مقالات وآراء سياسية

في ذكرها ال(٤٩) : ٢/ يوليو ١٩٧٦م الخرطوم بلا قوات مسلحة .. و(٣) آلاف قتيل

بكري الصائغ

اليوم الاربعاء ٢/ يوليو الحالي ٢٠٢٥، تجي الذكري التاسعة والاربعين علي دخول “قوات حركة ٢/ يوليو” مدينة الخرطوم، واحتلالها بالكامل، بل حتى القيادة العامة لم تسلم من الحصار وخضعت للسيطرة لمدة اربعة ايام بلياليها، وبكل المقاييس يعتبر يوم الجمعة ٢/ يوليو ١٩٧٦ وما بعدها من اربعة ايام واحدة من أسوأ الاحداث الدامية التي وقعت في السودان، ودخلت الحادثة التاريخ السوداني تحت اسم (حركة ٢ يوليو ١٩٧٦)، وايضآ، كان هناك لقب اخر لها اصبح اكثر شهرة من الاسم الاول وهو (حركة المرتزقة)، وكان الرئيس النميري وقتها هو من اطلق هذا اللقب كنوع من التحقير علي هذه المجموعة المسلحةالتي قدمت من الخارج للاطاحة بالنظام المايوي القائم في البلاد وقتها، انتشر لقب (حركة مرتزقة) وسط الجماهير بسرعة فائقة بفضل الاعلام والصحافة التي كثفت من ترديد اللقب. أهدي هذا المقال التاريخي الهام بصورة خاصة الي كل من لم يعاصر وقوعها قبل تسعة واربعين عام، ولكل من لا يعرف تفاصيلها بسبب التعتيم والاهمال المتعمد لاغلب احداث التاريخ السوداني من قبل الحكومات السابقة والحالية، وقد سبق قال البروفسور عبد الله الطيب من قبل “نحن شعب بلا تاريخ”!!

 

الـمدخل الاول/- (أ)-عـلي غـير العادة، فـي يوم الجمعة ٢ يوليو عام ١٩٧٦- وتحديدآ فـي تمام الساعـة الثالثة ظهرآ-، سمع سكان بعض المناطق في الخرطوم اصوات طلقات رصاص ودوي قنابل في مناطق متفرقة من العاصمة ، وخرج السكان من منازلهم بهلع شديد وبقلوب واجفة يستطلعون الخبر، وبينما كانت الجماهـير باقية فـي الشوارع تحاول فهم حقيقة ما يجري، كـانت تـمر من امامهم عـربات ماركة (كـومـر) وعلي ظهرها رجال مسلحـين بالمدافـع الرشاشة ومدافع (اربـجـي) “، كانت ازياءهـم واحدة مكونة من سروال ابيض طـويل، وفوقه قـميـص عـراقي ابيض طويل، كانت كل العـربات كانت جديـدة الصـنع، والغـريب في الأمر ان بعـض من هـؤلاء المسـلحـين كانوا يسـألون الـمـارة عـن مـكان مـقـر القيـادة العـامـة، فتبـرع الكثيرين بالـمسـاعـدة بعفوية شديدة دون اي تدقيق في هوية هؤلاء الاغراب واشاروا باصابعهم الي جهـة القيادة العامة.

 

(ب)/- مع ازدياد طلقات الرصاص بكثافة شديدة في عدة اماكن وسط الخرطوم لساعات طويلة، سارعت الاسر الي البقاء في منازلهم، ولكن مـما زاد قلق الناس، ان الارسـال الاذاعـي توقف تمامآ عن البث، وتعطلت الهواتف، وما عرف احد من المواطنين هوية هؤلاء المسلحين ؟!!..ولا مـن هـم?!! وماذا يريدون ؟!!..وهـل حقآ يـهـدفون الي تغـييـر نظـام الـحـكـم بالقوة?!!

 

(ج)/- عن هذه الاحـداث والتي عـرفناها فيـما بعـد اغلب تفاصيلها، عرفنا ان هذه القوة المسلحة قوامها سودانيين مسلحين جاءوا من ليبيا لتغيير نظام ٢٥/ مايو بالقوة، وانهم وبالرغم من قلة معرفتهم بجغرافية الخرطوم وامدرمان، استطاعوا ان يحتلوا اهم المراكز والشوارع الرئيسية في الخرطوم بكل سهولة، وفرضوا عليها سيطرتهم الكاملة، كانوا يجوبون شوارع الخرطوم الرئيسية بكل أمن وامان بعرباتهم بلا اي خوف، لم يجدوا اي مقاومة علي الأطلاق من قبل القوات المسلحة او من رجال الشرطة، فقد حاصروا القيادة العامة من كل اطرافها بعد وصولهم الخرطوم، وطوقوها كالتفاف السوار بالمعصم، ومنعوا الجميع في القيادة العامة من الخروج.

 

(د)/- اغلب الضـباط والجنود في القوات المسلحة الذين كانوا وقتها في منازلهم في يوم الجمعة ، لم يسـتطـيعـوا الوصـول للقيـادة العـامـة، فكل الطـرق الرئيســية والفـرعـية الـموديـة للقيادة كـانت واقـعـة تـحـت قبـضـة الـمسلـحـيـن، وما زاد من تازم الوضع، ان الاتصالات عبر الهواتف كانت مقطوعة بسبب وقوع (مصلحة المواصلات السلكية واللاسلكية) في ايدي المسلحين، وقـع هـذا الهجوم المسلح علي الخرطوم في يـوم عـطلة نهـايـة الاسـبوع ” الـجـمـعـة “، مـما جـعـل الاتـصـالات بيـن الـمـواطنيين والجـهات الرسـمـية لـمعـرفة الـحاصـل مـقطـوعـة تـمامـآ، وما زاد من حيرة المواطنين وبلبلة افكارهم ، ان الاذاعة في امدرمان كانت تحت قبضتهم ، ومع ذلك لم يذيع احد منهم بيان او خطاب يعلن فيه ماهي اهداف الحركة العسكرية؟!!..لم يستطع احد من سكان العاصمة وامدرمان- بصورة خاصة دون باقي المدن الاخري- ان ينام في امن وسلام فقد ظلت اصوات طلقات الرصاص مستمرة بلا توقف طوال الليل.

 

(هـ)/- في صباح اليوم التالي (السبت) تدفقت الاخبار، وعرف المواطنين ان الـمسلحين سـودانيين لحم ودم، جاءوا مـن ليبيا بعرباتهم واسلحتهم لتغييـر النظام برمته واحـلال نظام جديد، جاءت الأخبار ايـضـآ وافادت عن سقوط قتلي كثيرين من ضباط وجنود القوات المسلحة، وتم معرفة رتبهم العسـكرية، وعرفنا قـصـة كيفية احـتلالهـم للاذاعة ومبني التلفزيون ، والسلاح الطبي وتـخـريبهـم بصـورة كـبيـرة بـمدافع (اربـجـي) كثير من المباني في هذه المؤسسات الحكومية، اربعة ايام بلياليها الطوال، هي المدة التي وقعت فيها الخرطوم بكاملها تحت سيطرتهم التامة، ما كانت هناك ردود افعال من قبل اي جهة حكومية في الخرطوم، ولم يعرف احد اين اختفي النمـيري ونائبه الاول؟!!

 

المدخل الثاني:-(أ)/- في الخامس مـن يوليو- اي بعد اربعة ايام من وقوع الحدث-، استطاعت القوات المسلحة ان تستجـمع قواها، وتجري اتصالات بالضباط فـي منازلهـم ، وبالفعل تجـمعـوا الضباط بشكل كبير فـي مناطـق مـحـددة، وبادروا بالهجوم والانـقضـاض عـلي الـمسـلحـيـن الذين نفذت ذخريتهم وتعطلت عرباتهم بسبب نفاذ البنزين، وفوق كل هذا انتهت من عندهم كل المؤن الغذائية.. فـي يوم ٥/ يـوليـو- وتحـديـدآ فـي السـاعـة الـحـادية عـشـر صـباحـآ-، بـدأت القـوات الـمسلحـة فـي اسـتعادة الـمواقـع الهـامة في الخـرطوم ، وبعـد مـعارك غـيـر متـكافئـة بـيـن الطرفين من ناحية العـدة والعـتاد العسكري، تـم تدمير مراكز المسلحين في أرض الـمـطار، وكان المطار قد وقع في قبضتهم لمـدة ثـلاثـة ايام كـاملة، ومنعوا نـزول او اقـلاع اي طـائـرة ، ووقع تخريب كبير في مباني المطار.

 

(ب)/- فـي هـذه الاثـناء اسـتطـاع بـونا ملـوال وزيـر الثقافـة والاعـلام وقتـهـا ان يـجـري اتـصالات مـع السفيـر المصـري لارسال مهـندسيين وفنييـن مصريين لاصــلاح الـعـطـب في اجـهـزة الاذاعـة، وبالفعـل وصـلوا الخـبـراء واصـلـحـوا ما تلف مـن الاجـهـزة، بعدها واصلت الاذاعة ارسالها رغم الخراب الذي ضرب المباني الرئيسية داخل الاذاعة.

 

(ج)/- بعد هدوء الاحوال في الخرطوم، جاء النميري الي الاذاعة ومن هناك خاطب الجماهير، كان النميري في حالة يرثي لها، وتبدو عليه علامات الأنهاك والتعب الشديد بصورة واضحة، كان في حالة عصبية للغاية، راح يـؤكد بصوت ملئ بالارتجاف ان البلاد تعـرضـت لعملية غـزو من قبل (مـرتـزقة) جاءوا مـن ليبيا بهدف تغييرالـوضع القائم في البلاد، وان كثيرين من هـؤلاء (المرتزقـة) مازلوا في العاصمة المثلثة، وفور الانتهاء من خطابه، اصدر(وهو من داخل الاذاعة) توجيهاته للضباط والجنود القضاء علي (المرتزقة) قضاء تام بلا رحمة اوشفقة!!

 

(د)/- قامت قوات (الـصاعـقة) بعمليات انـزال جنود من فوق سطح مبني (مصلحة المواصلات السلكية واللاسلكية)، وقعت هناك معركة ضارية زادت من تدمير المبني والأجهـزة ، انتهت المعركة بمصرع (١٢٤) قتيلآ مـن الطرفين ،احتلت بعدها القوات المسلحة المبني وحاصرته من كل الجوانب بالمصفحات، استعادت القوات المسلحة ايضآ بكـل سهولة مبني الاذاعـة والتلفزيون.

 

(هـ)/- وقتها قال احد ضباط القوات الـمسلحة بعـد ان تم أسر عـدد كبير من المسلحيين “لقـدوا كانوا الاسري فـي حالة يـرثي لها من الجوع والعطش فهـم ”الأسـري” ما ذاقوا طعام ولاشراب منذ اكثر من اربعة ايام، كانوا بلا ذخيرة كافيـة، حتي عـرباتهـم كانت بلا وقـود، ومنذ ان قاموا باحتلال مبانـي الأذاعـة والتلفـزيون ما قـربهـم احـد مـن المسؤولين عنهـم، ولا تلقـوا اي امـدادات.). واكمل الضابط كلامه: “لقـد قـمنا علي الفور باعدامهم، فـكميات الحـزن عـلي ضحايانا من ضباط وجنود في القوات المسلحة، وايضآ طـريقـة تصفيتهم للـواء طـبيب/ الشـلالـي، الذي واثناء عبوره لكوبري امدرمان فـي طريقـة للسلاح الـطـبي اوقفوه وانزلوه من سيارته واقتادوه الي تحت الكوبري، وهناك قتلوه رميآ برصاص الـمدافع الرشاشة، ثم تركوه فـي مكانه مدة يومين فـي مكانه، كل هذه الهمجية جعلتنا نتجرد تمامآ مـن اي عاطـفة او شفقة نحوهم”.).

 

(و)/- فـي اليـوم الـخامـس من يـوليـو ١٩٧٦، شـوهـدت الـدبابات التابعـة للقـوات المسلحـة وهـي تـجـوب شـوارع الـخـرطوم ولم تجد اي مقاومـة او اعـتـراض مـن المسلحين الذين تبقوا احياء ، بـدأت الأذاعـة بعـد الساعـة السادسـة تبـث بـرامـجـها الـ “ثوريـة” والأناشـيـد، وبيـن الفيـنة والاخـري راحوا المسؤولين في الوزارات والمصالح الـحـكومية يناشـدون الموظفين والعمال ضرورة تـواجدهـم صباح اليوم التالي في كل المواقع ، ثـم ياتي بعـده مـسـؤول اخـر يـؤيـد ويبايـع القائـد الـمـظـفر جـعـفـر نـمـيري الذي دحر العـدوان وسـحـق الغـزاة المـرتزقة “وحـرق جـوف القـذافـي!!” ، كان من الواضح، ان الـمسؤولين في الاذاعـة قد افتقدوا المـواد التـسـجيليـة التي يمكن ان يملأوا بـها زمن الارسـال، فأسـتعانـوا بالـمـسـؤولـين لـملء الفراغ الزمـني بـحـشو الكلام وبـلاغات التـأيـيـد.

 

المدخل الثالث/(أ)-:- كانت فـرصـة لضـباط القوات المسلحة وبعد ان تلقوا (الضوء الاخضر) من رئيسهم النميري القضاء علي (المرتزقة!!) للأنتقـام ورد الأعـتبـار لانفسـهـم بعد التحـقيـر والإســـاءات الـتي طالتهم خـلال ايام الاحـداث. بـدآت عـمليات التـفتيـش عن المسلحين الغرباء، جرت اعتقالات طالت الكثيرين من الأجانب والوافـدين مـن دول الـجـوار الذين اصلآ لا ناقة لهم ولاجمل في احداث الخرطوم، وجروا جـرآ الي منطقة (الحـزام الاخـضـر) جنوب الخـرطوم، حـيـث تـمـت هناك عـمليات تصفيات جسدية فـورية وبلا مـحاكمات لـمئات مـن الاثيــوبييـن والارتــرييـن بصورة خاصة، هؤلاء الضحايا شـاء حـظـهـم العـاثـر ان يـموتـوا فـي الغـربة بعـد ان هـروبوا من حـكـم الرئيس الاثيوبي هـيلا ماريام القاسي!!

 

(ب)/- جـاءت اخـبار كـثيـرة فـيما بعـد، اكدت ان مـن تمت تصفيتهم جـسديآ بعـد عـودة الـحـكم العسـكري مـجـددآ برئاســة نـميـري قد فاق عـددهـم اكـثـر مـن ثلاثة الف وافـد ولاجـئ ومن بينهم بعـض مخـتلي العقول تم التـقاطهم قسرآ مـن الشـوارع والاســواق، وبعد اعدامهم ودفنوا في مقابر جماعية في منطقة (الحزام الأخضر)، يحكي احد الضباط عن تصفياتهم فقال: “كنا نأمر المعتقلين حفر المقابر، وبعد ان ينتهوا من حفرها وتعميقها، نامرهم بالرقاد داخلها ثم يطلق عليهم الجنود بوابل من رصاصات المدافع الرشاشة،، وتقوم دفعة اخري من المعتقلين بردم المقابر!!..ونعيد الكرة مجددآ عليهم فيما بعد”.

 

(ج)/- من المآسي التي حدثت ان بعض الجنود ممن تشابهت سحنتهم مع سحنة بعض المهاجمين و الذين هبوا للدفاع عن المواقع العسكرية تم اسر بعضهم على انهم من ( المرتزقة) وسعيد الحظ من هؤلاء من وجد ضابط او جندي (معروف لدى القيادة) على معرفة شخصية به فقام بتعريفه وفك اسره.

 

المدخل الرابع/(أ)- الشيخ/ ابراهيم السنوسي، الذي شغل منصب مساعد الجمهورية في زمن الرئيس المخلوع، ان واحد من الذين حملوا السلاح ضد النميري، وكان ايضآ واحد من الذين شاركوا مشاركة فعالة في احداث ٢ يوليو ١٩٧٦، ودخل الخرطوم مع المسلحين، وفوق كل هذا هناك اتهام موجهه ضده شخصيآ بانه هو من قام باغتيال الطبيب اللواء الشلالي تحت كوبري امدرمان، حمل السنوسي السلاح ضد المشير النميري عام ١٩٧٦ بحجة انه ديكتاتوري يجب الاطاحة به، واستعادة الديموقراطية المسلوبة، وجدناه بعد واحد واربعين عامآ من (حركة ٢ يوليو) قد ترك السلاح والثورية، وعمل تحت امرة ديكتاتوري عسكري اسوأ الف مرة من النميري!!

 

(ب)/- مبارك الفاضل المهدي، كان هو الاخر واحد من الذين خططوا ونفذوا عملية دخول المسلحين من ليبيا الي الخرطوم بهدف اسقاط نظام ٢٥ مايو العسكري، هو الاخر مثل السنوسي فيما بعد وتخلي عن السلاح ، وشارك في نظام الرئيس المخلوع بعد ان ترك حزب الامة القومي، ~ وشغل مبارك عدة مناصب في نظام البشير السابق ، وكان اخرها منصب وزير الاستثمار!!، لهذا لم يكن بالغريب علي الاطلاق ان يطلق عليه الشعب عليه لقب: (رجل كل العصور )!!.. هذا المبارك (الانتهازي) يواصل هذه الايام اطلاق التصريحات واحدة وراء الاخري بهدف لفت الانظار اليه، عسي بل لعل يجد وزارة في حكومة كامل ادريس ولو وزير دولة للثروة الحيوانية!!

 

(ج)/- هناك روايات كثير من شهود عيان عاصروا الاحداث عن قرب، وافادوا ، انه قد وقعت خيانة وعملية غدر بعد دخول المسلحين الخرطوم ادت الي عدم وصول الذخيرة والمؤن الغذائية للمسلحين، وان العربات الجديدة التي تبرعت بها الحكومة الليبية قد تم استبدالها باخريات مستهلكة ، وان مبارك الفاضل ملم بكل تفاصيلها واين اختفت السيارات الجديدة؟!! ومن قام باستبدال الجديدة بالمستهلكة؟!!

 

المدخل الخامس/(أ)- في اليوم الاول من يونيو عام ٢٠١٨، نشرت صحيفة “الراكوبة” تصريح خطير ادلي به مساعد رئيس الجمهورية، ورئيس شورى المؤتمر الشعبي، الشيخ إبراهيم السنوسي، حمل الصادق المهدي المسؤولية التاريخية لفشل حركة يوليو ١٩٧٦م، التي قادها العميد محمد نور سعد للإطاحة بنظام الرئيس جعفر محمد نميري…وكشف السنوسي في خيمة الصحفيين التي تنظمها مؤسسة “طيبة برس” للإعلام، بفندق ريجنسي عن الأسباب التي ادت إلى فشل المعارضة السودانية آنذاك والإخوان المسلمون وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي للقيام بعمل عسكري في فجر الثاني من يوليو من العام ١٩٧٦، وقال إن الصادق المهدي استبعد الإخوان المسلمين من الاستيلاء على الإذاعة ودفع بهم إلى المطار، وأشار إلى أن تأخر وصول عربة السلاح إلى العاصمة، ادى إلى مغادرة الرئيس الأسبق جعفر نميري لمطار الخرطوم، عقب نزول طائرته قبل ضربها مما أسهم في فشل الحركة.

 

(ب)/- القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي سيد أبو علي يروي قصة فشل ثورة الثاني من يوليو: “خيانة الصادق المهدي ضربت عملية الثورة، وهذا ما فعله مبارك الفاضل هذا الرجل غيّر الخطة وأرسل المسؤولين إلى ماموريات وهمية المهدي اختلف مع الشريف حسين وهذا ما قاله للقذافي” … مبارك كان مسؤولا عن السلاح لكنه استبدل السيارات التي جلبها الشريف لتنفيذ العملية، وعندما أعلنت الصافرة لجلب السلاح من مكان تخزينه لم نجد سيارات لأنها استهلكت وأصبحت لا تقوم بأي عمل وهذا بالتأكيد تكتيك وتدبير من الصادق المهدي. لم نفعل شيئاً بل أصبحنا أمام الأمر الواقع لأن المسؤول عن المدرعات أرسل في مهمة وهمية، وكذلك المسؤول عن تشغيل الإذاعة كلف بمامورية وهمية.

 

(ج)/- إضاءات – شهادة د. عبد السلام صالح عيسى عن اجتماع المصالحة الوطنية بين نميري والصادق المهدي -١٩٧٧:-

 

(د)/- التفاصيل الكاملة لأحداث ” المرتزقة ” – 1976م:

التفاصيل الكاملة لأحداث ” المرتزقة ” – 1976م

 

(هـ)/- اين ذهبت أموال حركة يوليو 76 ؟؟!!

https://sudaneseonline.com/board/50/msg/—–76–1135689017.html

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. بكري الصايغ لك التحية لماذا نسيت دار الهاتف ومجموعة مسلحة كان يقودها (غازي صلاح الدين عتباني) .. وحين شعر بالحصار غير ملابسه بملابس مدنية وانسحب ولم يتعرفوا عليه.
    ثانياً: قلندر هو من أطلق عليهم (المرتزقة)

  2. هذه الحركة كن المفروض عليكم يا استاذنا. إن تكتبوا عنها كثيرا حتى قبل او بعد الذكرى التي وقعت فيها

  3. يا الصايغ ٢ يوليو بدأ التحرك من قبل الفجر وليس الثالثة عصرا كما أن الامر لم يستمر لأربعة أيام.

  4. قصاصات قديمة فيها المثير
    عن احداث ٢/ يوليو ١٩٧٦:
    ١/- عـندما اطلق نميري تصريحه ان الغزاة هم مجموعة من “المرتزقة” كانت الفـكرة تهدف الي إثارة حمية الضباط والجنود في القـوات المسلحة، وحثهم علي القيام بتصفية المرتزقة الاجانب، يقال ان فـكرة استخدام مصطلح (مرتزقة) ليس من بنات افكاره، وانما اوحي بها بونا ملوال!!!. وقـد نجح هـذا المصطلح ان يسحب البساط من تحـت اقـدام مصطلحات مثل: (ثوار سودانيين)، وبتكرار هذه الكلمة علي مدار اليوم كله عـبر الاذاعـة وباقي الأجهـزة الاعلامية الاخري اختمرت الكلمة تمامآ في الاذهان وماعاد الكثيرون وقتها ويفكرون فـي الكلمة المضادة لها، هذا من ناحية ومن ناحية اخري من كان يجرؤ ان يقول عنهم ولو بالصوت الخفيض (انهم سودانيين قح اولاد قبائل)؟!!

    ٢/- تعليق من “المشتهى السخينه”- يوليو ٢٠١٧:- نعم اللواء الشلالى قتله السنوسى تحت كبرى النيل الابيض وكانت الشاهده المذيعه ليلى المغربى وليست شقيقتها سهام على ما اعتقد والخرطوم لا تعرف الاسرار . فقد تم انزالهم اثناء عودتهم من المطار واحتجازهم تحت كبرى النيل الابيض ومعهم الشهيد اللواء طبيب الشلالى حيث تمت تصفيته وهو اعزل .اما غازى صلاح الدين فقد هرب الى حلة حمد واختفى عند حبوباته وترك جنوده يواجهون الاعدام والموت والتصفيه فى دار الهاتف وهرب بعدها خارج البلاد . تمت المصالحه الوطنيه مع النميرى لاحقا ومن شروطها عدم فتح هذا الملف . السنوسى قاتل وارهابى محترف . ومع ذلك خدعهم البشير وسرق منهم السلطة والخزنه ولفظهم بعد ان اوصلوه الى القصر الرئاسى ليحكم كما يشاء بلا دستور ولا قانون.

    ٣/- السبب الاول لفشل الغزو هو ان الصادق المهدي بعد ان غادر 950 من الانصار و(39) من الاخوان المسلمين للحاق بمن تسللوا من قبل . قال لشركائه ، انه قد افهم جنوده انهم ذاهبون لاقامة المهدية. وكما اورد عثمان خال مضوي الاخ المسلم في برنامج اسماء في حياتنا ان عمر نور الدائم خجل وقال له ,, ده كلام شنو ياسيد الصادق ؟. وغضب الشريف الهندي ، ورجال الشريف الهندي كانوا من المفروض ان يوصلوا المحاربين الي مناطقهم وان يدلوهم الي مسكن رؤساء الجيش المهمين. وهذا بعد نسف طائره النميري وهو عائد الي السودان. ولكن طالب الجامعة الذي كان حلقة الوصل فشل . ونجا النميري.
    المصدر- “الراكوبة”- 7 يوليو، 2016-

    ٤/- ابراهيم السنوسي: “كان التمويل ليبيا صرفاً وقد أنفقت ليبيا علينا بكرم بالغ وبلا منة او تدخل في شئون المعارضة. ونحن في الأخوان المسلمين لم يكن لنا علم بقدر التمويل او مصارفه وكنا نسلم الشريف الهندي قائمة باحتياجاتنا مثل تذاكر السفر للقادمين من الداخل وتكلفة إعادتهم سراً للخرطوم والصرف على احتياجات المعسكر بالإضافة الى النثريات الشخصية وكان ذلك يتم بقائمة وحسابات دقيقة ولم نكن تعلم بحجم التمويل”. -المصدرصحيفة “رأى الشعب”-

    ٥/- ابراهيم السنوسي “أما سبب الفشل الاستراتيجي فلقد تمثل في عدم وضع احتمال لفشل الهجوم وعدم وضع أي بدائل الى أين تذهب القوات وكيف تنسحب إذا لم تنجح العملية العسكرية وهذا كان خطأً جوهرياً لانه بعد فشل الحركة لم تعرف القوات أين تذهب الى جانب ان عامل الزمن أدى دوراً حاسماً في انهيار الخطة فقد ضاع الوقت في مشارف العاصمة التي وصلنا إليها يوم الخميس ولكننا لم نقم بالهجوم الا صباح الجمعة وذلك الوقت الذي أهدر في صرف التعليمات والسلاح من قبل القيادة مما فتح المجال لوصول الرئيس نميري لمطار الخرطوم والتوجه الى مكان اختبائه أدى الى فشل عامل المفاجأة علماً بان الهجوم بدل ان يتم قبل بزوغ الشمس حدث بعد شروقها مما أضاع فرصة مباغتة الوحدات العسكرية في ثكناتها قبل ان تعلم بالهجوم أو أن تراه. ومن المشاكل التي واجهت القوات عدم تمليكهم خرائط للمواقع المستهدفة خاصة وأن اغلب المجاهدين لم يروا مدينة الخرطوم من قبل وتسبب هذا في ان تتوه عدد من السرايا داخل العاصمة أو ان تذهب لمواقعها بعد ان استعدت القوات المسلحة لها”.- المصدرصحيفة “رأى الشعب”-

    ٦/- بعـد اصـلاح الـمطار ومـدرجـه بواسـطة سـلاح الـمهـندسـيـن ووزارة الاشـغال والطـرق والطـرق والكباري، وصـل الي البلاد وفـد صـحـفي مـصـري كـبيـر مكون مـن صـحـفيين ومراسلين يـمثلون كـل انواع اجـهـزة الاعلام المـصـرية، تعـمـدت الـحكـومـة السـودانيـة دعـوتهـم لان الاعـلام الـمصـري كان وقتها فـي منتـصـف السـبعينات يغـطـي مساحة كبيرة في افريقيا والشرق الاوسط. بعـد ان بث التلفزيـون الـمـصري لقطات الـدمار والـخراب في السـودان، عندها سارع معمر القذافي كرد فعل غاضب منه الي طـرد الـمصـرييـن من ليبـيا. راح القـذافي يـزيد مـن تأجـيـج نيـران الصـراع بيـن بلـده والسـودان، وبـكل صـفاقـة راح يـطلب من السـودان ارجـاع كل الـديـون الليبية وباسـرع فـرصـة. ما ان سـمعت الـجـماهـيـر السـودانيـة بـطلب القـذافـي الاسـتفـزازي، حتي بادرت الي تنظيم حـملة تـبـرعات بإسـم (مـال الكـرامـة)، وعـلي ان يكـون الـمال المجـموع يسـاوي قـدر الـمبالغ التـي تطـلبها ليبيـا مـن السـودان.لقـد كانـت الـمبالغ الـماليـة التـي تبـرعت بـها الهـيئات والـمؤسـسات الحـكـومية والقطـاع الـخاص والبنـوك، الي جانب استـقطاع يوم مـن رواتب كـل مـوظف وعامل في الدولة كـبيـر وضـخـم، هذا خلاف كـميات كـبيـرة من المصـوغات الـذهبيـة التي تبـرع بهـا النسـاء وفتيـات المـدارس. ا احـدآوحـتي اليوم يعـرف ايـن ذهـبت هذه الاموال والمصوغات، التـي هـي حـتـمآ مبالغ ماليـة ومـجـوهـرات ومـصوغات تقدر بـمـلاييـن الدولارات التي لـم تغــــــادر البـلاد، ولـم تـدخـل الـخـزانة الليـبيــــــة!!، وهـكـذا نجـد ان حـركة ٢ يـوليـو ١٩٧٦ قـد عـادت بفـوائـد كـبيـرة لنـظام نميـري، ووحـدت الـملاييـن ضـد القذافـي.

    ٧/- تـطـرق الـدكتـور مـنصـور خـالد وفـي كـتابه القيـم (الـنخـبة السـودانيـة وأدمـان الفـشـل) الـي احـداث الثانـي مـن يـوليـو 1976، وذكـر بعـض من أسماء ضـحـايا القوات الـمسـلحـة وقال، ان نـمـيري اضطـر بسـبـب هـذا الحـدث الكـبيـر، ان يغـيـر كثيـر من افكاره لقيادة الـدولة.

  5. هذا المبارك (الانتهازي) يواصل هذه الايام اطلاق التصريحات واحدة وراء الاخري بهدف لفت الانظار اليه، عسي بل لعل يجد وزارة في حكومة كامل ادريس ولو وزير دولة للثروة الحيوانية!! القلم ما بيزيل بلم هذا الكاتب يستهزيء بوزارة يأكل من خيرها السودان

  6. يبدو أن الأمور قد اختلطت عليك.
    قام ابو القاسم محمد إبراهيم بمخاطبة السودانيين من إذاعة ود مدني وليس جعفر.
    كما اذكرك بأن الإنقلاب لم يأخذ أربعة أيام بل بدأ في الاندحار منذ ظهر يوم ٢ يوليو نفسه.

    اهتم الأنصار والكيزان المجرمين بقتل العساكر والضباط مما حرض الشعب السوداني عليهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..