مقالات وآراء

البلابسة والفلاقنة وحماقة البلطجة في ميادين أوروبا

محمد الربيع

أفاضلُ الناسِ أغراضٌ لذا الزمن – يخلو من الهم أخلاهم من الفطنِ 
وإنّما نحن في جيلٍ سواسيةٍ – شرٌّ علي الحرِّ من سقمٍ علي بدنِ
ولا أعاشرُ من أملاكهم أحداً – إلّا أحقّ بضربِ الرأس من وثَنِ
،، أبو الطيّب المتنبيء ،،،،
“لو أمطرت السماء حرية، لحمل بعض العبيد المظلات”
إفلاطون
البلطجي هي كلمة تركية وتنقسم إلي مقطعين وهي بلطة ويشبه الفأس الضخم عندنا في السودان) وهي الأداة المعروفة التي يستخدمها الجزار لتكسير العظام أو يستخدمها المزارع لقطع الأشجار وإنتشر في العهد العثماني لأن هناك فرقة عسكرية تحملها وتتقدم علي الجيش العثماني الغازي ليقطع الأشجار من الطريق ولذلك يسمونهم بفرقة البلطجية وتعني حمل السلاح ويقابلها في اللغة العربية “تأبط شراً” ،،، ومع مرور الزمن تحولت البلطجة إلي نشاط وسلوك إجرامي مثل الإستيلاء علي حقوق الآخرين بالسلاح أو فرض الرأي بالقوة ومحاولة إسكات الرأي الآخر بهدف السيطرة علي جماعة عن طريق إرهابهم وقمعهم والتنكيل بهم وأحياناً قتلهم لغرض السرقة أو مصادرة آراءهم ، والبلطجي هو شخص همجي بربري جاهل لا يخضع لقانون ولا يحمل أي قيم إنسانية أو ضمير،،، وتنتشر البلطجة مع إنهيار الدولة وغياب القانون ووجود ظاهرة التفلتات الأمنية.
من المعلوم للجميع أن الدول الأوروبية هي دول منظمة وديمقراطية فيها العدالة الإجتماعية والتداول السلمي للسلطة وتخضع لسيادة حكم القانون وإحترام المؤسسات إلا أن البلابسة داعمي مليشيات الحركة الإسلامية التي تسمي “إنتحالاً” بالجيش وتابعيهم الفلاقنة خدم المنازل أنصار المشتركة الذين باعوا أهلهم وقضيتهم بدراهمٍ معدودة وقاتلوا لتثبيت دولة الأبارتايد التي أذلتهم قبل أن تقتلهم وتهجّرهم وتنزع منهم الجنسية ،،، لكن من يعاني متلازمة إستوكهولم وسايكلوجية الإنسان المقهور يظل شخصٌ معطوب الوجدان لا تنفع معه أي محاضرة إخلاقية أو درسٌ في الكرامة وإحترام الذات ،،، هؤلاء البلطجية الصعاليك الذين ذاقوا الأمرّين قبل أن يصلوا إلي أوروبا ويقدّموا شكاوي ضد النظام السوداني وأجهزته القمعية لا سيما جهاز الأمن والمخابرات ذو السمعة السيئة في إنتهاك حقوق الإنسان لكنهم بدلاً من أن يواصلوا في طريق الوعي الثوري لإقتلاع “دولة ٥٦” تحولوا إلي أدوات رخيصة تستخدمهم سفارات “دولة الأبارتايد” لممارسة البلطجة في ميادين وساحات الحرية الأوروبية بغية إرهاب أهل المنطق والرأي السديد بعد الهزائم العسكرية والنفسية التي تلقوها داخلياً وخارجياً،،
بالأمس ذهب نفرٌ من الفاعلين سياسياً (قادة تأسيس، مفكرين، سياسيين وممثلين لمنظمات المجتمع المدني) توافدوا إلي العاصمة البلجيكية بروكسل بدعوة كريمة من مؤسسات ديمقراطية راسخة (المركز التركي ومركز القرن الأفريقي للدراسات والبحوث) لمؤتمر يجمعهم مع ممثلين من البرلمان الأوربي لشرح جذور وأبعاد ومسار الأزمة السودانية، إلا أن هذا الدور الدبلوماسي الحضاري لم يعجب عصابة بورتسودان فأصدروا تعليماتهم لسفيرهم البائس في بروكسل يمنع هذا المؤتمر بكل الطرق “الخبيثة” وهو بدوره إستخدم الفلاقنة (Houses Niggers) الذين تركوا أمهاتهم وأخواتهم في معسكرات الذل والمهانة ولم يجدوا إلّا الإمباز مادة للغذاء ،،
هؤلاء المعذبون في الأرض جاؤوا بكل همجية ليمارسون البلطجة والترهيب بهدف إغتيال الوعي والتنوير من أمام رمز الديمقراطية والتحضر وجميعهم من الهامش المأزوم ومن أنصار المشتركة !! ويا له من فضيحة وعار !!
أنا أسألكم لو كنتم بالفعل مناضلين كما تزعمون : لماذا حاربتم لمدة ٢٢ عاماً؟ ما هو منطقكم لرفع السلاح في وجه النظام المركزي؟ لماذا إذاً شردتم أهلكم وتركتموهم للجوع والأمباز؟ ألم تكونوا من داعمي الدعم السريع منذ بداية الحرب حتي يوم (فك الحياد) ؟
أقنعوني لو كنتم تملكون الحجة والمنطق ما الذي حملكم علي مساندة الدعم السريع إبتداءاً أو علي الأقل الوقوف في الحياد قبل أن تساقون بأوامر قادة أغبياء سماسرة أزمات قبضوا ثمن مشاركتهم إرتزاقاً ثم تخضعون لإبتزاز وسلطة  قهرية من القبيلة فرضت عليكم الوقوف بجانب الباطل مكرهين ؟! هل تعتقدون بأن الشرفاء أصحاب المباديء يمارسون السياسة من داخل جلباب السلطة القبلية؟ إذا كنتم بالفعل تريدون “البل” لماذا لا تذهبون للفاشر وتستردون مبني اليوناميد ومعسكر زمزم ونيفاشا أو تذهبون لمساندة إخوتكم الذين يموتون كالنعاج في رمال كردفان؟
في كل ميادين الحرية من باريس، لندن إلي بروكسل لماذا لم نري معكم أسيادكم أيها البؤساء التعساء؟ إلي متي وأنتم في دولٌ الديمقراطية وإحترام الرأي الآخر تواصلون هذه التصرفات الغبية الرعناء التي لا تنم إلا عن جهلٍ وبربرية ونقصٌ في التربية والتعليم ولن تجلب لكم غير السخرية والإستهزاء قبل سوء المنقلب مع الشرطة؟ لماذا لا تواجهون المنطق بالمنطق؟ لقد أصبحتم مادة للنكات والتندر والضحك ويا له من سيرةٍ سوداء سوف تسود مستقبلكم ومستقبل أحفادكم لأنها ببساطة سيرة عبيد يرفضون التحرر من أغلال  العبودية وسلاسل الرق بل ويقفون في وجه من يقاتل لتحريرهم !!
قبل الختام
“إن سلاسل العبودية تبقي سلاسل، إذا كانت من ذهبٍ أو من حديد”  مصطفي كامل
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..