حسن إبراهيم حسن الأفندي
مالي أنادي للأباة أنادي…هبوا فما الإبطاء يوم جهاد
وطني وكم لك في النفوس مكانة…تعلو على الأضغان والأحقاد
حاشاك من ذل مقيت فاشل…حاشاك من قيد ومن أصفاد
أنت الإباء وأنت رمز كماله…أرض الأسود الغر من أولاد
للروح أنذر في ربوعك صامدا…لا عاش من لك في الزمان يعادي
أرض المساجد والمآذن والتقى…ستعيش رغم مكائد بعناد
مرفوع رأس ما عهدتك نازفا…يا أرض أحرار من الأجداد
هم قاتلوا كيد الدخيل ودافعوا…لم يعرفوا الخذلان حين تنادي
دفنوا لآباء لهم وحرائر…يروون أرضك من دم الأجساد
وتسابقوا للموت فيه شهادة
…يلقون باريهم بخير معاد
وتقاسموا كل يريد فداءه…دفعوا سخاء أفضل الأكباد
كل يسابق للشهادة راضيا…لا يتقون قذائف الأوغاد
آلاف من نالوا الشهادة كلهم…بسموا وما خافوا رصاص أعادي
هم نسل ترهاقا ونسل أماجد…خبروا المعارك واقتدوا بهوادي
ساروا إلى شيكان يصدق عزمهم…كرري تخلدهم مدى الآباد
هم من تغذوا من ترابك عزة…ومياه نهر النيل تروي الصادي
ردوا جميلا مستحقا في رضا…والنفس ترخص إن فدت لبلاد
نحن العشيرة لا يباعد حاسد
…أبدا ولا شق الصفوف معادي
علمتنا يا موطني معنى الوفا…ولقيت فيك الغر من أنداد
آباؤنا وجدودنا قالوا لنا…لا تسمعوا أبدا إلى حساد
وتجملوا بالعلم فهو سلاحكم…زرع النفوس سماحة الزهاد
يا أرضنا يا قبر أم يا أبي…نفديه نيل الخير نيل الوادي
