
وداعاً غلام الدين. أثر باقٍ ورحيلٍ لا يُنس
الامين العام للصندوق القومي للأسكان والتعمير
(كل من عليها فان، ويبقى وجه رب
بقلوبٍ مكلومة، ودموعٍ محبوسة بين الجفن والقلب، أنعى إلى زملائي في الصندوق القومي للأسكان والتعمير وللشعب السوداني، وإلى كل من يعرف معنى أن يكون الإنسان خادماً لوطنه بإخلاص، رحيل الدكتور غلام الدين عثمان، الرجل الذي عاش عمره في خدمة الآخرين بالكلمة الطيبة، والابتسامة الصافية، والسعي الصادق.
بغضّ النظر عمّا إن كنا قد اختلفنا معه أو اتفقنا، فإن الحقيقة التي لا ينكرها منصف أنّ الفقيد كان قامةً من قامات هذا الوطن، ورمزاً من رموز العمل العام. لم يكن مجرد إداريٍّ أو خبيرٍ اقتصادي، بل كان قبل ذلك وبعده إنساناً، يعرف الناس بأسمائهم، يطرق أبواب قلوبهم في الشدائد، ويواسيهم في المصائب، ويؤانسهم في العسر كما في اليسر. كان حضورُه صلةً دافئةً لا تنقطع، وجسراً من المودّة ممتداً بين الأهل والأصدقاء. لم تفارقه البشاشة، ولم تُطفئ الأيام صوته الهادئ وابتسامته الصافية. وهكذا رحل كما عاش، رجلاً يصالح بين القلوب بالكلمة الطيبة، ويترك في كل لقاءٍ ظلّاً من إنسانيته لا يزول.
لم يكن معرفتي بالفقيد معرفة سماعٍ أو رواياتٍ من الآخرين، بل صارت علاقةً شخصية تشكّلت من موقفٍ خالد لا يُمحى من ذاكرتي. كان ذلك يوم أن كلفت بمهمة الأمين العام للصندوق القومي للإسكان والتعمير، حيث وجدت نفسي أفتش في ثنايا الملفات القديمة، أفتّش لا عن الأوراق وحدها، بل عن الأسرار التي صنعت تاريخ هذا الكيان. وكلما قلبت صفحةً وجدت أثراً حيّاً لاسمٍ واحد. (غلام الدين). كأن الصندوق قد نُسج على يديه، أو كأن تاريخه مكتوبٌ بمداد جهده. فقلت في نفسي، لا بد أن ألتقي هذا الرجل.
كان ذلك دافعاً لأن أتوجّه إلى داره في حي المهندسين بأمدرمان. طرقت الباب فاستقبلني ابنه بترحاب، ثم دخلت إلى الصالون حيث كان الدكتور جالساً بهدوء يشي بالوقار. نظر إليّ بعينين تتفحصان كل تفصيل من ملامحي، ثم سألني بصوتٍ هادئ ولكنه ممتلئ بالجدّية. من أنت؟وماذا تريد؟، أجبت بسكينةٍ تمتزج بالرهبة والاحترام. أنا الأمين العام الجديد للصندو
تأملت ملامحه حينها، ثم قلت له بصدق. يا دكتور، لم آتِ إليك لأحاكمك
أطرق رأسه لحظةً طويلة، كأنما يغوص في أعماق سنواتٍ مضت، مملوءة بالجهد والصبر والتجارب، ثم رفع رأسه بوقار وصدق رجولي وقال. والله، ربّوك رجال. اعتبرني من اليوممستشارك الأول،
اليوم، إذ يوارى جسده الثرى، فإن سيرته تبقى شاهدةً على أن الرجال العظماء لا يموتون، بل يتحولون إلى ذاكرةٍ حيّةٍ في وجدان الأمة. لقد رحل جسده، لكن أثره باقٍ، يذكّرنا أن الأوطان تُبنى بالصدق، لا بالمزايدات، وبالإخلاص لا بالمناصب. رحمك الله رحمةً واسعة، وجعل مثواك الجنة، وجعل ما قدّمت لوطنك وأهلك في ميزان حسناتك. نسأله سبحانه أن يُلهم أسرتك وذويك وزملائك في الصندوق الصبر والسلوان، وأن يُسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين. إن رحيلك ليس غياب جسدٍ عن الدنيا، بل حضورٌ أعمق في ذاكرة الوطن. لقد علّمتنا أن خدمة البلاد لا تحتاج إلى ألقاب، بل إلى صدقٍ يترك أثراً، وأن ما يبقى للإنسان بعد رحيله ليس ما جمع من مال، ولا ما حاز من جاه، بل ما بذل من إخلاص، وما ترك من سيرته العطرة شاهدةً عليه في وجدان الناس.
إنا لله وإنا إليه راجعون.




نسأل الله الكريم أن يتغمده بواسع رحمته وأن يجعله من أصحاب اليمين . لا نزكيه على الله لكن كما جاء في الأثر اذا أحب الله عبدا حببه للناس. واحسن الله عزاكم فيه انا لله وانا اليه راجعون.
بارك الله فيكم اخي د. الهادي انا والله لا أعرف الرجل معرفة شخصية الا من خلال الاعلام لكن كلامك عنه يجعلني اترحم عليه واقول لك ما قاله لك سابقا والله ربوك رجال….نحن السودانيين طبعنا علي تبخيس جهد بعضنا البعض لكن اول مرة يصادفني مدير يثني ويمدح سلفه خاصة عند الموت فهو دلالة الاخلاص
السودان يعاني من أزمتين عميقتين بعد إستقلاله : أزمة هوية ، و أزمة مواطنة ؛ فالاولى تعمل تخريب البعد الاجتماعي بين أفراده ، و قد نجح لحد بعيد ، و الثانية ، تعمل على تخريب البعد السياسي و الاقتصادي بين أفراده ، و قد نجح أيضاً ، و يحتاج إلى ساسة معافين من هذين المرضين ؛ فأنى لهم ذلك ؟
غريبه الفلنقاي وما كوز الهادي ابو ضفائر يتولي الامين العام للصندق القومي للإعمار والتعمير خلفا للكوز البدري غلام الدين؟
يا الهادي انت لو غبي فما تفتكر الناس كلها اغبياء زيك ويمشي فيهم طلسك وبكائيات الكيزان المخاتله دي, كيف تتولي ادارة صندوق الكيزان وانت ما ما كوز؟ وغلامك هذا معروف منذ ما قبل ان يكون واليا علي شمال كردفان ولم يمدحه احد غيرك قط ولم يقدم خيرا لأحد ربما حتي اهله، فكيف به يقدم لك انت الفلنقاي القادم من مجاهيل الغرب الترحاب ويضع خبراته بين يديك؟ مشكلتنا سذاجة كيزان دارفور وكردفان ووضاعتهم وتدني تقييمهم لأنفسهم بحيث يرون ان مجرد مقابله شخص امثال هذا الغلام او نافع او كرتي او غيره من عتاة الكيزان هو بمثابة دخول الجنه في حين ان السودان كله لا يري فيهم سوي لصوص مجرمين وضيعين ولا يمتون للسودانيين وشهامتهم ومروءتهم بشيء!