في النشيد الوطني”هذه الارض لنا فليعش سوداننا”، والبرهان قال “لا حلايب” مصرية… عجبي!!

بكري الصائغ
من منا نحن السودانيين في الداخل وبالخارج لم يعد يخفي عليه، ان اغلب التصرفات والقرارات والتوجيهات الغريبة العجيبة التي صدرت من البرهان منذ ان استلامه زمام الامور في البلاد عام ٢٠١٩، قد اصبحت مرصودة بدقة، وموثقة باشكال متعددة عند ملايين السودانيين، ومحفوظة في سجلات امينة ، وفي العديد من اجهزة تكنولوجية الميديا مثل الكمبيوتر والهواتف الذكية والكاميرات وادوات التسجيل”، والغريب في الامر الي حد الدهشة، ان اغلب ما بدر منه من سلوكيات خلال الستة اعوام الماضية -(٧٦ شهر)-، قوبلت باستغراب وامتعاض شعبي كبير علي مدار هذه الاعوام الطويلة، وايضا كانت هناك في كثير من الاحيان انتقادات حادة ولاذعة من اقرب الناس اليه لما فيها من وضوح تام عدم المامه بابسط ابجديات التعامل مع الاخرين بدبلوماسية او تصرف حكيم، وهو المسؤول الاول في قمة السلطة، ولكنه قابل كل هذا الهجوم بدم بارد!!
وفي ظل كل هذه الانتقادات الحادة علي سلوكياته المستهجنة وتصرفاته الرعناء، والتي كانت في اغلبها منافية لقواعد الضبط والربط العسكري، برز سؤال طرح بقوة في الساحة الساسية والاعلامية ، وان كان البرهان قد تخرج بالفعل من الكلية الحربية “مصنع الرجال”؟!!، ام هو في مظهره العسكري الحالي ورتبة فريق اول لا يقل باي حال من الاحوال عن العسكري”حميدتي” تاجر الابل الذي اصلا لم يدخل الكلية الحربية ولا عتب بابها واصبح فريق اول؟!!، واذا كانت الاجابة بنعم هو خريج الكلية الحربية، فاذا اين اختفي ما تعلمه في الكلية الحربية من قواعد الضبط والربط والالتزام بما جاء في النشيد الوطني السوداني:
نحن جند الله جند الوطن … إن دعا داعي الفداء لم نخن
نتحدى الموت عند المحن … نشتري المجد بأغلى ثمن
هذه الأرض لنا فليعش سوداننا علماً بين الأمم
يا بني السودان هذا رمزكم … يحمل العبء ويحمي أرضكم.؟!!
وهنا اسال كما سال غيري مئات المرات وباحباطات شديدة، لماذا قام البرهان بمنتهي السهولة وبلا اكتراث بالتنازل عن حلايب السودانية لمصر، واهدها جزء لا يتجزأ من ارض البلاد، وهو يعلم في داخله ان تصرفه غير قانوني ويجافي ابسط مبادئ القانون الدولي؟!!، لماذا تعمد البرهان – مع سبق الاصرار – استفزاز السودانيين بتوقع اتفاق تنازل عن منطقة حلايب وشلاتين السودانية، وتقديمها للسيسي، كنوع من رد الجميل علي وقوف السيسي وتاييده لانقلاب البرهان ي يوم ٢٥/ اكتوبر ٢٠٢١ ؟!!، لقد جري في العرف العام، ان يكون رد الجميل او تقديم هدية ان تكون شيء مادي معقول، لا بتقديم جزء من ارض الوطن!!
اربط ما سبق اعلاه بقصة مصرية مشهورة وقعت في زمن الرئيس السادات، فقد نشرت صحيفة “المصري اليوم” بتاريخ يوم ٨/ مايو ٢٠٢٤ ، مقال بعنوان “زاهي حواس: عبد الناصر والسادات أهديا قطعًا أثرية لبعض الرؤساء حول العالم”، وجاء في المقال:-(قال الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق، إنه كان يتم إهداء الرؤساء والملوك الحاكمة والزعماء آثار مصرية خالصة كهدايا في عهد جميع رؤساء مصر، ولكن عصر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لم يشهد أي واقعة لإهداء أي زعيم أو رئيس دولة أو حاكم أثار مصرية، وهناك وقائع مُسجلة بتلك الوقائع رسميًا.).
– انتهي-
من طالع خبر صحيفة “المصري اليوم” بدقة يجد، ان الرئيس عبدالناصر والسادات ومبارك، ما قام احد منهم باهداء اي رئيس دولة اجنبية زار مصر قطعة ارض مصرية كهدية، بل العكس تماما هو الذي حدث، فلم يقبل الرئيس السادات ان تكون هناك ارض مصرية خاضعة لاسرائيل، فشن ضدها حروب ضروس ،واستعاد منها سيناء مرة اخري وضمها للاراضي المصرية. ما قام به البرهان من تصرفات غير مقبولة واخرها التنازل عن منطقة حلايب، يخضعه للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمي في السودان، فما هناك من خيانة كبري مثل بيع او اهداء ارض سودانية لدولة اخري!!
عينة من عناوين اخبار عن “الخيانة العظمي”، ولماذا لم تشمل البرهان المجرم في حق الوطن؟!!
١/- «قوى تحرير السودان» تعفي رئيسها الطاهر حجر، وتتهمه بالخيانة العظمى لمساندته قوات “الدعم السريع”!!
٢/- ياسر العطا: “الأمير” حميدتي سيواجه تهمة الخيانة العظمى وسيجرد من ألقابه ورتبه، بأول جلسة مقبلة للمجلس السيادي السوداني!!
٣/- نتائج البحث عن : حميدتي وطه إلى المقصلة بتهمة الخيانة العظمى.
٤/- الصادق المهدي والبشير بين تهم الخيانة العظمى والعمالة.
٥/- فضت النيابة العامة تدوين بلاغ جنائي ضد رئيس الوزراء عبد الله آدم حمدوك بتهمة الخيانة العظمى تحت المادة (٥٠) من القانون الجنائي.
اتفاق بين القاهرة والخرطوم على “مصرية” حلايب.. هل تخطى البرهان البرلمان؟!!المصدر- صحية “الراكوبة”- ١١/ أغسطس، 2025-
(أكد تقرير فرنسي أن الحديث الدائر حول المفاوضات السعودية السودانية بشأن ترسيم الحدود البحرية بينهما، لن يتم على حساب مصر ومصالحها المرتبطة بمثلث مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد، كون أي اتفاق بين الطرفين سيؤثر مباشرة على نقاط انطلاق الحدود البحرية، وتوزيع الجرف القاري والثروات الطبيعية، والسيطرة على الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر. ونقل موقع “ريزو أنترنتسيونال” الفرنسي عن المصدر قوله أن مصر عملت على ضمان مصالحها الوطنية، حيث تم عقد اجتماع بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، وتم الاتفاق على أن يكون مثلث حلايب ضمن حدود جمهورية مصر العربية. وكشف المصدر عن أن عبد الفتاح البرهان تجاوز صلاحياته وتجاوز البرلمان حيث خاطب مجلس السيادة السوداني لجنة المفوضية القومية للحدود، في 11 مايو 2025، وطلب منها اعتماد خريطة يكون فيها المثلث ضمن حدود مصر، وذلك عند مناقشة تفاصيل ترسيم الحدود البحرية السودانية السعودية مع الرياض.)
-انتهي-
البرهان لا يهمه شيء الا ان يبقي في الحكم اطول مدة ممكنة، وهو علي استعداد تام ان يفصل دارفور، ويتخلي عن ابيي للسودان الجنوبي، وان يهدي اثيوبيا منطقة الفشقة، واذا دارت عليه الدوائر وقلب له الدهر ظهر المجن، عندها يفر الي مصر حيث هناك يحميه السيسي، او الي فيلته الفاخرة في تركيا!!
وصلتني اربعة رسائل من اصدقاء
علقوا فيها علي المقال، وكتبوا:
١- الرسالة الاولي:-
هل الغرض من المقال ضرورة الاهتمام مستقبلا بتغيير النشيد الوطني؟!!. شخصيا اراه نشيد فارغ المحتوي والمضمون، وكله حشو بكلمات حماسية تمجد الجيش. وتم زج اسم الله تعالي بلا سبب وكانه جيش الله لا جيش الشعب والوطن. اما عن عبدالفتاح البرهان فهو لا يعرف نشيد الجيش ولا كلمة واحدة فيه، ولكنه حتما “حافظ صم” النشيد المصري… عجبي!!”.
٢/- الرسالة الثانية:-
يا عمي الصائق، عندي سؤال مهم عن النشيد الوطني. الجيش ده فيه ضباط وجنود مسلمين ومسيحيين، النشيد فيه اسم الله تعالي بتاع المسلمين، وانه جيش بتاع المسلمين بدون اي مناقشات، وانهم “الضباط والقادة العسكريين والجنود” هم جند الله جند الوطن. طيب يا حبوب، الضباط والجنود المسيحيين اين موقعهم في الاعراب خصوصا ما جاء في النشيد اي كلمة عن الله المسيحي؟!!. والله انا شايف انه نشيد عنصري فيه تمييز فئة علي فئة.
٣/- الرسالة الثالثة:-
مالك ما كملت النشيد الوطني؟!!، واسمح لي يا حبوب اكمل الناقص:
نحن جند الله جند الوطن
إن دعا داعي الفداء لم نخن
نتحدى الموت عند المحن
نشتري المجد بأغلى ثمن
هذه الأرض لنا
فليعش سوداننا علماً بين الأمم
يا بني السودان هذا رمزكم
يحمل العبء ويحمي أرضكم
نحن أسود الغاب أبناء الحروب
لا نهاب الموت أو نخشى الخطوب
نحفظ السودان في هذي القلوب
نفتديه من شمال أو جنوب
بالكفاح المُرُّ والعزم المتين
وقلوب من حديد لا تلين
نهزم الشرَّ ونجلي الغاصبين
كنسورٍ الجوِّ أو أُسْد العرين
نرفع الردي نصد من عدا
نرد من ظلم ونحمي العلم.
٤/- الرسالة الرابعة:-
في زمن النميري، وبالضبط في منصف سنوات السبعينات، قام ابو عاج صادق الملياردير عدنان خاشوقجي السعودي الجنسية، وكان خاشوقجي تاجر سلاح مشهور علي مستوي العالم بصفقاته ونشاطاته الغامضة وفاسق وفاجر بدرجة كبيرة، واهداه النميري مساحة كبيرة من الارض في كسلا. البشير اهدي امير الكويت قطعة ارض كبيرة في منطقة كافوري. وكمان اهدي الشيخ حمد امير قطر السابق قطعة ارض علي ساحل بورتسودان. القذافي استولي علي قطعة ارض بمساحة كبيرة علي شاطئ النيل بعد عدم مقدرة حكومة البشير سداد قيمة قرض ليبي، هذه الارض التي استولي عليها القذافي كانت في السابق حديقة الحيوانات والان فندق كورنثيا الخرطوم.
الشيء بالشيء يذكر:
١/- سؤال موجه للفريق اول ركن/ عبدالفتاح البرهان بصفته القائد العام للقوات المسلحة: توجد في منطقة حلايب كتيبة سودانية يطلق عليه اسم “الفرقة 101 مشاة البحرية ـ بورسودان”، وهي كتيبة موجودة في حلايب منذ عام ١٩٥٩ باتفاق الدولتين، والان آلت حلايب بكاملها للاراضي المصرية، ولم يعد المثلث المتنازع عليه له وجود في الخريطة السودانية، ولا عادت حلايب سودانية، فهل تم بالفعل سحب الفرقة 101 مشاة البحرية ـ بورسودان” من الارض المصرية حلايب… ام ستبقي تحت حكم القوات المسلحة المصرية؟!!
٢/- واسال ايضا محمد طاهر إيلا الذي كان سابقا حاكم ولاية البحر الأحمر في عام ٢٠١٤، وسبق ان قال وقتها ”وجود القوات المسلحة السودانية في منطقة حلايب يعبر عن السيادة السودانية على المنطقة’ “، هل مازال إيلا علي رايه القديم… ام تغير بعد قبول لجوءه في مصر؟!!
حتي لا ننسي ١٧/ اغسطس ٢٠١٩:
شتان ما بين الحدث الكارثي الذي وقع في يوم الثلاثاء ١٣/ اغسطس الحالي، والذي هو بكل المقاييس يعتبر واحدة من اسوأ ايام السودان بعد الاستقلال، يوم وقع البرهان بكل مهانة ومذلة علي وثيقة التنازل عن حلايب السودانية… وما بين يوم ١٧/ اغسطس ٢٠١٩:
١/- السودانيون يحتفلون ببدء الانتقال إلى “الحكم المدني”
السبت(17 آب/ أغسطس 2019):- في خطوة تهدف للعودة إلى “الحكم المدني” يوقع قادة المجلس العسكري الانتقالي في السودان وزعماء الحركة الاحتجاجية على وثائق اتفاق الإعلان الدستوري، بعد أشهر من الإطاحة بحكم البشير. يحتفل السودان السبت(17 آب/ أغسطس 2019) ببدء تنفيذ الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه بين المجلس العسكري الحاكم وقادة الحركة الاحتجاجية بهدف الانتقال إلى الحكم المدني الذي يأمل السودانيون أن يجلب لبلدهم مزيداً من الحرية والازدهار الاقتصادي. وخلال حفل سيقام في قاعة تطلّ على نهر النيل، سيوقّع قادة المجلس العسكري الانتقالي وزعماء الحركة الاحتجاجية على وثائق الاتفاق الذي يحدّد فترة حكم انتقالية مدّتها 39 شهراً. وعلى الرّغم من أنّ الطريق إلى الديموقراطية لا تزال حافلة بالكثير من العقبات، إلا أن الأجواء الاحتفالية تخيّم على البلاد التي تستقبل السبت عددا من المسؤولين الأجانب بالإضافة إلى الآلاف من المواطنين من جميع أنحاء السودان الذين تقاطروا على الخرطوم للمناسبة.
وقد أنهى الاتّفاق الذي تم التوصل إليه في 4 آب/ أغسطس نحو ثمانية أشهر من الاضطرابات التي بدأت بتظاهرات حاشدة ضدّ الرئيس عمر البشير. وأطاح الجيش بالبشير تحت ضغط الشارع في نيسان/ أبريل، بعد 30 سنة من حكم السودان بقبضة من حديد. وقام كل من الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا بوساطة قادت إلى الاتفاق الذي رأى فيه المتظاهرون انتصاراً لـ”ثورتهم”، بينما رأى فيه الجنرالات تكريساً لفضلهم في تجنيب البلاد حرباً أهلية.ومع التوقيع الرسمي على الاتفاق السبت، سيبدأ السودان عملية تشمل خطوات أولى فورية مهمة. إذ سيتم الأحد الإعلان عن تشكيلة مجلس الحكم الانتقالي الجديد الذي سيتألف بغالبيته من المدنيين، لكن بقيادة عسكرية. وأعلن قادة الحركة الاحتجاجية الخميس أنّهم اتّفقوا على تعيين المسؤول السابق في الأمم المتحدة عبد الله حمدوك، وهو خبير اقتصادي مخضرم، رئيساً للوزراء. ومن المتوقّع أن يركّز حمدوك جهوده على إصلاح الاقتصاد السوداني الذي يعاني من أزمة منذ انفصل الجنوب الغني بالنفط في 2011 عن الشمال. وشكّل الوضع المعيشي شرارة الاحتجاجات ضد حكم البشير. المصدر- “2025 Deutsche Welle”-
٢/- السودانيون يحتفلون ببدء الانتقال إلى الحكم المدني
https://www.youtube.com/watch?v=0v0PHZ0twwU
٣/- توقيع اتفاق تاريخي في السودان يمهد للانتقال الى حكم مدني وسط احتفالات شعبية:
https://www.youtube.com/watch?v=EcU9Worb1Lo
٤/- تغطية خاصة بمراسم توقيع اتفاق المرحلة الانتقالية في السودان:
https://www.youtube.com/watch?v=G0IBzvUfddc
٥/- للخبر بقية│السودان .. تحديات ما بعد الاتفاق:
https://www.youtube.com/watch?v=_vMecRcjbXg
٦/- شاهد احتفالات الشارع السوداني بالاتفاق بين العسكري والتغيير:
https://www.youtube.com/watch?v=UUpogsVc3HY
٧/- الساعة الأخيرة | السودان .. لحظات تاريخية:
https://www.youtube.com/watch?v=zArMDrpMkTM
***- تمر اليوم الاحد ١٧/ اغسطس الحالي الذكري السادسة علي الاتفاق التاريخي الذي وقع في عام ٢٠١٩، وتاتي معها مناسبة اليوم المشؤوم واتفاقية تنازل حلايب.
واذا ما تذكرنا قصيدة “قفا نبكي من ذكري حبيب” والبكاء علي الاطلال، فهل يكون مصير السودانيين البكاء علي اطلال الاتفاقية بين العسكري والتغيير… ام علي اطلال حلايب وشلاتين؟!!