مقالات وآراء

ردود الافعال عند القادة العسكريين بعد سقوط بارا والفاشر: لا مبالاة عدم اكثراث!!

 

بكري الصائغ

القراء الكرام، هل قرأ احد منكم في الصحف والمواقع السودانية والاجنبية تعليق او تصريح رسمي من الفريق اول/ عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة بعد سقوط بارا والفاشر وضح فيه حقيقة ما جري عسكريا في المدنتيين قبل السقوط، وشرح بالتفاصيل الدقيقة بكل شفافية وامانة اسباب عدم قدرة الكتيبة العسكرية في صد الهجوم علي مدينة الفاشر، ورد الاعتداءات التي استمرت لا اكثر من (٥٠٠) يوم علي هذه المدينة التي شهدت اسوأ هزيمة عرفتها القوات المسلحة في تاريخها الطويل، فلم نسمع من قبل سقوط مدنتيين في وقت واحد رغم الصرف المادي والعسكري وعمليات اسقاط جوي عشرات المرات لامدادات عسكرية ومعونات وغذاءعلي القوات الموجودة في المدنتيين؟!!
القراء الكرام، هل قرأ احد منكم خبر او بيان صادر من مجلس السيادة حول انتكاسة القوات المسلحة وتلقيها اكبر ضربة عسكرية في بارا والفاشر، وقام احد جنرالات المجلس او من المدنيين فيه بكشف كل ملابسات ما قع ولماذا سقطت المدنتيين، واسر اللواء الركن/ محمد أحمد الخضر قائد ثاني الفرقة العميد الركن/ محي الدين عثمان صالح؟!!… قمة المأساة تكمن في عدم مبالاة اعضاء مجلس السيادة بشقيه العسكري والمدني باطلاع الشعب بحقائق معارك بارا والفاشر ونيالا، وسكوت القادة العسكريين عن الافصاح حول اسباب سقوط المدنتيين، بل حتي مجلس الوزراء لم يعلق لا من قريب او بعيد بالهزيمة النكراء التي لحقت القوات المسلحة في غرب البلاد.
كان الواجب علي الناطق الرسمي الجديد باسم القوات المسلحة العميد الركن/ عاصم عوض عبد الوهاب، ان يكون هو اول المبادرين الادلاء بتصريح كامل شامل فيه كل الحقائق، وكشف كل خفايا والاسرار بلا تعتيم او اخفاء، ولكنه وحتي هذه اللحظة علي ما يبدو “لم يتلقي الاذن من القادة العسكريين الذين يهمهم بدرجة كبيرة ان تمر الهزيمة مرور الكرام، تماما مثل هزيمة وفضيحة احتلال ود مدني في يوم ١٩/ ديسمبر ٢٠٢٣”!!
اما لماذا ترفض جهات رسمية كثيرة في بورتسودان اعلام الشعب بحقائق الامور وما يري في بلاده من محن ومأسي، فهو شيء ليس بالجديد في الساحة السودانية، فمنذ ان تولي البرهان السلطة في ابريل ٢٠١٩، وجاءته كهدية لم يتوقعها من رفيق سلاح بن عوف، وهو يمارس التضليل والتعتيم في كل شيء يتعلق بالمسار السياسي والعسكري، ويتعمد عدم توضيح الحقائق للشعب بمجريات الامور سواء كانت صغيرة او كبيرة، بل حتي يرفض اللقاءات الشعبية وملاقاة المواطنين وجها لوجه، ومنذ ابريل ٢٠١٩ لم يتلقي البرهان بالمواطنين الا في مناسبات العزاء!!
والغريب في شخصية البرهان الجنرال غريب الاطوار، انه عندما يكون في دولة بالخارج زارها في مناسبات رسمية، تنفك عقدة لسانه ويقول الكثير المثر للجدل، وسبق ان ادلي بتصريحات كثيرة للصحف الاجنبية ووكالات الانباء، وخطب من منصة الامم المتحدة، وشجب بشدة العدوان علي غزة وندد بجوع اهلها ومعاناتهم!!، ولكن ما ان يصل بورتسودان حتي وجدناه قد لزم الصمت المطبق والسكوت العميق، حتي يخيل لنا انه نسي لسانه في الدولة التي جاء منها!!

الغرض من كتابة هذا المقال بالدرجة الاولي، لفت نظر المسؤولين الكبار الي ضرورة مصارحة الشعب ايا كان نوعها سئية او محبطة دامية للحد البعيد، وانه من حق المواطن ان يعرف كل شيء عن ما يجري في بلده من احداث، وان تقوم الحكومة بانتهاج سياسة جديدة تهدف الي تمكين الناس من حقائق الامور، والا يستمدوا معلوماتهم فقط من القنوات الفضائية الاجنبية ومواقع الاتصال-( بهذه المناسبة افيد القراء علما ان موقع “Facebook” قد بث خلال اليومين الماضيين ٢٥- ٢٦/ اكتوبر الحالي نحو “٢٠٠” مقطع مصور للاحتفالات في الفاشر بانتصار الدعامة وتحرير المدينة)، كل هذا ياتي وسط تعتيم الحقائق ودس هزائم القوات المسلحة.
واخيرا اذكر اهل السلطة في بورتسودان، ان اللا مبالاة وعدم الاكتراث بما يحدث من مهازل في داخل القوات المسلحة، وعدم اطلاع الشعب بحقائق الامور، ستاتي بالساحق الماحق عليكم جميعا، فبوادر الغضب قد بدأت تظهر علنا وسط الضباط والجنود.

مرفق مع المقال:
١/- انسحابات للجيش السوداني في الفاشر بعد تقدم قوات “الدعم السريع”.

https://www.youtube.com/watch?v=tFy0ttTkvc4٢/

-هل سيطرت قوات الدعم السريع فعلا على الفاشر؟ • فرانس 24؟!!

https://www.youtube.com/watch?v=UQEz2N2XhZs٣/

– مدينة الفاشر.. أكثر من عامين من المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ما التطورات الأخيرة؟!!

‫5 تعليقات

  1. إدارة الحرب تتطلب الكثير من السرية الي ان تضع الحرب اوزارها وسقوط الفاشر وغيرها امر متوقع في اي لحظة ولا يؤثر على الهدف الاستراتيجي للخطط العسكرية بالرغم من الأضرار الجانبية التي قد تصيب المواطن العادي.

    1. يا أخ Mohd عندما حققت قوات التقراي إبان حربها مع الجيش الاثيوبي تقدما لافتا واصبح الطريق شبه سالك امامها للوصول الى اديس ابابا خرج ابي احمد عن صمته وملك الشعب الإثيوبي الحقيقة. لم يقل لهم ان الجيش انسحب “لأسباب تكتيكية” او ان “قواتنا قد الحقت بالعدو خسائر فادحة في الارواح والمعدات” وما الى ذلك من التعابير المنمقة التي تخفي الحقيقة ولم يدفن رأسه في الرمال وانما قال لهم صراحة ودون مواربة أن اديس ابابا في خطر ويجب وقف زحف التقراي بكل السبل. وكانت النتيجة مذهلة. الملايين من الشباب تقدموا الصفوف لحمل السلاح دفاعا عن العاصمة وصمدت القوات المدافعة في وجه تقدم التقراي وقاتلت بشجاعة وبسالة حتى تم دحر التقراي واعادتهم الى المناطق التي انطلقوا منها. اقول بإختصار النهج الذي ظلت تتبعه الحكومة من الناحية الاعلامية نهج اقل ما يقال عنه انه ليس بالمستوى المطلوب ولا يقود إلا الى نتائج عكسية. هل كان من الافضل لقادة الجيش الصمت في ظل هذه الاوضاع لدواعي السرية ام كان من الافضل عقد مؤتمر صحفي وتمليك الناس الحقيقة؟؟ حدثني احد الضباط العسكريين السابقين بأنه عندما سيطرت قوات محمد نور سعد على الخرطوم لم يتأثر كثيرا بتعبير “المرتزقة” لكن الذي حركه فعلا هو المعلومات الرسمية التي وصلته والتي تقول ان المهاجمين قد استولوا فعلا على مناطق حيوية في العاصمة قد تمكنهم من الاستيلاء على السلطة وخلق واقع جديد دون ان يعرف من هم وماذا يريدون وكان هذا كافيا لتحفيزه وبقية الضباط والعساكر للقتال. لقد تعودنا على الاكاذيب مع الاسف وان كان بعضها لا يقنع حتى الاطفال اليفع. السؤال الآن: ماذا سيفعل هؤلاء القادة الآن بعد سقوط الفاشر وبارا؟ وهل هم يهتمون فعلا بمصير عشرات ان لم نقل مئات الآلاف من المدنيين الابرياء الذين اصبحوا الآن بين المطرقة والرحى؟ وما هي الترتيبات العسكرية التي اعدت لموجهة الزحف المحتمل من قوات الدعم السريع نحو الشمالية وامدرمان؟ أسوأ ما في هذا الموضوع هو التعامل مع ما حدث في دارفور وكأن الفاشر غير مهمة وان سقوطها ليس بمشكلة مع اني اري بفهمي المتواضع انها بداية لسلسلة من الاخفاقات القادمة التي لا يجب التعامل معها بنفس مستوى الصمت الغريب الذي صاحب سقوط الفاشر هذه المرة.

    2. يا فلنقاي انت لا تعرف ان السرية في لحرب تكون في التخطيط و ليس في اخفاء الحقائق . لقد هزم الجيش و المشتركة في الفاشر و الأمر ليس سرا فينبغي تنوير الشعب على أقل تقدير ببعض ااسباب هذه الهزائم
      من قبل تم تسليم مدني للدعم السريع و لم تجر اي تحقيقات و دفع المواطن المسكين الثمن
      انحاز كيكل للدعم السريع و شارك معه ادارة الحرب في الجزيرة و انحاز كيكل الى الجيش و ترك الدعم و لم يجر اي تحقيق

      هل الشعب مجرد بهائم عندكم يا Mohd

  2. اخر مرة صرح الموهوم ياسر كاسات قال اسبوع اسبوعين والان كملنا 3 سنوات عشان كدة السلام سمممح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..