مقالات وآراء

أول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين: رئيس وزراء السودان غير مرحب به في القاهرة!!

بكري الصائغ

الخبر الذي نشر اليوم الاثنين ٤/ اغسطس الحالي بصحيفة “الراكوبة” وجاء فيه ان “الحكومة المصرية اجلت استقبال رئيس الوزراء المُعيّن من قِبل قائد الجيش السوداني، كامل إدريس، بعد الإعلان عن زيارته للقاهرة اليوم الاثنين”، هو خبر لم يهتم به الكثيرين في السودان، علي اعتبار ان زيارة كامل للقاهرة لو قدر لها ان تتم، كانت وحتما ستكون مثل كل الزيارات السابقة التي دابت الحكومات السودانية طوال الـ(٥٦) عام الماضية – بدء من زمن حكم النميري وانتهاء بالحكومة الحالية في بورتسودان- ارسالها للقاهرة، ولا احد منها استطاع تحقيق ولو انجاز واحد حقيقي.

رفض القاهرة استقبال كامل معناه وبكل وضوح، ان القاهرة قد سئمت بالفعل من زيارات البرهان المتعددة والتي كانت كلها بلا استثناء تحصيل حاصل، وملت من قدوم الوفود الرسمية التي عادت من القاهرة تماما كما جاءت، وسئمت ايضا من اللقاءات الفاشلة التي تمت عشرات المرات مع رؤساء الحكومات السودانية السابقين، وكانت اخر اللقاءات مع بكري حسن صالح بكري، ومعتز موسي، ومحمد طاهر ايلا، وعبدالله حمدوك، وان الوفود السودانية الرسمية التي زارات القاهرة خلال الفترة من عام ١٩٦٩ الي يومنا لم يكن عندها الجدية في طرح المواضيع الهامة والعاجلة التي تهم مصلحة البلدين، بقدر ما كانت وفود حاولت بقدر الامكان الحصول علي اكبر قدر من الدعم والمساعدات والاعانات المصرية.

وهنا نطرح سؤال هام، لو افترضنا جدلا ان كامل زار القاهرة، فما هي الاجندة التي معه ويناقش بها الحكومة المصرية؟!!، والاجابة هي، ان كامل لن يحمل معه اي موضوعات هامة وعاجلة تتعلق بعلاقات النظام الحاكم في بورتسودان مع الحكومة المصرية، ولا عنده مقترحات ليناقشها مع المسؤولين المصريين، فالغرض من الزيارة اولا وقبل كل شيء تقديم نفسه للرئيس المصري/ عبدالفتاح السيسي، وقبول التهئنة منه بالتعيين في السودان!!، واما المواضيع الاخري الهامة ستاتي لاحقا في المرات القادمة!!ما من شك في ان زيارة كامل للقاهرة لو قدر لها ان تتم، ما كانت تتحق اي نوع من النجاحات بسبب وجود ثلاثة عقبات كبيرة تقف في وجه الزيارة.
اولي هذه العقبات تتمثل في رأي القاهرة، الذي صرحت به من قبل علانية وافادت ان النظام في السودان والواقع تحت سيطرة “الحركة الاسلامية” هي التي تدير البلاد وتتحكم في مقاليد الحكم، وتحدد طريقة التعامل مع مصر، وان القاهرة قد سبق لها توجيه نقد شديد اللهجة عدة مرات للبرهان حول علاقته بجماعة الإخوان العابرة للحدود ومنها مصر، فما كان من البرهان بعد سماعه النقد الساخط، الا وان قام بالسفرالي القاهرة في يوم الجمعة الاول من مارس/ عام ٢٠٢٤ لتبديد التوجّسات من علاقته بالإخوان.
نشرت صحيفة “العرب” اللندنية في يوم ١/ مارس ٢٠٢٤ خبر له علاقة بالهجوم المصري علي البرهان جاء فيه: (حاول قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان خلال زيارته إلى مصر الخميس تبديد مخاوف رئيسها عبدالفتاح السيسي من تنامي الحديث حول علاقته بجماعة الإخوان العابرة للحدود؛ ذلك أن لقاءه مع مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني في طرابلس قبل أيام أثار شبهة وجود علاقة متينة بينه وبين الإخوان، ورهْن توجهات الجيش بحسابات الجماعة، سواء منها الحسابات السياسية الداخلية أو الإقليمية. وسعى الجنرال البرهان إلى تقديم تفسيرات لما تردد بكثافة حول هذه العلاقة الخفية، التي تصطدم بموقف القاهرة الحاسم من تيار الإسلام السياسي بمختلف أطيافه، وفي مقدمتها فرع الإخوان؛ إذ خاضت الأجهزة الأمنية المصرية معارك طاحنة لكسر شوكة الجماعة وفلولها في مصر وغيرها خلال السنوات الماضية.). – انتهي-
العقبة الثانية امام نجاح زيارة كامل للقاهرة، تتمثل في انه لن يناقش مع المسؤولين المصريين الا ما هو مفروض عليه فرضا من البرهان، ولن يناقش كامل معهم اي مواضيع لا تتعلق بالدرجة الاولي بدعم مصر للحرب في السودان، وان كل ما يتعلق بموضوعات اخري مثل التعمير واللاجئين السودانيين في مصر وسد “النهضة”، واتفاقية “الحريات الأربع ” هي موضوعات غير جديرة بالاهتمام حاليا!!العقبة الثالثة في عدم نجاح الزيارة ان قدر لها ان تتم ، ان كل مناقشات كامل مع المسؤولين المصريين لن تكون جديدة عليهم ، فقد سبق ان تمت مناقشتها عشرات المرات في السنوات الماضية مع حكومات: بكري حسن صالح، ومعتز موسي، ومحمد طاهر ايلا، وعبدالله حمدوك، وان الوفود السودانية الرسمية التي زارات القاهرة خلال الفترة من عام ١٩٦٩ الي يومنا لم يكن عندها الجدية في طرح المواضيع الهامة والعاجلة، بقدر ما كانت وفود حاولت بقدر الامكان الحصول علي اكبر قدر من الدعم باشكاله المتعددة والمساعدات والاعانات.
لو فرضنا ان كامل وصل للقاهرة والتقي بالصحفيين وطرحوا عليه اسئلة حول موضوع “سد النهضة، وعن علاقة القوات المسلحة بالاخوان والاسلاميين، ولماذا لم يتم اعتقال السياسيين المطلوبين القبض عليهم وفروا من سجن كوبر؟!!، هل عنده اجابات جاهزة عليها؟!!، ام سيتهرب منها كما تهرب البرهان في مرات كثيرة زار فيها القاهرة، وامتنع عن لقاء الصحفيين والمراسلين الاجانب؟!!في زمن الرئيس المخلوع ، تدهورت العلاقات كثيرا بين نظام البشير والقاهرة عندما طلب السيسي من البشير اكثر من مرة ان يكون واضحا في رأيه حول قضية سد “النهضة”، وان مسك العصا من منتصفها لن يفيد الدولتين ، فكان رد البشير ان أدلى بعدها بعدة تصريحات حول عدم وجود أية أضرار يحملها السد على الجانبين المصري والسوداني، وأنه لن تتأثر حصة البلدين جراء إقامة هذا السد، وأن الدراسات الفنية أكدت أن آثار السد الإيجابية تفوق بكثير آثاره السلبية.
بل ذهب لأبعد من ذلك، بقوله إن سد النهضة سوف ينظم النيل الأزرق ويمنع فيضاناته التي تغرق السودان سنويا حتى الخرطوم… ولكن البرهان وطوال سنوات حكمه لم يعلق سلبا او ايجابا علي مشكة سد “النهضة” حفاظا علي الا يفقد صداقة الدولتين.من تابع بدقة سير العلاقات الرسمية بين السودان ومصر منذ الاستقلال وحتي يومنا هذا، يجد ان كل اللقاءات السابقة كانت فاشلة ومخيبة للامال بسبب عدم جدية هذه الوفود في طرح اجندتها بصورة واضحة، لهذا لم يكن بالغريب، ان الجميع في السودان توقعوا وبنسبة (١٠٠%) ولم تخيب توقعاتهم ، في ان رئيس الوزراء الجديد لنج الدكتور/ كامل ادريس لن تكون زيارته الاولي للقاهرة ناجحة باي حال من الاحوال، ولكن لا احد توقع ان يكون رئيس الوزراء كامل شخص غير مرحب به في نظر السلطة الحاكمة في مصر، او ما يسمي في العرف الدولي (بـ “بيرسونا نون غراتا” -“Persona non grata”-، وهو مصطلح لاتيني يعني حرفياً “شخص غير مرحب به” أو “شخص غير مرغوب فيه”.
ويُستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى دبلوماسي أو أي شخص أجنبي يتم حظره من دخول أو البقاء في بلد معين من قبل حكومة ذلك البلد، وغالبًا ما يكون هذا الإجراء بمثابة استهجان دبلوماسي.
كامل ادريس يحتاج الي درس عصر بكثرة وتكثيف شديد، فالمهام امامه بالغة التعقيد وهو عديم الخبرة وتم اختياره ليكون ضعيف امام البرهان، ومن الصعب عليه ان يختار بين استقلالية الحكومة الانتقالية التي يتراسها، او الخضوع التام للاسلاميين والبرهان وكرتي وسناء حمد!!، كل الاحتمالات تؤكد ان الدكتور/ كامل سينجاز لمعسكر الاسلاميين والا لحق الدكتور/ حمدوك.
لا تظلموا القاهرة في رفضها زيارة الدكتور/ كامل ادريس وعدم رغبتها في استقباله، فالعلاقات بين النظام الحاكم في بورتسودان مع الحكومة المصرية شبه معطلة وتسير ببطء شديد.
مرفقات: قضايا سودانية معلقة مع مصر:١/- مثلث حلايب وشلاتين:- توجد عدة قضايا معلقة بين السودان ومصر منذ عام ١٩٥٩ حتي الان اغلبها لم تجد طريقة للحلول، أبرزها قضية مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه، وتطالب كل من السودان ومصر بالسيادة على هذه المنطقة الغنية بالموارد.
وتعتبر منطقة حلايب وشلاتين من أهم القضايا العالقة بين البلدين.
بدأت المشكلة عام ١٩٥٨ عندما أرسلت مصر قوات إلى المنطقة، وكادت أن تتطور إلى نزاع مسلح، تخضع المنطقة حالياً لسيطرة مصرية، لكن السودان يرفض هذا الأمر وسبق أن قدم شكوى لمجلس الأمن ضد مصر بسبب إجراء انتخابات في المنطقة، تطالب السودان بالتحكيم الدولي لحسم القضية، لكن مصر ترفض ذلك.
وكلا البلدين يملكان حجج وادلة علي حق الملكية.
٢/- قضايا المياه:- تعتبر قضية توزيع مياه النيل من القضايا الحساسة بين البلدين. تعتمد مصر والسودان بشكل كبير على مياه النيل في احتياجاتهما المائية.
يأتي الخلاف حول بناء سد النهضة الإثيوبي ليزيد من تعقيد هذه القضية. تطالب مصر والسودان بضمان حقوقهما في مياه النيل والحفاظ على حصصهما المائية.٣/- قضايا الحدود:- بالإضافة إلى حلايب، هناك قضايا عالقة تتعلق بترسيم الحدود بين البلدين.
تطالب السودان بمراجعة بعض الحدود المتفق عليها في الماضي، والتي تعتبرها غير عادلة.
٤/- اتفاقية الحريات الأربع:- وقعت مصر والسودان اتفاقية “الحريات الأربع” عام ٢٠٠٤، والتي تمنح مواطني البلدين حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك في أراضي الطرف الآخر. يشكو السودان من عدم التزام مصر ببنود هذه الاتفاقية، حيث تفرض تأشيرات على السودانيين. اتخذ السودان إجراءات مماثلة بفرض تأشيرات على المصريين ردًا على ذلك، اتفاقية “الحريات الأربع” التي وقعتها مصر مع السودان عام ٢٠٠٤، نصت على حرية التنقل والإقامة والعمل.
٥/- العلاقات السياسية والاقتصادية:- تأثرت العلاقات السياسية بين البلدين بالعديد من التوترات والخلافات. تطالب السودان مصر بضرورة احترام سيادته واستقلاله في اتخاذ القرارات السياسية. يطالب السودان مصر بتبني نهج قائم على المصالح المشتركة بدلًا من محاولة السيطرة عليه.
٦/- في الوقت الحالي:- تستمر جهود الوساطة بين البلدين لحل هذه القضايا العالقة.
تسعى مصر والسودان إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات وتجاوز الخلافات. يبقى ملف حلايب وشلاتين من أكثر الملفات صعوبة وتعقيدًا في العلاقات الثنائية.
المصدر اعلاه من ١- الي ٦/- موقع “google”

‫16 تعليقات

  1. يعني انت فرحان ومبسوط للخبر دا …. وين الوطنية حب الوطن وانسان الوطن وانت وابن عمك على الغريب المثل دا ما لاقاك ابدا يا بكري وبعدين القاهرة عندها شنو تدي لي كامل هم كفيلهم الامارات رز وغيره وباقي السنة تامنها نهب من موارد السودان القاهرة جيعانه اتقوا الله في شعبكم اتقوا الله في وطنكم لو فعلا سودانيين ميه الميه راجعوا وطنيتكم واكتبوا ليكم كتابة تنفع الوطن والشعب الكتابة دي سوف تسال عنها يوم القيامة امانة في رقابكم اكتبوا شيء يفيد السودان واسعوا لمصلحة وطنكم بدل تكون كتاباتكم كلها ضد بني جلدتكم وتفيد الاجنبي انظروا لمصلحة السودان وشعبه اولا ثم الغريب اعقلوا اعقلوا يا ناس السودان وطن لا يمكن ومستحيل السيطرة عليه وطن بحدود ممتدة ومشتركة مع 7 دول افريقية عزبونا عزاب واخرها الجنوبيين والحبش والليبين وووو …الخ قلبوا ضد الشعب ودمروا الوطن الذي اواهم وطن زي دا صعب يحكم بي قبيلة أو حزب أو افراد وطن عاوز رجال عندهم حس امني على وطنهم ومواردهم وشعبهم الوطن يعلى ولا يعلى عليه يا بكري خلكم عاقلين السودان بلد عظيم بي موارده عظيم بي شعبه عظيم بي موقعه الجغرافي عظيم بي مساحته الشاسعة عظيم باراضيه ومناخه وزراعته خلكم عاقلين حكاية انت كوز وانت قحاتي وانت شيوعي وانت وانت دي ما بتحافظ على وطن وطن علمكم ولم يبخل عليكم بشيء مفترض تدوهو دمكم عديل خلقكم وطنيين وعلو الوطن وساعدوا في بناينه مش هدمه وتفتيته وتشريد شعبه الله غالب طز في امريكا وطز في بريطانيا وطز في الامارات والخليج كله وطز في افريقيا عامة اهم شيء السودان الوطن اولاً وشعبه فقط

    1. الحبوب،القرفان.
      مساكم الله بالعافية التامة.
      لكن والله يا حبيب استغربت في امرك، تعليقك جميل ورائع مليء بحب الوطن، وعن عظمة السودان البلد العظيم بي موارده، العظيم بي شعبه، العظيم بي موقعه الجغرافي، العظيم بي مساحته الشاسعة، العظيم باراضيه ومناخه وزراعته، وطن لا يمكن ومستحيل السيطرة عليه، وطن بحدود ممتدة ومشتركة مع 7 دول افريقية.
      من يصدق ان هذا ان هذا التعليق السمح شديد، كتبه واحد اسمه “قرفان”؟!!

  2. وصلتني ثلاثة رسائل من قراء
    علقوا فيها علي المقال، وكتبوا:
    ١/- الرسالة الاولي:- يا حبوب، فات عليك ان سبب رفض الحكومة المصرية استقبال رئيس الوزراء كامل ادريس في القاهرة انها اصلا لم ترسل له دعوة رسمية او خاصة!!، ولا صرحت في مرة من المرات انها بصدد دعوته لزيارة القاهرة!!. بالطبع المسؤولين في القاهرة اصابتهم الدهشة عندما سمعوا بخبر اعتزام كامل القيام بهذه الزيارة.

    ٢/- الرسالة الثانية:- خبر “القاهرة تعطل زيارة كامل ادريس وترفض استقباله حاليا”، هي رسالة ينطبق عليها المثل المعروف “«إياك أعني واسمعي يا جارة»، فهل فهم البرهان الرسالة؟!!

    ٣/-الرسالة الثالثة:- والله ضحكت ضحك شديد لمن وقعت. بالله كامل ادريس ده هو اول رئيس وزراء في تاريخ السودان ترفض حكومة القاهرة استقباله، وتنشر خبر الرفض في الصحف ووسائل الاعلام؟!!، والله الزول ده دخل تاريخ العلاقات السودانية المصرية من اوسع الابواب. احسن ليهو يدخل القاهرة المرة الجاية بصفته لاجئ.

    1. رد على صاحب الرسالة رقم 3:
      ويستخرج بطاقة لاجئ من مفوضية اللاجئين في القاهرة، زيو وزي آلاف السودانيين المساكين!!

      1. الحبوب الدكتور/ هشام.
        الف شكر علي مرورك الكريم.
        بمناسبة تعليقك عن لجوءالسودنيين في مصر، اسال: ما نوع الاقامة الممنوحة في القاهرة لابن عوف، وصلاح قوش، وطاهر ايلا، وصلاح كرار?!!، هل هي اقامة استثنائية لهم صادرة من رئاسة الجمهورية المصرية؟!!، ام اقامة من مفوضية اللاجئين في القاهرة؟!!.. الرئيس السابق النميري وزوجته في القاهرة بعد انتفاضة ٦/ ابريل، كانا وضعهما في حكم اللاجئين من الناحية القانونية، وأنهما كانا يتلقيان الحماية والمساعدة المخصصة للاجئين، وكانا يعيشان في ظروف مماثلة لظروف اللاجئين ولكن ليس في معسكر لجوء، الحكومة المصرية خصصت لهما حراسة امنية خاصة منعا لحدوث ما يضرهما في بلد اللجوء.

  3. هذه الفبركات التي يبيعها الكيزان ويشتريها البسطاء … لا يمكن للبرهان تعيين رئيس وزراء لم توافق عليه القاهرة أولا … كامل إدريس يحاول أن يبدو كصاحب قرار مستقل وأن القاهرة لا تملي سياسياته وأنه ليس على وفاق معها … فكرة الحكومة المدنية الخاصعة لسيطرة الجيش نفسها فكرة مصرية تمارسها القاهرة منذ 1952

    1. الحبوب، الدنقلاوي.
      حياكم الله واسعد ايامكم بلافراح.
      والله يا حبيب اختلف معك جملة وتفصيلا في جزء جاء بالتعليق وكتبت: “هذه الفبركات التي يبيعها الكيزان ويشتريها البسطاء … لا يمكن للبرهان تعيين رئيس وزراء لم توافق عليه القاهرة أولا”.
      يا الدنقلاوي، كلامك ده يعني ان علي كرتي ليس هو صاحب فكرة تعيين وتنفيذ كامل ادريس في منصب رئيس الوزراء!!، يا زول القاهرة اصلا ما ليها دخل بالتعيينات في الحكومة الجديدة، “الحركة الاسلامية” هي لا غيرها اختارت كمال يكون رئيس الحكومة، وهي التي اجبرت كمال علي قبول بعض شباب “براء بن مالك” العمل داخل الامانة العامة لمجلس الوزراء، ويحتلوا كمات مراكز مرموقة في سكرتارية كمال!!، والكلام ده ما من عندي، الصحف السودانية هي القامت بنشر التعيينات بعد حل “تنظيم براء بن مالك”…

      جاء كمان في تعليقك معلومة غير صحيحة، وكتبت:- “فكرة الحكومة المدنية الخاصعة لسيطرة الجيش نفسها فكرة مصرية تمارسها القاهرة منذ 1952”.
      يا حبيب، الاستعمار البريطاني في كل دولة استعمرها، طبق هناك في هذه الدول المستعمرة سياسة “حكومات مدنية تحكم ولكنها خاضعة لسيطرة الجيش البريطاني”، عندك مثلا السودان ومصر والاردن والعراق والهند مثالا.

      1. الباشا بكري … أنا معجب بكتاباتك التوثيقية وهي شيء نفتقره في ثقافتنا المكتوبة .. صحفية وغير ها… لكنني أصر على أن كرتي نفسه لا يجروء على الوقوف في وجه المصريين الآن … مصر هي حبل وريد حكومة بورتسودان … الكيزان يحاولون التوفيق بين مصالحهم بين التنظيم الدولي الممثلة في دراهم قطر ومسيرات تركيا وبين إرضاء مصر التي تمسك بخناقهم ولو أنقلبت عليهم لانكشفوا إقليميا ودوليا … مصر التي تحتصن صلاح قوش وابن عوف ومعظم قيادات المؤتمر الوطني ولا تلي في عدد القيادات الكيزانية المقيمة بها إلا تركيا …مصر تعرف كيزان السودان جيدا وتنظر لهم كجماعة انتهازية يمكن إدارتها بالمال والتخويف … الجزرة والعصا … وتأمل في النهاية أذا لعب الكيزان بذيلهم أن تحرك ضدهم من يخصعون لها من عساكر السودان … أما الجيش البريطاني فقد كان جيش مستعمر وانا أتحدث عن جيش وطني يحكم فعليا ويجمل وجهه بلافتات مدنية … إما إذا كنت تؤمن بما تردده الصحف الكيزانية عن حل كتيبة البراء بن مالك وتحولها للعمل المدني فأنت راجل طيب كما يردد جيراننا المصريين
        أذكرك هنا أنه قبل شهور عديدة علقت أنا على أحد مقالاتك وقلت لك أن تقسيم السودان آت شئنا أم ابينا بين دولة وسط وشمال وشرق تتبع لمصر وبين دولة غرب السودان “كردفان ودارفور” توالي الأمارات وتنحاز لتكتل وسط وشرق أفريقي “من دوله تشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وكينيا ويوغندا وإثيوبيا” عندها نفيت أنت ذلك بقوة وقلت أنني متشائم ولآ أظنك تنفيه الآن بنفس القوة

        1. الحبوب الدنقلاوي.
          سعدت بحضورك الثاني السعيد.
          جاء في تعليقك، وكتبت: “كرتي نفسه لا يجروء على الوقوف في وجه المصريين الآن”.،- ولكن فات عليك ان كرتي هو “خميرة العكننة” في العلاقات بين نظام بورتسودان والقاهرة، ولذلك تضع القاهرة له الف حساب، كرتي هو صاحب التنظيم القوي داخل القوات المسلحة، وهو من يحرك البرهان العسكري الضعيف، ويملئ عليه شروط “الحركة الاسلامية”، ومن بين هذه الشروط المفروضة علي البرهان “عدم توقف الحرب حتي لو استمرت مائة عام”، “لا تصالح مع الامارات وكينيا وتشاد وليبيا”، “لا مشاورات ولا تنسيق مع مصر”، القاهرة تراقب كل تحركات كرتي ونشاطات “الحركة الاسلامية”، ولا تهتم بالبرهان وجيشه الضعيف.).

          ماذا كتبت الصحف عن قوة الاسلاميين في
          بورتسودان، ورأي الاسلاميين في البرهان؟!!
          الداعية عبد الحي يوسف يهاجم البرهان
          بشدة ويقول إن الإسلاميين لا يثقون به:
          https://sudantribune.net/article294014/

          1. ظني ان مصر تملك السيطرة الكاملة علي قيادة الجيش كمؤسسة إستعمارية أنشأتها بنفسها لخدمة أهدافها واطماعها في السودان بينما الكيزان يتحكمون في كيان الجيش ورتبه الوسطيه. وبما ان الجيش هو البو الذي تحلب به بقرة السودان وشعوبه المغيبه، لا بد من إتفاق الحد الادني بين مصر والكيزان لضمان مصالح كل طرف.
            في حالة كامل ادريس اظن ان تعيينه كان من طرف الكيزان فقط ولم يحظ بمباركة مصر وبالتالي هي مكره للقبول به كأمر واقع بينما تضمر النية لإفشاله في أي مناسبه او عند اول سانحه.
            مصر تمانع برفض زيارة كميل ل لي يد الكيزان وللمزيد من إخضاعهم لأنها بوابتهم الوحيده للخارج وهي غطائهم السياسي والديبلوماسي مع دول العالم وهي من تسوق وتروج لتقبلهم كحكومة امر واقع وهي تناور هنا حتي يضمن لها الكيزان خطوات و غايات معينه تريدها القاهره من حكومته وفي حال التوافق عليها ستكون مصر علي إستعداد لإستقباله في اليوم التالي مباشره!

  4. وصلتني رسالة من قارئ مصري علق علي المقال، وكتب:
    (…- مع الاسف الشديد الصحف والمواقع الاعلامية السودانية نشرت خبر اعتذار الحكومة المصرية عن استقبال الدكتور كامل ادريس بصورة توحي ان الحكومة المصرية عندها رأي سلبي في الدكتور كامل وبالتالي في الحكومة الانتقالية. واحب اؤكد بصفتي مصري يكن كل الاحترام للسودانيين، ولكل من طالع الخبر المشوه ان جوهر الحقيقة اختفي من الخبر، وكان يمكن صياغته بصورة احسن في الصحف السودانية. كل ما في الامر ان اعتذار الحكومة المصرية للدكتور كمال ادريس ليس بالامر المهول او ينذر بعواقب الامور بين البلدين، هو اعتذار اكثر من عادي يتم يوميا في الاوساط الدبلوماسية العالمية، وهو ليس بالجديد في السياسة المصرية ولا في السياسة السودانية. ولا احد يعرف سبب الاعتذار حتي الان. قد تكون هناك ظروف مفاجئة وعاجلة جعلت الحكومة المصرية تؤجل اللقاء مع الدكتور كمال . نتمني ان نري قريبا الدكتور كامل ادريس بيننا في القاهرة، يواصل دعم العلاقات ويقويها.).

  5. ببساطة لن تجني الدولة المصرية شيئا من زيارة كامل ادريس و ربما أدت زيارته الى اتهام مصر بدعم الكيزان لان كامل ادريس بكل عوارة ادخل كتائب السراء العنصرية الكيزانية الى حكومته و مصر لن تضحي من أجل الكيزان او من اجل الجيش ( اذا ما فيش مصلحة ما يلزمناش )

    من المقال :لم يكن عندها الجدية في طرح المواضيع الهامة والعاجلة التي تهم مصلحة البلدين،بقدر ما كانت وفود حاولت بقدر الامكان الحصول علي اكبر قدر من الدعم والمساعدات والاعانات المصرية.

    تعليق : نعم هذه الوفود لم تطرح مواضيع تهم مصلحة البلدين و الحقيقة أنها كانت تطرح مواضيع تهم مصلحة مصر فقط .
    اما الدعم و المساعدات التي تحدثت عنها يا حضرتك فانك لم تكن صادقا في وصفك حيث ان الدعم و المساعدات كانت لمصر فقط و لم تكن للسودان .
    حدثنا عن اية مساعدات وردت من مصر الى السودان منذ 1969 ثم حدثنا عما استفادته مصر من السودان في سد أسوان فقط و لم تعطنا كيلوات واحد من انتاج كهرباء السد

    1. الحبوب، مؤدددب المنافقين.
      اجمل التحايا القلبية لشخصك الكريم.
      جاء جزء في تعليقك، وكتبت.- (اما الدعم والمساعدات التي تحدثت عنها يا حضرتك فانك لم تكن صادقا في وصفك حيث ان الدعم و المساعدات كانت لمصر فقط و لم تكن للسودان . حدثنا عن اية مساعدات وردت من مصر الى السودان منذ 1969 ثم حدثنا عما استفادته مصر من السودان في سد أسوان فقط و لم تعطنا كيلوات واحد من انتاج كهرباء السد.).
      يا حبيب،
      لماذا فشلت فكرة “التكامل الاقتصادي” بين السودان ومصر في زمن حكم الرئيس النميري في سنوات السبعينات؟!!، فشلت لان النميري رمي بكل ثقله علي القاهرة ان تقوم هي بالصرف المالي والخدمات بكل انواعها، وتسمح بدخول الشركات المصرية ، فعلي سبيل المثال، طلب النميري من السادات، ان تقوم مصر بادخال مليون فلاح مصري للسودان، وتسهيل دخول البنوك والشركات المصرية، وبناء خط سكك حديد بدء من الاسكندرية وحتي جوبا، وانشاء مصنع للحديد والصلب وثلاثة مصانع اسمنت، كل هذا دون ان يقدم النميري اي ضمانات او ما يقابلها من التزامات، صرح النميري وقتها وقال: “عندنا في السودان ملايين الفدادين الصالحة للزراعة، يمكن لمصر ان تستفيد منها كثيرا، والفائدة تعود بالخير للبلدين.”.. كانت فكرة النميري منح المصريين الاراضي الزراعية مقابل تقسيم الارباح بالنصف!!، فما كان من السادات الا تباطأ في مسايرة افكار النميري حتي ماتت الفكرة.

      اما بخصوص ما جاء في تعليقك حول ” حدثنا عما استفادته مصر من السودان في سد أسوان فقط و لم تعطنا كيلوات واحد من انتاج كهرباء السد.).”.
      في زمن حكم الرئيس/ حسني مبارك، دارت مناقشات كثيرة حول استفادة السودان من كهرباء السد العالي، واستند الوفد السوداني علي الوثيقة المبرمة بين البلدين عام ١٩٦٣ والخاصة ببناء السد العالي، وفيها ان مصر تتعهد بمد كهرباء السد للسودان، وقتها الحكومة المصرية في زمن مبارك التزمت بما جاء في الاتفاق وانها علي استعداد تنفيذ ما جاء في الاتفاق ولكن ليس بالمجان، وانه علي السودان ان يدفع ثمن الكهرباء، وان الوثيقة لم يجي فيها ان الكهرباء بلا مقابل للسودان، وبعدها سكت السودان عن المطالبة.

      1. أساسا اذا كان تعهد مصر بمد الكهرباء للسودان من دون ذكر الاسعار او نسبتها او كونها تفضيلية فما فائدة التعهد اذن ؟؟؟
        اذا تعهد تاجر بتزويدك بسلعة معينة ثم عرضها عليك بضعف سعر السوق فما فائدة التعهد ؟؟؟
        هذا فباء من الجانب السوداني في سنة 1963 الذي قبل التعهد من دون شروط محددة

        كان على الوفد السوداني في عهد مبارك ان ينشء مشاريع على النيل و يستنفد حصة السوجان و يتعهد بمراجعة اتفاقية النيل على سبيل المعاملة بالمثل

  6. ياعزيزى…غير حمدوك لم يواجه المصرين رئيس وزراء من قبله احد
    وموضوع خوف مصر من الاسلامين دى فقاعة لترويج مايريدون وهم يستطيفون قادتهم قوش وايلا والان المصباح الارهابى تحت حفاوتهم لانهم تاكدوا ان مابالسودان…شلة مجرمين يهابون االعدالة ويمكن ابتزازهم لتحقيق مايريدون باحتكار ثروات السودان وقرار بوكلاء محليين خونة

    1. الحبوب، سهيل احمد.
      الف مرحبا.
      جاء في تعليقك، وكتبت:-(غير حمدوك لم يواجه المصرين رئيس وزراء من قبله احد.).
      يا حبيب،
      متفق معاك (١٠٠%) حمدوك عمل باستقلالية شديدة ودون محاباة او تحيز لمصر، ولكن هذا لم يمنع انه كانت هناك قنوات اتصال قوية بين حكومة حمدوك والمسؤولين في القاهرة، وهاك هذا الخبر:
      وزيرة خارجية السودان مريم الصادق المهدي، في أول حوار لصحيفة مصرية: “تنسيق مصري سوداني وتلاقٍ فى الرؤى بشأن سد النهضة”:(الواقع فى الوقت الراهن أتاح فرصة كبيرة بين البلدين للعمل والتعاون فى مختلف المجالات بصورة قائمة على إرث ضخم بين الخرطوم والقاهرة، وذلك فى إطار العديد من الاتفاقيات الثنائية والآليات الموقعة ولكنها جميعا كانت تصطدم سابقا بحاجز غياب الإرادة السياسية بشكل ما، وهو ما جعل العلاقة أسيرة لفعل ورد الفعل من أى من الطرفين، وجعلها أيضا عرضة للتراشق الإعلامى على مر العصور، مما كان له أثر سلبى فى الاتجاهين.
      أما الآن فتتوافر الإرادة السياسية لدى البلدين، وأيضا الحاجة الحقيقية للتعاون على المستوى السياسى والاقتصادى والأمنى والاستراتيجى فى ظل التعاون بمجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والتى تحتم علينا التنسيق بيننا، فضلا عن التنسيق والتعاون فى إطار معابر الحدود البرية المشتركة، والبحر الأحمر، ونهر النيل، حتى نتجاوز أزمة الحدود والمعابر أيضا بمعادلة كسبية لشعبى البلدين.
      فكل هذه القضايا تشير إلى أن الزخم الحالى بين مصر والسودان ليس لحظيا، وفى وزارة الخارجية نشعر بكثير من المسئولية لأننا نُعد الحافظين لشكل تلك العلاقة وتحقيق مكاسب على أرض الواقع، وتجلى ذلك فى شكل التحضير الذى طُلب من الوزارة لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السودان، وهو ما يعزز الشعور بأهمية الزيارة وأن تحقق ثمارها على أرض الواقع.).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..