عبود باع منطقة النوبة.. والبشير فصل الجنوب.. والبرهان اهدي مصر حلايب وشلاتين!!

بكري الصائغ
عنوان المقال اعلاه، له علاقة بالخبر الذي نشر في صحيفة “الراكوبة” بتاريخ يوم الاثنين ١١/ اغسطس الحالي، وجاء تحت عنوان “اتفاق بين القاهرة والخرطوم على “مصرية” حلايب.. هل تخطى البرهان البرلمان ؟!!” ومفاد:-(اكد تقرير فرنسي أن الحديث الدائر حول المفاوضات السعودية السودانية بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما، لن يتم على حساب مصر ومصالحها المرتبطة بمثلث مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد، كون أي اتفاق بين الطرفين سيؤثر مباشرة على نقاط انطلاق الحدود البحرية، وتوزيع الجرف القاري والثروات الطبيعية، والسيطرة على الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر. ونقل موقع “ريزو أنترنتسيونال” الفرنسي عن المصدر قوله أن مصر عملت على ضمان مصالحها الوطنية ، حيث تم عقد اجتماع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، وتم الاتفاق على أن يكون مثلث حلايب ضمن حدود جمهورية مصر العربية. وكشف المصدر عن أن عبد الفتاح البرهان تجاوز صلاحياته وتجاوز البرلمان حيث خاطب مجلس السيادة السوداني لجنة المفوضية القومية للحدود، في 11 مايو 2025، وطلب منها اعتماد خريطة يكون فيها المثلث ضمن حدود مصر، وذلك عند مناقشة تفاصيل ترسيم الحدود البحرية السودانية السعودية مع الرياض. ويخضع مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد للسيطرة العسكرية الكاملة للقاهرة منذ منتصف التسعينات، عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك بدعم من السودان، وقد اعتادت مصر رفض دعوات السودان المتكررة لإحالة النزاع إلى التحكيم الدولي، حيث ينص القانون الدولي على ضرورة اتفاق الطرفين لإحالة النزاع إلى محكمة التحكيم. وتضمن الخطاب المرسل الإشارة إلى أن هذا الأمر تم بالاتفاق بين رئيس مجلس السيادة والرئيس المصري، لإنهاء الخلاف المصري السوداني الذي استمر لعشرات السنوات.).-انتهي-
وهكذا بكل سهولة ويسر، اسدل الستار اخيرا علي النزاع السوداني المصري حول منطقة حلايب وشلاتين والتي اصلها سودانية، بعد مد وجز بين البلدين منذ عام ١٩٥٩، وقام الفريق اول ركن/ عبدالفتاح البرهان بتقديم المنطقة كهدية (شخصية منه!!) الي توأمه المشير/ عبدالفتاح السيسي و(فوقها الف بوسة من الرأس الي الحذاء!!.).
من النكبات التي ابتلانا بها القدر اللعين، بان بلادنا قد وقعت بعد الاستقلال تحت سيطرة حكم العسكر وكانت مدتها(٥٨) عام من اصل (٦٩) عام، وتكمن قمة المهزلة، ان الجنرالات الثلاثة (عبود والبشير والبرهان) وقعت في زمان حكمهم اسوأ ما يمكن ان يتخله المرء، فهم تعمدوا مع سبق الاصرار علي التفريط في اراضي البلاد، وقام الفريق/ ابراهيم عبود ببيع منطقة النوبة السودانية لمر مقابل مبلغ (١٥) مليون دولار كتعويض لاهالي النوبة، وهو مبلغ اصلا لم يصل للسودان من مصر حتي اليوم، قمة الاستفزاز ان البحيرة التي توجد الان في المنطقة الغارقة وفيها جزء كبير من الاراضي النوبية، سميت باسم غارق المنطقة واصبح يطلق عليها “بحيرة ناصر”!!
ليت الامر وقف عند الرئيس عبود الذي انتقم الله تعالي منه شر انتقام، وغادر السلطة بعد ثورة شعبية اطاحت به، مخلفا اكبر كارثة عرفها السودان، وكما قالوا في المثل “لا تاتي المصائب فرادي”، فجاءت بعد مصيبة حكم عبود، مصيبة اخري اسمها عمر حسن البشير، وكنا نظن وقتها انه سيكون “بشير” ويمن علي البلاد، فاذ بنا نتفاجأ انه جنرال سادي ودموي، غادر السلطة مرغما بعد ان ترك خلفه (٣٥٠) الف قتيل حتي عام ٢٠٠٥ قبل توقيع اتفاقية السلام، ولا يدخل في الرقم (٣٥٠) الف قتيل ارقام القتلي من عام ٢٠٠٦ وحتي ١٠/ ابريل ٢٠١٩!!
هذا البشير ومن اجل استدامه حكمه الدموي، كان علي استعداد تام ان يفضل الجنوب، ووقع بالفعل بدم بارد علي اتفاقية انفصال الشمال من الجنوب!!، بل ولانه بليد الاحساس سافر في ابريل عام ٢٠١١ ليشارك الجنوبيين في جوبا احتفالات الانفصال!!
ليت الامر وقف عند الانفصال الذي وقع وانتهي امره، ولكنه وفي بداية شهر ابريل عام ٢٠١٩ عندما شعر ان الارض تهتز من تحت كرسي الحكم، وان الشباب الثائر في ساحة الاعتصام يرفضون اي حوار مع اهل السلطة ولا تراجع الا بسقوط النظام الفاسد، عندها لجأ الي معاونيه يستفتيهم في امر “الفتوي المالكية” التي تعطي الاذن للحاكم قتل “ثلث الأمة لاستصلاح ثلثيها”!!، وكان البشير علي استعداد تام القيام بتصفية شباب الاعتصام، مثلهم ومثل الـ(٣٥٠) الف قتيل من سبقوهم من قبل.
عندما انقلبوا جنرالات القوات المسلحة في يوم يوم الخميس ١١/ ابريل ٢٠١٩ علي ولي نعمتهم واعتقلوه بمهانة شديد، ظن الشعب ان البشير انطبق عليه المقولة المعروفة (بلاء وانجلي)، وان سنوات العجاف قد ولت و(الله لا اعادها)، ولكن شاءت الاقدار التي تاتينا دوما بفواجع الامور، ان يظهر جنرال جديد بدلا عن البشير، واستلم البرهان السلطة وهو زائق العينين غير مصدق، جاءته السلطة من الجنرال/ بن عوف كهدية في طبق من ذهب بعد ان رفضت الجماهير قبول بن عون كرئيس للبلاد.
بالطبع، في السطور القادمة في هذا المقال لن اسرد عن من هو البرهان، وما هي صفاته واخلاقه؟ !!، فيكفي ان اشير الي انه استعان بالرئيس المصري/ السيسي ليعينه في استمرار الحكم العسكري في السودان، وقال البرهان للسيسي ان فترة حكمه ستنتهي في نوفمبر ٢٠٢١ بحسب الاتفاق الذي تم بين الجناح العسكري والمدني علي تقاسم السلطة، ولابد من وقوع انقلاب يبقي الحال علي حاله والعسكر في الحكم…. وكان له ما اراد، ووقع الانقلاب في يوم الاثنين ٢٥/ اكتوبر ٢٠٢١، وبقي البرهان في السلطة من وقتها الي يومنا هذا!!
***- لم ينسي البرهان فضل السيسي له ودعمه انقلاب اكتوبر ٢٠٢١، وتسخير المخابرات المصرية لحراسة نظامه، فقام بالامس الاثنين ١١/ اغسطس بتقديم هدية الود والعرفان، هدية اسمها منطقة حلايب وشلاتين!!
سؤال يبحث عن اجابة: هل هي محض صدفة ام تدبير اقدار، ان تكون هدية البرهان للسيسي في اغسطس الحالي، تصادف تصريح له في يوم ٢٤/ اغسطس ٢٠٢٠ وقال “لن يتراجع” حتى يتم رفع علم السودان في مثلث حلايب المتنازع عليه مع مصر.”؟!!
***- مرفق خبر له علاقة بالمقال***-:
1/- البرهان: لن نتراجع حتى نرفع علم السودان في حلايب
(قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الإثنين، إن جيش بلاده “لن يتراجع” حتى يتم رفع علم السودان في مثلث حلايب المتنازع عليه مع مصر. جاء ذلك في خطاب للبرهان الذي يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة السودانية، لدى مخاطبته جنود وضباط الجيش بمنطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، شمال العاصمة السودانية. وقال البرهان: “حقنا ما بنخليه (لا نتركه) ولن نتراجع عنه ولن ننساه، حتى يتم رفع علم السودان فى حلايب وشلاتين وفي كل مكان من بلادنا”، حسب وكالة الأنباء الرسمية. وحيا البرهان قوات الجيش السوداني المرابطة حول حلايب وشلاتين وكل الذين يدافعون عن البلاد قائلا: “نحن معكم”.).-انتهي-
٢/- عبود باع منطقة النوبة..والبشير فصل الجنوب.. والبرهان اهدي مصر حلايب وشلاتين!!.. يا تري هل يقوم البرهان مجددا وفصل الغرب عن الشمال؟!!، بالطبع كل شيء ممكن حدوثه في ظل تمسك البرهان بالسلطة!!
٣/- رسمياْ البرهان يؤكد حلايب وشلاتين اراضي سودانية:
٤/- لماذا يطالب عبدالفتاح البرهان برفع علم السودان فوق حلايب وشلاتين تعرف على القصة كاملة:
٥/- الرئيس جعفر نميري “للمصور”:
حلايب مصرية رغم انف البشير والترابي
المصدر-“شركة السفير ش.م.ل”- 1995-07-07-
٧/- جعفر نميري حلايب وشلاتين ارض مصريه:
الرئيس السوداني السابق جعفر النميري: حلايب وشلاتين أرض مصرية 100% مصر تركت إدارتها لنا لبعدها من مصر وهذا لا يعني إنتقال ملكيتها لنا وهي حق للمصريين لا ينازعهم عليها أحد تداول نشطاء مصريين وسودانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي” الفيس بوك، منصة إكس، انستجرام”، مقوله للرئيس السوداني الأسبق جعفر النميري، الذي رحل” وافته المنيه”منذ 15 عاما بعد أن حكم السودان خلال الفترة من 25 مايو 1969 إلى 6 أبريل 1985. وتضمنت المقوله تصريحات يؤكد فيها الرئيس السوداني السابق جعفر نميري، بأن حلايب وشلاتين أرض مصرية 100% وتتبع الحكومة المصرية. وأضاف: مصر تركت إدارتها لنا لبعدها من مصر وهذا لا يعني إنتقال ملكيتها لنا وهي حق للمصريين لا ينازعهم عليها أحد.
المصدر- “اليوم الاخباري”- الإثنين، -1/ يوليو 2024-