العصيان او الطوفان .رحلات بن بطوطة بين (كسلا-ومدني)

ما ان أعلن شباب السودان العصيان المدني والتي انطلقت شرارتها في 27/نوفمبر 2016 والنظام لا يعرف طعما للنوم .
والعصيان جاء كنتاج طبيعي لفشل السياسيات الاقتصادية الصادمة والتي جاءات لتعلن بوضوح ان النظام لا يحمل شئ اسمه مصلحة المواطن ولكنه يحمل شئ واحد اسمه استمرار النظام ولو هلك الشعب كله .
والنظام الذي يعتمد النظام الضريبي أثبت أنه لايرحم شعبه البته وأن جميع المشاريع الاقتصادية الكبرى كانت تمثل احلام زلوط من لدن نأكل ممانزرع ونلبس مما نصنع ومرورا بالنفرة الخضراء والنهضة الزراعية واستخراج البترول وليس انتهاء بالشركات الروسية واستخراج الذهب الفالصوا وتعويم الجنيه مقابل الدولار واغراق الشعب بالفساد الذي أصبح مثله مثل الملح والملاح.
وانتهي الكذب عن تمزيق الفواتير بتمزيق السراويل لشعب يعيش الآن علي الكفاف رغم محاولات الفشل للإصلاح والتي انتهت برفع الدعم عن كل شئ .
ومانسمع بقصة احتيال إلا وتنتقل لقصة احتيال أكبر منها .
ومنذ إعلان رفع الدعم عن كل شئ برز شباب السودان الأوفياء للمقاومة بقيادة عملية التغيير والتي فشل فيها الكبار رغم محاولاتهم المستمرة والتي لم تثمر المطلوب.
برز شباب السودان بطاقاتهم الجبارة واوقدوا شعلة العصيان المدني 27نوفمبر 2016م .
فكرة جهنمية وهي وحسب زعمي أخطر من الجرادية في السروال.
كمايقول المثل الحكيم الدارفوري (جرادية في سروال ولابعضي الاقعادوا ماحلو) .
ولكن جرادة العصيان بتعضي وبتكتل عديل .
والعصيان الأكبر هو19 ديسمبر2016م .
والنظام الذي أصبح كما الثور الهائج في مستودع الخزف لايدري من أين يبتدئ والي أين ينتهي .
فقرر القيام برحلات ماكوكية كرحلات الرحالة ابن بطوطة ابتدرها بكسلا وحشد حشدا أصبح مكان تندر المراقبين حيث ارتفعت الإعلام الاجنبية وكأنها مباراة في نهائيات كأس العالم ومن ما زاد الطين بله الخطاب المهزوز والذي تحول لتحدي مابين النظام والشعب انتهي بكلمة (الداير يواجهنا يطلع بره) وهجوم علي قادة العصيان من خلف الكيبورد والواتساب وأن النظام لا يمكن ان يسلمهم السلطة ولكن يمكن ان يقتلهم كما قتل سلفهم وهذا اعتراف خطير يضاف لسابقاته .
غير ان قوات الواتساب والكيبورد واصلت حملاتها بكل قوة وكشفت عن حالة الاضطراب المرة التي يعيشها النظام كلما اقترب اليوم الموعود 19 ديسمبر2016م .
وقبل ان ننتقل إلي مدني فلقد كشفت أخبار قوات الواتساب والكيبورد عن اختفاء خيمة مواد غذائية افتتحها رئيس النظام عقب الافتتاح بساعات دون ان نجد تبرير للافتتاح والاختفاء وأن البعض يقول أنها ربما تحولت إلي مدني ليتم افتتاحها هناك ؟! مثلها مثل المعارض المصاحبة.
وكنا نظن خطئا ان النظام سوف يعدل من خطابه لمعالجة الأزمة ولكنه أصر علي ذات المنوال وهرب بعيدا من مخاطبة اسباب العصيان ولاول مرة يتم تأجيل الخطاب الرسمي ليلا رغم فصل الشتاء وأن يحشر الناس ضحي ولقد صدقت الجزيرة التي لم تخرج نهارا لإلقاء النظرة الأخيرة علي ابن بطوطة وأخيرا اضطر الوالي للاستعانة بصديق وتعهد بتوفير وجبة بالاستاد مع توفير مواصلات ذهاب واياب ولاندري ان كان حقا أن الدخول للاستاد قد أصبح بأن تستلم قيمة الدخول بدلا من العرف السائد ان تقطع تذكرة الدخول وأن صح هذا الأمر فهذا تدمير للرياضة وسوف يمتنع الجمهور من الدخول إلي الاستاد الأبعد استلام مقابل الدخول وبدل وجبة.
ان الخطاب في مدني خاطب حشدا لا يعرف أصلا سبب الأزمة ولا اسباب الحضور وكان نفخا في قربة مقدودة ووعودا لم ولن تجد النور قريبا ومكررة منها أن مشروع الجزيره حجوة ام ضبيبينة سيعود لسيرته الأولي.
وأن وأن كلام يدخل بالاذن اليمني ليخرج باليسري .
ومشروع الجزيرةتنتظره الشركات الصينية والتي تريد زراعة450الف فدان وسوف تتملكه قليلا قليلا ونخشى مانخشي ان تكون الشركات الأجنبية هي لأصحابها المحليين بعدما ان أعلن الصين الشيوعية إيقاف القروض للدولة الإسلامية بسبب استشراء الفساد وعدم السداد .
وكثيرون حضروا ساااي للاستاد علي أنغام المثل المشهور ديك البطانة وديك المسلمية.
فديك البطانة ذهب وعاد ولايدري شيئا عن الرحلة أما ديك المسلمية فهو بعوعي ولايدري ان بصلته يجري تحميرها علي قدم وساق .
ويبقي التحدي الأكبر في معرفة الرسائل الجديدة الدعوة للجميع المشاركة في الحكومة القادمة وهل تأتي المشاركة علي فهم الأكل علي فتات موائد النظام ام ان النظام يريد ان يتخارج باخوي واخوك وهذا أمر غير معقول ابدا بل وعسير .
والنظام يرسل عبارات لمن يلعبون التنس! وهو بلا شك داخل الاستاد في انتظار الحفل الموسيقي الساهر .
ولكن عبقريتي لم تكتشف بعد من المقصود بلعب التنس ؟؟
ان شباب السودان وقواه السياسية عازمون تماما لعصيان 19ديسمبر القادم .
والعصيان تاريخيا ذكره الجبرتي ان الحاكم حسين بك المعروف ب (شفت) بمعني يهودي كان طاغية جبارا .
يصادر أموال الرعية ويتهجم علي البيوت وأنه ذهب بجنوده إلي بيت أحمد سالم الجزار شيخ الدراويش البيومي فنهب ما فيه حتي الفراش وحلي النساء ،فحضر أهل الحسينية إلي الجامع الأزهر ومعهم الطبول والتف حولهم العامة وبايديهم العصي،وتفرقوا في أنحاء الأزهر واغلقوا أبوابه وصعد بعضهم إلي ماذنه يصيحون ويضربون الطبول وانتشر فريق منهم في الأسواق القريبة من الأزهر ثم قابلوا الشيخ الدريدر فذكروا له ما حدث فغضب لما حدث وقال لهم في غد نجمع نجمع أهل الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة واركب معكم وننهب بيوت المماليك كما ينهبون بيوتنا ونموت شهداء او ينصرنا الله عليهم .
فارتاع المماليك واوفدوا رسلهم للشيخ دريدر نادمين طالبين إليه ان يرسل قائمة بما نهبه حسين بك وجنوده ليردوه اليه،وفعلا ردوا جميع ما اغتصبوه .
وكان العلماء وليس الالماء جمع الم ان قاعدة الحكومة الإسلامية ان (لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق )…
وفي سنة 1209هج الموافق 1795م حدث عدوان من أمراء المماليك علي بعض فلاحي قرية تابعة لبلبيس فحضر وفد منهم للشيخ عبدالله الشرقاوي فغضب وتوجه الي الأزهر ، فجمع شيوخه واغلقوا أبوابه وامروا الناس بترك الأسواق والمتاجر،وركب الشيوخ في اليوم التالي وتبعهم كثير من الخلق إلي الشيخ محمد السادات واحتشدت جموع عديدة من الشعب، فأرسل إليهم الأمراء أحدهم وهو أيوب بك الدفتردار فسألهم عن أمرهم، فقالوا: نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحواداث والمكوسات (أي الضرائب ) وخشي إبراهيم بك زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلي العلماء وكانوا يقضون ليلتهم داخل الأزهر قائلا لهم: أنه يؤيدهم في غضبهم ويبرئ نفسه من تبعة الظلم (مش اطلعوا بره ) ويلقيها علي كاهل شريكه مراد بك .وأرسل في الوقت نفسه إلي مراد بك ورد مااغتصبه من اموال وارضي نفوس المظلومين والزم العلماء وكبار الأمراء بالتوقيع علي وثيقة يتعهدون فيها بأن يسيروا بين الناس بالعدل وأن يكفوا وأتباعهم عن التعدي علي أهل البلاد ….
والحقيقة ان النظام أصبح عاجزا تماما أمام عصابات الفساد ولم تكن لقاءات كسلا و الجزيرة بمفيد بل زاد الأمور تعقيدا لان حيث أنها لم تخاطب حقيقة الازمة المتمثلة في إلغاء السياسات الاقتصادية الأخيرة وتصبح اسباب العصيان قائمة بكل شروطها حتي رحيل النظام عبر الكيبورد والواتساب او كما قال .
وياوطن مادخلك شر..
عمر الطيب ابوروف
16/ديسمبر 2016




كاتب ممتاز .