ما بين رغبة الرئيس ورغبة الحزب

أن تصبح رئيساً لدولة مثل السودان لا أعتقد انه أمر ممتع خاصة إذا كنت غير مستعد وجاءك التكليف في حالة اضطرارية مثلما حدث للرئيس عمر البشير الذي حملته الأقدار إلى السلطة، ولا شك أن السنوات التي ستكمل قريباً 29 سنة أخذت منه الكثير بدليل انه هو نفسه بدأ يتحدث عن أمنياته في التخلي عن السلطة منذ ما يقارب 10 سنوات، وصرح كثيراً بهذا الشأن لوسائل إعلام عالمية ومحلية، وهو مقتنع بالفكرة تماماً حتى إنه قال يتمنى إن يسمع لقب الرئيس السابق. آخر كلام له عن رغبته في التخلي عن الرئاسة كان في بداية شهر فبراير الماضي حين قال إنه ليس مهموما بسباق الانتخابات الرئاسية المقررة في العام 2020 وسيدعم المرشح القادم، ورغم كل هذا المؤتمر الوطني يتحرك ضد رغبته مثلما فعل في انتخابات العام 2015 حسب ما قال أمين حسن عمر حينها إن شيخ علي مارس إكراها معنوياً على عضوية الوطني بإعادة انتخاب الرئيس، وقال عن الذين يهتفون بإعادة انتخابه للعام 2020 انهم أهل منفعة شخصية، ويبدو أن المنافع الشخصية قد عمت الحزب كله فها هو يتجه إلى تعديل الدستور بما يتيح للرئيس البقاء في السلطة بدون انتخابات. هذه الأيام بدأ المؤتمر الوطني عملاً جاداً سيتم من خلاله تعديل الدستور حتى يظل البشير رئيساً حتى العام 2025 أما انتخابات المقرر لها العام 2020 تتحول إلى انتخابات برلمانية، والحديث عن هذا الموضوع بدأ يشغل المؤتمر الوطني ويقلق مضاجع الباحثين عن التغيير والإصلاح والتجديد، أما الرئيس فحتى الآن لم يعلق على هذا الاتجاه. بالأمس نقلت التيار خبراً يقول إن اجتماعاً حاسماً سيعقد أمس بين البرلمان ومؤسسات عليا في البلاد لوضع مقترحات تتصل بتعديل الدستور تقود لبقاء الرئيس في منصبه، وأن مؤسسة سيادية ستطلب من البرلمان تعديل الدستور، اما الاجتماع سيعقد بعيداً عن أعين الصحافة والإعلام خوفاً من أن يعرف الشعب شيئاً عن المؤامرة التي تحاك ضده مع إن كل شيء سينكشف قبل أن ينفض الاجتماع. وأعتقد إن هذه الفكرة تؤكد ما كنا نتحدث عنه دوماً وهو أن حكومة المؤتمر الوطني لم يعد يهمها البلد بقدر ما يهمها البقاء في السلطة بأي ثمن، ولذلك وفرت لنفسها برلماناً يوافق على كل ما تريد، وأحزاباً وحركات فكة تساعدها في تحقيق رغباتها حتى فقد السودان كل معايير الدولة المزدهرة، وهذا ما أكده كلام الرئيس نفسه عن حزبه، ففي شهر فبراير الماضي وخلال مخاطبته مجلس شورى الحزب انتقد بشدة أداء الحزب تنظيمياً وسياسياً وقال ?هناك غياب شبه تام للمبادرات وتقديم الحلول الاقتصادية والسياسية بالبلاد وتوفير الآليات التنفيذية المطلوبة، إذاً هو نفسه يئس من العمل مع حزب متخلف ولا يتطور، ولذلك عليه أن لا يتمسك به حتى ولو تمسك به الحزب، السؤال الذي يفرض نفسه هل سيوافق الرئيس على هذا الإجراء؟، ام سيرفض مثلما توقع أمين حسن عمر؟ الذي قال إن الرئيس لن يذعن لإعادة ترشيحه. والأمر لا يختلف في حالة تعديل الدستور لبقائه بلا انتخابات، فهل يستمع الرئيس لنداء رغبته وينتصر لنفسه وينعم بلقب الرئيس السابق بعد 30 سنة ويحقق رغبة دعاة التجديد؟، أم إن ناس شيخ علي سيمارسون الإكراه على عضوية الحزب مرة أخرى؟ و سيجامل الرئيس الحزب ويحقق للمنتفعين رغبتهم على حساب نفسه ويتحمل خمس سنوات ستكون قاسية عليه وعلى الشعب فقط.
التيار
المسالة فيها جانبين: الاول جانب الرئيس الذي ظل يصرح منذ عشرات السنوات بعدم رغبته في الترشح من باب ” يتمنعن و هن الراغبات ” ثم يحرك اتباعه للعمل على ترشيحه .. فالرئيس لن يتخلى عن الرئاسة الا بالموت او الخلع … لعدة اسباب اهمها المحكمة الجنائية و يليها خوفه على نفسه و اسرته من المحاسبة و ربما الانتقام …… الجانب الثاني جانب اللصوص و المنتفعين و الارزقية من الحزب الحاكم و كلابها المدجنة فهؤلاء يريدون حماية مصالحهم و الحفاظ عليها بوجود رئيس صوري لا يدري اي شئ عن اي شئ – يعني مغفل نافع – يضعونه ستارا و يبتزونه بالجنائية
المسالة فيها جانبين: الاول جانب الرئيس الذي ظل يصرح منذ عشرات السنوات بعدم رغبته في الترشح من باب ” يتمنعن و هن الراغبات ” ثم يحرك اتباعه للعمل على ترشيحه .. فالرئيس لن يتخلى عن الرئاسة الا بالموت او الخلع … لعدة اسباب اهمها المحكمة الجنائية و يليها خوفه على نفسه و اسرته من المحاسبة و ربما الانتقام …… الجانب الثاني جانب اللصوص و المنتفعين و الارزقية من الحزب الحاكم و كلابها المدجنة فهؤلاء يريدون حماية مصالحهم و الحفاظ عليها بوجود رئيس صوري لا يدري اي شئ عن اي شئ – يعني مغفل نافع – يضعونه ستارا و يبتزونه بالجنائية
انه لا يتخلي عن الرئاسة خوفا من لاهاي
انه لا يتخلي عن الرئاسة خوفا من لاهاي