علقت على هذا الامر احد الصحف البريطانية قائلة: ان السوداني الذى يقود السودان المستقل يوما الى رابطة الشعوب البريطانية ليس بغريب على دوائر القطن في مانشستر انهم يعرفونه كما تعرفه افريقيا باسرها وهو السيد عبدالرحمن المهدي واحد اقوى شخصيات القارة الافريقية لقد كان هذا الزعيم البالغ من العمر 69 عاما ذى السحنة الداكنة هو الذي استطاع ان يحمل نجيب على الاعتراف بحق السودانيين في تقرير مصيرهم ان الزعيم الروحي لحوالي نصف سكان السودان المسلمين بالاضافة الى هذا فهو يتمتع باحترامعميق من بين الملايين الاربعة السودانيين الوثنيين الذين يقيمون وسط الغابات والمستنقعات في الجنوب”(صحيفة ستار البريطانية عدد 4 نوفمبر1953)…
    اهتمام السيد عبد الرحمن بالزراعة وتوسعه فيها وتشجيعه للمهتمين بها يعتبر دليل وعي مبكر بامكانات البلاد الحقيقية والتي يجب الاهتمام بها وتنميتها كاساس اقتصادي يمكن الاعتماد عليه لضمان مستقبل البلاد وتسخير ثروته الحقيقية وعليه فاتهام الحكم الثنائي بالانحياز لما يسمى بالارستقراطية الدينية وتمليكها للارض الزراعية امر لا يخلو من جهل بامكانيات البلاد ومساحته الزراعية الهائلة وانهاراها التي توفر الرى لكثير من تلك المساحات فنحن في السودان لسنا في ضيق الاراضي كما الحال في مصر والعراق حيث تضيق المساحات الصالحة للزراعة ويحتكرها الباشوات لذا فان مثل هذا الاتهام ليس دليل على ضيق الافق والتقليد الاعمى لدعاوى محاربة الاقطاع في بلاد اخرى ولعل اكبر دليل على فشل تلك الدعاوى في السودان تجربة الاصلاح الزراعي في منطقة النيل الابيض التي قامت بتمليك مشاريع خاصة وناجحة ومنتجة الى جمعيات تعاونية حولتها بين ليلة وضحاها الى اطلال كان يمكن ترك تلك المشاريع لاصحابها وتمليك الجمعيات مشاريع اخرى ما دام هناك متسع من الارض وانهار يمكن استغلالها في الرى
    المرجع: العرش والمحراب د.الزاكي الطيب

  6. مقال ممتاز وبمراجعه ووثائقه كمان،. افتكر ان الأوان لأنصاف السيد عبدالرحمن المهدي الأب الحقيقي لاستقلال السودان بدون تقليل نمن دور رجال الاستقلال الآخرين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..