بحر يتلاطم وقيامة تقوم..لافرق بين وأشكال الجثث والموت والسياط في السودان..والحكام نفس الخطاب والتكبر والإحتماء بالأمن والشرطة والجيوش في وجوه شعوبها.

يا حادي البيد الفجرُ أقبل
زمن يبدأ، يبحث عن العدل والحق والجمال واستعادة نصاب الأمور حيث الحكومات مكلفة بخدمة شعوبها لا العكس.
ميدل ايست أونلاين
قلم: ظبية خميس
بحر يتلاطم وقيامة تقوم
شعوب تزحف من قبورها على رؤوس عروشها. بحر يتلاطم وقيامة تقوم. عهود تنتهى وأزمنة تبيد ومستقبل عارٍ مفتوح على كل الإتجاهات فى دفقة واحدة. من سيحكم من, أى خراب قادم لملامح ظنت أنها راسخة ودول كانت تعلن دائما أنها دول مؤسسات وأي القتلة يسقط تاليا والرشاشات والدبابات والقنابل مشهرة في وجوه أبناء الشعب الذين يهبون أفواجا من دولة إلى دولة وهم يتقاذفون شعلة الحرية التي يصرخون بها غير عابئيين بعدد الشهداء الذى يتزايد.
يمضون حاملين شعاراتهم بيد وأكفانهم في اليد الأخرى وهتافاتهم وصراخهم ضد الظلم يشق عنان السماء ويستجيب الله لدعواتهم في المدن التي أفسد مترفيها فيها فحق عليهم التنكيل والعقاب بيد من استضعفوهم زمنا طال حتى قصر.
لا أحد يستطيع التبؤ بمدى التحولات القادمة وكل الثوابت تتغير والوجوه تتحول ومن حكم المشهد طويلا يخرس ومن صمت وقمع بالأمس يتصدر بخطابه المشهد كاملا. لا أحد يعرف من يقود وكيف يتم التحرك، فالتحول مباغت والثورات عارمة والخطاب متعدد والهدف متوحد: إسقاط الأنظمة.
لغة الكراهية والغضب والغل والمحاسبة والرفض والرغبة في الإنتقام هي الطاغية, كما هي مفردات الحريات والحقوق والمظالم والبحث عن الطريق نحو شكل جديد للحكم ومصطلحات الديموقراطية هي السائدة في وجه حكومات ومؤسسات لا تعرف كيف تقرأ المشهد المفاجىء والأصوات التي علت والجموع التي تدفقت نافضة عنها خوفها ومغامرة باستقرارها وأمن مجتمعاتها.
ينطلق الرصاص وتتحرك الدبابات وتفتح الزنازين والأقبية وغرف التشريح وتقطع الإتصالات وتتراكض الحسابات والأموال إلى الخارج مفضية البنوك والصناديق وتحرق مؤسسات الشرطة وينتشر السلب والنهب والبلطجة ويعلو دعاء الأمهات وترفع الكفوف مفتوحة تتضرع لله ليساند المظلومين ضد من قهرهم وأكل حقوقهم لحقب من الزمان.
ينفض الناس خوفهم وينتفض فيهم غضبهم المكبوت فيما ترتج العروش ويتفرج العالم الصديق وغير الصديق تاركا كلمته الأخيرة لمن سيعلن انتصاره في نهاية هذه الثورات غير المتوقعة والتي لا يعرف بعد أين سيبلغ مداها ومن يخوضها، وقد اختلطت وجوه الشباب بالعجائز والعمال برجال الأعمال والأطباء بالمرضى وربات البيوت بالإداريات والطلاب بالأساتذة جامعة كل الطبقات والفئات والطوائف والنساء والرجال.
لقد أثبتت العولمة المالية فشلها، وكذلك أجهزة الأمن والإتفاقيات العسكرية والشرطة والجيش. وأثبتت أميركا فشلها في فهم العرب خصوصا والمسلمين عموما، وسقطت الأقاويل التي روجت لغلبة إخوان المسلمين والقاعدة والإرهاب وصار عليهم هم والحكومات الصديقة أو المعتدلة أن تفك شفرات هذه الجموع والشعوب التي حكموها ولم يفهموها أبدا خارج نطاق استغلالها وتجاوز إرادتها والإلتفات بعيدا عن مطالبها ومظالمها، فأصبحت مصطلحات أميركا خاوية من أي مضمون حقيقي في المنطقة، وهي تلوك كلمات كالديموقراطية والسلام فيما تدخل بدباباتها إلى العراق وافغانستان وتشارك بقواعدها وأسلحتها وسياساتها في قمع الشعوب العربية مزدرية حقوقهم في الحياة بكرامة وعدالة ومشاركة في صنع القرار داخل الأنظمة التي تسودهم وتسوسهم.
وكما أن الشعوب العربية توحدت في ملامحها فلا فرق بين ثورة الحجارة في فلسطين بالأمس وجموع أهل العراق والقنابل تتساقط عليهم مخلفة الحرائق والدخان وخراب لبنان تحت قصف اسرائيل، وأشكال الجثث والموت والسياط في السودان، فكذلك هو اليوم الشباب نفسه والنساء والوجوه البائسة والصابرة ها هنا وهناك في مصر وليبيا واليمن والبحرين والأردن وتونس والجزائر وغيرها. وكذلك الحكام نفس الخطاب والتكبر والإحتماء بالأمن والشرطة والجيوش في وجوه شعوبها.
أمام العالم وفي التوقيت نفسه وعبر الشاشات والإتصالات يحدث كل شيء دون أن يستطيع أيا كان إيقاف ذلك أو التنبؤ بما يليه.
ومع وجوه الحكام وكراسيها تسقط النخب الزائفة التي لم تفهم بعد, يستبق البعض المشهد بالإنضمام إلى الجموع ملقيا وراء ظهره بسيده القديم ويحاول البعض التبرير ويلوذ البعض بالصمت أو الفرار. لا شيء يبقى على حاله فلغة كاملة ومستهلكة تتساقط بعد أن سادت الفنونَ والصحفَ والتلفزيونات والخطابات والمؤتمرات.
ويظن البعض أنهم بمنأى عن كل ذلك وأن هناك من سيتقدم بطائراته وأساطيله ليحميهم من شعوبهم إن غضبت غير مدركين أن القرن الواحد والعشرين قد بدا بالفعل وأنه سيكون قرن الشعوب لا العولمة، ولا ماما أميركا ولا جيوش التحالف ولا الإرهاب ولا القاعدة.
هذا زمن يبدأ، يبحث عن العدل والحق والجمال وإلى إستعادة نصاب الأمور حيث الحكومات مكلفة بخدمة شعوبها لا العكس.
هذا زمن لا يجوز أن يكون زمن هبات بحسب مزاج مؤسسات الحكام بل زمن حق ينال حتى لو كان بالغلبة لأنه حق لا منة ولا هبة ولا عطية.
هذا زمن اختبار حقيقي لمفاهيم الحداثة والدولة والمجتمعات المدنية حيث لا يقتصر ذلك على المباني والعقار والشركات والبارفانات والملابس والإلكترونيات المستوردة وتغليب منطق التجارة والربح على مصالح الأوطان والإنحياز إلى أعداء الأمة على حساب امتداد جذور شعوبنا في تاريخها.
نعم لم يعد الأمس هو اليوم، ويبدو أن عرقا عتيقا استيقظ في أمة العرب اليوم, عرق يتصل ببناة الحضارة الأولى ومهد الأنبياء والرسل والحضارة.
لقد انتهى السبات، فالعذاب هو العذاب، وبدلا من الموت البطىء القمىء هي هبة يموت فيها من يموت ويحيا من يحيا لأنه إن انتصر سوف يكون جديرا بالحياة وحقه فيها.
نعم لا أحد يعرف كيف ومتى، لكن نشأة جديدة تولد ومطالب تزحف وأمة تخلق من جديد قدرها بتصميم وعزم وتوافق طبيعي يجعل الأكتاف تتزاحم نحو مقصدها.
وسفينة نوح لن تحمل طاغية ولا ظالما ولا مستبدا ولا عنينا يحتمى بأعداء أمته ضد شعبه.
من أراد النجاة عليه أن يقوم مختارا وراضيا من على عرشه ليجلس على الأرض مع شعبه كي يستحق أن يرضوا عنه وإلا فغن الطوفان سيجرفه.
الصلاة والسلام على أرواح الشهداء من المحيط إلى الخليج.
ظبية خميس ـ الشارقة
أوفيتي وأحسنتي أستاذه ظبيه في هذا المقال كل المعاني التي ذكرتيها هي الحقيقه الضائعه لهؤلاء الحكام الأن قد بدء زمن الشعوب هي من تختار وهي من تقيل كيف يتفهم الجالسين على العروش هذا زمن غير أزمانهم كل شي تغير حتى الطريقه في تسيير الدوله أختلف حتى الشعوب لم تعد هي الشعوب التي تسمع وتأمر وتطيع تغيرت المفاهيم وتجددت الدماء وكل قديم إلى المذبله التي تعفنت من أقذر العباد فتكاً وظلماً في الأرض دنت ساعه الصفر فالتفرح هذه الشعوب مره في العمر يحيا النضال وتحيا الشعوب التي تأبى لنفسها أن تعيش وتهناء إلى أن يعم الخير والعدل والجمال كل الأرض ………… شكراً ظبيه :o
لقد أصبت ايتها الكاتبة الجليلة وهذا هو قلم الحكمة والمنطق والشاهد على الاحوال ما يقول الا آمنت بما ذكرت