“معركة الكرامة الحقيقية هي معركة التغيير الشامل واعادة البناء”

صديق أبوفواز
بغض النظر عن المآسي والقتل والدمار والتشريد وسرقة الممتلكات خلال هذه الحرب العقيمة، فلقد أثبتت هذه الحرب الفشل التام للدولة السودانية ، وقد أثبتت أيضا حاجتنا لإعادة صياغة الإنسان السوداني ، وإعادة صياغة ثوابت واستحقاقات الوحدة الوطنية السودانية.
حرب عبثية عقيمة، أشعلها اثنان من الجنرالات وهما يقودان جيشين، أحدهما نظامي “شرعي”، والآخر جيش ماليشيوي متمرد، حرب لا مبادئ وطنية لها، ولا أهداف استراتيجية لها، ولا حتى خطط تاكتيكية معلومة بمفهوم العلوم العسكرية.
حرب منذ انطلاقها في ١٥ أبريل ، لم نسمع صفارات إنذار، ولا سيارات إسعاف، ولا مركبات دفاع مدني لإطفاء الحرائق التي تندلع وتستمر حتى تخمد لوحدها بعد أن تخلف دماراً كاملاً.
حرب أخرجت أسوأ ما فينا من أنانية وانتهازية وجشع، فلقد ارتفعت أسعار بعض السلع بدون أي مبرر اقتصادي حقيقي، وارتفعت إيجارات المنازل وتذاكر المواصلات بصورة رهيبة.
وبعيدا عن التعميم ، هذا لا يعني أننا نحن السودانيين ليس فينا خيراً، فلقد أظهرت الحرب كثيرا من صفاتنا الجميلة، من نفرة ونكران للذات ونجدة للملهوف وانقسام النبقة واللقمة مهما صغر حجمها.
نعم إيقاف الحرب هو أولوية قصوى، ولكن علينا أن نكون على أهبة الاستعداد لعملية تأسيس شاملة للدولة السودانية من الصفر.
القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والكيانات النقابية والاتحادات المهنية ولجان المقاومة والشخصيات الوطنية المستقلة، عليها مسئولية أخلاقية هائلة، ومعركة الكرامة الحقيقية، ليست في انتصار الجيش على الجنجويد، ولكنها تكمن في معركة التغيير الشامل وإعادة البناء، على أسس أهداف ومبادئ ثورة ديسمبر المجيدة؛ حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب ، والمدنية مصير الدولة.
🙏think tanks تعمل ليوم ما بعد ايقاف الحرب🙏