مقالات وآراء

الانقلابات المصطنعة: سوبر هاتريك لهزيمة الديمقراطية!

إن فوكس
نجيب عبدالرحيم

بعد عودة البرهان من رحلة سويسرا المفاجئة التي التقى فيها مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية مسعد بولس بخصوص مقترح واشنطن حول السلام في السودان.

تباينت ردود الأفعال بين مرحب ورافض بشان إيقاف الحرب العبثية المدمرة الدائرة الآن بين الجيش وقوات الدعم السريع والكل يعلم أن هذه الحرب لا تلد حلاً .. حرب تكلفتها دمار وطن وأرواح جنودنا تزهق في الميادين والمواطنين لم يسلموا من جراء هذه الحرب ومن يمت بالرصاص يقتله الجوع والمرض وما يحدث في هذه الحرب ينعكس سلبا على النسيج الاجتماعي الذي أصبح هشاً من تلك الأفاعيل.

ما دار في لقاء سويسرا لا أحد يعلم ما طرح غير ما كان يردده الجنرال برهان لا مستقبل للدعم السريع سياسياً أو عسكرية وستستمر الحرب حتى القضاء على آخر متمرد والختام بلحن البلابسة والقونات واللايفاتية المعروف ( بل بس وفتك ومتك ) وهكذا ألحان !!.

بعد أقاله البرهان لرتب كبيرة في الجيش وترقية أخرين رشحت بعص الأخبار في الأسافير عن إنقلاب في بورتسودان وتم إحباطه وتم إعتقال اللواء عبدالباقي بكراوي وأحمد هارون الهارب من السجن ولكن بعد ذهاب البرهان إلى كردفان وعطبرة يؤكد على أن مسلسل الانقلابات المصطنعة وبيع الوهم قد بدأ وتعود بنا الذاكرة في الفترة الإنتقالية سمعنا عن عدة إنقلابات تم كشفها وأحبطت كلها الكل يعلم أن المجلس العسكري هو الذي يضع العراقيل وتأليف وفبركة الإنقلابات لوهمية لإجهاض الثورة ومسحها من تاريخ الثورات . السؤال المهم جداً هل المجموعة التي قامت بالانقلاب كم عددهم هل لديهم دبابات ومسيرات وراجمات وكم عدد القتلى والجرحى والمعردين .. ؟
الإنقلاب المزعوم في بورتسودان حصل على لقب (سوبر هاتريك ) ولكن كل الأهداف من موقع تسلل واضح و(تقنية الفار) خارج الصندوق.. ودخلنا في الستة الثالثة من الحرب دون أي مؤشرات لحسم نتيجتها في ظل فوضى العمل الميداني .. هل تحسم المعركة بالنقاط أو في الأرض التي يسيطر عليها أحد الطرفين.

الشعب السوداني الآن يرزح تحت نير الفقر المدقع والأزمة الإنسانية العميقة والنزوح المصحوب بالجوع والمرض والمهجرين داخليًا أو لاجئين يعانون من ظروف معيشية قاسية تفتقر إلى الغذاء الكافي وتنتشر فيها الأمراض بسبب انعدام الموارد الأساسية والظروف المعيشية الصعبة وفقدان سبل الحياة الأساسية وأصبح المواطن مثل (الأقرع ما ببالي من القوبة ) وجرحه تعود على النزيف .. لازم تقيف.

الحرب العبثية عسكرة الحياة تسببت في خسائر فادحة في الأرواح من مدنيين وعسكريين وأدت إلى تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والنفسية حتى الأطفال غسلت أدمغتهم ولا يدرون أن إستمرار الحرب نهاية لمستقبلهم .. لازم تقيف.

والذكريات قد تثير فينا الحزن .. قد تعود بنا إلى الماضي الأليم الذي ترك بقلوبنا أثراً لا يزول نرفض نسيانه والأحداث المؤلمة الصادمة تلاحفنا بفقدان الأهل والأصحاب والأحباب وأصبح الموتى بلا قبور ويدفنون في الميادين والخيران لم يعد للموت مكان يحفظ كرامة الضحايا في مثواهم الأخير والحزن والذل في ملامحنا ورائحة الدماء تغطي كل مكان غادرتنا البسمة ولبسنا ملابس الحزن و( أصبحنا أكثر حزناً من حزن الخنساء على صخر) .. عن أي كرامة تتحدثون !!!!!! .. لازم تقيف.

السودان من الحرب إلى الحرب.. سقط نظام الإنقاذ ولم تنته الحرب ونتيجتها غير محسومة عسكرياً والكلمة الأخيرة ستكون إرادة الشعب الغالبة وستنتصر وإن طال السفر .

الديمقراطية لن تأتي بالبندقية مهما حدث ويحدث سيسكت صوت البندقية
لا للحرب .. لا للدمار .. لا للموت المجاني ..لا وألف لا.. نعم للسلام..
المجد والخلود للشهداء
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..