مقالات وآراء

حرب ابريل دخلت شهرها الثلاثين: ماذا فيها من مفاجأت هذه المرة ؟!!

بكري الصائغ

في يوم الاثنين ١٥/ سبتمبر الحالي ٢٠٢٥، تكون حرب ابريل ٢٠٢٣ قد اكملت شهرها التاسع والعشرين وتدخل الحرب في يوم الثلاثاء ١٦/ سبتمبر شهرها الثلاثين، وتكمن الغرابة في هذه الحرب، ان لا احد في السودان وخارجه يعرف كم عدد القتلي من المواطنين والعسكر من الجانبين المتحاربين في هذه الحرب التي استمرت طوال اكثر من (٩٠٠) يوم، بل حتي القائد الاعلي للقوات المسلحة الفريق اول ركن/ عبد الفتاح البرهان ما عنده احصائية رسمية بعدد ضحايا الحرب، ولا احد من جنرالات واعضاء مجلس السيادة كلف نفسه عناء او بذل جهدًا إضافيًا بجانب عمله الروتيني، وقام بمجهود فردي او من خلال لجنة تقصي الحقائق حول عدد ضحايا حرب ابريل!!، بل وحتي الضباط والقادة العسكريين في وزارة الدفاع والقوات المسلحة وبالقيادة العامة اصلا لا يعرفون شيء عن الضباط والجنود الضحايا وملاءهم رفقاء السلاح!!

تدخل الحرب شهرها الثلاثين وكلا الجنرالين “البرهان وحميدتي” يصران باصرار شديد علي استمرارية الحرب حتي لو امتدت لمائة عام كما قال البرهان في اكثر من مرة، ومن جهة اخري نجد ان “حميدتي” قد صرح بانه لن يوقف الحرب الا بعد القبض علي البرهان وتقديمه للعدالة للقصاص منه جراء الجرائم التي ارتكبها خلال سنوات حكمه!!

الشيء الملفت للنظر، انه في ظل الغياب التام للاجهزة الرسمية “العسكرية والمدنية”، والمفروض عليهما ان تقوم معا بمد المواطنين يوميا واول باول عن مجريات الحرب، اصبحوا كل السودانيين – بلا استثناء – لا يعرفون عن حال بلدهم المنكوب الا من خلال الصحف والمواقع السودانية والاجنبية، وهي وسائل اعلام تضاربت عندها المعلومات والاخبار، فعلي سبيل المثال، نشرت احدي الصحف الخليجية ان عدد ضحايا حرب السودان خلال الفترة من بدايتها في ابريل ٢٠٢٣ وحتي فبراير ٢٠٢٥ قد فاق الـ(٤٠٠) الف شخص، وصحيفة اجنبية اخري نشرت نقلا عن مصادر في لجنة الإنقاذ الدولية إن عدد الضحايا جراء الحرب وصل إلى (١٥٠) ألف شخص خلال عامين من القتال.

اما قمة المهازل جاءت عندما قال النائب العام في السودان انتصار عبد العال، تصريحات دون ان يكون هناك اثبات حقيقي لصحتها ، قالت إن قوات “الدعم السريع” ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية تصل خسائرها إلى (٧٧١) مليار دولار، كما كشفت عن حزمة انتهاكات مريعة في غالب الولايات التي شهدت عمليات عسكرية معلنة مقتل أكثر من (٣٠) ألف سوداني على يد الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ منتصف أبريل ٢٠٢٣.. والسؤال المحير الذي يبحث عن اجابة:- من اين حصلت انتصار عبد العال علي هذه الاحصائيات الدقيقة في ظل عدم وجود اجهزة رصدت سير المعارك وكم ماتوا فيها؟!!

من يصدق بالله، ان السودانيين اصبحوا يعرفون الكثيرعن الحرب الروسية الاوكرانية التي بدات في يوم الخميس ٢٤/ فبراير ٢٠٢٢ ، وعن الحرب التي بدات في غزة يوم السبت ٧/ اكتوبر ٢٠٢٣، ولكنهم لا يعرفون الا القليل عن حرب السودان!!، بل واصبح هناك جدل ونقاشات واسعة بين السودانيين حول من اطلق “الرصاصة الاولي” في يوم السبت ١٥/ ابريل ٢٠٢٣، وهذا يدل علي عدم وجود رأي شعبي ثابت حول من البادي بالحرب!!

بل والاغرب من كل هذا، ان العقيد/ الطاهر أبو هاجة مستشار رئيس مجلس السيادة،- مثله مثل الكثيرين في القوات المسلحة الذين يعرفون ان الجيش هو من بادر باطلاق الرصاصة الاولي -، صرح علنا من قبل تصريح خطير ونشر تصريحه في الصحف السودانية والاجنبية، وقال ان “القوات المسلحة هي التي بدأت بالحرب”!!

ابو هاجة يعترف بأنهم هم من بدأوا الحرب فى السودان:-

ابو هاجة يعترف بأنهم هم من بدأوا الحرب فى السودان

ولكن من جهة اخري، نشر موقع “النيلين” في يوم ١٢/ نوفمبر ٢٠٢٣، مقال تحت عنوان:- “متي وكيف بدأت حرب السودان ومن هو المعتدي الاثيم؟” جاء فيه:- (خطأ فادح ومربك ويترتب عليه قلب الحقائق يقع فيه الكثير من الناس العامة منهم والخاصة واعني المتخصصين حتي الذين يساندون الجيش ويقفون في صف الوطن ممن يظهرون علي الميديا والقنوات العالمية وبعض الذين يكتبون علي الوسائط عندما يؤرخون لبداية الحرب في السودان يذكرون انها كان يوم 15/ 4/ 2023م ويقصدون الاشتباك المحدود الذي وقع في المدينة الرياضية ومحيط ارض المعسكرات بسوبا وهذا خطأ والصحيح ان الحرب بدايتها كانت يوم 13 / 4 / 2023 م عندما قامت قيادة المتمردين والمليشيات بتحريك قوة قوامها 150 عربة قتالية بكامل عدتها وعتادها لاحتلال مطار مروي دون اذن او توجية من قيادة الجيش وهيئة العمليات صاحبة الاختصاص في ذلك وهو ترتيب وتنظيم عسكري تصحيه إشارة و(امر تحرك) لاي قوة مسلحة وعدم التقيد بالقانون العسكري الأوامر المستديمة واللوائح مرحبا يعتبر تمرد وعمل عدائي واعلان حرب من قبل المليشيا المتمردة ويفضح نيتها المسبقة بالحرب وإدخال البلاد في دوامة الدم والغريبة انها أصدرت بيان بذلك وان تحركها بعلم وتنسيق مع الجيش ولاحقا وتحديدا في مساء نفس اليوم سحبت المليشيا تصريحها هذا تذكرون بيان العميد نبيل عبدالله الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية الذي نفي فيه صدور اي تعليمات من قيادة الجيش وان هذا تحرك احادي وحذر من خطورته علي الأمن الوطني السوداني مطالبا المليشيا بالتراجع وتحكيم صوت العقل من أجل أمان السودان. أضف الي ذلك شهادة مني اركو مناوي وجبريل ابراهيم مع عبدالرحيم دقلو في مساء يوم 14/ 5 فضلا عن حديث عثمان ميرغني ولقاءه بحميدتي الذي يكشف المخطط مسبقا مع الحليف السياسي قحت المركزي رفقاء عبد الرحيم دقلو في الحافلة كاصحاب الايكة يوم الظلة.
وكثير من القرائن الاخري الدالة علي سبق الاصرار والترصد مثل تحشييد المليشيا والتجنيد واعادة التمركز في العاصمة. كل هذه الأقوال والأفعال حدثت قبل يوم 15 فكيف تكون الحرب ان لم تكن كذلك.).-انتهي-

بعد غدا الثلاثاء ١٦/ سبتمبر الحالي، تدخل الحرب شهرها الثلاثين، ومن طالع ما نشر في الصحف السودانية قبل ايام قليلة مضت، يجد ان اغلب الاخبار كانت عن الاستعدادات العسكرية والتجهيزات لاستمرارية الحرب من قبل الطرفين خلال الفترة القادمة، فعلي سبيل المثال نشرت صحيفة “الراكوبة” في يوم السبت ١٣/ سبتمبر الحالي خبر تحت عنوان:- “ظهور مسيرات انتحارية قرب قاعدة لقوات الدعم السريع.. تطور في الحرب.”، وجاء في الخبر:-“تشير أكثر من عشر طائرات انتحارية مسيرة بعيدة المدى شوهدت بالقرب من مطار تسيطر عليه قوات الدعم السريع السودانية بالتزامن مع هجوم جوي كبير على مناطق تابعة للجيش في مايو أيار إلى أن القوات شبه العسكرية تمتلك أسلحة جديدة يمكن أن تغير مسار الحرب.”.

وجاء خبر اخر وافاد:- “يقدم نظام الرئيس سياسي أفورقي، دعم لوجستي وتدريب للمجموعات المتحالفة مع الجيش السوداني، بينما تشير تقارير إلى وجود معسكرات تدريب لمقاتلين سودانيين داخل الأراضي الإريترية. كما أن إريتريا قد سمحت للجماعات المسلحة من شرق وغرب السودان، مثل “الجبهة الشعبية لتحرير العدالة” و”مؤتمر البجا”، بالتدريب على أراضيها.”- “الراكوبة”- ١٣/ سبتمبر ٢٠٢٥-

وجاء خبر ثالث ليؤكد نية الطرفين المتحاربين علي الاستمرار في الحرب، فقد نشرت صحيفة “التغيير” في يوم ١٠/ سبتمبر الحالي، خبر تحت عنوان:-“تأسيس يتبنى غارات الخرطوم الاخيرة ويؤكد: “لن نصمت على جرائم نيالا”، مفاده:- “في تطور ميداني لافت، أعلن تحالف السودان التأسيسي المعروف باسم “تأسيس” أن قواته الجوية نفذت صباح الثلاثاء سلسلة من الضربات الجوية التي وصفها بأنها دقيقة وناجحة، واستهدفت مواقع عسكرية في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى. وجاء في بيان رسمي صادر عن المتحدث باسم التحالف، الدكتور علاء الدين عوض نقد، أن هذه العمليات الجوية تمثل ردًا مباشرًا على ما وصفه بالهجمات الإجرامية التي طالت المستشفيات والمنشآت المدنية في إقليم دارفور ومنطقة كردفان، بما في ذلك مدينة نيالا، التي شهدت مؤخرًا تصعيدًا في استهداف البنية التحتية المدنية. البيان أشار إلى أن هذه الضربات الجوية النوعية ركزت على مواقع عسكرية ولوجستية تُستخدم في دعم العمليات الحربية لما وصفه التحالف بالعدو، مؤكدًا أن تنفيذ هذه الهجمات تم مع مراعاة عدم المساس بالمدنيين أو ممتلكاتهم. وأوضح المتحدث أن هذا الحرص ينبع من التزام التحالف بمبادئه الأخلاقية في مواجهة ما وصفه بجرائم جيش الحركة الإسلامية ومليشياته، التي اتهمها بالفساد والقتل العشوائي في مناطق متفرقة من السودان، لا سيما في كردفان ودارفور.
وفي سياق متصل، أكد التحالف أن كافة الخيارات ستظل مطروحة للرد على ما وصفه بالاعتداءات التي تُنفذ بأوامر من جهات وصفها بـ”عصابة بورتسودان” و”التنظيم الإرهابي لجماعة الإخوان المسلمين”، مشيرًا إلى أن هذه الجهات حولت الجيش السوداني إلى أداة للقمع والترويع ضد المواطنين.”- انتهي-

في يوم الثلاثاء ١٦/ سبتمبر الحالي تدخل الحرب شهرها الجديد الذي ربما (يستمر- ان شاء لها ان تستمر- حتي يوم الاربعاء ١٥/ اكتوبر القادم.)، هذا الشهر الثلاثين القادم قد يكون مليء بالاحداث الموجعة المحبطة، بعد ان جاءت الاخبار واكدت ان كميات السلاح الناري المودرن، والسلاح الكيميائي، وطائرات البيرقدار التركية، والمسيرات الايرانية، والصواريخ الصينية، وبراميل البارود سيكون لها شان عظيم في الفترة القادمة.
يا تري، لمن الغلبة في هذه الحرب العبثية التي يصر البرهان علي كسبه وانها حكم “قوات الدعم السريع”.. ام “حميدتي” الذي اصر علي اعتقال البرهان وتقديمه للعدالة؟!!

قال الشاعر طرفة بن العبد:
“ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً… ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ

مرفقات لها علاقة بالمقال:
١/- حميدتي يتهم البرهان بإشعال فتيل الحرب في 2023

٢/- في تصريحات للحدث.. البرهان يتهم حميدتي ببدء المعارك والأخير: “سنواصل القتال”.

٣/- خلال لقائهما غير المباشر عبر العربية.. شاهد الاتهامات المتبادلة بين البرهان وحميدتي.

٤/- قائد الجيش السوداني: “حميدتي يسعى للاستيلاء على السلطة”.. وحميدتي: “سنستمر في ملاحقة البرهان”.

[email protected]

‫7 تعليقات

  1. كل القادة العسكرية ، من عبود الى نميري ، الى سوار الدهب ، الذين حكموا السودان، كان عندهم وطنية ،نسبية أكثر من النخب المدنية التي حكمت السودان
    ، ماعدا البرهان و حمدتي ، اللذان يعتبران ، مجرد عميلان
    للقوى الخارجية في هذه الحرب العبثية.

    1. الحبوب، مواطن مسكين.
      تحية الود، والاعزاز بحضورك الكريم.
      وصلتني رسالة من صديق علق فيها علي المقال، وكتب:
      كميات السلاح المهولة بانواعها المختلفة والموجودة في ولايات دارفور وبجانب الاجانب الداعمين لقوات الدعم السريع، ومطار نيالا اصبح مطار عسكري نزلت فيه عشرات الطائرات الحربية الاجنبية، ومن ناحية اخري استعدادات القوات المسلحة بتقنيات عسكرية متطورة كلها عوامل تؤكد ان الحرب في شهرها الثلاثين حتما ستكون حاسمة لاحدي الطرفين.

  2. بسبب الحرب دخل 80% من نسبة القوى العامله في السودان ( والمقدرة ب 25 مليون نسمة) في البطالة.
    و يمثل الشباب42% من السكان ، 90% منهم عاطلون عن العمل.

  3. حال السودان اليوم الاحد ١٤/ سبتمبر الحالي
    قبل (٤٨) ساعة من دخول الحرب شهرها الثلاثين:
    – (عناوين اخبار لها علاقة بالمقال ودون الدخول في التفاصيل.)-.
    ١/- طائرات مسيّرة تستهدف مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض.
    ٢/- مجلس السيادة: الــ.ـدعم يستهدف مطار كنانة ومحطة أم دباكر في تصعيد جديد للنزاع.
    ٣/- كازقيل تحت سيطرة الدعـ.ـم وسط تضارب الروايات حول الوضع في مدينة الأبيض.
    ٤/- كوستي تتعرض لغارات مسيّرة اليوم والجيش السوداني يعزز دفاعاته تحسباً لتصعيد جديد.
    ٥/- الجيش السوداني يحرز مكاسب ميدانية في عد السدر والــ.ـدعم يستعيد كازقيل.
    ٦/- مسيرة للدعم تستهدف مقر إقامة مصطفى تمبور.
    ٧/- الــ.ـدعم تعلن اختراقها للمحور الغربي لمدينة الأبيض.
    ٩/- تضارب الروايات حول دخول الــ.ـدعم إلى الأبيض والجيش يتحصن داخل الفرقة الخامسة وسط قلق شعبي.
    ١٠/- الجيش السوداني يسيطر على عد السدر ويتقدم نحو جبرة الشيخ وسط مواجهات مستمرة شمال كردفان.
    ١١/- بعد انسحاب الجيش من العيارة: الدعـ.ــم يصل محيط الأبيض والسلطات تتحرك لطمأنة السكان.
    ١٢/- غارات مسيرة تستهدف مدينة الابيض شمال كردفان صباح اليوم.
    ١٣/- مجلس الأمن يمدد العقوبات على السودان ويجدد ولاية مجموعة الخبراء حتى 2026 ومهام جديدة.
    ١٤/- مجلس الأمن يمدد حظر الأسلحة على دارفور وروسيا تعرقل توسيعه ليشمل كردفان.
    ١٥/- الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة: مضاداتنا تصدت بفاعلية لاستهداف مسيرات المليشي.
    ١٦/- مجلس السيادة: هجمات الدعم السريع على أم دباكر ومطار كنانة جريمة حرب.

    ١٧/- امتلاك الدعم السريع مسيّرات انتحارية
    مؤشر على استحالة الحسم العسكري:
    تشير أكثر من عشر طائرات انتحارية مسيّرة بعيدة المدى شوهدت بالقرب من مطار تسيطر عليه قوات الدعم السريع السودانية إلى أن خيار الحسم العسكري أمر معقد ويمكن أن يقود إلى سنوات أخرى من النزاع في ضوء سباق طرفي الحرب نحو مراكمة المزيد من الأسلحة. وأدى الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم على مدى فترة العامين ونصف العام الماضية، واستقطب عددا كبيرا من الأطراف الأجنبية ذات المصالح المتباينة ويهدد بتقسيم الدولة الإستراتيجية المطلة على البحر الأحمر والمنتجة الرئيسية للذهب. ويقول مراقبون إن الكشف عن وجود هذه المسيّرات، التي يصل مداها إلى ألفي كيلومتر، يحمل رسالة إلى قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بأن التخطيط لحسم المعركة عسكريا سيكون أمرا بعيد المنال، وأن الخيار الأكثر واقعية هو الجلوس إلى التفاوض والاستجابة لمساعي وقف الحرب التي طرحت في أكثر من منصة بدءا بمسار جدة وصولا إلى مفاوضات جنيف، وتجنيب البلد المزيد من ويلات الحرب والصراع العرقي والمناطقي. وأظهرت صور وتحليلات نشرها مختبر ييل للأبحاث الإنسانية وتحققت منها رويترز 13 طائرة مسيّرة (دلتا وينج) إلى جانب معدات إطلاق بالقرب من مطار نيالا في دارفور بغرب السودان في السادس من مايو من هذا العام. وعادة ما يكون مدى هذه المسيّرات، المصممة للاصطدام بأهدافها، حوالي ألفي كيلومتر، وهو ما يعني أنها قادرة على الوصول إلى أي مكان في السودان. وهذا المدى أبعد بكثير من أيّ طرازات أخرى كانت قوات الدعم السريع تمتلكها في السابق. ووفقا لتقييم ييل فإن هذا الطراز أحد طرازين صينيين محتملين. وقال خبيران تواصلت رويترز معهما إنهما لا يستطيعان تأكيد الجهة المُصنعة، لكنهما اتفقا على المدى المحتمل. وتنتج شركات في روسيا وإيران نماذج مماثلة.
    ونفت وزارة الخارجية الصينية أيّ علم لها بالطائرات المسيرة. وقال متحدث باسم الوزارة “تتبنى الصين منذ وقت طويل موقفا حكيما ومسؤولا في صادراتها العسكرية وتنفذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بدقة ووضوح وتفي بالتزاماتها الدولية.”، وتزامن ظهور الطائرات المسيّرة و16 منصة إطلاق بالقرب من مطار نيالا مع سلسلة من الهجمات بوابل من المسيّرات على بورتسودان بين الثالث والتاسع من مايو. وقال مراقبون إن الطائرات المسيّرة اختفت بحلول التاسع من مايو بينما ظل من الممكن رؤية المنصات حتى أوائل سبتمبر. وفي ذلك الوقت، تكهن بعض المحللين بأن الهجوم على المدينة التي اتخذها الجيش عاصمة خلال الحرب والتي تبعد نحو 1600 كيلومتر من نيالا ربما انطلق من مناطق تقع في شرق السودان لأنه لم يكن معروفا أن قوات الدعم السريع تمتلك مثل هذه القدرات.وبعد الاعتماد في البداية على التوغلات البرية، عززت قوات الدعم السريع قدراتها الجوية واعتمدت بشكل متزايد على هجمات الطائرات المسيّرة منذ خسارتها لأراض بوسط السودان وشرقه في وقت سابق من هذا العام. وشنت القوات شبه العسكرية هجمات بمسيّرات على العاصمة الخرطوم هذا الأسبوع فيما قالت إنه للرد على هجمات شنها الجيش على المدنيين بمناطق أخرى في السودان، إلا أنه لم يتضح ما هي نماذج المسيّرات المستخدمة في الضربات. وأكدت تحليلات أجرتها شركة الاستخبارات الدفاعية (جينز) وفيم زفايننبرخ من منظمة السلام الهولندية (باكس) أن الصور التي التُقطت في مايو الماضي أظهرت طائرات مسيّرة انتحارية بعيدة المدى مماثلة للنماذج المنتجة في عدد من البلدان والتي يبلغ مداها حوالي ألفي كيلومتر. ولم ترد قوات الدعم السريع بعد على طلبات للتعليق وجهتها رويترز لمتحدث باسمها. وكررت الخميس اتهامات باستهداف الجيش للمدنيين بهجمات بطائرات مسيّرة. وينفي الجيش هذه الاتهامات. وفي وقت سابق من هذا العام، رصدت رويترز ثلاث طائرات مسيّرة صينية الصنع من طراز سي إتش – 95 بمدى يصل إلى 200 كيلومتر في مطار نيالا. وفي ذلك الوقت، كانت قوات الدعم السريع تشن هجمات متكررة بطائرات مسيّرة على أهداف أقرب، بما في ذلك مستودعات وقود وسدود وقواعد عسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوداني. واستهدف الجيش السوداني مطار نيالا والمناطق المحيطة به مرارا، بما في ذلك بضربات نفذها في وقت سابق من هذا الأسبوع. ولم يحدد باحثو ييل كيفية وصول الطائرات المسيرة إلى دارفور . ومنذ أوائل القرن الحادي والعشرين، يخضع إقليم دارفور لحظر تسليح تعرض لانتهاكات متكررة. -انتهي-
    – المصدر “الراكوبة”- 13/ سبتمبر، 2025-

  4. وصلتني رسالة من قارئة تسال فيها عن رأئي الشخصي في ما هو متوقع حدوثه خلال الفترة من 16 سبتمبر حتي 15 أكتوبر؟!!.
    وردي علي الحبوبة الفاضلة صاحبة الرسالة، ان الجنرال سيرضخ للجلوس مع عدوه اللدود “حميدتي” علي طاولة واحدة من اجل الاتفاق علي وقف الحرب، خصوصا ان تنظيم “الاخوان المسلمين” و”الحركة الاسلامية” وتنظيم “براء ابن مالك”، قد اصبحت منظمات وحركات مسلحة غير مقبول وجودها في نظر دول كثيرة يهمهما امر مستقبل السودان وحتي لا يتفتفت، وهي منظمات ساندت البرهان ووقفت الي جانبه، عليه، اصبح البرهان وحيدا بلا دعم، واصبح ايضا تحت ضغط دولي يلزمه بوقف الحرب بعد ان فشل في حسمها كما وعد من قبل، لقد اصبح وضع البرهان حرج للغاية بعد سقوط رؤوس اسلامية مثل اعتقال احمد هارون وجبريل ابراهيم، ومحاولة انقلاب بكراوي، لا حل امام البرهان الا التنازل عن هذه النفخة الكاذبة ويقبل الجلوس جهارا نهار مع “حميدتي”.

  5. اليوم ، سيتم نقل سكان سوق معبر أرقين إلى جنوب المعبر، على بعد 2 كيلو ، في أرض قاحلة ، ليست مخططة و ليست فيها أي خدمات ، لو كان في البلد في مؤسسات حقيقة لراعاة لسكان معبر أرقين و جهزت لهم الخدمات (حمامات ، اتصالات ،كهرباء، قسم شرطة ، مياه).
    للمواطنين قبل ترحيلهم لي تلك المنطقة القاحلة

    1. الحبوب، مواطن مسكين.
      سعدت بحضورك السعي، ومشكور علي الموظبة بالتعليقات.
      كتبت في تعليقك عن “ارقين”، وبما انني حلفاوي افيدك علما ان تهجير النوبيين من مناطق سكناهم مستمرة بصورة لا تتوقف منذ عام ١٩٦٣ حتي اليوم، الفريق عبود رحلا بالقسر الي خشم القربة، وجاء عمر البشير ورحل النوبيين الي الكلاكات، حرب ابريل ٢٠٢٣ رحلت النوبيين من الكلاكلات الي كل اصقاع الدنيا – انا واحد منهم-.
      يا حبيب،
      اليوم الاثنين ١٥/ سبتمبر، هو اخر يوم في الشهر ال(٢٩) علي الحرب، غدا الثلاثاء تدخل الحرب شهرها الثلاثين ، وقد استعدت القوات المسلحة لمواجهة الطرف الاخر عدوها اللدود وهي تردد ” وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ.”.. وبالطبع قوات “الدعم السريع” استعملت نفس الآية بعد وضعها بصورة كاملة “وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ.”.
      يا حبيب،
      مازلنا في انتظار الاجابة علي السؤال الذي جاء في نهاية المقال:- يا تري، لمن ستكون الغلبة في هذه الحرب العبثية،البرهان الذي يصر علي كسبها وانهاء قوات “الدعم السريع”؟!!.. ام “حميدتي” الذي يسعي لاعتقال البرهان وتقديمه لمحاكمة عادلة؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..