مقالات سياسية

من سناء حمد الي المصباح أبو زيد: تتواصل كشف الحقائق المثيرة … وما خفي اعظم!!

بكري الصائغ

هل تذكرون قصة سناء حمد التي نشرت الصحف والمواقع السودانية ذلك الخبر المثير للغاية حول قيامها باستجواب قيادات اللجنة الامنية في النظام السابق؟!!، وكيف أنها قد أجرت هذا التحقيق الواسع معهم وهي قيادات عليا في اللجنة الامنية بقيادة وزير دفاع البشير الاسبق عوض ابنعوف، تلك اللجنة الي قررت الاطاحة بالبشير في اعقاب ثورة ديسمبر ٢٠١٨ التي توجت باعتصام القيادة العامة في ابريل ٢٠١٩، فقررت اللجنة في يوم ١١/ أبريل التحفظ على البشير في مكان آمن، وتولت بعدها هي زمام الامور في البلادلاقل من يومين اذ رفض الشارع عوض بن عوف، فبرز الى السطح عبد الفتاح البرهان قائدا لمجلس عسكري جديد تخلص من كامل اللجنة الامنية باستثناء شخص واحد هو قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

جاء في الخبر الذي نشر في صحيفة “التغيير” بتاريخ الجمعة ٢٢/ مارس ٢٠٢٤ سرد مفصل بالتفاصيل الدقيقة حول التحقيق، ولماذا تم؟!! ومع من الجنرالات؟!!، افاد الخبر الصاعقة: (تتكون اللجنة الأمنية العليا التي قررت اعتقال البشير من كل من الفريق أول عوض ابنعوف بصفته وزير الدفاع، والفريق أول كمال عبد المعروف بصفته رئيس هيئة الأركان المشتركة، والفريق أول ركن مصطفى محمد مصطفى بصفته مدير الاستخبارات العسكرية، والفريق أمن صلاح قوش بصفته مدير جهاز المخابرات العامة والفريق أمن جلال الشيخ بصفته نائب مدير المخابرات العامة، والفريق أول الطيب بابكر بصفته مدير الشرطة والفريق أول محمد حمدان حميدتي بصفته قائد الدعم السريع، والفريق أول ركن عمر زين العابدين بصفته مدير عام منظومة الصناعات الدفاعية، والدريري محمد أحمد بصفته وزير الخارجية وبشارة جمعة أرو بصفته وزير الداخلية، وكل هؤلاء من عضوية التنظيم الاسلاموي الحاكم الملتزمين ولذلك ليس مدهشا ان يقبلوا بالتحقيق معهم بواسطة من ترسله لهم الحركة الاسلامية رغم الرتب العسكرية الرفيعة ورغم ما تقتضيه مناصبهم من الاستقلال عن أي حزب والتحلي بالقومية، بكل بساطة جلسوا امام موفدة رئيس الحركة الإسلامية فسجلت افاداتهم ووقعوا عليها وقامت بتسليمها لرئيس الحركة الزبير محمد الحسن.
اما محاضر التحقيق فهي من وثائق الاسلامويين الداخلية التي لن تنشر للشعب السوداني حسب افادات سناء في الحوار، رغم ان من بين المستجوبين رئيس هيئة اركان الجيش ومدير الامن ورئيس الاستخبارات العسكرية، ورجح المصدر ان التحقيق دار حول كيفية افلات التغيير من قبضة اللجنة الامنية التي اختفت تماما عن المشهد في ظرف ثمانية واربعين ساعة ولم يتبقى منها في المجلس العسكري الجديد الذي شكله الفريق عبد الفتاح البرهان في ١٣/ ابريل ٢٠١٩ سوى قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، من زاوية اخرى يرى مراقبوان أن سناء حمد، فضحت وجود الحركة الاسلامية في مفاصل الجيش رغم أنها انكرته.).-انتهي-

كنا نعتقد ان ما قامت به سناء في العام الماضي ٢٠٢٤ من تحقيقات مع قيادات اللجنة الامنية في النظام السابق قد انتهي امره ولم تعد هناك عمليات استجواب ولقاءات اخري، حتي فاجأتنا صحيفة “الراكوبة” بخبر اخر صاعق، نشر في يوم الخميس ٧/ اغسطس الحالي، تحت عنوان “تحويل قائد مليشيا البراء إلى نيابة أمن الدولة في مصر”، ليؤكد لنا الخبر ان مشاورات الاسلاميين مع الجنرالات لم تتوقف وما زالت مستمرة، وجاء في سياق الخبر- (قالت مصادر في العاصمة المصرية القاهرة، إن السلطات المصرية قررت تحويل قائد مليشيا البراء، المعتقل لديها إلى نيابة أمن الدولة. وأكدت المصادر إن قائد المليشيا التابعة للحركة الإسلامية السودانية الموقوف بالقاهرة منذ عدة أيام المصباح أبو زيد، سيتم التحقيق معه. واوقف المصباح من قبل الأمن المصري بعد تحذيرات بسبب عقده اجتماعات موسعة مع مسؤولين كبار في الحركة الإسلامية وقادة أمن كبار في نظام البشير المعزول. كما عقد المصباح سلسلة من الاجتماعات مع السفير السوداني في مصر عماد عدوي، وشخصيات من جنسيات أخرى لشراء معدات للمليشيا بحسب المصادر. واقتيد المصباح، من مقر إقامته بمنطقة العجمي التابعة لمحافظة الإسكندرية، بعد أن اقتحمتها عناصر أمنية. وذكرت تقارير إن أحد المسؤولين في الجيش السوداني وراء اعتقال المصباح في القاهرة.).- انتهي-

ارجو ان الفت نظر القراء الكرام، الي تلك الفقرة التي جاءت في الخبر اعلاه وافادت، ان المصباح أبو زيد عقد سلسلة من الاجتماعات مع السفير السوداني في مصر عماد عدوي، وشخصيات من جنسيات أخرى لشراء معدات للمليشيا بحسب المصادر؟!!، وانه في العام الماضي كانت هناك عمليات استجواب قامت بها سناء حمد مع قيادات اللجنة الامنية في النظام السابق، واذا ما قمنا ربط خبر سناء القديم بالخبر الجديد عن اجتماعات المصباح مع الجنرال/ عماد عدوي وشخصيات من جنسيات أخرى، نجد حقيقة دامغة علي ان اجتماعات الاسلاميين وبقايا الفلول مع الجنرالات القدامي والجدد ما توقفت، بل ازددت اكثر قوة هذه المرة بدخول اجانب من جنسيات مختلفة في الاتصالات مع الاسلاميين في السودان.

اغرب ما جاء في خبر “الراكوبة”، ان المصباح أبو زيد عقد سلسلة من الاجتماعات مع “جنسيات أخرى!!!” في القاهرة، وهذا ما يؤكد انه لم يسافر الي القاهرة للعلاج كما زعم ونشر في الصحف، بل للتنسيق والتشاور مع الاسلاميين وبقايا الجنرالات القدامي في النظام السابق.

يبدو ان التحقيقات الامنية التي تمت في القاهرة مع المعتقل/ المصباح أبو زيد قد نتج عنها اكتشاف حقائق خطيرة للغاية، فقد نشرت صحيفة “الراكوبة” في يوم الخميس ٧/ اغسطس الحالي، خبر تحت عنوان “قلق في القاهرة من تمكين الإسلاميين بعد السيطرة على الخرطوم”، جاء فيه- (عبّرت مصر عن قلقها من تزايد دور قوى إسلامية في السودان من خلال توقيف قائد ما يسمى كتيبة “البراء بن مالك” المصباح أبوزيد طلحة، أثناء زيارته إلى مدينة الإسكندرية وقيامه بأنشطة تتعارض مع الأسباب الأسرية والطبية التي دخل بموجبها البلاد. وفُسّر توقيف المصباح القريب من جماعة الإخوان على أنه رسالة احتجاج مصرية على تضخم دور كتيبته بعد تمكنها من دعم الجيش في استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم من قوات الدعم السريع، والتحول إلى نشاط مدني يكسبها نفوذا داخل الحكومة السودانية، بما يفتح الطريق أمام عودة قوى إسلامية إلى السلطة مرة أخرى.

قال المحلل السياسي السوداني عادل سيد أحمد لصحيفة “العرب” اللندنية أن تحركات فيلق البراء غير مرغوب فيها من جانب مصر والكثير من السودانيين وقوى إقليمية ودولية عدة، وعندما زار مدينة الإسكندرية ذهب إليها “بفهم السياسي والمجاهد، واستعمل مفردات الحرب، بينما موقف مصر الرسمي هو وقف الحرب سريعا، والحفاظ على وحدة السودان ومؤسساته الراسخة.”.).-انتهي-

والسؤال المحير والمطروح بشدة، هل قامت المخابرات المصرية بلفت نظر البرهان والمسؤولين في نظام بورتسودان بما يجري حولهم من تحركات ونشاطات مشبوهة تقوم بها عدة جهات اسلامية متطرفة وبقايا فلول النظام السابق للعودة مرة للحكم؟!!
هل كانت زيارات مدير المخابرات السابق/ عباس كامل للخرطوم والتي فاقت اكثر من عشر زيارات نشرتها الصحف غير السرية، كان هدفها تقديم النصح للبرهان الا يتمادي في تجاهل توسع نشاطات واجتماعات تنظيم “الحركة الاسلامية” في بورتسودان وتركيا؟!!
هل اثناء زيارات البرهان للقاهرة واجتماعه بالرئيس السيسي وكبار المسؤولين في الاجهزة الامنية، اطلعوه علي حقائق مفزعة ومعلومات في غاية الخطورة عن مدي تغلغل الاسلاميين بقوة في المؤسسة العسكرية السودانية وبجهاز الخدمة المدنية، وسيطروا تماما علي القوات المسلحة؟!!
هل حقيقة ان البرهان كان علي علم مسبق بكل المعلومات التي قدمتها له الحكومة المصرية عن الاسلاميين ومدي خطورتهم علي امن البلاد، ولكنه لا يقوي علي وقف تيارهم الجارف الذي اكتسح كل شيء، فقد سبق السيف العزل وما باليد حيلة؟!!

مرفقات- مقال من مكتبتي بصحيفة
“الراكوبة”، وله علاقة بالموضوع الحالي:
١/- قمة المهازل: سناء حمد “أخضعت قادة الجيش للتحقيق” حول أسباب سقوط النظام السابق!!

جنرالات انقلبوا علي البشير..فانتقمت منهم سناء علي طريقة الكونت دي مونت كريستو

٢/- جنرالات انقلبوا علي البشير..فانتقمت منهم سناء علي طريقة الكونت دي مونت كريستو:

جنرالات انقلبوا علي البشير..فانتقمت منهم سناء علي طريقة الكونت دي مونت كريستو

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..